إيمان مصطفي محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5488 - 2017 / 4 / 11 - 02:26
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ولن ينتهي الشقاء , هذه الأيام نستيقظ كل يوم علي وجع أشد من ذي قبل كل الأشياء الصغيرة تخبرنا أنه قريب، مؤخرة سحابة أشد سوادا من الباقي، عصفور صغير نافق على الشرفة، ورقة خضراء تسقط من شجرة فتية ، أغنية حزينة في مذياع الحلاق، رجل مسن يقف في آخر الطابور منتظرا دوره في المشفى....
صرنا متأكدين أننا فقدنا هدوئنا القديم إلى الأبد ربما، كل ليلة نستيقظ مرتعبين من ساعة حائطٍ ضخمة تسقط على رأسنا لتنهشنا عقاربها التي تبدو كشِعر ميدوسا..
نستيقظ كل يوم مكبلين بإحساسٌ جامح أن أمرا سيئا سيحدث , قلوبنا أصبحت ساحة وجع ضخمة جدا يترك الجميع فيها آثار قذائفهم وشظايا أسلحتهم ولهيب حرائقهم .
أصبحنا نسير جنبا إلي جنب مع الموت ولم يعترض أحد طريقنا ليُخبرنا بحجم الهوة التي ننحدر إليها , يقول درويشي : علي هذه الأرض مايستحق الحياة .
وأقول : هذا العالم واسع جدا لكنه يضيق فقط عند حلم امرأة وحيدة جدا بأن يكون لها رفيق يحمل معها أعباء ليالي الشتاء الطويلة، أو عند أمل فلاح اسودت يده بالاعتناء بعنزة أن تلد له توأما و لو لمرة فقط
هذا العالم يمكنه فعل كل شيء،
إلا أن يؤخر موعد إنطلاق حافلة حتى تمنح رجلا يعمل حتى منتصف الليل مجالا ليقبل زوجته قبل الخروج في السادسة صباحا، أو أن يمنح شيخا لم يبلغ الستين من عمره فرصة أن يعدّ أبناءه قبل الموت
هذا العالم معطاء جدا ,
لكنه يغلق حنفيته عندما يبلغها طفل يتيم يستجدي موتا أكثر رأفة من الموت بالبرد أو الجوع، أو يحرم أمّا مكلومة من رؤية جثة ابنها الرضيع الذي تفتت جثته وسط حريق البرابرة.
هذا العالم بارع في جعل الأهداف تخطئ المرمى،
لكنه لا يترك مجالا واحدا للخطأ في قذيفة موجهة نحو بيت يعج بالأطفال، و لايجعل الموت يحيد عن طريق أب خرج ليبحث عن رغيف لأبنه المتوحد وزوجته الحبلي .
لذلك لا تلمني يا صاحبي عندما أنظر إلى السماء كل يوم و ألعنها لتحقق وعدها وتسقط دفعة واحدة فوق كل هذا البؤس !.
#إيمان_مصطفي_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