فارس حميد أمانة
الحوار المتمدن-العدد: 5497 - 2017 / 4 / 20 - 11:54
المحور:
الادب والفن
ورد الليلك
الإهداء : إلى من دفن في حديقة داره من شهداء مدينة الموصل
ما جدوى أن تزرع ورد الليلك
وحديقة دارك حبلى بالأجداث ؟
بالأمس
مر الموت بمدينتنا
زار شوارعنا
طاف بنا
بيتا بيتا
في قبو مظلم
جمعنا
حدق فينا وجها وجها
اختار الأفضل فينا
والأجمل
اختار صبية
ما ذاقت يوما طعم الحب
كانت تحلم خفية
- إذ طاف الوهم بجفنيها -
أن يأتي يوما
من يحملها فوق حصان أشهب
لا يتقن شيئا
غير التحليق
فوق حصان
لا يأبه ريحا أنى هبت
واختار الموت
من خلف الجمع صبيا
أتراه ؟
ذاك
ذا الشعر الأجعد
من بالأمس
طاف علينا يخبرنا
عن الأحلام
وعن الأمنيات
تلك التي طوح بها - جذلا -
نحو السماء
لعل الله
يتلقف شيئا منها
لكن الله
لم يفعل شيئا
أبدا
واختار الموت رضيعا
نام على ثدي أعجف
كل أمنيات أمه
لم تكن سوى كسرة خبز
وكأس ماء
يا جاري
يا جار العمر
بعد اليوم
لن تشرب شايا فوق العشب
لن تزرع هذا الصيف
لا الحناء
ولا الليلك
لن تزرع شيئا أبدا
فحديقة دارك حبلى بالأموات
#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