مصطفى حسين السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 5488 - 2017 / 4 / 11 - 14:32
المحور:
الادب والفن
يقينا أن ياس خضر يعد أحد عمالقة الغناء العراقي وقدم العديد من الأغاني التي لا زالت في قمة التذوق والعذوبة .. ولعل عزاز خير دليل على رقي الأداء واستطاع ان يحمل اللحن العراقي والكلمة الشعبية العراقية إلى مسامع الملايين من متذوقي الفن الأصيل وكان بحق متميزا بين أقرانه من مطربي العراق الكبار كسعدون جابر وحسين نعمة وفاضل عواد وقحطان العطار وصلاح عبدالغفور في وقت شهدت فيه ساحة الغناء العربي قامات من عمالقة الفن في مصر وسوريا ولبنان واستطاعوا مجاراة هذا الجيل وابراز الصوت العراقي ليواكب هذا التدفق المبهر في الغناء ..
لكن هذا لا يعني أن الفنان سعدون جابر لم يكن في مقدمة الركب عملاقا فتيا آخذا بزمام القلوب إلى الأغنية العراقية هذا الصوت الذي يحمل عذوبة الحضر ونقاء الريف بنكهة مميزة لم تجد قبله من يمتلك هذه النبرة التي تشعرك بنكهة الهيل في الحرف وكأنك ترتشف مع سماعك له قهوة عربية مهيّلة بدأ كبيرا وانطلق عملاقا مثقفا وذكيا في اختيار المفردة واللحن المنسجمان مع ثقافته وأصالة صوته الذي يأخذنا إلى الأهوار تارة وإلى جبال كردستان وإلى سماء العراق الصافية الممتلئة بالطيور الطائرة
من يستمع لسعدون جابر يشعر أنه أمام صوت وقور ومهذب وقريحة خالية من الشوائب خلاف ما يشعره أمام أقرانه ومعاصريه .. وهذا دليل طهارة معدنه وثقافته العالية فلم ينحدر باللحنة ولا بالكلام إلى الابتذال الذي وقع فيه زملاؤه الكبار كياس خضر الذي كان يميل إلى العربدة والتعالي حتى في الأداء
عشقناه شبابا وكهولا .. واستحق بجدارة لقب السفير الثاني للغناء العراقي بعد ناظم الغزالي وتناوله الاعلام والصحف بما يستحقه من تكريم .. وتهافت الملحنون العرب إلى صوته كـ(بليغ حمدي و وسراج عمر ويوسف المهنا وعبد الرب ادريس) وكذلك القنوات إلى لقاءاته وتسجيل السهرات النادرة لهذا العملاق العراقي صاحب الصوت الشجي الراقي
على ألحانه وكلماته هذبنا أذواقنا فحفظنا أغانيه كتقاسيم وجهه السمراء
ومما يحز في النفس حقيقة ما قاله ياس خضر في إحدى القنوات حين سأله مقدم اللقاء ما رأيك بسعدون جابر يكون السفير الثاني للأغنية العراقية بعد ناظم الغزالي .. فكان ردّه مخيبا للآمال وهو المطرب اللامع حيث قال : هو الاعلام من قال ذلك وليس باختبار
سأقول لمطربنا الكبير الاعلام والجمهور هو المحك الحقيقي لمعرفة الأجدر فلا تستهن بهما وسعدون جابر عملاق سواء بصمت أم لم تبصم ويبدو أنك تناسيت أنه من حملة الدكتوراه في اختصاصه في حين أنت لم تكن أكثر بائع تذاكر وأنت مجرد صوت بدونه تقطع التذاكر ما حييت لكنه لم يكن فقط صوتا ولعل حديثك في هذا اللقاء خير دليل على سطحيتك
هذا أنت
https://www.youtube.com/watch?v=ASimSU1NO7A
وهذا سعدون
https://www.youtube.com/watch?v=rkjdbAEftsU
#مصطفى_حسين_السنجاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