بابلو سعيده
الحوار المتمدن-العدد: 5507 - 2017 / 4 / 30 - 10:41
المحور:
الادب والفن
عيد النيروز
كلّ الديانات القديمة من فرعونيّة وبابليّة وزرادشتيّة وهندوسيّة وبوذية تؤمن بالتقّمص لتحرير إنسانها من كابوس الموت .. وهي نظرة تفاؤل.. لا نظرة رعب وتشاؤم . وكُلُّ الشّعوب القديمة من فراعنة .. وفرس .. وسوريين .. وزرادشتيين .. وأكرادٍ .. وميديين .. وإيزيديين يحتفلون سنويّاً.. بعيد " النّيروز ". الذي يُمثّل تجديد الحياة .. بلبوس الربيع .. وعودة الإله .. من جديد . وفي الشتاء .. تتسارع حركة الرياح ... وترتفع أمواج البحر المتوسط في الساحل الفينيقي والكنعاني إلى أعلى المستويات .. ويتوقّف نشاط البحارة .. والمزارعين .. والصيادين .. ويصعد أدونيس "عليان بعلٍ " إلى السماء . وتتوقف أيضاً دورة الحياة اليومية.... وهجمات الحثّيين على الشمال السوري .. وشعوب البحر القراصنة .. والفراعنة على مدن الساحل السوري . وعندما يهدأ موج البحر الصاخب في الرابع من نيسان كان أدونيس "عليان بعلٍ " يهبط من عرشه إلى الأرض . ويعود الربيع .. والبحّارة .. والمزارعون .. والصّيّادون إلى نشاطهم الطبيعي وتعود أيضاً دورة الحياة .. وهجمات الحثّيين شمالاً والفراعنة جنوباً.. وشعوب البحر القراصنة غرباً .. على مدن الساحل السوري . وتُقام اقواس النصر والأراجيح وتتزيّن النساء الارستقراطيّات بالحلي والمجوهرات . ويرتدي فتيان وفتيات المملكة أجمل الثياب . وتقام حفلات الدبك والرقص في الساحات العامة. وَيِغنّون المواويل على ايقاع الناي والمزامير ودقّات الطبول من الصباح إلى المساء, أياماً عديدة.. ويرفعون الأكواب والأنخاب . ويوزّعون الحلوى والقُبلات.. احتفاء بعودة عليان. وَجَرَت العادة أن يأتي شيخ المملكة مرتدياً لباسه الابيض الناصع كالثلج ، صباح الرابع من نيسانً.. لذبح الثيران .. والنعاج احتفاء بعودة عليان . وفي إحدى المرّات كاد أن يُغمى عليه، عندما وجد باب زريبة المملكة مفتوحاً على مصراعيه. وعاد الشيخ عريان إلى بيته جارّاً معه أذيال الخيبة والعار.. والهزيمة ، عندما ادرك أنّ أنياب الذئب قد سبقت سكّينته في ذبح... ضحايا عيد الرابع ... من نيسان !.
#بابلو_سعيده (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