أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - لكن لماذا ؟!














المزيد.....


لكن لماذا ؟!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5490 - 2017 / 4 / 13 - 18:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يكتبُ كثيرٌ من الكتاب مقالات رأي يُحيلون فيها اسباب التخلف العربي والإسلامي، إلى تفشي وبأ الوهابية في مجتمعاتنا . فالرِدة التي حصلت، وهي ردة لم تتميز فقط بالتماهي المُطلق مع طقوسية الوهابية في الملبس والمأكل والشعائر الدينية - الإجتماعية ، بل بدأت تسود ثقافة وهابية تضع كل من يضع على رأسه شماغاً دون عقال ، يطلق لحية ، يحف شاربيه ويرتدي دشداشة قصيرة، تضعه في مصاف العلماء الذين لا يُشق لهم غبار، وتُعتبر علوم الغرب قياسا ل"علوم" هؤلاء، لغوا ولهوا.
لا بل تخلّت مجتمعات عن عاداتها وتقاليدها الإجتماعية المُتوارثة عبر القرون، قرون من التسامح والقبول للآخر على غرار المثل القائل " كل منو على دينه الله يعينه" ،لتكتسب بدلاً عنها ، عادات وهابية بدوية خارجة من اعماق البيداء ، وهي تمتشق سيفا ، وتهدد بالويل والثبور وعظائم الأُمور لكل مخالف أو رافض للوهبنة الفكرية – الثقافية ..
يعتقد كثيرٌ من المنشغلين بالشأن العربي – الإسلامي، بأن السبب وراء هذه الردة الفكرية والحضارية ، يعود الى الاستثمار الوهابي المالي الهائل في المجتمعات العربية والمسلمة وخصوصا بعد أن ارتفعت اسعار النفط نتيجة لحرب اكتوبر ، والتي استفاد منها "النفطيون" فائدة عظمى على صعيدين .
الاول : هو الظهور بمظهر وطني وقومي ، يضع "المصالح القومية العليا" على رأس سُلم أولوياته.. حتى لو أدّى هذا "الموقف الوطني" ، الى خسارة "مادية " موهومة .. وذلك بوقف تصدير النفط والتنازل عن الملايين من الدولارات الخضراء.. وكل هذا كان مجرد دعاية مجانية "للوطنية والحس القومي الرفيع" لدى النفطيين .
ثانيا: أحسن النفطيون استخدام سلاح النفط ، بهدف زيادة المدخولات ، والتي تذهب في نهاية المطاف لجيوبهم الخاصة ، وكل ذلك تحت ستار التضامن العربي والعزة القومية .. فكان أن تحول الدم العربي في أكتوبر وغيرها ، الى انبوب ضخ للدولارات في جيوب النفطيين .. وهذا ما أتاح لتلك الأنظمة وداعميها أن تستثمر القليل من هذا العائد في نشر الوهبنة والأفغنة ، التي أتت لاحقا .
لكن لماذا "تنازلت" الشعوب التي "غزاها" الوهابيون وبكل سهولة ويسر عن هويتها الثقافية – المجتمعية لتتبنى هوية وهابية صحراوية ؟؟
وهل توصلت هذه الشعوب خلال عملية فكرية ومخاض طويل ، إلى أن الاسلام الذي كانت تعتنقه ، كان شركا وكفرا ؟
في رأيي ، لم يتم "شراء" الشعوب بالفائض من مدخولات النفط ... فمهما بلغت الميزانيات المستثمرة في نشر الوهابية من مليارات، فإنها لا تستطيع أن تقضي على الفقر، الجهل، المرض والأُمية التي تفشت آنذاك وما زالت تتفشى في المجتمعات المسلمة ..
ويعود سبب "قبول " هذه الشعوب العربية – الاسلامية ، بالوهابية إلى عوامل داخلية ، كان لها الدور الحاسم في التخلي عن هوية وطنية متسامحة ، وتبني هوية دينية متزمتة ، لا تقيم للوطن ، للإنسان وللمُخالف وزنا ولا قيمة ..
فالوهابية ، انتهزت الفرصة السانحة ، والتي تمثلت في الهزيمة النكراء للنُظم السياسية والفكرية والتي نادت بالاشتراكية والوطنية .. ناهيك ، عجز هذه الأنظمة عن توفير حياة كريمة وأجواء ديموقراطية ... فتلك الأنظمة وخصوصا نظام عبد الناصر ، يتضح بأنها كانت انظمة تمارس القمع وتُحابي المحسوبين عليها ، وأن تنظيراتها عن الاشتراكية والعدالة الاجتماعية، لم تكن سوى جعجعة فارغة.
فالوهابية طرحت البديل الذي "يضمن " للمسلم البسيط ، الدنيا والآخرة ، بمجرد أن يعتنق نسختها ، ويلتزم بمظاهرها الشكلية ..
وقد توفرت الشروط لنجاحها ، فالمجتمعات العربية – المسلمة حينها وفي وقتنا الراهن كذلك ، هي مجتمعات تُعاني من "مرضين" مُزمنين ، الفقر والجهل ... وليس أسهل من تجنيد فقير- جاهل وبالقليل من النقود ، ليتبنى كل الأفكار والمعتقدات، بشرط أن يجد قوت يومه ..
لقد دفعت الوهابية "ثمنا بخسا" ، وحصلت على مجال حيوي بالغ التأثير في الشأن العام والخاص ..
أثرى البعض وحصلت الأغلبية على "وجبة هنا ووجبة هناك" ، لتسود الوهابية في الحياة العامة والخاصة...
كل هذا لم يأتِ من فراغ ، وبما أنه لا فراغ في الطبيعة ، ففشل الانظمة التي سادت وايديولوجياتها ، خلق فراغا ملأته الوهابية بكل سهولة ويُسر .. هذا رأيي القابل للنقض والنقاش طبعا..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الغاية والوسيلة ...
- تداعيات على أفنانيات ..
- طفلة البامبرز ..
- الخلاص الفردي.. نعمة أم نقمة ؟!
- Claustrophilia!!
- المعلم الجيد ..
- التعليم المُحرّر والتعليم القامع ..
- من هنا البداية..
- تعدد الشخصيات وتعدد الزوجات
- من الزعيم ؟؟!!
- الموت مُر والشرادة فضيحة ..!!
- التمكين الإقتصادي للمرأة ..
- المرأة -المُنتصرة أم المهزومة- ؟!
- مطرٌ ناعمٌ – إبداعٌ وسخرية ..
- مهنة القرن ..
- أزمة ضمير ..
- والعَوْدُ أحمدُ..
- الفن الفلسطيني في متحف تل أبيب .
- الثقافة الداعشية ..
- الشيخ فتحي وتيريزا ماي ..


المزيد.....




- تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم ...
- روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
- مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا ...
- السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
- بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
- إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
- السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
- إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ ...
- حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات ...
- واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - لكن لماذا ؟!