أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المسافة الزمنية في ديوان -ليالي الغريب- حبيب شريدة















المزيد.....

المسافة الزمنية في ديوان -ليالي الغريب- حبيب شريدة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 03:42
المحور: الادب والفن
    


المسافة الزمنية في ديوان
"ليالي الغريب"
حبيب شريدة
بالأمس القريب تحدث الشاعر والروائي "اياد شماسنه" منوها إلى ضرورة أن يكون هناك توافق وانسجام بين عنوان مداخلة النص الأدبي من جهة، وبين المضمون المطروح فيها من جهة أخرى، وقد كان محقا في طرحه، وبما أن العنوان الأسود ينفر ويبعد المتلقي عن العمل الأدبي، تعمدت تأخير العنوان حتى الانتهاء تماما من المداخلة، فجاء تحت مسمى "المسافة الزمنة"، متجنبا استخدام "الهوة الزمنة" وهو الأقرب إلى الموضوعية لهذه المداخلة.
هناك مسافة زمنية بين كتابة الديوان وبين طباعته، لهذا نجد بعض القصائد لم تأخذ حقها، خاصة تلك السياسية، فهي في زمانها كانت قصائد نارية، لكن بعد مرور أكثر من خمس عشرة سنة فقدت شيء من لهيبها، رغم عدم تغيير الواقع، لهذا علينا أن نأخذ المسافة بين زمن الكتابة وزمن النشر في حكمنا على هذا الديوان.
جاءت مواضيع القصائد متنوعة ومتعددة، منها السياسي ومنها الوطني والتي تحدثت عن فلسطين والعراق، ومنها من تناول النواحي الشخصية ـ العائلية ـ للشاعر فنجد فيها مشاعره اتجاه شريكة حياته واتجاه الأولاد، ومرض الشاعر، وهناك قصيدة عليمة تتحدث عن هبوط مركبة فضائية على الكوكب الأحمر، بمعنى أن المواضيع متنوعة ومتشعبة في الديوان، بحيث ترضي مزاج كل المتلقي.
شكل تقديم القصائد أيضا جاء متنوع، فهناك قصائد طويلة جدا تتجاوز مائة بيت كما هو الحال في القصائد السياسية مثل قصيدة "متفرجون" ومنها من جاء متوسط الحجم والتي تتناول فيها همومه الشخصية مثل قصيدة "قطرات" ومنها القصائد القصيرة والتي تحدث فيها عن الغزل والحنين لشريكة حياته مثل قصيدة "وحق عينيك".
أما على صعيد التطابق بين المضمون والألفاظ فقد استطاع الشاعر أن يقدم لنا قصائد شبه مطلقة البياض كما هو الحال في قصائد الحب "بحر عينيك"، وتلك التي تتحدث عن طبيعة الوطن كما هو الحال في القسم الأول من قصيدة حنين"، وأخرى مطلقة السواد، كما هو الحال في قصيدة "لهيب الحنين" والقصائد السياسية،.
أما طريقة الخطاب فنجد فيها تباين وتنوع في شكل الخطاب، فهناك الصوت العالي كما هو الحال في القصائد السياسية مثل "الدم لا يجلب إلا الدم" وهناك صوت ناعم وهادئ كما هو الحال في القصائد الغزلية "جمرات".
هناك تبيان في وجهات النظر السياسية، حتى أننا نحن في فلسطين عشنا قبل عقيدين حالة صحية تتمثل في تعدد وتنوع الانتماء السياسي في الأسرة الواحدة، بحيث نجد أكثر من تنظيم في الأسرة الواحدة، لهذا نقول من الأفضل في الأدب أن يبتعد الكاتب/الشاعر عن الحديث السياسي، لأنه متغير ومتقلب، من هنا لم يكن الشاعر موفق عندما قدم قصيدة "شيرين تبيع البخور على أرصفة بغداد" بهذا الشكل:
"شيرين طفلة عراقية، لم تتجاوز التاسعة من عمرها، لم تجلس على مقعد الدراسة قط، تبيع البخور في شوارع بغداد، إنه واقع أطفال العراق بعد مرور عشر سنوات على ذكرى احتلال الكويت" ص140، من يقرأ هذا المقدمة يجد انزلاق الشاعر نحو جهة على حساب جهة، وكأنه يحمل شخص بعينه ما حصل في العراق وليس إلى أنظمة الخليج تحديد، وكما نجد عدم التوفيق في ذكر "احتلال الكويت: وليس احتلال العراق، وكلنا يعلم أن الأثر الأخطر والأكبر والأعظم كان في الاحتلال الثاني وليس الأول.
ونجد أيضا مثل هذه الهفوات في مواقف الشاعر السياسي عندما تحدث عن قناة الجزيرة في قصيدة "تحت الحصار" فبعد أن فقدت هذه القناة بريقها بعد الخريف العربي والدور غير السوي الذي لعبته لصالح اطراف معادية للأمة العربية، أصبح هذه القصيدة معيبة ومشوه للديوان ولرأي الشاعر، وكأن من الأفضل تجاوزها، خاصة أن الديوان نشر الآن وبعد أن تم كشف حقيقة هذه القناة، لكن يبدو أن الشاعر/الكاتب يتعامل مع انتاجه الأدبي كالأبناء تماما، فحتى لو جاء طفل مشوه لا يعدمه بل يبقي عليه حتى وهو في حالة غير سوية، ولا أدري هل هذا الأمر مقبول أدبيا أم لا، فهو ما زال محط تساؤل؟
