أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ابراهيمي - علق شب بجوف القطار















المزيد.....

علق شب بجوف القطار


حسن ابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 5504 - 2017 / 4 / 27 - 23:57
المحور: الادب والفن
    


علق شب بجوف القطار
بنبرة مسيجة بلهيب الحزن تطل على صليل هيبة هرم ينهشه النار ,وبالقرب من إمام الزوابع شاخت بين أنامل الزمان ,توسطها غشاء أحوى بالقرب من قطار يجول تلا فيف بؤسها في كل ملحمة يخفت بها ضوء تخُم تبدى وشما مجلجلا بالطريق .
لم يكترث السائق للون البرق الذي يحمل أشعة قهقهات لم تتحول بعد إلى ماض يلاحق الركاب .
لما فتحت نوافذ فتات المحنة , ظلت تنظر إلى الغشاء الذي بشرها بما يعصفه سوق يحمل اسم الانقسام ,سر يحمله السوق في ثنايا زوبعة ما فتئت تهلهل سرعة القطا ر .
بعد لحظة وقف القطار ,صعدت محملة سرا يتطاير بين معصميها ,احتارت في اختيار المكان المناسب له . بلمحة ,وإعجاب رمقته ,وكما أنها تستعد لإنهاء شرود أضنى السر بما يتهاوى عليه من ملاحم صمتها الذي ظل يفتح جزئي فخديها لكل الذين يحملون علامات القرب من وقوع شيء ما يظهر ,ويختفي ,لكن يبدو انه أوشك على الاقتراب من القطار .
شفتاها اغتربتا بين المجيء ,والإياب ,لكن بأنامل ذهبية تحسست شعرها تم قالت :
ما بهذا الوغد لم أحرك في إحساسه ساكنا ؟
بعد ذلك فاجأته بسؤال قائلة : لماذا لم تسقط الشمس زمردا في عين بإحدى النساء ؟
لم يكترث لسؤالها ,انغمس في قراءة كتاب ,فتح نافذته فاطل على شريط بحائط البرهان,
حدق في بعض أحداثه ,فإذا بتجاعيد الجدران ترتطم بدرج ا يل للسقوط , مهماز همهم , لطخ روث حزن عمر المخيم ,منعرجات تحترق بحرتقات القطار , ماكادت تغرب الشمس حتى تذكر سفره الذي انتظر الساعة التي تنتظر بدورها التوقف لتستريح .
انتابه حلم قديم حينما وقف منفردا يحدق في عين قصة قديمة ,قادته إلى محطة القطار,
إذ بعدما تعطلت أزرار الرماد , كفت عن نقل عربون العار لسقوط النار من إبط الإسفلت ,حتى توسط المدينة فجأة وهي تبتسم لممراتها , لأرصفة الجوار,وللجور في كل فصل يحمله سلٌم الطرقات .
في كل لحظة يتصاعد دخان بحرتقات القطار,انتابه السر الذي تحمله ذات الفستان الململم لتفاصيل الصدفة .
قاده الصراخ إلى ما امتلأ به فم كل تنين حمله القطار ,انتابه فلق الرنين ,لكن ما أن أضجع حتى قاده الأصيل يقذف شحنات تفرغها عجلات القطار في خيوط ظل يتيم لم يقو على الوقوف .
لدغة دخان تتطاير بكل حرية من عربة لأخرى , تموجات الطريق تزدحم في كل المسافات التي تمسك سرا عيون المسافرين .
جرح سرمدي يحمله ضجيج يبعثره السائق فيما تبقى من فطير تناوله المسافرون بقصعة مطر تجهم في كل خيوط المقود .
بنبرة حزينة قال مساعد القطار : إن علقا حالكا تسرب إلى شرايين القطار ,جفف نبض رنينه ,انه قد يتوقف عن الحمل .
علق حملته زوبعة هاجت بعد مسافة من المحطة الأولى ,مزق السائق الخبر ,لكن كائنات تحمل أجساما غريبة ما فتئت تتساقط أمام بؤبؤ عينيه ,كائنات محنطة وسط قارورات ,تارة تتساقط على يمينه ,وتارة أخرى تتساقط على يساره ,ازدحمت بقوس قزح ,انتشرت به كأسرى يحملون ألوان الربيع .
واصل الحائط بث شريط نساء يحملن حروف أطفال وسط الجلبة ,اهتدين لفوهات فتحة نار
حتمت عليهن أن يهرولن فوق جسر لا زال يتناول حبيبات رمل .
ازدراء تكلس بتقاسيم وجوه الأطفال ,غير أنهم ظلوا يحملون أوجاعهم وسط ظل توسط منصة وهو ينشد رغيفا لشمس ملأت فمها بالنسيان .
اختمرت رشات النسيان بوجوه الأطفال , واختنق السر مغيبا وجوههم ,ومع ذلك لم يتدفق في عيون النساء اللواتي يولولن ,بعدما تجمد بأروقة الزمان ,سر حملنه بصمت بسلات تسللت من جناح الظل الذي غزى عروقهن ,ليبيض وسط طلقات عار تنبعث كل مرة من أكتافهن
