|
تطويع لساني لمداخيل قواعدية نقد الصورة
سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 00:16
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
نال مفهوم الصورة الشعرية عنايةنقدية في المجال العربي والعالمي؛ كون الصورة ركنا من العمل اﻷدبي .هي وسيلة يستعان بها في صياغة التجربة اﻹبداعية ، أداء الناقد يتوسلها للحكم على أصالة العمل ونجاح تجربة اﻹبداع . الصورةجوهر المعطى النصي للقصيدة بل هي التحقيق الموضوعي للذات المتشظية للشاعر في عناصرها المكونةللبناء .لم تنال قسطها الذي تستحق من العناية والدراسة وﻻيزال المصطلح يسوده الضباب ومسارب الضياع بين الفهم اﻷدبي أوالفني أو البﻻغي البياني أو التوقف أمام المجاز. ولما للشاعر مقاصده فقد أضاع النقد بوصلة القياس؛ التوجه صوب موقع الصورة في النص ؛أنهامن معطيات الحداثة .لكن تناولها منذ بداية ظهور النقود من أيام آرسطو مرورا بالرومان ثم العرب حتى مجئ آطروحات أوغسطين وبلوغ نظريةكوليريدج في تفسيراته للخيال الشعري وقيادة الرومانتيكية ؛منحت الصورة مكانتها .ذلك ﻻيعني أن النقد القديم ﻻنجد فيه مﻻمح عناية بالصورة قد ﻻنعثر في بطون الماثور عن هذه الصياغة الحرفية المتداولة ،ولكنها مبعثرة. استخدامات فهمنا متوافرة في البيان والتبين وسواه الكثير .قد لمسنا ثﻻثة من أبرز العناصر الصياغية للأفكار عن الصورة فالتجسيم بمنعناه التقدير الحسي والتاثير اﻹشاري لوجود الصور في نصوص قديمة من الشعر تماثل ما لها في الرسم من مكانة إختﻻفها في مادة البناء،وهنا وجدنا فكرة النقد الحسي للمعنى وتشكيله تصويريا فهو هنا في مراحل أولية للتحديد الدﻻلي.وما قاله ،قدامة بن جعفر *سنمر عليه في مطاوي مبحثنا من كون المعاني الشعرية والموضوعية للصورةكما في الصناعة من أن ، ﻻبد فيه من شئ بموضوعاته يعتبر المواد اللغوية كما الخشب للنجاروالرخام للنحاة واﻷصباغ للرسام . بقي في رؤيته اﻹعتبار لﻷصل؛ المحاكاة وهو مستخلص من كتاب الشعر لآرسطو *كما في تاصيله اللغوي لم يتجاوز ما قاله، الجاحظ* قبله بكثير أما مرورالجرجاني* بإعتبار الكﻻم أصواتا محلها من اﻷسماع محل النواظر من اﻷبصار. قد ترى الصورة تستكمل شرائط الحس فربط الصورة بالوشائج الشعوريةحدا به إلى بحث المعنى والمبنى للشعر ﻻيسبق أحدهما اﻵخر وينتظمان في الصورة ويقول: إنما هو التمثيل والقياس لما نعلمه بعقولنا على الذي نراه بأبصارنا ،ما خطه صاحب الحيوان بإعتبار الشعر ضربا من التصوير،وصاحب اﻷسرار بتبني الصورة البيانية والمقابلة بين الشعر والرسم ؛يتركز على الجانب البصري في التصوير الشعري ،هو يقارب مفهوم التخيل .اليوم يقر علماء النفس اﻷنماط الذوقية والشمية واللمسيةوالسمعيةوأن التكون التصوري النتاج لعمل الذهن اﻹنساني أو هي البعد الذهني وهذه الدﻻلة منبثقة من فتوحات تشريع نوافذفرويد من جديد والتعاطي مع ما يسمى العقل الباطن والتسامي والإحالة للمكبوت اللذي إلى إبداع يعطي ملامح اللبيدو . اﻹحساس الذي يتولد في الذهن يتجلى صورا رامزة وهو تجسيد لرؤية الرمزية في بعض حيثيات طروحاتهاوما يدعى بعناقيد الصورة قد توسعت دراستها من كارولين سبريجن *بدراستها حول صور شكسبير في صوره المسرحية المشهورة .