ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 5490 - 2017 / 4 / 13 - 12:28
المحور:
كتابات ساخرة
في مرحلة الدراسة الابتدائية، أذكر حادثة طريفة جرت بيني وبين أستاذ الديانة. فقد كان الأستاذ منسجماً بسرد قصة النبي موسى وكيف صعد إلى قمّة جبل الطور ليكلّم الله. رفعتُ يدي متسائلاً. توقّف الأستاذ عن إكمال قصته والتفت صوبي مستوضحاً:
- ماذا يا بنيّ؟!
أجبته: طيب أستاذ، لماذا لم ينزل النبي موسى إلى قعر الوادي ليكلّم الله؟!
فتح الأستاذ عينيه على وسعهما مستغرباً وأجاب:
- يا بنيّ صعد إلى الجبل ليكون قريباً من الله..
قلت له ببراءة: لكن الله كما نعلم موجود في كل الأمكنة، ثم إن حاسة السمع لديه من القوة بحيث لو كنا نتهامس فإن الله يعرف ما نقول. ليس هذا فحسب، بل إنه يعلم ما في الصدور أيضاً!
ارتبك الأستاذ وفرك راحتَيه ببعضهما طلباً للدفء في ذلك الشتاء القارس وأجاب مبتسماً بغباء: - طيب لنفرض أن النبي موسى نزل إلى قعر الوادي وقال في سرّه ما يريد قوله علناً، كيف سنعرف نحن بعد آلاف السنين ما دار من أحاديث بينه وبين الله تعالى؟
أجبته: ببساطة أستاذ كما عرفنا غيرها من القصص.
شعر الأستاذ بأن الاسترسال بهذا الحديث قد يشجّع باقي الطلاب على طرح الأسئلة المحرجة فأنهى الجدال بيننا بالقول:
- من حقّك يا بنيّ أن تسأل ما تريد، ولكن عليك ألاّ تقترب من الشكّ، فهو علّة العلل. وقد يقودك لا سمح الله إلى الإلحاد والعياذ بالله..
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