|
مشروع الأرنب
محمد هشام ميسرة
الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 23:49
المحور:
كتابات ساخرة
أول أرنب ققز من البلكونة من الدور الثاني ولم افتح باب البيت..ولكن ققزت خلفه من شدة خوفي عليه..المشكلة انني وقعت فوقه..فمات مفعوص أمام جميع المارة الذين ضحكوا قائلين.. -موت الأرنب يا فالح..فيه حد ينط من الدور التاني عشان خاطر أرنب.. -انتو مالكو هو كان ارنب ابوكو يا ولاد المرة.. هكذا اجبتهم والرذاذ يخرج من فمي.. استفدت من هذا الدرس انني لم اعد اتسرع في انقاذ الارانب.. الارنب الثاني ققز من المنور..لم اريد ان اتسرع مثل الارنب الأول..تركته في المنور عشر دقائق فقط لا غير..قلت لنفسي..يجب ان لا اتسرع..وعندما نزلت في المنور لم اجد الارنب..ولكني شممت رائحة ملوخية بالأرانب..عند جارنا الذي يسكن في الدور الارضي..وبدون اي تفكير كسرت باب بيتهم واقتحمت المطبخ..باحثا عن فروة أرنبي..ولكن الرجاله الذين كانوا في البيت قاموا بالواجب..حيث انهم كسروا عصا المساحة والمكنسة فوق رأسي..صارخين -انت ازاي تدخل علينا كده يا ابن ديك الكلب..! ولكني لم استطيع ان ارد عليهم حيث انني شعرت بثقل في لساني.. لم يتبقى لي غير ارنب واحد..قررت ان اتابعه في جميع خطواته..وان اجلس بجانبه باقي الوقت حتى لا يشعر بالوحدة..ولكني الساعة الرابعة بعد منتصف الليل رأيت الارنب ينظر لي قائلا.. -إئ إئ إئ إئ.. فصرخت فيه. -مالك ياعم..وحد الله والنبي دنتا اللي فاضلي.. فقال لي مرة اخرى -إيئ إيييئ.. ولأنني لا افهم لغة الارانب..نزلت لعم مصطفى صاحب السوبر ماركت وقلت له والدموع في عيني -الارنب بتاعي بيقول إئ إئ ياعم مصطفى..اعمل ايه.. فوجدت عم مصطفى ينظر لي فقال واحد من الناس الجالسين معه -تلاقيه عاوز يتجوز.. فرد عليه شخص اخر -مهو لو كل واحد عاوز يتجوز قال إئ إئ..كنت مش هتلاقي حته في مصر هاديه.. فضحك الجميع وضحك عم مصطفى ولكني لم ارضى لنفسي ولا لأرنبي هذه الطريقه اطلاقا فأنصرفت فجرى خلفي عم مصطفى -بص يا عسل..الارنب بتاعك ده عنده عسر هضم.. -ازاي يعني.. -يعني الاكل مش بيتهضم.. -..انت ادرى المهم هعمل ايه دلوقتي.. -خد ازازة السفن أب دي شربهاله وهو هيخف وهتدعيلي.. واخذت ازازة السفن أب وفتحتها ووضعفتها في فم الارنب.. فنظر لي وعينيه في شدة الاحمرار وصرخ في وجهي بأقصى قوة -إئيييييييييييي ونط بأقصى قوته وخبط في سقف البيت..ونزل ميتا.. هذه قصة مشروع الارنب الذي كنت انوي ان اصبح به اكبر تاجر ارانب في مصر..وان اشتري منزل واتزوج..الفتاة جارتنا.. لم اقوم بأي فعل انتقامي كعادتي..نزلت من البيت وانا في حالة هدوء تام..قابلني عم مصطفى وقال لي.. -الارنب خف يا عسل.. فقلت له -الحمد لله..شكرا ياعم مصطفى.. وتركته فناداني.. -طب احكيلي حصل ايه..يا عسل.. ولكني تركته ولم اجاوب عليه..اخذت الطريق من منزلي للبحر..مشيا على رجلي...وعلى طريق البحر امام كازينو الشاطبي..شعرت ان البحر فيه تخفيف لمعاناتي..وجدت بياع فريسكا...قام بالجلوس جانبي...وفي يده زجاجة مياه..يشرب منها.ظل يكح وقالي لي. -معاكش جنيه يا ابني. ققلت له -انا عاوزك انت تديني جنيه ممكن فقالي بمسكنه.. -منين يا ابني.. فمددت يدي على عربيته وقلت له من دي..ونتشت فريسكا من بين الفريسكات فضحك وتركها لي.. ...فقلت له..وانا آكلها -بقولك ايه هو المطبات اللي في الارض دي بتاعت ايه.. -ده جراش تبع الكازينو.. -ياعم دنا واصحابي كنا بنيجي نصطاد هنا..امتا الارض دي اتباعت! -اه ..اصل الارض دي اشتراها وائل بيه.. -مين وائل بيه ده؟ -ده لوا شرطه.. -اه وبعدين.. -احمد بيه ابن وائل بيه عاملها جراش..الساعة بخمستاشر جنيه..بيقوله عليه باركيج..ولا بركنج مش عارف.. ونزلت فوجدت بكيات ..وقمت بعمليه حسابيه فوجدت ان قطعة الارض دخلها الشهري450ألف جنيه ورأيت بائع الفريسكا وهو يدخن سيجارته ويكح في سذاجة ويقول للناس.. -ممكن جنيه! وفي الوقت الذي كنت واقفا فيه ..وجدت رجل يقول لي.. -انت واقف هنا ليه.. -واقف اتفرج.. -امشي من هنا..ده مش مكان فرجة.. -تقصد ان ده مكان اكل عيش..! -انت هتمشي ولا امشيك! وتذكرت مشروع الارانب..وانا اقف عند مشروع احمد بيه وظللت اضحك بكل قوة..ومشيت للخارج وبعد ان رآني الناس وهم يدخلون سألوني عن سبب ضحكي...وحكيت لهم قصة مشروع الارنب..ومشروع وائل بيه ابن احمد بيه ..وبعد ان عرفوا انني بتاع ربنا..ارادوا ان يسجلوا لي فديوهات ولكنني رفضت..وألحوا علي في المجئ في الغد..ولكني اعتذرت..وطلبوا اخذ رقم تليفوني..ولكني بحثت في جيبوبي فلم اجد اي تليفون..وارادوا اعطائي اموال كثيرة..ولكني بحثت في جيوبي فلم اجد اي مكان يتحمل دخول هذه الاموال !
#محمد_هشام_ميسرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اجرة التروماي
-
بحر الاسكندرية
-
روبابيكيا
-
الطفل المسكين
-
بائع الأسماك
-
رسالة لمن لم تأتي
-
الحب في زقاق الحارة
-
صديقي العزيز
-
حارة العيد
-
دفة حياتك
المزيد.....
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|