أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - الله في فكر عمر الخيام7 /25















المزيد.....


الله في فكر عمر الخيام7 /25


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5494 - 2017 / 4 / 17 - 14:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول الخيام:
إن تقتلع من أصلها سرحـــتي
وتصبح الأغصان قد جفـــــت
فصغ وعاء الخمر من طينـتي
واملأه تسر الروح في جثــتي
وقوله: "تسر الروح في جثــتي" ففيها عدة مباحث، نحاول ان نتطرق اليها في هذا المبحث.
مباحث في ماهية الروح
اولاً: ما هي الروح؟
والروح مادة اثيرية شفافة لا ترى بالعين المجردة، وقد اختلف الفلاسفة في تعريفها وكنهها، وما هيتها، اختلافا جذريا، كذلك اختلفت فيها وجهات النظر الدينية، اليهودية المسيحية والاسلامية، اضافة الى الديانات الاخرى كالبوذية والهندوسية والزرادشتية، وسنشير الى ذلك في هذا المبحث.
وفسر بعضهم الروح بأنها "جسماً خفيفاً حيّاً لذاته، وعلويّاً متحرّكاً يسري في الأعضاء وينفذ فيها، ولا تعلم البشر بماهيّة هذه الرّوح أو حقيقتها؛ فهي خلقت بأمرٍ من الله، وليست من جنس العالم المشهود، ويصعُب تحليلها. وعلى الرّغم من ماهيّة الروح وغموضها إلا أنّه من الممكن أن تظهر آثارها على الجسد".
وهناك الرُّوح المعنويَّة وهي: الجوّ أو الحالة النَّفسية التي تؤثِّر في نوعيَّة الأداء الذي يتمّ عن طريق جهد مشترك. (قاموس المعاني).
وقال ابن منظور في" لسان العرب" مادة " روح" : " والرُّوحُ، بالضم، في كلام العرب: النَّفْخُ، سمي رُوحاً لأَنه رِيحٌ يخرج من الرُّوحِ؛ ومنه قول ذي الرمة في نار اقْتَدَحَها وأَمر صاحبه بالنفخ فيها، فقال:
فقلتُ له: ارْفَعْها إِليك، وأَحْيِها ..... برُوحكَ، واجْعَله لها قِيتَةً قَدْرا
أَي أَحيها بنفخك واجعله لها؛ الهاء للرُّوحِ، لأَنه مذكر في قوله: واجعله، الهاء التي في لها للنار، لأَنها مؤنثة. الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: يقال خرج رُوحُه، والرُّوحُ مذكر".

ثانيا: الفرق بين الروح والنفس
ثمة اختلاف شاسع لمفهومي الروح والنفس، وهل هما مفهوم واحد ام مفهومين، وهذا الاختلاف ورد في الاديان ولدى الفلاسفة ايضاً.
ففي الكتاب المقدس فأن كلمة "الروح" تشير الي الجزء غير المادي من الانسان. وللبشر روح ولكننا لسنا مجرد أرواح. ونجد أن في الكتاب المقدس أن المؤمنين، الذين يسكن فيهم الروح القدس، يسمون "أحياء روحياً" عبرانيين 12:4 ويعقوب 26:2). وغير المؤمنين هم "أموات روحياً" (أفسس 1:2-5 و كولوسي 13:2). وفي كتابات الرسول بولس نجد أن "الروح" جزء أساسي من حياة المؤمن (كورنثوس الأولي 14:2 و 1:3 و 45:15 وأفسس 3:1 و 19:5 وكولوسي 9:1 و 16:3). والروح هو العنصر الموجود في الانسان والذي يؤهله لتكوين علاقة حميمة مع الله. وكلما نجد كلمة "الروح" مستخدمة، فأنها تشير الي الجزء غير المادي من الانسان بما في ذلك نفسه.
وكلمة "النفس" لا تشير فقط الي الجزء غير المادي في الانسان بل أيضاً الجزء المادي. وبخلاف الروح فالإنسان هو نفس. واختصار فكلمة "نفس" تعني حياة. ولكن الكتاب المقدس يتعدى "الحياة" ويغطي أجزاء أخري. وواحدة من هدة الأجزاء هي قابلية الانسان لفعل الخطيئة (لوقا 26:12). فالإنسان بطبيعته ملوث ونفسه ملوثة كنتيجة لذلك. ومبدأ الحياة غير موجود في وقت الموت المادي (تكوين 18:35 وأرميا 2:15). و"النفس" كما في "الروح" هي محور عديد من التجارب الروحية والعاطفية (أيوب 25:30 ومزمور 5:43 وأرميا 17:13). وكلما نجد كلمة "نفس" مستخدمة فأنها تشير للإنسان ككل حياً أو ميتاً.
وملخص الكلام ان الروح هي ليس النفس، فالفرق واضح ما بينهما، وكلٌ له ميزته وخصوصيته وعمله، وان كانت بينها قواسم مشتركة. والحديث هنا حول الروح والنفس طويل جدا وشاق وفيه مباحث مطوله للفلاسفة والمتكلمين، وقد اوجزنا ذلك خوفا ومن التبرم الملل.

