أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - رثاء لغزة














المزيد.....

رثاء لغزة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5496 - 2017 / 4 / 19 - 09:29
المحور: كتابات ساخرة
    


بمناسبة إضراب العاملين في شركة كهرباء غزة يوم 14-4-2017 وقيامهم بقطع التيار الكهربي (المقطوع) عن غزة، فإنني أقترح أن يحذو عمال شركة المياه حذو عمال شركة الكهرباء، على أن يُضربوا فيقطعوا المياه، غير الصالحة (المقطوعة أصلا) عن غزة، شهرا كاملا، حتى يكون الاضراب أكثر فعالية، فيُضطر العطشى أن يتحدوا الحصار بعطشهم، وإن فَشل العطش في تحريكهم، فإن (أريج) أجسادهم، بعد شهرٍ، سيُحولهم إلى كائناتٍ أخرى، فينهشون الحصار، ويمزقون الفقر إربا، إربا!! مثلما نجح مخطط قطع الكهرباء نصف يومٍ كاملا! فعندما عادَ التيارُ الكهربي، في اليوم التالي، انتفضَ الغزيون صارخين:
(عاشتُ غزة حُرة أبيَّة، يسقط مسببو الحصار، والقهر، والإذلال)! وبعد هذه التجربة (الناجحة)! أقترح أن نقوم بإضرابٍ آخر على(التيار الكهربي) تحت شعار: فلتُطفَأ مصابيحُ البيوت والمؤسسات شهرا قمريا كاملا، لتتمكن أصواتُ الغزيين في (العتمة) من الوصول إلى السماوات العُلى، ولا يؤخرها ضوءُ الشمس، والأضواء!!.
هكذا اعتادتْ غزة أن تمشيَ بالمقلوب، وأن تفعل ما لم يفعله الأولون والآخرون، وأن يكون ساكنوها أعجب سكان الأرض قاطبة، فهي تعاني من البطالة، والمجاعة، والحصار، وفي الوقت نفسِهِ فإن معظم ساكنيها يُعانون من السِّمنة المفرطة!
غزة هي المدينة الوحيدة التي تقبل كل ألوان الإحسان من الدول، والجمعيات والمؤسسات، حتى الدعم المالي المخصص لقتل الروح الوطنية، فغزةُ تتلقى الأموال عبر (وسطاء)، يقوم هؤلاء الوسطاء بشراء المواد التموينية، لغرض دعم الفقراء الغزيين، وبعد لحظات من توزيع مواد الطعام، تعود الموادُ نفسُها لتباعَ من جديد لمَن سوَّقوها، بسعرٍ بَخْسٍ، هذه اللعبةُ المقصودة، هدفهُا، ابتلاع الجزء الأكبر من الدعم لجيوب السماسرة، ممن يُشاركون في اغتيال الأمانة، والإخلاص الوطني!
هناك دعمٌ آخر يوجَّه فقط لتنظيم (الندوات المخملية) في بعض المؤسسات والجمعيات، التي تستفيدُ منها الدول الداعمة، أكثر مما يُفيدُ الوطن، وفور انتهاء تلك الندوات المخملية، تُفرش موائدُ الطعام الفاخرة، ليأكلها الأغنياءُ الموسرون في المطاعم الفاخرة، على حساب غزة الجائعة، بعد أن يتأكَّد الداعمون أنَّ الآكلين، الضيوفَ الموسرين لم يكن بينهم جائعٌ واحدٌ محتاجٌ إلى الطعام، وهذا شرطٌ رئيس للموافقة على ميزانية الندوات المخملية، لأجل زيادة الغيظ والحقد الشعبي في نفوس الغزيين المحتاجين!
أما الدعم المخصص لتنظيف مدينة غزة من الرمال والأوساخ، هو دعمٌ مخصصٌ لقتل الروح المعنوية، وحب الوطن، إنَّهُ دعمٌ، لا تقبله الشعوبُ التي تحترم تاريخها ونضالها، لأنه يمسُّ بكرامة أهلها، ويُشكك الأجيال في قدراتهم، ويدعوهم للكسل والتواكل! فعمالُ غزةَ المقهورون يُطاردون الأتربة على أطراف الطرق، ينقلونها من يمين الطريق إلى يسارها، في انتظار أن تُعيدها الرياحُ إلى موضعها السابق بعد الانتهاء من هذا الجهد العبثي! مع العلم أن تنسيق مشاريع تنظيف الأتربة العبثية، يتوافق مع نشرة الأحوال الجوية، وحركة الرياح!! لضمان دورةً جديدةً أخرى من الدعم، عندما تُعيدُ الرياحُ الأتربةَ إلى مكانها السابق في اليوم التالي، لتشجيع البطالةِ، وتعزيز الكسلِ، وتربية التواكل!
هل تستحقُّ غزةُ، العنقاء، ذاتُ الأمجاد الوطنية أن يعبثَ بها العابثون، وأن يُطفئوا مصابيح تاريخها المشرق، وأن يحولوها من(عروسَ المدن) وأسطورة النضال الوطني إلى عجوزٍ هرمة، تلبس ثوبا باليا، وتتوكأ على أكتاف أبنائها، تستجدي العالم على قارعة الطريق؟!!
غزةُ اليوم تتعرضُ لمؤامرةٍ خطيرة؛ الاغتيال على يد أبنائها وأهلها!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملكة للأشجار، وملكة لأمريكا
- العبقرية هي صناعة المتفجرات الفكرية
- إمارة أندورا الفلسطينية
- أعداء النساء في عيد المرأة العالمي
- أين اختفى هؤلاء؟
- الاستيطان فريضة دينية يهودية
- خرافات ألفية الجهالات
- فسيفساء فلسطينية منسية
- لا تأكلوا... كنافة بالدّبس
- اللغة العربية في غرفة الإنعاش
- بارانويا كاليغولا تصيب نتنياهو
- مرحلة ما بعد اليسار في إسرائيل
- لقطتان، لا تتشابهان!
- مطاعم الفنان كولوش
- ثلاث لقطات للضد
- صور من براءة الطفولة
- وصية، احرقوا تراثنا بعد موتنا!
- جهنم هي عيونُ الآخرين!
- مَن أيقظَ الوحشَ؟
- لا يحدث إلا في أوطان اليأس!


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - رثاء لغزة