|
ملاحظات وتعقيب عن تقرير الامين العام للامم المتحدة السيد انطونيو غيتيريس بشأن نزاع الصحراء
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 5489 - 2017 / 4 / 12 - 20:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمت إزالة أللتام عن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن نزاع الصحراء الغربية . بطبيعة الحال أشاد طرفا النزاع ، المغرب من جهة ، وجبهة البوليساريو والجزائر من جهة أخرى بالتقرير ، وكل منهما اعتبره في صالحه ، كما درج عليه الحال سابقا عند إصدار مجلس الآمن قراراته منذ 1975 . نحن لن نناقش فحوى التقرير ، لأنه ليس بإنجيل ، فهو معرض لكل الاحتمالات عند عرضه على أنظار مجلس الأمن . قد يعرف التقرير التبني والمصادقة الكاملة من قبل المجلس ، وقد يعرف بعض التغيير بالزيادة او النقصان ، وهنا يكون لدول الدعم والمساندة لطرفي النزاع ، دورا في صياغة القرار النهائي لمجلس الأمن . لكن إن اعتبرنا أن التقرير الذي أعده السيد الأمين العام ، يشكل المبادئ العامة التي سيرتكز عليها القرار ، فإننا لا نفاجئ بشيء جديد ، قد يحدث الحدث بالنسبة لطبيعة النزاع ، خاصة وان القرار القادم سيساوي بين أطراف النزاع ، حين سيوهمهم ان القرار في صالح كل واحد منهم ، في حين أنهما معا ، أي المغرب من جهة ، والجزائر وجبهة البوليساريو من جهة أخرى ، تتلاعب بهم الأطراف الدولية ، بما يطيل المشكل دون حله . فالحل ليس بيد أطراف النزاع الظاهريين ، بل هو في يد الدول الاستعمارية التي تستعمل مجلس الأمن كغرفة عمليات ، لتعطيل مسارات الشعوب التواقة الى الحرية ، والديمقراطية ، والتنمية الاجتماعية ، والاقتصادية . فالمشكل سيستمر على حاله ، وما يُحزن النفس ، هم سكان المخيمات بتندوف الذين يعانون منذ 1975 ، وستستمر معاناتهم إلى ابريل 2018 ، وقد تتجرر إلى أربعين سنة قادمة ، ولا حل سيلوح في الأفق ، ما دام أن كل طرف لم يستوعب بالقدر الجيد ، لعبة الأمم الكبرى ، في تجزيء المجزئ ، وإضعاف الضعيف ، ويقفون كرجل واحد لمواجهة الأخطار التي تتربص بالأوطان . وان عدنا إلى تقرير ألامين العام ، فباستثناء إطناب طرفا الصراع بالنصر الوهم ، فان التقرير لا يختلف عن غيره من التقارير السابقة التي أعدّها أمناء عامّون سابقون للأمم المتحدة ، كما ان القرار القادم والمنتظر لمجلس الأمن ، لن يختلف عن القرارات التي سبق لمجلس الأمن آن اتخذها منذ 1975 . اي تجسيد الستاتيكو الى حين رغبة الدول الكبرى في حله ، وما دامت تستخدمه في إذلال الأنظمة ، و تفقير الشعوب ، واللعب بمعاناتها ، فان تلك الدول غير مستعجلة من أمرها ، وكما قلت قد يستغرق الوضع على ما هو عليه أربعين سنة قادمة . 1 ) التقرير يتحدث عن المفوضات المباشرة بين طرفي النزاع ، وكأنها تجري بطريق غير مباشر بين أشباح ، وهذا ما جسدته التقارير السابقة . 2 ) يدعو الى انخراط الجزائر في المفاوضات ، وهذا ما نصت عليه التقارير السابقة من جهة ، ومن جهة تعتبر هذه الدعوة حجة على ان الصراع هو بين النظام المغربي وبين النظام الجزائري ، وليس بين الشعب المغربي والشعب الجزائري . 3 ) أبراز الأمين العام للأمم المتحدة قلقه إزاء استمرار تواجد فيالق الجبهة العسكرية بالمنطقة العازلة ، كما وجه دعوة مباشرة الى الجبهة كي تسحب دركها من منطقة الكركرات بدون قيد او شروط مسبقة . 4 ) يحث الأمين العام أطراف النزاع على اتخاذ قرارات صعبة . لكن هذه القرارات الصعبة تبقى مبهمة وغير واضحة ، لان تقرير الأمين العام لم يوضح حدودها ، وحجمها ، ومدا مساهمتها في حل النزاع المفتعل بالمنطقة . 