لتحرر مبعوث الظل الذي وقع أسيرا برصيف الذكريات .
حبيبات رماد تحجب عنهن متعة الماء ,حين يمارس غوايته بكل منطقة بمزرعة غرست ,لتسقى بمرمر الاغتراب ,نساء يسافرن في الجرح ,ينقرن ناقوس الخطيئة الأولى ,يزغردن لملحمة ,ويقدمن لها إكليلا من تعب الدماء .
فصل أخر يتراءى من الحائط الذي يبث مطرحا ُيزرع فيه الموتى على رؤوسهم واقفين ,ضوء شمعة لكل ميت تقريبا ,دهليز مغطى بأقفال أسوار تحملها النساء ,سرطان العار يدب في عروق أمتار حفرت بعرق كل سور خانه تمرد الأقفال .
في كل فصل من فصول الخيانة يسقى الموتى بصنبور رحى يسكب بعد كل جعجعة ماء الهذيان ,وكما يسقون بماء الهذيان , أيضا يسقون برقعة شمس شاخت في تفاصيل خيمة الكهان , أيضا يسقون بعربون يافع زاغ بسوق الأثقال .
في كل فصل تعب تتقدم النساء لقطف سلات هراء ,أ صص صيف تدلى بسرة كل ميت , تثرثر في جوف كل مساء بعدما يطفئ سلطان الموتى محرك الموت بالضيعة التي تزداد مساحتها في كل لحظة تتخطى ازدراء الأروقة المملوءة عن أخرها بخوذات اصطفت إلى جانب عصي في انتظار أمر يحمي الضيعة التي تحتمي برأس النسيان . .
ازدادت سرعة القطار ,وازدادت معها سرعة بث شريط جبل غطس عن أخره بمسبح للذكريات.
استشاطت ,ولما اخترقت صندوق المعبر تبدت لها الذكريات سربا من الأنفاق ,امتعضت ,وتاهت فوق أناملها سرايا اقتحمت ضوء السر الذي تسرب من السماء ,تسمرت واحتارت بين أن تواصل دري ما لم يقصف من الرماد ,أمام قصف هز أركان أسطح تدلت شهادة على الاختناق ,وبين الامتعاض والرجوع بمهماز شاخ وسط ليل أضناه التطاول ,وسقم مهماز بهيم .
أضجعت ,وتبدت لها تجاعيد المدرسة ,وأسوارها منهكة ,تحللت في حضن سنين تصببت بجبين طفلها الذي أرهقته عبارات شاخت حروفها ,في دفتر ظل يتأبطه سيرا إلى المجهول, .اختلط حفيف الرماد بدم باب المسافة ,كما اختلط عويل الماء ,برحيق جبلة الأطفال ,من ورائها اشتد القصف ,وأمامها أُغلقت بوابة المعبر, فتبدى الأمام مهملا للسراب الذي يحمل طعما لكل غريب يستنجد بخيانة تلوى أخرى تلكز الأفق بعنف الذكريات .
تحلل ظل الطفلة فوق السرير ,فكفنت اللحظة إمساك الأفق .
في هذه اللحظة اخترق الم شديد بطنها ,ولولت ,تم انحنت تحت جدع شجرة تفوح منها رائحة الحمل .
بعد هنيهة صاح من تحت فخديها قائلا : أماه سننتصر تم أردف قائلا جو ,شق ,تع ,مسيخ , هج , تو .
اهتدت للتو لحَجَرة تحمل ليلة ليلاء ,وجهت عينيها لدماء ما فتئت تطهر الصراخ . فإذا بجيش عرمرم يحط الرحال بالقرب منها ,غير أن الجنود انصرفوا بعدما فضوا الهذيان .
ثملت عجلات القطار ,انشطرت بين ما يرش القطار بماء الحزن ,وما يصد أبوابه بقماش يمزقه الانتظار .
علق برأس أفعى دب بكل عجلات القطار ,عرج بكل أرجاء الخوف ,استقصى عتمة المقود ,لكن حائط البرهان لازال يبث شريط علب الليل التي تُحصد فوق منصات النصر ,سيارات فار هات تُمطر بوابل من السكون ,عربات الحقد تمتطي قرى بشرية وتصرخ قائلة :
أحلامنا علبت في أوان من زجاج .
بيوتنا تحترق عربونا لقدوم الفجر .
خبزنا يختنق في كل لحظة ترسم وشما لخبر الزوال .
شمسنا لما تصعد سيزول الظلام .
لعلع الرصاص في جوف كل سيارة تحمل بذلة سرة جبل ,ملأ الكهان أفواههم بدخان دماء الأحجار,لكن رصاص اللحظة اخترق قلب كل سيارة بها آلهة يهرولون في أفواه العابرين ويملؤون قوامهم بأرصفة يحللونها في كل لحظة نوم تدلت في أصص تحمل جماجم السيارات .
وزع العرق أنينه في لهيب النار ,وبجبين المقود ,فصد الطريق أبوابه ,و اختنق السائق ,وطفق يسبح في مفاتح أقفال صدت أبواب الدخان .
امتدت خيوط اللعب إلى جوف المقود ,فانزوى ببهو الطريق إلى سبات عميق ,لكن يدي السائق ظلتا ممتدتين ممسكتين بالفراغ .



