فكّ إشتباك الجغرافيا و إشكاليّة الهويّة الوطنيّة

محمد صالح عويّد

الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

افترض بمن يملك بعض الرؤية الحصيفة والإطلاع ولديه قراءات تاريخية منصفة أن يتأنّى بموقفه ويحاول أن يكون محايدا قدر الإمكان وبعيداً عن التجييش والتخندق - الديني ، أو العرقي أو المذهبي - أحيانا وتحت ستار إتهام تركيا أردوغان - بالطموح لتاسيس ديكتاتورية إسلامية وبالتالي تدمير تجربة تركيا الناهضة بقوّة والعودة بها للوراء وكأن من نهض بها هم المحاصرين بأوهام وايديولوجيات ضيّقة انسلخت عن ثقافة الجغرافيا !؟
غدا سيكون الإستفتاء على التعديل الدستوري للتحوّل للنظام الرئاسي .
للعلم فقط : أميركا - روسيا - الصين - فرنسا ، واغلب دول العالم تعمل وتُحكم بنظام رئاسي !؟ لم يحاول أحد المقارنة وإحترام إرادة الشعوب أو الحكومات العميقة التي تدير مجتمعاتها بما يتوافق ومصالحها الإستراتيجيّة بعيدة المدى وكل هذا يتم وفق اسس الديمقراطية المعترف بها والمتفق عليها بين كل أطراف المجتمع فاعلين ومنفعلين .
الغرب ذاته قام بالتجييش ضد هذا ، لغايات تمّ زرعها منذ قرن !؟
لاحظت وخلال متابعة بسيطة أن أكثر النافخين في كير الإستنكار والمخاوف هم :
بعض الموتورين من الإخوة الأكراد السوريين / المثقفين !/ تحديداً ولم نلحظ هذا عند اكراد العراق وتركيا وربما يقف اكراد تركيا مع الاستفتاء لأنه لمصلحة وطنهم ومصالحهم الإجتماعية والإقتصادية كونهم اندغموا بالهوية الوطنيّة - وهل سيتمّ تكفير وشتم أكراد تركيا إن فعلوا ووقفوا لصالح النظام الرئاسي بملئ إرادتهم !؟ مع إحترامي الكامل لحقوق الإخوة الأكراد على كل الأصعدة وبكل مكان .
بنفس الوقت لا أدري ما موقفهم من النظام الرئاسي المعمول به في إقليم كردستان - شمال العراق مثلاً والذي اتمنى ان يعلن قيام دولة هناك ويتم حسم الأمور بإتجاه إستقرار افضل لعموم المنطقة .
الأمر يحتاج لقليل من الترويّ والتصالح مع الثقافة الغالبة ومع الذات والرضا بما يمكن الوصول إليه ضمن مصطلح مدني راقي اسمه الهوية الوطنية التي يمكن من خلالها تجاوز الكثير من الالغام والحروب والمآسي ويمكن من خلالها فعل الكثير للحفاظ على الخصوصية العرقية - الدينية والمذهبيّة وإجتراح نجاحات خاصة والإستحصال على مكانة لائقة ضمن النسيج الإجتماعي بكل بلد يعيشوا فيه وللتذكير فقط :
تركيا المعاصرة تولّى رئاستها بعد مصطفى كمال أتاتورك - عصمت اينونو الكردي الاصل تولّى الرئاسة بالفترة 1938-1950وشكّل قبل ذلك عشر حكومات تركيّة بعهد اتاتورك كما شغل منصب وزير الخارجية في الفترة من عام 1922 إلى 1924. كما شغل منصب رئيس الأركان العامة بالفترة بين 1920 إلى 1921. كما أصبح زعيم حزب الشعب الجمهوري بالفترة من 1938 إلى 1972. -
والآن يحكم استخباراتها هاكان فيدان - الكردي .وإليكم اصدقائي وإخوتي واهلي هذه الاسماء التركية ذات الاصول الكرديّة والتي تميّزت بمجالات عدّة بتركيا بتسلسل ابجدي :
أبرو يشار -عبد الله أوجلان -إبراهيم تاتليسس - إجلال أيدين -عصمت إينونو - محمد علي براند - بن علي يلدرم - بولنت أجاويد - بيرفن بولدان - بيلشيم بيلجين - توركوت أوزال - جمال كورسل - سليمان نظيف - ضياء كوك ألب - طاهر ألجي - عائشة شان
عبدالله جودت - فيغين يوكسيكداغ - محمد شيمشي - محمد ظافر شاغليان - محمد علي أغا - هوليا أوشار - يلماز أردوغان - يلماز كوني ....
المصيبة الأدهى من ذلك أن إسماعيل الصفوي : هو من اصول كرديّة كما يرد عبر المراجع التاريخيّة !؟ ولا زال الكثير يراهن على الأحقاد وإثارتها واللهاث وراء سراب الشعارات ودفع جميع ابناء المنطقة نحو هاوية المذابح دون بعد نظر أخلاقي وإنساني .
كما نلاحظ ان من يتفق معهم بهذا الإستنكار والإستهجان هم ابناء الأقليات الموتورة وأغلب هؤلاء يتبع كجوقة فرح لحلف الاقليات ذو الرسن الاسدي - الإيراني !؟
ربما تركيا وانا لا افهم بالسياسة كثيرا تحرّكت بهذا الإتجاه - بعد الثورة السورية تحديدا - للحفاظ على مكتسبات حققتها الإدارة التي لا زالت قائمة على راس عملها حرصا وتحسبا لكثير من الأهوال القادمة مع الخرائط الجديدة والتي يبدو ان تركيا تعلم بها وتعرف انها مستهدفة وفي عين العاصفة .
تركيا بعد سنة ستجاور ثلاث قوى جديدة جغرافيا على المنطقة وعبر أدوات واذرع قذرة ارتضت العمل كمخالب ، تركيا ستجاور :
الولايات المتحدة - وروسيا ، وفي الجنوب السوري بريطانيا .......
طبعا عدا إيران الصفويّة وتاريخهما المشترك ما يكفي من الهواجس والأفخاخ ..

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=383080501777809&set=a.383080468444479.94946.100002275867466&type=3&theater

#محمد_صالح_عويّد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات