أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امل كاظم الطائي - رجلان وامرأة















المزيد.....


رجلان وامرأة


امل كاظم الطائي
(Amal Kathem Altaay)


الحوار المتمدن-العدد: 5497 - 2017 / 4 / 20 - 11:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رجلان وامرأة
التقيتها بعد غربة سنين واغتراب دام لاكثر من 17 عام, اختارت ان تهجر العراق بعد ان استشهد اخوها الاكبر في حرب العام 1991 واختفاء والدها في ظروف غامضة العام 1995 لفكره ومنشوراته, توفيت والدتها من هول الصدمة وبقيت مع الاخ الاصغر في شبه عزلة, قتل الاخير العام 1999 دون ان تعرف الاسباب لم يكن له قبر او مزار, في حينه اتصلت بي وهي في حالة هستيرية قصوى رغم اتسامها بهدوء وحنكة لم اجدها في الاخريات, حاولت تهدئتها ولم اجد بدَ من اصطحاب باقي الصديقات المقربات والذهاب لها لمواساتها والتخفيف عنها.
تناوبنا في رعايتها كل حسب ظروفه, كانت ذكية سمراء ممشوقة القوام لها وظيفة مرموقة, ذكية واسعة العينين على خلق وذات مستوى اجتماعي مرموق.
- بعد اجراء مراسيم العزاء بفترة لا اذكر بالضبط المدة اتصلت بي وقالت نلتقي لنتحاور.
- اجبتها بكل سرور, وحمدت الله انها خرجت من ازمتها .
- التقينا في المنصور تناولنا الغداء مع بعض واحتسينا الشاي .
- بادرتني القول ساهاجر بعيدا لم يعد لي ما ابقى من اجله في العراق!
- حملقت بها طويلاً وتتركينا, وظيفتك اقاربك وصديقاتك.
- قالت اشعر بغربة قاتلة وكل زاوية تذكرني بعائلتي لم اعد استطع ان اصبر اكثر.
- ان كنت رتبت امورك وذلك يريحك, فلم لا, اذكر كان يوم ربيعي العام 2000.
- عملنا لها حفلة توديعية صغيرة ورحلت فعلا, بقينا نتواصل عبر البريد والرسائل وعبر من ياتي من هناك .
تفاجأت بقدومها قبل ايام حين رن الموبايل, نظرت رقم غريب لا اعرفه ليس في قائمة الاشخاص, لم ارد ولكن الحاح المتصل جعلني اشك بالامر ورددت.
واذا بصوت جميل رخيم يحييني بحنين ولهفة, قلت الصوت ليس غريب ابدا معهود ومألوف سمعت حشرجات بكاؤها ...
- انت في بغداد منذ متى ؟
- امس وصلت وانت اول انسان احدثه, اين انت اين انت, ودار شريط الذكريات, ذكريات لاكثر من اربعين عام , كانت جارتي ورفيقة دربي وصديقتي الصدوقة تسميني "الضمير الحي".
- تعالي الى الدار مرحبا بك الاهل يخصونك بالسلام وسيفرحون ويحتفونن حتما بقدومك
- وقت آخر بودي نلتقي وحدنا فلدي الكثير لاحكيه لك.
- على الرحب والسعة كما تودين, بكل سرور, ارتديت ملابسي على عجل واستقللت تاكسي للمكان الذي التقينا به, مكان هادئ وجميل ويطل على النهر.
- للم اخترت هذا المكان , عشقي لدجلة وكي ارمي همومي بالنهر.
- عانقتها بلهفة ف سنة17 ليست قليلة, لم تتغير ملامحها كثيرا فقط بعض التجاعيد الطفيفة تحت العين, كما الفتها هادئة متزنة ومبتسمة.
- بادرتني لم تتغيري كثيرا لكنك اكتسبت بعض الوزن الزائد لكنك لازلت جميلة.
- جميلة بعينك , احكي لي ماذا صنعت طوال هذه السنوات"وين صرتي بالدنيا"
- كنا تواصل ولكن ظروف الحياة لم تكن تسمح لنا بسرد الاحداث, لم اكن اسالها ان لم تبادر هي وتحكي, فمن طبعي احترام خصوصية الناس, ايا كانت علاقتتي بهم.
- قالت لم تكن الهجرة سهلة, ولكني تأقلمت وكما تعلمين عملت بتخصصي بعد عناء ,مممممممممممم
- كيف وجدت بغداد؟
- دمعت عيونها وقالت خربة للاسف وشوارعها ليست نظيفة وغير متحضرة, ظننت الديمقراطية والشفافية صنعت منها شئ آخر ولكني وجدت العكس, واطرقت,كيف تقضين وقتك في كل هذا الركام من الدمار والعوز والبؤس.
- في العمل والبيت وبعض النشاطات يوم السبت ,اسافر حين يكون الوضع ملائم.
- فوجئت بالاعداد الكبيرة للمتسولين وانا في طريقي الى هنا.
- هذه نتيجة حتمية للحرب الطائفية والتهجير والدمار, وطن حطمته الحروب وتكالبت عليه كل دول الارض الاقليمية والبعيدة المتعجرفة"مصاصوا الدماء".
- وايي صوت وصدى المثقفين الاحرار,الثائرين
- "راحت رجال الحامض السماكي وظلت رجال اللي بالعصى تنساكي"
- كما عهدتك جعبتك مملوءة بالشعر والامثال, آه كم افتقدتك...
- نظرت اليها بفضول وقلت لها كيف حياتك الا يوجد تغيير؟
- تنهدت وقالت مررت بتجربتين وادركت ان الجميع متشابهون
- نظرت لها بفضول وبادرتها
- متى واين , وكييف صمتي كل هذا الوقت
- لم احب ان ازعجك ولكني عشت التجربتين, كانت بدايات جميلة وانتهت بحزن
- لماذا؟ ما لسبب
- تعرفت على الاول كان مدرس لغة انكليزية التقيته صدفة في الغربة ,كنا في جامعة واحدة في بغداد, حلو وماذا بعد, لم يكذب علي كان متزوج وله بنت وولد وزوجته على ذمته الا انهم مختلفون, كانت افكاره علمانية منفتح ولبق, يعرفني حق المعرفة ووقف معي مواقف جميلة فهو شهم, ولكن فهمت انه كان يريدني خليلة او كما يقولون في امريكا "صديقة", فانسحبت بهدوء رغم الامي الكثيرة, لاانكر تعلقت به ولكني صدمت من افكاره.
- وماذا بعد ؟
- بقيت مدة طويلة معتكفة بين عملي كمترجمة ونشاطاتي الاخرى مع الاطفال, اخذتني الحياة حاولت الترفيه عن نفسي بالسفر, كان لدي علاقات زمالة جميلة في العمل خففت عني.
وقلت في سري لن اكرر التجربة مرة اخرى, لكن شاءت الصدف ان التقيه كان ذلك العام 2007, حينما مرضت كان طبيب مناوب بالطوارئ, يتسم بالانساننية ومحب لعمله, نقلوا ملفي الطبي له واصبحت اراه بين الحين والاخر, دمث الخلق ومتدين بشكل عقلاني, دعاني ذات يوم لشرب الشاي وتحدث كثيرا وانا منصتة له بهدوئي المعروف,صرنا نلتقي كلما سمحت الظروف وانا متوجسة تتابعني اطياف التجربة الماضية, قلت في سري الوضع مختلف هذه المرة فهو متدين وملتزم, على مر الايام تطورت العلاقة بيننا, وباح باعجابه وبين صمتي وخوفي لم اتجرأ ان اسأله وماذا بعد ذلك.
في الغربة نحتاج لاناس حولنا وقربنا تحنوا علينا وتخفف الامنا وتبدد مخاوفنا, كان مؤدب وخلوق ومثقف جدا, يحبونه في المشفى الذي يعمل فيه لدقته وتفانيه في عمله, يكبرني بثلاث اعوام. قلت في سري مناسب جدا.
استمرت لقاءاتنا لثلاث اعوام وبادرني القول يوما,ماذا تشعرين نحوي؟
- كل احترام وتققدير, وماذا بعد الا تبادليني مشاعري؟
صمت وانتظرت يكمل
قال تعالي نرتبط بعقد زواج مؤقت نعقد عد الشيخ بالمسجد,لم ارد عليه وطلبت منه منحي بعض الوقت
ذهبت لشقتي وبقيت مدة لا اكلمه ولا اتواصل معه وقارنت بي التجربتين الاول علماني منفتح يريد علاقة والآخر متدين ملتزم يريد زواج مؤقت "الاثنان على مبدأ واحد وان اختلفت الصيغة"
نعم اوافقك الرأي رجال اليوم ليسوا كالامس, لايهمهم مشاعر الاخر بقدر ما يهمهم المتعة والتجديد.
بادرتها القول عزيزتي لو عكسنا الوضع في يوم وطلبنا منهم نحن النسوة عقد مؤقت او صداقة لاسمح الله لنعتونا بابشع الصفات ووصفونا بكلمات ما انزل الله بها من سلطان.
ضحكا سويا طويلا وقالت لا ادري هل مكتوب على جبيني "للزواج المؤقت"...
المهندسة أمل الطائي
20 نيسان 2017



