خواطر لمن يعقلون – ج120

مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 23:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

1..
تقولون: الله جميل يحب الجمال... لكن هل الله جميل فعلا؟ وكيف عرفتم ذلك؟ هل رأيتموه؟ هل شعره أصفر وعيناه زرقاوان، مثلا؟ هل يشبه براد بيت أو مايكل دوغلاس أم هيفاء وهبي؟ وهل الله يحب الجمال؟ فمن الذي خلق الفضلات والجرذان والقرود وغيرها من الحيوانات التي يستعمل الناس أسماءها حين يريدون الحديث عن القبح والبشاعة، كقولهم: "قبيح كالجرذ" أو "القرد في عين أمه غزال"؟ ومن الذي خلق مواليد برأسين أو بأربعة أيدي أو بذيل أو خلقهم مشوهين بالكامل؟ الذي يحب الجمال لا يخلق القبح، وإلا فكما تقولون: "الله جميل يحب الجمال"، يجب أن تقولوا أيضا: "الله قبيح يحب القبح".
.
2..
القرآن يقول أن أنكر الأصوات صوت الحمير. أي أقبح الأصوات صوت الحمير. فمن الذي أعطى للحمير ذلك الصوت؟ إذا كان الجواب هو "الله"، فكيف يستنكر الله ويستقبح ما خلقه بيديه وبإرادته؟ شيزوفرينيا إلهية.
.
3..
إصنع جنتك بنفسك وفي حياتك، الآن وهنا، فالله المزعوم غير قادر حتى على إظهار نفسه، ناهيك عن أن يكون قادرا على أن يمنحك جنة؛ ومتى؟ بعد موتك.
.
4..
الحياة الدنيوية هي الحياة الوحيدة التي نعيشها والوحيدة التي لدينا عليها أدلة. الآخرة خرافة مساطيل وفاشلين لا دليل عليها إلا ما ترسخ في عقول المغفلين عن طريق الوراثة والتلقين.
.
5..
ما معنى القول بأن القرآن صالح لكل زمان ومكان؟ الزمان متغير وبمروره تغير الإنسان وتطورت عقليته وتغيرت متطلباته وأخلاقه وآفاقه، فكيف يكون القرآن الذي يمثل زمنا غابرا ويجسد عقلية أهله، كيف يكون صالحا لإنسان القرن الواحد والعشرين؟ وتغير المكان أيضا تصحبه تغيرات ثقافية وإجتماعية ولغوية، إلخ. فكيف يكون قرآن البدو الصحراويين صالحا لسكان نيويورك أو طوكيو؟ القول بصلوحية القرآن لكل مكان وزمان يفترض عدم تغير الزمان وعدم تغيير المكان، وبما أن هذين الإثنين متغيران فالقول لا يعدو كونه مغالطة وضحكا على الذقون.
.
6..
تحدي لهواة الإعجاز العلمي في القرآن والمروجين له: أذكروا لي إختراعا واحدا أو إكتشافا واحدا تم بالإستناد على القرآن، ولا أتكلم عن هلوسات الإكتشافات ذات المفعول الرجعي التي ينهق بها زغلول النجار وهارون يحي وجوقة الحمير التي تسترزق من بيع الأوهام لأمة إقرأ التي لا تقرأ.
.
----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي خرافات إسلامية:
https://archive.org/details/Islamic_myths
3.. صفحة مالك بارودي على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix

#مالك_بارودي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات