عبد ارزاق عوده الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 5504 - 2017 / 4 / 27 - 01:31
المحور:
الادب والفن
حلم مجنون
عبد الرزاق عوده الغالبي
يتوضأ وطني بالرجال
يبدأ بالصلاة
ركعاته حتوف
يمشط ضفائر طفلتنا الخشوع
والسفر الطويل
مترع بنهاياته الحمراء
تمد حمامتي يدها البيضاء
تنقر عيون الموت
وتزل قدمي
يتلقفني بحر عينيها
وأنا عصيّ العوم
وتسهر في عيني
مضاجع النوم
ويحضر الرحيل ببسبسة الركوع
ينهض التاريخ من نومه العميق
يعاتب العمامة والعقال
يذكرهم بمواعيد الأهلّة والوصال
ومفاخر الشموس
وموائد الحلال والحرام
ولد الأطفال في أحضاننا شيوخ
يتجول الكيل
ما بين الصحارى والسفوح
هل تورق جنائن بابل من جديد
ومسامير أور تصبح من حديد
وتعزف شبعاد بالقيثار
وتزغرد البواسق والأهوار
ويحط بين حواجبها الرحال
ويفيق دهريَ التائه
بمبسمها الرهيب....؟
يجهش القلب المتيّم بالشفاه
وتنزلق الآهات
فوق قارعة الطريق
ما بين نهديها
تتصافح الأدعية مع الصليب
أمر عجيب...!
أن نترك التأريخ
وندمن على النحيب
زرافة تأكل طفلها
يترنّح الدهر
ما بين أصابعي والخدود
و يهتك الغضب غربتي
وتطول المعابر والسدود
طوفان نوح فوق صدرها يعود
وتسقط الروح مكرهة
وينتهي السجال....
تحلّ مواقيت الصلاة
فيعود وطني يتوضأ بالرجال
#عبد_ارزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