ثالثا: الروح في القرآن
وورد في القرآن جملة من الآيات التي جاء فيها ذكر الروح؛ نورد منها ما يلي:
-{قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} الإسراء:85
-{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ} الإسراء:85
-{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} الشعراء:193
-{يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ} غافر:15
-{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} النبإ:38
-{وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} البقرة: 87
-{وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} البقرة:253
-{وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} النساء:171
-{اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ} المائدة:110
-{وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} يوسف:87
-{إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} يوسف:87
-{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} الحجر: 29
-{يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} النحل: 2
-{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا} النحل: 102
قال الزبيدي: "والروح مذكر. وفي الروض للسهيلي: إنما أنث لأنه في معنى النفس، وهي لغة معروفة. يقال إن ذا الرمة أمر عند موته أن يكتب على قبره: يا نازع الروح من جسمي إذا قبضت وفارج الكرب، أنقذني من النار وكان ذلك مكتوبا على قبره؛ قاله شيخنا. ومن المجاز في الحديث: " تحابوا بذكر الله وروحه". أراد ما يحيا به الخلق ويهتدون، فيكون حياة لهم، وهو " القرآن. و " قال الزجاج: جاء في التفسير أن الروح: " الوحي"، ويسمى القرآن روحا. وقال ابن الأعرابي: الروح: القرآن، والروح: النفس. قال أبو العباس: وقوله عز وجل: " يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده " و " ينزل الملائكة بالروح من أمره " قال أبو العباس: هذا كله معناه الوحي سمي روحا لأنه حياة من موت الكفر، فصار بحياته للناس كالروح الذي يحيا به جسد الإنسان. قال ابن الأثير: وقد تكرر ذكر الروح في القرآن والحديث، ووردت فيه على معان، والغالب منها أن المراد بالروح الذي يقوم به الجسد وتكون به الحياة، وقد أطلق على القرآن والوحي [والرحمة] وعلى " جبريل " في قوله [تعالى]: " الروح الأمين " وهو المراد ب " روح القدس ". وهكذا رواه الأزهري عن ثعلب. الروح: " عيسى، عليهما السلام. و" الروح: " النفخ " سمي روحا لأنه ريح يخرج من الروح". (راجع: الزبيدي، تاج العروس: ج 4، الصفحة ٥٨).
وفي التفاسير والسّير النبوية، ان اليهود ارادوا اختبار النبي محمد وهل انه صادقاً فيما يدعيه، فسألوه عن الروح، ويبدو انهم لم لحظوا بالجواب الشافي، اذ كان الجواب: (ويسألونك عن الروح فقل ان الروح من امر ربي).