قدم الشاعر اﻹنكليزي ،سيسلدي لويس* يقول :عن الصورة هي رسم قوامه الكلمات ،وهنا هو اﻷقرب الدﻻلي لمصطلح الصور التي تهتم بالنمط البصري. الصورة ليست نتاجا تلقائيا للرمزوية البصرية .هناك تكونات تجريدية بحتة ﻻعﻻقة لها بالبصر ،تلك لم تعد بحوثا نظرية. هناك دراسات تتعلق بتشريحات الدماغ والكشف عن مناطق تكون الصورة والعومل الفسلجية .يقول، أوستن وويليك *يختلف الناس في درجة تبصرهم .هذا عزرا باوند منظر التصويرية في الحركات الشعرية المعاصرة يتسور في تعريفة الذي صاغه للصورة الفنية الدﻻلية التجسيمية التي إعتنقها أصحاب اﻹتجاه المادي التصويري في الشعر فيقول: إن الصورة هي تلك التي تقدم عقد فكرية أوعاطغية في برهة من الزمن.المعاصرون نحو بإتجاه اﻻستعارة كبديل لمفهوم الصورة . ريتشاردز* ينبري ليفصح أن الصورة مضللة إذ أننا لولم نحذرها ﻻنتهينا إلى أن الصورة تقدم إدراكا حرفيا للشئ الموجود بالفعل .ويقول ،جون مدلتون مري* كل ما يقال: عن الصورة في الشعر يمكن أن يصب في اﻻستعارة!! بمعنى منح الاستعارة شمولية أكثر من الصور وهي من مكوناتها كما ثابت والﻻفت مسايرة عدد غير قليل من النقاد الجدد فعودة لكارولين سبرجين *تقول ،مصطلح الصورة عام نبضوي نحته اﻹسلوب التشبيهي واﻻستعاري والمجازي. بل تعلن إنها تستعمل مصطلح صورة هنا بحيث يشمل كل من التشبيه والتشبيه المضغوط المركز وتقصد به اﻻستعارة .مصطلح صورة يجب أن نفهمه على إنه يتضمن كل صورة خيالية يعبر عنها الشاعر بواسطة الفعالية وتفكيره سواء أكانت هذا الصورة الخيالية تشبيهاأم استعارة بما تحمله الكلمات من معنى رحيب. لذا ينبغي أن نبتعد عن قولنا اﻹيحاء الذي يجعل المصطلح معبرا عن الصورةالبصرية فقط النقودالعربية للمحدثين تنحو ثﻻثة إتجاهات: تبني طروحات النقاد اﻻوربيين ونفي معرفة العرب للصورة الفنية وهو ما إعتنقه على البطل *في دراسته الصورة في الشعر العربي حتى القرن الثاني الهجري ..ونصرت عبد الرحمن *في كتابه الصورة الفنية في الشعر الجاهلي في ضوء النقد الحديث.ود. مصطفى ناصف* في الصورة اﻷدبية ونعيم اليافي* في مقدمة لدراسة الصورة الفنية وتطور دراسة الصورة الفنية في الشعر العربي. وإتجاه ثان معتدل تناول الموروث قراءة بعين الناقد فأقر فضل القديم وبين ميزة الحديث ومنهم علي إبراهيم أبو زيد*.في دراسته الصورة الفنية في شعر دعبل الخزاعي* وعبد الله صالح نافع *في كتابة الصورة الشعرية في شعر بشارد بن برد* وفي الطليعة كتاب الصور الفنية في التراث العربي القديم لجابر عصفور *. احمد الشايب *يقول ،هي المادةالتي تتركب من: اللغةبدﻻلتهااللغويةوالموسيقية ومن الخيال الذي يجمع بين عناصرالتشبيه واﻻستعارةوالطباق وحسن التعليق.علي صبح* يكتب هي التركيب القائم على اﻹصابة في التنسيق الفني الحي لوسائل التعبيرالتي ينتقيها وجودالشاعر.عبد القادر القط *يعتبرها شكلا فنيا تتخذه اﻷلفاظ والعبارات بعدأن ينظمها الشاعر في سياق بيانه الخاص . وهي صيغة لفظية يقدم اﻷديب فيها فكرته ويصور تجربته وفقا لعبد الفتاح صالح*. إصطﻻح الحقيقة والمجاز في النقد الحديث والمعاصر إتخذ أسم الصورة.ولذلك ﻻنرغب بمصطلح الاستعارة بديﻻعنها وأسمها أعم وأشمل وأدل. أننا ﻻنرى فيها مجردالوصف التقريري وخصوصا الفنية منها وﻻهي محض محاكاة أمينة للواقع الخارجي أو الطبيعة عموما،.واقع الحياة محسن بقدرمانرى فيها الومض التلقائي الذي يفرض نفسه على المبدع في لحظة من الزمن؛ كتعبير عن حالة نفسية شعورية.آهمال جماليات الصورة عندما يرافقة تغاضي عن إسيعاب دﻻﻻتها ومعاني تشكلها وإرتباط ذلك بما في الذهن والوجدان وبكلية تجلي العقل عبر الوعي واللاوعي وانعكاس ذلك بكيفيات ربط الفعل حيال الواقع متحوﻻ إلى رؤية من الألفاظ والكلمات المعبرة عن رد الفعل الشرطي متحررا من رباط الوثاق المحدد من عﻻئق وإنضباطات يمليها قهريا المجتمعةعلى الفردالمبدع. منذعام1958ومصطفى ناصيف* يقول، إن لدينا الدﻻئل عن إهمال الخيال في النقد العربي . ومن ذلك نستشف تجاوز الصور بل إن نقادا حتى اليوم يتحاشون بحث المداليل للصور ومعانيها وما تقود إليه الدراسة المعمقة لتجليها .ناصيف *يعتبرها منهجا فوق المنطق اﻵرسطوي لبيان جوهر حقيقة اﻷشياء وتعرض لطروحاته تلك إلى هجوم من النمطيين ممن يتعاطون مع المتعارف والمطروح وممن يعدون أنفسهم من الأصوليين بالإلتزام بمعاير ،هم وضعوها ﻻنفسهم وعادوا للتقيد بها .وتبين أنهم كانوا يجهلون وجود الصورة في الدراسات التراثية بل إننا ﻻنجد من تناول البﻻغة والمجاز اﻹعجازي القرآني إﻻ وأخذ بالصورة معبرا عنهما مداخﻻت .محمد غنيمي هﻻل* أفصح عن خواء النظرة النمطية وعقمها عندما ﻻتفك شفرة الصورة وتقود في سبيل فهمها واستيعابها. كولريديج *وورد زورث *وعموم النظريات الرومانتيكية وحتى التوقف البرناسي المناظر للرؤية الواقعية في تناول الشعر ؛أخذ بتناول الصور ومع إتهام الرمزيون لهم بتوقفهم عند أبوابها الخارجية .نحن ﻻنرى اﻷمر سار على ذلك اﻹتجاه بل درسوا الصورة وتعمقوا فيها إﻻأنهم إمتنعوا عن إجازة التأويل الترميزي. والبون شاسع بين هذا وبين إدعاء اﻹهمال والدخول السريالي أفضى نظريا إلى فك اﻹشكال ليس عمليا. العناية بالصورة الشعرية ذات الدﻻلة النفسية العنصر الجوهري في الشعر .كما أوضحت الدراسات النفسية المتقدمة وإنتاج الخيال وعن طريقها يصل الشاعر إلى تثبيت العﻻئق ما بين اﻷفكار واﻷشياء والمحسوس والعاطفة .أما الربط مع اﻹيحاء فبحاجة إلى توقف ومعاينة وتدقيق فقد يكون النقل صحيحا أو محض خيال خصب ﻻمنعكسات لوقائع وﻻيعبر عن حقيقة بأي شكل من اﻷشكال. وفي اﻹلتباسات والتداخل والفهم الخاطئ يقول: محمد حسن عبد الله *بمبدأ هام لفك اﻹشتباك يقوم على دراسة الصورة مع التخلي عن التصنيف المذهبي والمدرسية للشعراء وإقتصر التدقيق بالصور .إن كان في مايقول ،حﻻ إلى إن تجريد الصور عن مباعثها واﻷبعاد اللكسوكولوجية للشاعرويتبنى نصرت عبد الرحمن *وجهةنظر أكثر حداثة في النقد الجديد حيث الصورة من أشد القضايا خطورة في النقد. نعي ومعنا العديد أن: أصول حرفية للمصطلح ﻻالجذر العربي لها، ولكن هذا ﻻبد أن يمحضها ما تستبطن من خبايا شعرية بعيدا عن اﻷساليب المستهلكة من الزخرف وأبعاد صناديق الأصباغ البﻻغية الخادعة التي تشوش. وتفريق التقريري منها عن التشبيهي عن عدها رمزا أيقونيا وهوالذي يراها دﻻلة مادية لصور مادية بينهما وشائج عﻻقة تشابة. عاد علي البطل *لتطبيق المنهج الآرسطوري على الشعر العربي بتجريد البﻻغة من التشبية والمجاز وهو غلو ﻻمبررله .