يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 12:00
المحور:
الادب والفن
قرأتُ في خبايا نفسها ورقةً خطَّتها بمدادٍ من الحيرة ما يلي :
[ من رحم الأوجاع وُلِدْتَ ، ومن أثداء ذاكرتي سأرضعك حليباً يحييك للأبد ، ولن تزول .
ومن بين أضلعي يتنهد صدى بالأسرار مليئٌ ، يشل حركة العقل ويجعله في استنفارٍ دائمٍ .
أجهش ببكاءٍ صامتٍ من الدموع قاحلٌ .
طيفٌ قابعٌ في خيمةٍ ضربت أطنابها بأرض أعماقي ، على بابها لافتةٌ كُتِبَتْ عليها : ( ممنوعٌ عليكِ الاقتراب ، كما الابتعاد على السواء ) .
أناجي الكون كله بصمت ٍ أصم: ( لا رغبة لي سواه من بين كل الرجال ).
خصامٌ دائمٌ بين قلبي وعقلي . صراعهما سجال ٌ ، وكلاهما من الفوز محرومان ، إلا أن حرماني من النصر أجمل هزيمةٍٍ .
رغبةٌ لحوحةٌ تجرفني للهروب إلى أحضانه فأكسر جداراً سميكاً من شوقٍ عاصفٍ ينهش ما بداخلي ، و ببطءٍ يتآكلُ.
إنه أجمل وجعٍ تفوح منه رائحة ألمٍ عذبٍ .
بحماقةٍ أعشقه وطيشٍ ، وبحسن نيةٍ يحتلني شوقهُ ، وحنينه يكبلني بضياعٍ عذبٍ .
صمتٌ أخرس يخدعني لأمتهن تجارته الخاسرة برصيدٍ من غياب ٍ طويلٍ أجلهُ قريبٌ .
واقعٌ لا يروقني فأدمنتُ على تعاطي جرعاتٍ في غاية الروعة من الخيال لعجزي عن الاحتفاظ بأغلى ما أملكه من التعاسة .
لاعبةٌرديئةٌ أنا بممارسة فنون الهروب ، وفي لعبة تعلم النسيان أتعرض للفشل الذريع.
فعشقي لا يرحل ، ومهما عصفت به الحياة لن يزول ]........
وكأن روح قيس بن ملوح ( مجنون ليلى ) قد تقمصت قلبها حينما ذهب به والده إلى الحج كي يدعو الله أن يشفيه مما ألم به من حب ليلى فقال له : تعلق بأستار الكعبة ، وادع الله أن يشفيك من حبها .
فتعلق بأستار الكعبة وقال : ( اللهم زدني لليلى حباً وبها كلفاً ولا تنسني ذكرها أبداً . )
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