5 ) وما يجعل عبارة القرارات الصعبة ، عبارة عن نوع من الخلط ، لتضبيب الرؤية عند أطراف النزاع ، دعوة ألامين العام في تقريره المغرب من جهة ، والجزائر وجبهة البوليساريو من جهة أخرى ، الى مفاوضات للتوصل الى حل سياسي مقبول يتيح لشعب الصحراء تقرير المصير . هنا يبدو مكر القوى الكبرى في اللعب بالمصطلحات ، التي تؤدي إلى المزيد من الابتعاد عن الحل بدل إيجاده . فلو كانت الدول الكبرى من خلال مجلس الأمن تريد حقيقة حلا ، هل كان لها ان تربطه بتحقق شرط مستحيل الذي هو ( الموافقة ) ، اي اشتراط موافقة أطراف النزاع على اي حل قد يطرح في الجولة النهائية للمفاوضات . فهل المغرب سيقبل بالاستفتاء وتقرير المصير ؟ وهل الجزائر والجبهة سيقبلان بحل الحكم الذاتي ؟ . فإذا أراد المغرب تطبيق حل الحكم الذاتي ، على أطراف الصراع الأخرى الموافقة عليه . وإذا أرادت الجزائر والجبهة تطبيق الاستفتاء ، فعلى المغرب الموافقة على هذا الحل ؟ وما دام ان كلي طرفا النزاع ، لن يوافق على الحل المقترح من قبل الطرف الآخر ، فان اي حل دون موافقة الأطراف ، يبقى مستحيلا بمقتضى التنصيص في التقرير ( تقرير الأمين العام ) او في القرار ( قرار مجلس الأمن المقبل ) . وحتى يصدر القرار المرتقب القادم لمجلس الأمن ، والذي لن يختلف عن سابقيه من القرارات ، مما يعني تمديد الستاتيكو ، والتلاعب بالمنطقة ، يبقى على الشعوب وحدها مسؤولية إيجاد الحل الديمقراطي الوطني لكل معضلات المنطقة ، وبما فيها نزاع الصحراء المغربية المفتعل . تقرير الأمين العام للأمم المتحدة السيد انطونيو غيتيريس في صالح المغرب .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مغادرة المغرب
-
رمي المناضلين في السجون بملفات مطبوخة
-
الإنفتاح المشبوه والاجماع المخدوم . انفتاح على الصدفيات واجم
...
-
التخلص من شخص عبدالاله بنكيران المزعج ، وتعويضه بشخص سعد الد
...
-
الديمقراطية ليست لعبة انتخابوية ، ولا مراجعة دستورية لدساتير
...
-
أما حان الوقت لحكومة الملك ان تظهر .
-
الثورة المهدورة والمجهضة
-
النظام الملكي اعترف بالجمهورية الصحراوية
-
تقرير لرصد ما جرى -- حين يطبخ النظام المحاضر البوليسية لتجفي
...
-
مؤسسة الحسن الثاني للشؤون الاجتماعية لرجال السلطة
-
ملاحظات سريعة عن خطاب الملك امام البرلمان
-
خلفيات تعيين البرتغالي انطونيو غويتريس امينا عاما للامم المت
...
-
من الفائز بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات .
-
لماذا يجب مقاطعة الانتخابات التشريعية القادمة ؟
-
الجمهورية الصحراوية ستصوت لصالح انضمام النظام المغربي الى ال
...
-
قراءة لتقرير المدعي العام لمحكمة العدل الاوربية بشأن اتفاقية
...
-
وجهة نظر تُعقّب على وجهة نظر
-
تحليل لخطاب الجلوس على كرسي الحكم - العرش -
-
بين العودة والانضمام وشرط الطرد ، النظام المغربي يجري جرية ا
...
-
هل اصبح النظام المغربي معزولا دوليا ؟
المزيد.....
-
إصابة العشرات بعد إطلاق صواريخ من لبنان على الجولان.. وبيان
...
-
السعودية: وزارة الداخلية تعدم الأكلبي قصاصا.. وتكشف كيف قتل
...
-
-كتائب القسام- تتصدى لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي في محور ا
...
-
سترانا: إحراق مركبة عسكرية أخرى في كييف
-
-لقد ضربوا حلفاءهم-.. سيناتور أمريكي سابق يتحدث عن تفجير -ال
...
-
أولمبياد باريس 2024: خطأ فادح يخلط بين كوريا الجنوبية والشما
...
-
-سرايا القدس- تعرض مشاهد من استهداف جنود وآليات إسرائيلية شر
...
-
مصر تضغط.. نحو صفقة لإسرائيل مع حماس
-
مجموعة مستوطنين تعتدي على قرية برقا الفلسطينية بالضفة الغربي
...
-
ليتوانيا تعلن تسلمها أسلحة ثقيلة بقيمة 3 ملايين يورو قبل نها
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|