أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عطا مناع - تفجيرات الكنائس: سأضع رأسي في الرمل














المزيد.....

تفجيرات الكنائس: سأضع رأسي في الرمل


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 5488 - 2017 / 4 / 11 - 02:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هل نعبر عن خجلتا هل نعتذر ؟؟؟؟ أم نعبر عن تضامننا مع ضحايا التفجيرات الارهابية على الكنيسة المرقصية وكنيسة مار جرجس ؟؟؟ هل يحق لنا أن نعمم ونقول كلنا ضحايا للإرهاب !!! ألا يكفي ان نخدع انفسنا وندعي ان الارهاب لا دين له ؟؟ من ذا الذي ادخل هذا الوهم لعقولنا وأقنعنا بتلك الاكذوبة ؟؟؟ ألا تصفعنا الحقيقة القائلة ان الدين اساس الإرهاب ؟؟؟؟ لماذا سمحنا لأنفسنا بان نكون ضحية الانتقائية الدينية بالرغم اننا نشاهد عمليات الذبح البشع باسم الدين ؟؟؟ وماذا عن هؤلاء الإرهابيون هل سقطوا علينا من السماء أم استوردناهم من كوكب آخر ؟؟؟

السؤال المخيف، ألا نتعبر انفسنا امتداداً لثقافة السيف ونبش القبور والفتاوى التي تكفر الآخر هذا الاخر قد يكون منا نحن، ألا نكفر الشيعة وبعضنا يمجد امريكيا ويعشق إسرائيل علنا حيناً وسراً احيانا ؟؟؟؟ اليس نحن ابناء تاريخ اسود قام على الذبح وأقنعنا انفسنا او اقنعونا في المدارس والمساجد والغرف المعتمه اننا اسياد العالم وخير امة اخرجت للناس ؟؟؟

احاول ان اهرب من عشرات الاسئلة التي تصدع رأسي وتخيفني كواحد من ضحايا الدجل الديني الذي تغول فينا لينشر ثقافة القتل والذبح والتفجير واجتثاث اجمل ما انتجت لنا الحضارة والفكر، لماذا نجامل أنفسنا الهذه الدرجة عشعشت الافكار السوداء في عقولنا لنصبح ابناء الشيطان، شيطان المصالح والفتاوى التي تقذب بنا لمرتبة ادنى من الحيوانات.

احاول ان اقنع نفسي انني سليل تاريخ ساهم في الحضارة البشرية بلا جدوى، احاول ان افتش في ثنايا تاريخنا عن العدالة فلا اجد سوى الحجاج، نحن ضحايا تاريخ يدعي الفضيلة زوراً، تاريخ الجواري والغلمان والدعارة المشرعنه، تاريخ الجماعات التي قادت صراعات دموية لم ولن تنتهي.

لذلك، اقول لكم يا ضحايا التفجيرات لا تصدقونا،ونحن نقول لكم ان الارهاب لا دين له !!!! نرحل تخلفنا وجرائمنا والوحش القابع فينا على الغرب لعجزنا على الاعتراف بالحقيقة، الغرب يستغل امراضنا ولكننا الاساس، يا ضحايا الارهاب نحن احفاد الحجاج وأبو العباس السفاح ومعاوية ابن ابي سفيان، نحن الذين نحمل جينات ابو جهل وهند آكلة القلوب، ونحن اسرى كوابيس التاريخ الغارق في الدم، ارثنا الاسود الذي لا فكاك منه.

هؤلاء الارهابيون ليسوا ضحايا القهر الاجتماعي والاقتصادي كما يحلو لنا ان نصورهم، هؤلاء هم سيف العجز الوهابي التابع للغرب، انهم يعبرون عن ايدلوجية لها جذور ضاربة في اعماق التاريخ والفكر الديني التكفيري والشبق المرضي وصفتهم السحرية.

ما العمل والإرهاب الديني يضرب سوريا والعراق ومصر واليمن ؟؟؟؟ ما عاد من الممكن التفتيش عن الحلول، ولسنا بانتظار المعجزات ولا الوصفات السحرية الجاهزة، هذا واقعنا الذي احتضن امراضنا وارثنا الثقيل المحتضن من اعدائنا الذين اتقنوا استغلاله، لا مجال امانا سوى فهم الواقع، ومن الخيال الاعتقاد اننا نستطيع تغيير واقعنا في المدى المنظور، وقد يتوجب علينا ان نتوقع الاصعب والأخطر، فهؤلاء يمثلون قوى اقليمية وعالميه تمتلك كافة المقومات والإمكانيات الكفيلة باستمرار فكر الذبح الذي سيضرب في كل مكان.

لا تصدقوا اكذوبتهم، فالصراع المخيم على وطننا العربي ديني في الممارسه واستعماري في العمق، وبالاستناد لهذه الحقيقة سنرى تحالفات بأقبح صورها، ففي المدى المنظور ستكشف الدول المتحالفة مع رأس الحية اوراقها، ستقودهم اسرائيل بحجة محاربة ايران "الصفوية" وسوريا "العلوية" ويمن "الحوثيون"، وسيمتد الفكر الظلامي ليعبر عن نفسه بوضوح اكثر بعشرات الفتاوى التي تشرع القتل في مصر "الفرعونية" وبالتأكيد المغرب العربي لن يكون بمنأى عن امراضهم.

قد نضع رؤوسنا في مستنقع امراضنا، لكننا سنبقى ندور في الحلقة المفرغة التي لا تسمي الاشياء بأسمائها، سيبقى النفاق سيدنا، سنستنكر في العلن ونؤيد في السر، وسيخرج بعضنا ليقول اذا كانوا على حق فنحن معهم، وإذا كانوا على باطل ليهديهم الله، هكذا نحن نتلاعب بالكلمات كما نتلاعب بالفكر، فكرنا الذي يدعوا للتسامح والقتل والإبادة ما يعكس تناقضاً مًرضياً قل مثيله في الفكر البشري.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة أبشع كوابيسنا
- وثيقة حماس : من كان يعبد محمداً فان محمداً قد مات 1
- عيد جميع المجانين
- في ذكرى اليوم الذي كان خالداً
- الاعتقال السياسي وعقم المعارضه
- بالروح بالدم نفديك يا شهيد
- لغة العصا وغاز الفلفل
- أقحاب الصحافه وصحافة الاقحاب
- سأمشي في الشارع عاريا
- شيخ البلديه
- لو كنت حراً
- لعم للتنسيق الامني
- احرقوه وخوزقوه
- سرقوا غزالنا والفلافل كمان
- مقام عالي يزور المخيم
- بزنس الانقسام والكيف
- ذكرى الحكيم: كأنها تسعون عاماً
- مثل القطه بسبعة ارواح
- أم الحيران تراجيديا ساخره
- الاحتلال والانقسام وجهان لعملة واحده


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عطا مناع - تفجيرات الكنائس: سأضع رأسي في الرمل