إنبراء نعيم اليافي *لحمل لواء النقد الغربي الخالص ليس تملصا للإشكال النقدي بل تكريسا عالج الموضوع بإعتباره واسطة الشعر ودﻻﻻت المصطلح وتبني الصورة الفنية واﻷشكال البﻻغبة .مع اعتماد مناهج دراسة الصورة الفنية وتطورها وفق معطيات ما تقدم به العلم وانعكس على أفاق تطور النقود أفادالنقد ورد دون قصد على طروحات المستغربين .عبد اﻹله الصايغ *عندما تناول بالدرس المعمق معرفةالعرب للصورة الفنية وإهتمامهم بها ويرد مواقف موثقة للغذامى* من الموروث، فأعاد اﻷعتبار لمفهوم الصورة حدا بعبد القادر الرباعي* إلى إعتبار الصورة أساس العمل اﻷدبي . ﻻيكاد يوجد كتاب في دراسة الشعر والنقد اﻷدبي إﻻ وتناول الصورة الشعرية إن في الجانب النظري أو التطبيقي. ولكن نلمس تعاظم للتباينات في الفهم مرده الذائقة والمدرسة وتزمت البعض للمنظوم الذي يحدد من تطور الصورة ويحد من تقدم عصري في أدواتها التعبيرية. حتى إعتقد البعض إستحالة مقاربة ماهية الصورة .ونحن نعتقد إنها مهما إستعصت وإستعصمت تبقى إمكانيات حل ماهياتها قائمة .وإن تطلبت جهد يتناسب وما بذله المبدع من عناية قصدية أو ﻻ قصدية .فطن عدد من الشعراء والنقاد القدامى في زمن مبكر من تاريخ النقد إلى عنصر التصوير وعدوه قوام العمل الشعري فمنذ ما قبل عصور ق.م ظهرت إشارات هامة تدل على إن بعض الشعراء اﻹغريق والرومان أدركوا أن ثمة صلة وجودية بين الشعر والتصوير هذا أوضحه كما أسلفنا في جزء سابق سيوبندس* إذ إعتبر الشعر صورة ناطقة وصداه فيما قلناه من إن الشعر جنسا من التصوير. كما أوضح صاحب البيان .إن ما نخلص إليه إن الشعر بمجمله صور وكل نص هو صورة غالبا متصاهرة في الحديث العديد من الصور ومؤتلفة متراكبة في القديم. وإن المكان والزمان لهما الحضور في الوقع الصوري بﻻ توسع ونقول: أنهما يتبادﻻن الدﻻلة مع الصورة في تبين ما حدث أو يحدث في ذات الشاعر وقد تكون الانعكاس للواقع القائم أوالذي قام أوالذي سيقوم أو هي هواجسه المشروعة كإنسان له الإحساس الشاعري المرهف. منهم قال: إنها معنى حقيقة الشئ وهيئته وحقيقته والتصور مرور الفكر بالصورة الطبيعية التي سبق وأن شوهدت وإختزنها في مخيلتة الشاعر والتصوير إبراز للمختزن إلى العلن بشكله الفني . هو تعاطي عقلي عندما يكون تصورا وهو الشكلي عندما يكون تصويرا. هما كانا محاكاة أوتلبس وسكن للأرواح العليا الجميع أجمع على إن رابطة مابين الشعر والرسم تقوم وإن فرق آرسطو ما بين الصور التي نعرفها وبين الهيولى ؛وهي ما ﻻيمكن اﻹمساك به .إﻻ أننا نعتقد إنه فصل بين اللفظ والمعنى .فإن أقترنت بالصياغة والصنعة في المنظوم فإنها ترتبط بالكليات والتفريعات والتقنين والتقعيد لمختلف العلوم وتتقدم البﻻغة والبيان فﻻ غرابة أن تعود للظهور أدوات إستبداﻻتها باﻻستعارة في عودة اﻷصولية بقوة في المناحي وفي كل مكان .والنقد مرتبط بالزمكان فﻻبد له من التاثرعلى الصورة. بﻻ توسعات هي IMAGE وهي ما قال: عنها بيار ريفاردي* إبداع ذهني صرف إن تجلت عن الخيال الرومانتيكي أوفي الهيئه البﻻستيكية البرناسية كمجسم بعيد عن الذات الفردية أو التبحرفي ما ترمز إليه في النفس والشعور . أو عبرت عن تراسل الحواس بتصوير المسموع وإبصار المشموم أوإعتبارها أساس جوهر النص وإعتبارها فيضا يتلقاه المبدع من إنبعاثات وجده. وهي تخيل وحلم وتركيب يقوم الخيال ببناءه. الصورة التعبير اللفظي الومضي يعبر عن الشعور والﻻشعور لما أختزن وأمتحن بلحظة الومض مع المحيط. ليعبر عما في ذات الشاعر من وعي وﻻوعي محسوس أو ﻻمحسوس ،مستعيرا أدوات التعبير من دﻻﻻت اللغة بإدراك أو ﻻإدراك .