فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5492 - 2017 / 4 / 15 - 20:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعود الشعب الايراني دائما أن يسمع من القادة و المسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کل مايبعث على التشاٶم و اليأس و الاحباط و عدم توقع أو تصور أي تحسن أو تطور في أوضاعه و أحواله نحو الاحسن، وقد إعتاد هذا النظام عندما يريد التغطية على عجزه و إخفاقه في معالجة و حل مشاکل الشعب الايراني بأن يدعوه لمواجهة مايسميه"مٶامرات الاستکبار العالمي"و الصمود بوجهها من خلال تحمل الاوضاع المترتبة على ذلك.
هذا النظام الذي ساهم و يساهم بطرق مختلفة في تردي الاوضاع المعيشية للشعب الايراني و إيصالها الى اسوء مايکون خصوصا بعد أن صار الفقر و المجاعة و الحرمان و الادمان مظاهر تطغي على المشهد الايراني، ولم يعد بوسعه أن يعمل على إيجاد حلول و معالجات مناسبة لتلك الاوضاع فإنه يسعى لتبرير تلك الاوضاع و إطلاق تصريحات مثيرة للسخرية و التهکم بحيث توحي بأنها من صنع غيرهم، خصوصا عندما نسمع التصريح الاخير للملا روحاني و الذي يقول فيه و بعظمة لسانه:" ان المشكلات الاقتصادية لاتنحل حتى 100 سنة"!
هذه المشکلات الاقتصادية و غيرها من المشکلات السياسية و الاجتماعية التي تولدت من جراء السياسات الطائشة و غير المسٶولة للنظام، من المضحك جدا أن يدلي الملا روحاني بهکذا تصريح يبعث على السخرية، ذلك إنه يتحدث عن مشکلات إقتصادية من دون أن يحدد مسٶولية نظامه المباشرة عن إيجادها ولاسيما من حيث إهداره لثروات الشعب الايراني و صرفها في مجالات و قضايا لاتخدم الشعب الايراني وبالاخص من حيث إهدارها على تصدير التطرف الاسلامي و الارهاب و التدخل في الشٶون الداخلية للدول الاخرى، الى جانب تبنيه للبرنامج النووي الذي کلف الشعب الايراني الکثير من مختلف النواحي و کذلك برامج التسليح و تطوير الصواريخ، کل هذا کان ولايزال وراء معظم المشاکل الاقتصادية التي يعاني من تبعاتها و آثارها الشعب الايراني.
عدم وجود سياسة إقتصادية من جانب النظام و جعل الاقتصاد الايراني رهين بيد الحرس الثوري الذي يعتبر مرشحا قويا لإدراجه في قائمة التنظيمات الارهابية حيث إن المطالب المختلفة بهذا الخصوص تزداد يوما بعد يوم، جعل من الاقتصاد الايراني مشلولا و ليس لديه أية قدرة أو نمو بل وإنه قاب قوسين أو أدنى من الانهيار التام الذي بات بإنتظاره، لکن الحقيقة التي يجب أن يعلمها الملا روحاني هي إنه طالما بقي هذا النظام فإن هذه المشاکل ستبقى، لکن وفي نفس الوقت فإنه وبرحيل أو سقوط هذا النظام فإن المشاکل الاقتصادية الى جانب المشاکل الاخرى التي تعاني منها إيران ستجد طريقها الى الحل فالمشکلة و بيت الداء يکمن في النظام نفسه فهو سبب البلاء و المصائب و إن إسقاطه کما دعت و تدعو المقاومة الايرانية الى ذلك سيبقى الطريق الوحيد لحل کافة المشاکل الايرانية.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