محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 5503 - 2017 / 4 / 26 - 21:46
المحور:
القضية الفلسطينية
غادرتنا منظومة تيم من ساحة النضال
محمود فنون
26/4/2017م
أم إبراهيم ـ وهي ام عدنان وسمير شلالدة وام حنان وسميرة ونظيرة شلالدة ، عائلة مناضلين وطليعيين وامهم – ام ابراهيم هي طليعتهم . بيتها بيت النضال وبيت المناضلين ـ وهي معهم بجوارحها . هذا ثانيا !
اما أولا : فهي الأم الفلسطينية التي أحسنت ان فلذات اكبادها ـ ابنائها وبناتها جيلا بعد جيل هم في معمعان النضال .. معمعان النضال يعني ان الخطر يحيق بهم من قبل جيش وقوات العدو .. هل تنام ؟ هل تغمض لها عين وهي مستنفرة ومتوترة؟ هل تنجح في كبت أحاسيسها وتوترها عن ابنائها .. عن جاراتها وجيرانها ؟ من كان يعلم بما يجول في خاطرها وهي ترى ابنها يخرج من البيت ليلا إلى مهامه الوطنية .. هي تعلم زجهته حق العلم دون ان يقول لها حرفا .. وحتى لة سألته : وين على باتب الله في فترة الغروب ؟
سيقول لها سأعود حالا ويروي روايته الساترة ، والتي لا تستر عنها شيئا.
هل تنام ؟ هل يغمض جفنها قبل ان يعود ؟
إثنين ، ثلاثة اربعة من أصدقاء اولادها يدخلون البيت في وقت ما وتشعر هي بجوعهم حتى دون ان يتحدث عدنان او سمير أو سميرة .. ترى نفسها بشكل تلقائي في المطبخ وتفعل ما بوسعها .. هم عائلة محدودة الدخل ومن عرق الجبين ثلاث أولاد وثلاث بنات والأب وقد غادروا سعير للعمل والسكن في القدس . هم حالة من حالات سكان جبل الخليل الذين زحفوا شمالا إلى بيت لحم والقدس ورام الله وراء لقمة العيش .
كانت السيدة نظيرة أمنا هي عماد البيت . لا أحد من عابري السبيل يستطيع تقييم دور الأم الفلسطينية ، بل لا أحد يستطيع تقدير قوتها وصمودها وجبروتها وهي تركض خلف ابنائها في السجون صابرة شامخة . وهي تنتظر عودتهم راجفة خائفة وهي تطمئن على بزوغ الصباح دون ان يقرع الجيش بابهم .
كيف ستدرس علوم المجتمع والنفس هذه المرأة وتحلل شخصيتها .هي امرأة بسيطة تعلمت الحياة في مدرسة الحياة .
هي مع النضال الوطني من أجل الحرية وهي تتفهم ان ابنائها يساريين فكرا وانتماءا وهذا مجافي لفكرتها الموروثة، وفي نفس الوقت تعتز بأبنائها وانتمائهم ورموزهم القيادية .
وهي تخاف على ابنائها وتريد سلامتهم قبل وبعد كل شيء مثل أي ام طبيعية و...
والحياة تفرض قوانينها المتناقضة .
عاشت امهات المناضلين
عاشت الأمهات المناضلات والمجد لهن
عاشت امنا ام ابراهيم الحاجة منظومة تيم
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