بياض أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 23:50
المحور:
الادب والفن
جسدي مدينة-
تنهب وصاياها الرماح‚
وعلى كف الرمل‚ كهف نعليها
تستريح على مهدها‚
خبايا دمعها‚
وعلى تجاعيد شفتيها
نجمة نهرها:
لحن جرعة غيث
في سماء البلابل
وغمرة التراب..........
مات البحر شرقا‚
وبكى وليد نهرها‚
لم تبق إلا شرفة غربا
حيث يستحمّ لقيط الغروب-
ويشرق برعم فلك
خلف النواقيس
وجحافل الغيوم
خلف هياكل المناجل
وموت الحقول
لا تعي الشتاء
شرفة سحابها‚
وصوم الأشعة
على جسد الفصول
تلتحف الأغصان
جوارب الطفولة فيها
لتحيا على بصمات الأقدام
وبريد العواطف
على تلال الصمت‚
وعرش الأنغام:
سواعد نهر‚
وغبار........
على أسمال الرحلة‚
تنتحب الأغصان
عَرق الوصول
لتغذي مقلة نجمة
على شفرة الطريق
تهتدي الثمار إلى نكهة البيد-
وأعراف الحكايات
تومض على الجدران
أشجار بسمتها
تعمّر في سكون
شهاب عينيها
صفرة صبح
على نجمة الدخان.......
قرابين على ضفة الحياة‚
دعوات على الحصير‚
وفراشات بلون القُبل‚
وحناء الزغاريد..........
نشوة خافتة
على أقراص الهيام‚
كف تزرع الشوق حلما‚
شفاه متنافرة
تلثم خد الحقول
حين ترتعد الغيوم
تكسّر الأمواج
سيل الندى
حين يستغيث حلم المطر
دعابة صدى
تغامر في تجاعيد البحر‚
وأدراج الضباب......
غذاء الريح
سماء الغبار
وصلاة الغائب
في فناء الهوية
وعزف الأوراق
في ريح الفراغ .......
جسدي مدينة:
في عراء المواسم
وعلى صدر الدجى
تنبت الأزقة‚
وتنتشر الأشرعة
تبحث عن عنوانها في الضجيج‚
جسدي مدينة:
استقبلت أريج الحروف
حين استقلت اللغة
تحت النشيد المتهرئ
على رماد العيون
جسدي مدينة:
تبحر في عينيها
روح الانحصار
تبكي طفولة مبانيها
من شرفة غيث غريبة
وتعيد الحكايات الطوال:
فانوس جرح
يضيء الرفات
حين يستقيم الرحيل.....
جسدي مدينة
بين الكهوف والبحر-
على شهد الريح
حكايات وجودها....
تنغمس الشمس في ثوب ليلها
ويصحو الظلام المستبد
من نعوش أطفالها....
جسدي مدينة
تختنق فيها الضياء
في رقعة هزيلة
ويسبح الوميض وراء الشعاع
يغازل أنثى الضباب
ذ أحمد بياض/ المغرب/
#بياض_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