بما أننا نحب الحياة سندخل الديوان من باب الفرح من باب الحب، سنتحدث عن قصيدة "وحق عينيك" والتي تألق فيها الشاعر هائما في فضاء محبوبته، فعنوان القصيدة وحده كافيا لجذب المتلقي حيث نجد تلامسه مع عنوان قصيدة "لا وعينيك" ل"كمال الشناوي" والمغناة بصوت فريد الأطرش، الفاتحة بالقسم يعطي فكرة عن المكانة الرفيعة التي تحتلها الحبيبة، لهذا نجده وحد بين العنوان وبين فاتحة القصيدةك
"وحق عينيك أنت الروح والعمر وابدر في حلك الظلماء والبصر!
وحق عينيك أني قد عشقتهما مذ خط لونهما في غيبة القدر!" تكرار القسم يؤكد حالة الهيام التي يمر بها الشاعر وعلى المكانة الرفيعة التي تحتلها امرأته، لهذا أكد القسم بعينيها مرتين.
بما أننا نتحدث عن شاعر "حبيب شريدة" كان لا بد من أن يستشهد بأقرانه من الشعراء فأتبع قسمه قائلا:
"كم شاعر مبدع أخلى القصائد عن سحر العيون التي في طرفها حور !" ، فيحاكي شاعرنا "حبيب شريدة" قصيدة جرير والتي جاء فيها:
"إنّ العُيُونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ قتلننا ثمَّ لمْ يحيينَ قتلانا" وكأنه بهذا التناص يأخذنا إلى زمن تألق في الشعر والشعراء ليؤكد الحالة المرهفة التي يمر بها.
"حبيب" يتجاوز الماضي المتألق مضيفا إليه هذا الأمر:
"لكن عينيك لم تخلق بسحرهما عينان بحورهما فوق الثرى بشرّ
فالأعين الخضر جنات مؤرجة تلهو بها الحور والأطيار والزهر!" ، بعد هذا التأكيد والتوضيح لسبب عشقه يختم قصيدته بالقسم مرة أخرى فيقول:
"وحق عينيك أني لن أحب سوى عينيك نائلتي ما طال بي العمر" ص185، الفاتح والخاتمة تتوافق على هيام الشاعر، وجاءت منسجمة فيما بينها.
لتوضح فكرة "مطلق البياض" نأخذ الالفاظ التي جاء في القصيدة وهي "عينيك، الروح، العمر، البدر، البصر، عشقتهما، لونهما، شاعر، مبدع، أحلى، قصائد، سحر، حور، الثرى، الخضر، جنات، مؤرجة، تلهو، الأطيار، الزهر" كل هذه الالفاظ توحي بالجمال والبياض للمتلقي، وهي في ذات الوقت تخدم فكرة/موضوع الشاعر المطروح، وإذا ما توقفنا عند حجم القصيدة التي كانت متواضعة الحجم بحيث توحي لنا بأنها خفيفة بطلتها علينا يتأكد لنا ابداع الشاعر في هذه القصيدة التي جاءت منسجمة بين الشكل والمضمون واللفظ.
"هناك فاتحة قصيدة طويلة "حنين" والتي يتحدث فيها الشاعر عن فلسطين بكل ما فيها من جمال طبيعي والأثر الذي تركته فيها، فيقدم لنا مقاطع بيضاء تماما، وكأنه بهذه الفاتحة البيضاء أراد ان يوضح الحالة البائسة التي وصلت إليها بعد أن جاءها المحتلين، فهذا الجمل الإخاذ يم التعدي عليه وتشويهه من قبل المتحل، لهذا علينا أن نعيده إلى مكانته التي كان عليها، يقول في قصيدة "حنين" :
"أنت خافقي ربيع حياتي أنت أنت الندى وأمي الحنون
طفت استلهم القصيدة بفردوسك فانثال كنزه المكنون
رب روض تصدح العنادل من أجلك فيه ويزهر الياسمين
لهف نفسي إلى رباك فإني اليوم راث لحالها محزون" ص7، قلنا في موضع غير هذا أن الطبيعة والمرأة والكتابة عناصر تخفف وتهدئ الإنسان وتخلصه من الضغط والألم، وهذا ما أكده "حبيب شريدة" في هذه المقاطع، فهو استخدم الطبيعة والكتابة والمرأة ـ الأم ـ ليؤكد دور هذه العناصر في الحياة الطبيعية.
الديوان من منشورات دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، فلسطين.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجديد في قصيدة -حتى الخلود أو الخلود - محمد أبو عون
- تقدم الروائي العراقي
- تعرية التاريخ في -يا شيخ معذرة مهند ضميدي
- تفاهة العامة بين شكسبير وأرويل
- عبث في قصيدة -بالطريقة ذاتها- عبود الجابري
- حاجتنا للمرأة في -طاغية- عصام الديك
- عقدة اليتم في رواية -وجع بلا قرار- كميل أبو حنيش
- شاعر الحكم محمد داود
- عماء في قصيدة -عماء- محمد لافي
- لصوت الإنساني في رواية -نرجس العزلة- باسم خندقجي
- المنتمي في قصيدة -إله الحرب- منصور الريكان
- العدوان الامريكي
- أثر المكان في ديوان -الجبال التي أحبت ظلي- يونس عطاري
- الرمز في قصة -الرجل ذو العين الواحدة- مشهور البطران
- أنا والأم مشهور البطران
- وقفة مع اللقاءات الثقافية في دار الفاروق
- أثر الأم في قصيدة -أمي- علي بيطار
- السيرة النبوية في قصيدة -نور النبوة- محمود ضميدي
- -هذي دمشق- الملتقى الثقافي العربي
- تعدد الأصوات في قصيدة -فراش- عصام الديك


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المسافة الزمنية في ديوان -ليالي الغريب- حبيب شريدة