رابعا: الروح عند الفلاسفة
ذكرنا أن الفلاسفة كل له نظرته حول الروح؛ فالروح عند أفلاطون هي: الأساس لكينونة الإنسان، وهي المحرّك الأساسي له؛ حيث اعتبر بأن الروح تتكون من ثلاثة أجزاء هي النفس والعقل والرغبة، واعتقد بأن النفس هي المتطلبات الشعوريّة أو العاطفيّة، أما الرغبة فهي متطلبات الجسد، وضرب مثال العرب التي يقودها حصانان لتوضيح هذا المقصد، فالذي يُحرّك الحصانين من وجهة نظره هما قوتا النفس والرغبة، ووظيفة العقل هنا حفظ التوازن للعربة.
أمّا أرسطو فقد اعتبر بأنّ الروح هي محور الوجود الأساسي، لكنه لم يعتبرها مستقلةً عن الجسد أو أنها شيئاً غير ملموس؛ حيث اعتبرها مرادفةً للكينونة، ولكنه لم يعتبرها كينونةً مستقلة تسكن الجسد، وعلى هذا الأساس فإن أرسطو قد أنكر خلود الروح.
وديكارت حاول أن يثبت بأنّ الروح تقع في منطقة محددة في الدماغ، أمّا إيمانويل كانت فقد قال بأنّ مُحاولات الإنسان لمعرفة ماهية الروح وفهمها ينطلق من محاولة عقله الوصول لنظرةٍ شاملة حول طريقة التفكير، أي إنّ العقل الذي يُحاول الوصول لتفسير على أسسٍ عمليّة سيواجه العديد من التساؤلات حول الأمور غير الملموسة والمجهولة.
وقال ابن عربي: "أن الله تعالى لما خلق القلم واللوح وسماهما العقل والروح وأعطى الروح صفتين صفة علمية وصفة عملية وجعل العقل لها معلماً ومفيداً إفادة مشاهدة حالية، كما تستفيد من صورة السكين القطع من غير نطق يكون منه في ذلك وخلق تعالى جوهراً دون النفس الذي هو الروح المذكور سماه الهباء". (الفتوحات).
ووصف الغزالي الروح بأن قال: "ان الروح ليس بجسم يحل في البدن حلول الماء في الاناء, ولا هو عرض يحل القلب او الدماغ حلول السواد في الاسود والعلم في العالم, بل هو جوهر لا يتجزأ باتفاق اهل البصائر, لأنه لو انقسم لجاز ان يقوم بجزء منه العلم بالشيء، وبجزء آخر الجهل بذلك الشيء بعينه، فيكون في حالة واحدة عالما بشيء وجاهلا به، وذلك محال , فدل بذلك على انه واحد لا ينقسم".
خامساً: ابن القيم وكتابه "الروح"
ولعل ابن القيم الجوزية اول عالم اسلامي تطرق الى قضية الروح وناقشها من عدة محاور، وبحسب الرؤية الاسلامية الفلسفية العقائدية، واشار الى ما هيتها، والى خلودها، وكيف ان الروح الطاهرة تتمتع في ملذات الآخرة بعد ان تفارق الجسد، والروح الخبيثة تتعذب وتلاقي من النصب ما تلاقي، وفقا لأعمالها الشريرة التي فعلتها في دار الدنيا. و كتابه" الروح " فيها لمسة فلسفية لا يمكن الاستغناء عنها خصوصا لمن يريد ان يبحث في موضوعة الروح.
وملخص نظرية ابن القيم حول الروح ملخصها إن شأن الأرواح غير شأن الأبدان، قال وأنت تجد الروحين المتماثلين المتناسبين في غاية التجاور والقرب، وإن كان بينهما بعد المشرقين، وتجد الروحين المتنافرين المتباغضتين بينهما غاية البعد، وإن كان جسداهما متجاورين متلاصقين.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله في فكر عمر الخيام6/ 25
- الله في فكر عمر الخيام5/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 4/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 3/25
- الله في فكر عمر الخيام2/ 25
- السيكولوجي قاسم حسين صالح.. شاعر شعبي!(1)
- هل فعلاً الانسان مجهول؟
- الغجر في العراق نبذة مختصرة
- الله في فكر الخيام 1/ 25
- المرأة في فكر الطباطبائي/ الخلاصة
- المرأة في فكر الطباطبائي(5)
- المرأة في فكر الطباطبائي (4)
- المرأة في فكر الطباطبائي/2
- المرأة في فكر الطباطبائي/3
- المرأة في فكر الطباطبائي/1
- ام اولادي تهددني بالقتل!
- صفنة مطي!
- طهريني بخطاياكِ
- حمير الانبياء؟
- ما هي السعادة، ولماذا يبحث الانسان عنها؟


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - الله في فكر عمر الخيام7 /25