|
اردوغان وافرازات خيبة الاستفتاء
عبد الخالق الفلاح
الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 10:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اردوغان وافرازات خيبة الاستفتاء التصريحات التي يطلقها بين حين واخر الرئيس التركي حول العراق منها الاخيرة حول الحشود الجماهيرية والتي تم تقنينها عن طريق مجلس النواب وتعتبر من مؤسسات الدولة هي من افرازات خيبة الاستفتاء الاخير وتنم عن التفكر الدكتاتوري والتي مثّلت تدخّلا سافرا في الشأن الداخلي العراقي وتجاوزاً لمبادئ العلاقات الثنائية وحسن الجوار، ونذكّر بأن معركة تحرير الموصل ستكون ختام الانتصارات التي يسجّلها ابناء شعبنا الابطال بكل مكوناته وبدماء تضحياتهم في الجيش والشرطة والقوات الامنية والحشد الشعبي والبيشمركة ومقاتلي العشائر وهم يذيقون الدواعش الانجاس طعم الذل والهزيمة”، كما يجب الاشارة اليه الى ان تصريحات ومواقف القيادة التركية تمثل تعكيراً للعلاقات المرجوّة بين البلدين و لا يوجد اسوأ من التدخلات الطائفية في التعامل مع شؤون البلدان الاخرى وازعاجاً للاخرين، ولعل هذا الاسلوب هو قمة ما يمكن ان يصل اليه اي زعيم سياسي خاسر وهو يعيش ازمة نفسية حادة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي حولته الى دكتاتور يبطش بكل معارض سياسي له تحت يافطة “انصار الكيان الموازي” المزعوم ويقوم بحملة تطهير سياسي ليس لها مثيل في التاريخ التركي الحديث بل في تاريخ المنطقة و حينما يتكلم عن شعوب جارة له مقسما اياها الى مكونات ومذاهب فيما يتمنطق هو بالوطنية والمواطنة في بلاده وعدم احترام حقوق الانسان ، في الوقت نفسه يجب ان يهتم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في الاوضاع المزرية في بلاده والتي تهدد بالخطورة يوماً بعد يوم وما ابرزه الاستفتاء الاخير من نتيجة رغم الصولة القوية التي ضرب بها كل الاحزاب المعارضة في الداخل إلا انها اعتبرت مخيبة لآمال انصار حزب العدالة والاحزاب المتحالفة معه اذا ما افترضناها بنزيهة 100 % ولم تتجاوز 51% من نسبة الاصوات هذه الانتكاسة بالمفهوم الرقمي هي نتجية السياسة الخاطئة التي ادت إلى خسارته في المدن الكبرى في تركية مثل اسطنبول وازمير و انقرة ، ولم تشارك في الوقت نفسه احزاب معارضة مهمة في الساحة السياسية التركية ، بينما إندفع الأكراد للمشاركة بكثافة في الإستفتاء للتعبير عن رفضهم للتعديلات الدستورية التي تعد مطلب اردوغاني للمسك بالسلطة وانهاء التعددية النيابية وتحويليها الى الدكتاتورية الرئاسية ، وبحسب مراكز الدراسات السياسية فإن النتائج تعكس إنشقاق عامودياً وأفقياً في المجتمع التركي، ستتجلى نتائجه في المستقبل القريب ، لانها جاءت نتيجة تراكم أخطاء أردوغان الذي حاول القضاء على معارضيه وسجن منتقديه وطرد الالاف من الموظفين من وظائفهم . ولكن بحسب الصحف العالمية لم يكن اردوغان يتوقع تلك النتيجة المخيبة للآمال ، وبهذا الخصوص أنه ( اي أردوغان ) حقق إنتصاره بصعوبة بالغة من أجل الوصول إلى حكم اوحد للدولة التركية. وحتى حزب التنمية والعدالة التركي لم يكن يتوقع هذه النتيجة ما يؤكد ان نسبة مؤيدي الحزب تراجعت ، و في رفض الإستفتاء بهذا الشكل يضع تركيا في مواجهة مع الإتحاد الاوروبي وحلفاء الجيش التركي في الناتو .كما ان الدراسات والتقارير الغربية لا تركّز على حقوق الإنسان كما هو المتوقع في هذا الوقت بقدر ما تركز على النموذج التركي من حيث خطورته على أوروبا، ومدى عودته إلى هويته السابقة ، ومدى الرضا العلماني والعسكري عن نموذج حزب العدالة والتنمية. بل حتى التقارير الحقوقية الغربية التي صدرت في الايام الاخيرة - كانت ضد السياسة التركية . اما قلق المؤيدين و اردوغان نفسه يأتي من كون ادوات هذا النجاح البسيط رغم كل الامكانيات اللوجستية هي كانت حكومية صرفة اعتمد عليها الحزب في عمليات الترويج الاعلامي لهدف الاستفتاء عن طريق استخدام وسائل الدعاية والاعلام التابعة له ولأنصاره واستخدام