#حسن_ابراهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية تحت عنوان فانتازيا لسمير الجندي ,والبحت عن موقف ثوري ع ...
- رواية تحت عنوان فانتازيا لسمير الجندي ,والبحت عن موقف ثوري ع ...
- انتخابات تشريعية بالمغرب أم مناسبات لاستمرار السيطرتين الطبق ...
- هسيس حلم يتكوم في وحل الارتداد
- الجزء التاني من المقالرفس الفن وافتراس الانتاج والحريات بالم ...
- رفس الفن وافتراس الانتاج والحريات بالمغرب .
- الجزء التاني من المقال تحت عنوان أسئلة القضية الفلسطينية من ...
- أسئلة القضية الفلسطينية من خلال سؤال الحق في العودة, ضمن روا ...


المزيد.....




- رحيل الممثلة البريطانية ماغي سميث عن 89 عاماً
- طارق فهمي: كلمة نتنياهو أمام الأمم المتحدة مليئة بالروايات ا ...
- وفاة الممثلة البريطانية الشهيرة ماغي سميث
- تعزيز المهارات الفكرية والإبداعية .. تردد قناة CN العربية 20 ...
- بسبب ريال مدريد.. أتلتيكو يحرم مطربة مكسيكية من الغناء في ال ...
- إصابة نجمة شهيرة بجلطة دماغية خلال حفل مباشر لها (فيديو)
- فيلم -لا تتحدث بِشر- الوصفة السحرية لإعادة إنتاج فيلم ناجح
- قناة RT Arabic تُنهي تصوير الحلقات القصيرة ضمن برنامج -لماذا ...
- مسلسل حب بلا حدود 35 مترجمة الموسم الثاني قصة عشق 
- نضال القاسم: الأيام سجال بين الأنواع الأدبية والشعر الأردني ...


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ابراهيمي - علق شب بجوف القطار