#امل_كاظم_الطائي (هاشتاغ)       Amal_Kathem_Altaay#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش اليوم العالمي لعيد المراة
- الخصخصة هي العلاج الامثل للفساد الاداري والمالي في العراق.
- في ذكرى تاسيس الجيش العراقي
- اهلا العام 2017
- امهات قيد الانتظار
- المفصولون السياسيون في العراق مآرب ومكاسب
- التهجير الممنهج للعراقيين
- بارقة امل في عراق اليوم
- في ذكرى ثورة 14 تموز المجيدة في عامها الثامن والخمسين
- حقوق المراة في العراق ما بعد 2003
- المعلم بين اليوم والامس
- عراق اليوم ,الى اين وجهته؟؟؟
- من هنا نبدأ...
- بعيد الحب اهنيك
- امسيات سوداوية 53 عاما على ذكرى انقلاب 8 شباط الاسود.
- امسيات كومبيوترية
- المدارس الطينية في العراق وصمة عار في جبين وزارة التربية الع ...
- الثورة على الابواب
- عام جديد
- الفساد الاداري


المزيد.....




- الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz: حقيقة زيادة منحة المرأة الم ...
- عندي بسكليتة ما بعرف سوقا ركبنا عليها.. حدث تردد قناة وناسه ...
- الرفيقة سومية منصف حجي عضوة المكتب السياسي للحزب في قراءة في ...
- الرفيقة لبنى الصغيري عضوة المكتب السياسي : البلاغ كان محط ان ...
- الرفيقة نادية تهامي عضوة المكتب السياسي : مراجعة مدونة الأسر ...
- الرفيقة سومية منصف حجي عضوة المكتب السياسي للحزب : بناء مجتم ...
- مصر.. تأييد حكم الإعدام لـ سفاح التجمع -قاتل النساء-
- ينتظرها نقاش في البرلمان.. مدونة الأسرة بالمغرب تدخل مرحلة ا ...
- التعدد والإرث.. تعديل مدونة الأسرة في المغرب يثير جدلا
- آلام الساق عند النساء قد تشير إلى حالة صحية خطيرة


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امل كاظم الطائي - رجلان وامرأة