أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 14















المزيد.....


ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 14


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5496 - 2017 / 4 / 19 - 11:34
المحور: الادب والفن
    




لقد بذلنا روحاً رخيصة
لتسطير
بطولات إبهام
لا تدرك
فوق ساحة وغى
تحتد
كانتقام طائفي
لا يبقي
ولا يذر لحمة أهلية
-
وحوصرنا في مدن
أضحت
كمقابر جماعية
لحشودنا المنكسرة
تحت أنقاض هذا الدمار الشامل
-
وكشفنا عن رؤوسنا
لنخنع
تحت وابل قصف عنيف
من النيران الدقيقة
لنرضخ لتقلبات
نهاية أمرنا
-*/
2
ودون أن ندري
وبلا أخذ موعد مناسب
لنيل الجزاء القاتل
تداعينا للاجتثاث الأثني
حسب أمزجة
كل أنواع القذائف
غير الودية
للاعتلال الوطني
-*/
3
وكأنكم لا تدرون
لقد لوحنا وللعالم أجمع
بتوسلات محمومة
ورفعنا رايات
كسر شأفة
بأعلام خرق ممزقة
لاستسلام مذل
لم تنكس من قبل
على هزائم منكرة
كانت توزع هلاكنا
قطعاً ممزقة
من تفتت قلوب الأمهات
تحت أنقاض
هذا الدمار الشامل
-*/
4
لا لم أك بطلاً أسطورياً
ولا مثالاً يحتذى
ولا لم أقف بالفراغ العالمي
كتمثال نرسيس خائب
أعشق انعكاس صورتي المهشمة
على غبش الألحاظ المدققة
ولم أعتلي منصة قط
غير سدة
النجاة بنفسي
-*/
5
هذا وقد كنا نعاني
من ارتعاد فرائصنا
ونطوي انفجارات القذائف
بين جنباتنا
ونتداعى كقلب هلوع
على وقع
تنوع القصف الهائل
ونتوارى بزرع أحزمة ناسفة
على طرق هلاكنا
حتى تحولنا إلى عصير
كوكتيل هلاك
في حفر مدافع
لقذائف تنهال فوقنا
ومن كل جانب
-
حتى نحظى بمنافع جمة
لسهولة قهرنا
-*/
6
لقد جوبهنا بقوة نارية مفرطة
حتى أضحت جثامينا
تصلح لحروب الذمة
وجثثنا
تتيح للدمار الشامل
توزيع شقفنا
للشواء المقزز للنفس البشرية
تحت أسطح بيوتنا
التي سويت بالأرض
-*/
7
ولقد كان الحتف يتوالى
ليملأ كأس منية
يستحق الشرب
ونحن نتعاطى
نخب موت محقق
تحت وابل قصف
من الدحر المتواصل
-*/
8
كنا نتعاطى نبيذ
ونرتشف جرعات منايا
وبكافة أشكال القصف
فوق كاهل الشعب
-
ونتحلى بنكهة
الموت الصريع
ومع كل أنواع التلوي
من الذعر
مع لفظ الأنفاس
-*/
8
كنا نتهالك
وما زلنا نبحث بين أنقاض
بيوتنا
عن كأس منية
لم يتحطم بعد
لنملأه بشراب السم الزعاف
لنتعاطى كؤوس انفجار القذائف
ومن خلاصة نبيذ الحتف
كجرعة مناسبة
لحشرجة الموت غيلة
تحت القصف
-*/
9
وما فتئنا نبحث
بين الأنقاض
عن نجاة مستحيلة
أو عن كسر ضلع
من ضلوع أولادنا
أو عن إصابة طفيفة
لنشفي صدورنا
من نحورنا
-
ونتلوى كثعابين
في حفر القذائف
وكعائدين للتو
ومن موت محقق
-
وأجبرونا على أن نتحشرج
تحت وابل من النيران
الدقيقة
الموجهه لخراب ديارنا
-*/
10
كانت الطائرات تقصقنا
بدويّ هائل
ومن على ارتفاع شاهق
لذلك كنا لا نرى
حتفنا
إلا وهو ينقض علينا
بانفجارات عاتية
ونحن
نلفظ أنفاسنا
بين الحفر
التي تركتها لنا
انفجارات قنابل
العدو المجهول
كملاذ أخير
لندفن وبسرعة قصوى
بين الأنقاض
في أضرحة موزعة
فوق مقابر جماعية
من الدمار الشامل
-*/
11
لا -- لم نكن عبء
على وطن
لفظنا له أنفاسنا
وبكل أشكال العنف الأهلي
وانخنا رؤوسنا
للرمي ببراميل
الترحيب
بخراب بيوتنا
-
وطأطأنا صاغرين
لكل أشكال العزف
على نياط قلوبنا
ورضخنا للفظ أنفاسنا
تحت وابل
من نيران صديقة
للبيئة أيضاً
-*/
12
ها وقد عرفنا أخيراً
أن الرمد
أحسن من العمى
فقد الأوطان
المنزوع
من محاجر عيوننا
مثل طلوع الروح
وأشد حرقة
بالغربة
-
والطامة الكبرى
هي بضياع رشدنا
ونحن تعتقد
أننا ما تزال
مقيمين فيه
وأينما توجهنا
لا نلاقيه
حولنا
*/-
13
لقد سارعنا برفع
إشارات استفهام
لا تليق بمقام إنسان
مهيض الجناح
وبكل وسائل
الفت من عضدنا
وفي منية راضية مرضية
عن دنو أجلنا
-
هذا وانتظرنا ونحن بالحضيض
خاتمة نهاية أمرنا
مع كل وسائل العنف
لدمار مستقبل أوطاننا
-*/
14
وكشفنا عن رؤوسنا
لقصف يتعدى
الخراب الأهلي
ويتجاوز
فحوى الدمار الشامل
لأمة شامية كبرى
خرجت فيها العبودية
عن طورها
حتى إخلاء السبيل الزاحف
بالفيافي العالمية
-
وحتى نلقن دروس الحرية الحقيقية
لغيرنا من الشعوب النكرة
حتى صارت ضروب حياتنا
كجلاميد عيش محطمة
حطته المنايا
من علّ
لتطحننا تحت سنابك
هذا الهلاك الدائر
-*/
15
لا لم نكن نتظر الحتف
والذي كان يأتينا
ومن حيث لا نحتسب
-
حتى حط بنا المآل
في انكسارات
منتهى اليأس
لتصدع القلوب البشرية
بالعراء الدولي
-
بعدما سطرنا بفرارنا
بطولات بذل نفس
لخوض غمار
دهور معاناة من يأس
العذاب المر
وحصلنا على ميداليات
بطولات قفز
وإلى ما وراء كل الحدود الأمميه
-*/
15
دون مناسبة قومية تذكر
كنا نحتفل في قفزات اسطورية
للقصف
على حلبة ارتقاء أرواحنا
مع انفعالاتنا حتى الأوج
حتى بأخذنا طرب الضرب
بالبرية الشامية
في تمثيل بطولات
لفظ أنفاس
ونترع كؤوس الانتقام
في حانات
ما يضحك خصومنا
-
ولنجعل العالم المتحضر
يبد –ك -ي تعسفاً علينا
-*/
16
يا شام
ما زال نسيمك العليل
تهتز له مفاصل أضلعنا
وشذا ياسمينك
يدور ككأس من نبيذ
في ثمالة طربنا
وحبك يغشانا
ليل نهار
فقط
حتى ولو أضحينا نتسربل
في كل المنافي العالمية
كحراس للفرار بجلدنا
-*/
17
ولا أعرف كيف صرنا
نتبادل هدايا القصف
في ألاعيب الحرب
ونتداعى بين حفر
الدمار الشامل
كدمى بلاستيكية
لا يضيرها
عذاب قهر القبر
التي لا تبقي
ولا تذر
لحمة أهلية
-
وننتشر كقفزة قلب
من الرعب
ونسقط مغشياً علينا
على دوي انفجارهائل
يقطع النسل القومي
-*/
18
وحتى لا ننسى
عندما كنا
نتلاصق بالمساء
لنعانق أولادنا بأحضاننا
مرتجفين من ذعر
الدوي البعيد
للقصف المتواصل
والذي كانت تقفز له قلوبنا
من جديد
كلما أقترب القصف
من سكن
جيراننا
-*/
19
لا لم يعد يغرد
حسون
كشادي ألحان
على ضلع قلب
تمزق
وانتزع عن مفصل
كاهله الأهلي المحطم
بالشام
-*/
20
نحن في الشام
أصبحنا نعتقد أن القيامة
قائمة
وأن القصاص العادل
يجري باندلاع الحرب
وفوق ساحة وغى
نهاية أمرنا
ويوم الحساب
يبدأ من دك مدن أهالينا
وتسوية أسطحها
بالأرض
وأن الدور قادم
لا ريب
على العاملين عليها جميعاً
-*/
21
وماذا بعد أن أجبرتمونا
على رؤية
نجوم الظهر
في رابعة النهار
وشاهدنا العفاريت الزرق
يراقصون انفعالاتنا
في هذا الحبور
المنثور
فوق خراب بيوتنا
-*/
23
عندما هبطت حياتنا
أدراج جحيم
أسفل سافلين
رأينا أمماً
من أهالينا
سبقونا إلى سقر
في هذا الفرار الجماعي
كأمة سورية عظمى
هاربة
لا تلوي على شيء
-*/
24
بعد كل هذا الدمار الهائل
كيف يمكننا
أن نتعرف على موضع
بيوتنا التي سويت بالأرض
وعلى ماحل بأهالينا
بعد هذا الخراب
والذي أعاد ترتيب
غرف معيشتنا
بالعراء الوطني
والعالمي معاً
كشعب ما زال يعيش
الفسحة المتبقية
من حياته
في مدن خيام الشتات
ومرتدياً ثياب قشعريرة
الريح العاتية
مع خلع سترة
سخونة الجو
لملامسة كل هجير واثب
يقتص منا
-*/
25
أتوسل أليكم
أيها العالم الحر
اتركوا لنا
حفنة بلد
ضمة تراب
شقفة وطن
حتى نقف على أرجلنا
فوق أكوام أنقاض ثرانا
ولنتبع جري خطواتنا
إليك يا شام

كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جزار الصمت
- ديوان لافتات انشداه- دفتر رقم 13
- ديوان لافتات انشداه- دفتر رقم 12
- ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم 11
- ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم 10
- ديوان لافتات انشداه -دفتر رقم 9
- ديوان لافتات اندهاش -دفتر رقم 8
- ديوان لافتات انشداه - رقم 8
- ضالة نفسه
- يدي معول
- شفق أحمق
- ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم 7
- ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم 6
- ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم 5
- ديوان التغريبة الشامية الكبرى - 1
- ديوان لافتات انشداه -دفتر رقم 4
- ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم 3
- ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم 2
- ديوان لافتات انشداه
- عيد الحب


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - ديوان لافتات انشداه - دفتر رقم - 14