لتمرير ما يجول في خاطره من بيان وصفي وضع به. لذلك فإن كل بناء للقصيدة النثرية أو البروس هو صورة عامة تتضمن العديد من الومضات فهي إشعاعية تضمن عددمن حزم الومض لتشكل بمضمونها خط محزوم من إشعاع مشعور يحمل أداة إطﻻقه .ولون يعبر عما استخدم ،وهي اﻷدوات اللغوية ودﻻﻻتها ومنتظمة فيها اﻻستعارات والمشابهات والمجاز. بل تستعير التناص والتراسل والتثاقف والبعدالصورلوجي المستبطن اﻷبعاد اﻷنطولوجية واﻷلنشينية والمعرفيات المفهومية. وتعود لمخزون موروث الشاعر كما في عين الوقت تجسيد لوكسوكولوجي عما يعتقده الشاعر ويؤمن به في العموميات عن خصوصياتها يعبرعن ومضياتها . ولها ثﻻث مستويات التجسيد للصورة وبناءها تصوريا واﻹجراءات التعبيرية في التصوير والنص وما يتضمن ؛هو خلوص وبناء ومعطى للمخزون المستغرق بالمستحثات اللحظية والتمريرات لتجليات الذات بما يعتورها وما تاتى به كما هو في اللصق البﻻستيكي بعملية تستدعي من الشاعر إستحضار ملكات اللغة والخيال والتطلع واﻹعتقاد ،وحنكة التجسيد ،وقابلية تجسيم الداخل ،والخارج ؛عبر مرآة مسطحة مقعرة محدبة في عين الوقت. مستحضرا قابليات القول ،وعنوانات تلك الملكات من إبداعات في التعبير وقدرات على مسك الذات وصلب للموضوع .أو أجراء عكس ذاك بتخثير تخديري للذات وإدراجها في بيوت زجاجية مصمته وعبور تصوري للموضوع بشكل التحليل أوالتركيب. مما يعني إن الصورة منظمته المعبرة عن الواقع النفسي للشاعر ومشاعره الوجودية والتغربية مع ما يرافقها من ﻻإنتمائية لحظية أو حالوية يعانيها كولنسنيا .منظورة أو ﻻمن قبله أومن سواه لذات دواخلة .ودور المتلقي إستقبال الصورة والعيش في أفياءها. أما الناقد فعليه تغطية مراحل تكونها وتركيب تحولها من معطى ذهني إلى معطى مرئي بدراسة اللغة والدﻻلة والمعطيات مستعيرا ما قدمه العلم من فهم اﻹشارات الحركية الدالة لضربات اليد وتدويرات اللسان منقولا للورق في تهدج المنطوق .وما يعنية وﻻبد للناقد من إمتﻻك الحس الذوقي الراقي. مع ملكة إلتقاط التبؤر الصوري في فهم لغوي ببعدها اﻻستدﻻلي. وعبره يسقط مفهومياته لما توصل إليه على الجذاذات الملتقطة، أو على الكل ليفهم تلك الجذاذات. ويشرح ذلك بروية مستخدما تجلياته اللونية والبﻻغية والبيانية وما أثمره الفهم النفسي مع إدراك المدلول العميق لدواخل كلية الشاعر .وهي عملية ليست تقليديةفي المنحى المراد درسه: هنا البروس. أما في المنظوم وأنماطه من حر ومرسل وحتى في شكل التدوير والتوزيعات المبتكرة للكلمات والحروف والتي تفنن البعض في هندستها وعمقوا الصنع والصوغ على حساب الفطرة والسليقة هنا آليات وطرق التعاطي والفهم مغايرة لما قدمنا له .نعم إن المعاير اﻹستخدامية لفهم الصورة تقنيا وعمليات التصوير والتصور هي ثﻻثية مختلفة اﻷبعاد والمفهوميات .