أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مراد حميد العبد الله - منفذ الشلامجة الحدودي للبيع














المزيد.....

منفذ الشلامجة الحدودي للبيع


مراد حميد العبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 5503 - 2017 / 4 / 26 - 21:47
المحور: كتابات ساخرة
    


ما ان تهم بالتوجه شرق مدينة البصرة نحو منفذ الشلامجة، سيلاقيكم الشارع المؤدي الى المنفذ وهو يعد من الشوارع الرابطة بين دولتين، فضلاً عن كونه الطريق التجاري الأكثر إيراداً للأموال عبر خط التجارة بين البلدين، والذي من المفترض ان يتميز بطريق سريع مؤثث بالعلامات المرورية والأضاءة الليلة، ناهيك عن كونه معبد وفق مواصفات قياسية تتحمل كل الاحمال، لكنه في الحقيقة شارع بائس بلا علامات تملئه المطبات، خصوصاً عند مفترق منطقة التنومة، أو بالاحرى عند وديان وجبال وسهول مفترق التنومة.
ما ان تتقدم عمقاً نحو الشرق لتصل الى منفذ الشلامجة الحدودي لتشاهد مصدر الاموال وطريق التجارة الرئيس الذي يجهز البصرة والمنطقة الجنوبية؛ بحالة يرثى لها، يتركك سائق التاكسي في نقطة تفتيش تبعد عن المنفذ مسافة أكثر من كيلومتر، وشرطي كالح الوجه جالس على كرسي متهالك في العراء، الغبار، والشمس تتلاعب به وهو يصرخ في وجهك: إلى هنا ممنوع... إنزل ركابك وأعد أدراجك!! وكأنك تدخل الى مفاعل نووي!! لتنزل في الصحراء ومعك أمتعتك وأطفالك لتستقل سيارة نقل ٩ راكب متهالكة، لتدفع له وهو يوصلك هذه المسافة القصيرة؛ لتفاجأ ببنايات متهالكة، عبارة عن كرفانات مهجورة، ومسقفات مصنوعة من الواح حديدية غير نظامية وغير مرتبة البناء يتلاعب بها الهواء لتصدر أصواتاً، الممرات غير معبدة، لا يمكنك ان تجر الحقائب ذات العجلات بسهولة! القطع الحديدية تغطي المكان بشكل بشع! لا شيء هناك يمت إلى جمال وتراث المدينة البتة -علما ان المنفذ مفتوح منذ عام ٢٠٠٣ من ثم تدخل دائرة الجوازات لتشاهد البؤس وقذارة المكان، الجدران لم تلمسها فرشاة منظف منذ أعوام، تخرج من المنفذ لتنتقل الى الجانب الآخر، وكأنك تنتقل بين عالمي البرزخ والحياة لا العكس، لتجد منفذاً ضخماً مرتباً بُني في وقت قياسي أذهلني سرعة البناء وجماليته وبساطته، وحتى مدة الانجاز التي لم تتجاوز الاشهر وبأيد محلية؛ حسب رواية سائق التكسي الاهوازي، ما هي إلا مجرد خطوات لأجد ممرات معبدة تسير عليها حقيبتي بكل سهولة ويسر، لم أشاهد أكوام الأتربة في طريقي! وجدت بنايةً حسبت اني ادخل مطاراً لإحدى الدول الأوربية، كابينات متعددة لموظفي الجوازات، العراقي يقف في الطابور لا يتجاوزه أبداً محترماً القانون؛ بينما قبل خمسة دقائق لم يكن يكترث لقانون الوقوف في الطابور في بلده!! كراسي أنيقة وبسيطة، موظف النظافة لا ينفك عن مسح المكان مراراً وتكراراً بلا كلل أو ملل أو فتور، عندما خرجت بعد انتهاء إجراءات الدخول ذُهلت لما شاهدت من حديقة جميلة تملؤها الورود الملونة والشجيرات الخضراء المتوزعة بين الممرات المغطاة بحجر الرخام، التي وجدت فيها حقيبتي الزرقاء ضالتها بعدما عانت في الجانب العراقي الأمرين لتشق طريقها بين الصخور والحصى ولم أجد سيارات نقل صغيرة بائسة ولم أجد شرطي كالح الوجه يصرخ بوجهي ممنوع.
عندها علمت ان لدينا حكومة تتقن الخداع والتنويم المغناطيسي والتي تهتم بتعدد الكيفيات التي من خلالها تسلب المواطن قانون يعيش به، وخدمات اساسية ينعم بها، وحقوق واجب توفرها له، لذلك تمنيت ان يباع المنفذ الى الحكومة الايرانية ربما تكون له إطلالة أخرى في غضون أشهر قليلة.



#مراد_حميد_العبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز المالكي وخسارة المرجعية
- مطار البصرة الدولي...محطة ترانزيت بائسة وتصريحات في مهب الري ...
- نوري المالكي... والولاية الثالثة!
- انقذوا النخلة البصرية يا اهل البصرة
- الإستثمار في البصرة...طريق نحو الهاوية!
- الربيع العربي والاسلام السياسي جدلية سيادينة


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مراد حميد العبد الله - منفذ الشلامجة الحدودي للبيع