ماكنة الدعاية الحكومية ووسائط نقلها وشحذ تأييد الشارع بواسطة عمل التجمعات الشعبية وغيرها والتي بدأ الحزب بهذا النشاط منذ منتصف العام الماضي ، في الوقت الذي شن النظام منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها الجيش ضد اردوغان عمليات السجن لمئات الالاف من الاتراك وفصل الموظفين المدنيين والعسكريين ، وهو ما يعني ان هذه الاصوات كلها يمكن ان تصوت برفض تغيير نظام الحكم ، فضلا عن ان معظم المناطق الكوردية لم تصوت لصالح التغيير . هذه النتيجة يمكن ان تنقلب بشكل لافت لو توفرت للمعارضة اقل من عشرين بالمائة من الامكانيات والتسهيلات التي توفرت لأنصار حزب التنمية والعدالة في التهيئة للاستفتاء والمعارضة تواصل التشكيك في النتيجة، حتى لا تعطي مشروعية شعبية للاستفتاء وتسعى لاستغلال الغضب الأوروبي ضد تركيا إن لم يكن أيضا بالتوافق معه ضد الحزب الحاكم المؤيد للتعديلات .هذه المشاكل والازمات تتطلب من الحكومة التركية التوجه للداخل افضل من ان تشغل نفسها في تصدير الازمات الى الخارج .كما أن حكومة أنقرة مطالبه بإثبات حسن النوايا والواقعية فى محاربة الإرهاب، من خلال دعم جهود الحكومة العراقية فى المعارك الدائرة ضد تنظيم داعش الإرهابى، وصولا إلى تحرير الموصل، والكف عن إطلاق التصريحات الاستفزازية عديمة الجدوى أو محاولة التدخل فى قضايا العراق الداخلية، أسوة بما عبر عنه العراق من مواقف داعمة للجارة تركيا أمام الكثير من التحديات وآخرها موقفه الرافض لمحاولة تحركات الجيش الفاشلة وسيناريو محاولة الانقلاب . .واخيراًمواقف القيادة التركية تمثل ازعاجاً وتعكيراً للعلاقات المرجوّة بين البلدين، كونها اهملت كافة المواقف والدعوات الدولية الداعية الى سحب القوات التركية المتسلّلة قرب مدينة بعشيقة واحترام السيادة العراقية . ان معركة تحرير الموصل العزيزة من براثن داعش ستكون بأيادي العراقيين وحدهم دون الحاجة الى الانجرار لأي شكل من اشكال الأقلمة لهذه المعركة أو فسح المجال لجعلها ساحة من ساحات صراع الارادات الدولية. عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي
#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الملكية الاردنية ... خيانة ونكران الجميل
-
الثقافة والتحضر ومفاهيم السلوك العام
-
المخطط الذي يجر العالم نحو الهاوية
-
الهجوم على الشعيرات السورية تحدي وامتحان
-
حب الرئاسة اصل المحن
-
المرأة من قوة الشخصية الى حفظ الانوثة
-
الاماني والامال وخطوات التحقيق
-
وسائل الاعلام اليوم اسرع من بندقية الدول
-
تهجير الكورد الفيليين أبشع انتهاك للشرائع والاعراف
-
التحالف الدولي جرائم مع سبق الاصرار
-
خطوات في العمل نحو الاصلاح والتغيير
-
دروس في التعايش
-
الانتهازيون والفوضويون وايدلوجيات ركوب المرحلة
-
في الاردن .. قمة المواقد المشتعلة و عدم الاتفاق
-
التحالفات الجديدة ولاء الطاعة للمخابرات الدولية
-
ورقة تسوية لحماية الارهاب
-
تركيا القرارات المحيرة والاوجاع الجديدة
-
نوروز مثل الشموسِ تُكحِّلُ الأسرارا
-
اجتماع انقرة ...واملأ ركابي فضة او ذهبا،
-
تفاءلوا بالخير تجدوه
المزيد.....
-
شاهد أول رد من رئيس وزراء كندا على فرض أمريكا رسوم جمركية عل
...
-
مستغربة طبع السعوديين وأسلوب تعاملهم مع الضيف والسائح ترويها
...
-
طائفة سرية أجبرت أتباعها من الأمهات حديثات الولادة على التخل
...
-
كيف علقت كندا والمكسيك والصين على فرض ترامب رسوماً جمركية عل
...
-
ستارمر يستقبل شولتس في مقره الريفي ويبحث معه حرب أوكرانيا
-
الولايات المتحدة.. انفجار وحريق هائل في مصفاة نفطية (فيديوها
...
-
قوات كييف تستهدف بلدة في كورسك بصواريخ -هيمارس- أمريكية (فيد
...
-
زاخاروفا تقترح تحويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى و
...
-
إجلاء 37 مريضا من غزة لتلقي العلاج في مصر
-
حاول الهرب فعلق أسفل جسر.. شاهد ما حدث لسارق تطارده الشرطة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|