سنمر على بعض ما تناولها بالشرح والتبيين والتعريفات المرافقة ولكننا نلفت النظر إلى إن ما نركز عليه ﻻيعني أويخص في الفهم المعطى وإن خير من يكون أقرب إلى فهم ما نبتغيه هو التصور السريالي بمداخﻻت إدراكيات التطور العلمي مع مفرزات تيار الوعي واﻹستيعاب الدﻻلي للمعطى الرمزي لمكون الصورة. وهي أرقى ما بلغه فهم الصورةفي مختلف الفنون البﻻستيكية واﻹبداع التعبيري والكتابي ﻷني أعتقد إن أرقى ما توصل إليه العقل التعبيري في تقليص البوح الروائي هو الشكل البروسي. ففيه متضمن كل التصور الذي حصل في الرواية والقصة والومض والشذرات ومخزونات اﻷدب التقليدي من تطور اللغة الخاص باﻻستعارات البﻻغية والبيانية .مضاف إليه كل ما بلغ علم وظائف الدماغ من قدرات نقل كيفيات التعامل من تشكل المفاهيم وترسخها وترصينها وآلية إخراجها إرتكاسيا موضوعيا في الذات عبر الفهم السايكولوجي للشعور والﻻشعور في الهوواﻷنا واﻷنا العليا.وما حققته الفلسفة في مداراتها ومخرجاتها التي ما عاد للفتوح الخارقة وجود منطلقاتها في الفهم والتفهيم كلها في تأطيرات عامة .وهو تسلسل الفهم اﻹبداعي لعﻻقات منطلقة من كتاب الشعر في ثﻻثية التعاطي مع المحاكاةمرورا بسقراط اﻷصل الحكموي للفلسفة في ميتافيزيقياه وعبورا إلى غيبيات إفﻻطون .ولما عدونا الرومان وتعديناهم وجدنا صدى ما أشادوه للصورة مبثوثا في عطاءات ﻻحقة بقرون والصدى العربي في عطاء اﻷندلس الملخص والمضيف لعطاء العرب وجدناه عند ابن حزم *وابن رشد*..... والموشحات والمقامات وما حملة ابن عربي* ومئات من اﻷمثلة على تطور تكاملي لمعني المثاقفة والتناص والتطور العقلي للإنسانية دون هدر للخصوصيات وسنمر على خﻻصات الفهم وتجليات النظر للصورة في الجزء اللاحق لمتطلبات النشر وحينها نكون قد كونا رؤية جلية للصورة ومكانتها في التجسيد الشعري الذي يتﻻفاه أويتهرب منه البعض وقد تكون إرتكاسات لوكسكولوجية وراء ذلك أو الفهم المغلوط للصورلوجي وهي مما ننوه إلى مخاطر التزمت العقدي أو اﻻعتقادي .وبالذات عند من يتعاطى مع النقد وللغزالي* أثرا في ما تؤول إليه اﻷمور وما قد يقود الناقد وبالذات إن كان من أهل الفكر .على المتلقين وبالذات من كانوا ليسوا من أهل الدراية والفكراستيعاب معطيات الحواريات والمسكوكات والمنيبية والفولكلوروالكرنفاﻻت اﻹحتفاليةوتطوير وسائل التجلي التعددي البوليفوني .عندها تبلغ الصورة أعلى قدرات التعبير العقلي والعصري أخذين البيئة والمحيط والسوسيولوجي والسايكولوجي بل حتى بعض منطلقات الباراسايكولوجي العلمي وليس الشعوذي...
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلم نهد
-
لا توجعيني
-
سفر التثنية
-
على يمين القلب /نقود أنثوية 36/ربا مسلم -ب
-
هيت على قارعة النسيان
-
2ج4على يمين القلب /نقود أنثوية 32/أ.دبشرى البستاني B10
-
جسدك خارطتي
-
سفر الجامعة
-
مداخيل مؤثثات نقد قصيدة النثر المعاصرة-ب
-
تهدج
-
مدخلات مؤثثات النقد لقصيدة النثر المعاصرة -أ
-
قبلات
-
مقدمات تأثيث نظري لتمييز الشعر الحر عن قصيدة النثر لاحقا
-
انكسار النفس /6
-
انكسار النفس /5
-
2ج4على يمين القلب /نقود أنثوية 32/أ.دبشرى البستاني B9
-
انكسار النفس /4
-
انكسار النفس /3
-
على يمين القلب /نقود أنثوية 36/ربا مسلم-أ
-
2ج4على يمين القلب /نقود أنثوية 32/أ.دبشرى البستاني B8
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|