|
تحويل فلسطين إلى دولة لليهود - بلفور تجريف همجي عبر مائة عام -3
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 5487 - 2017 / 4 / 10 - 05:45
المحور:
القضية الفلسطينية
تحويل فلسطين إلى دولة لليهود بلفور تجريف همجي عبر مائة عام -3 الخيط اللاظم لقرارت الصهيونية بكل اتفاقاتها واختلافاتها هو تحويل فلسطين بكاملها إلى دولة لليهود. لم تغب الاستراتيجية عن بصر وبصيرة العاملين ضمن المشروع الصهيوني داخل فلسطين وخارجها . اما الذين غاب عنهم أفق الاستراتيجية المقترن بانتمائها الطبقي إلى الاحتكارات عابرة القارات، وتصرفوا بأفق إنساني يحترم حقوق الغير، أفق تآخي الشعوب وتعاونها المشترك فقد لفظتهم الصهيونية كاجسام غريبة . في ظرف لاحق يلقي الضوء على المرحلة التي نحن بصددها نورد خبرة مباحثات كامب ديفيد، حيث لم تتزحزح عين المفاوض الإسرائيلي عن هدف تحويل فلسطين إلى دولة لليهود. يوجه مارك بروزينسكي محرر الصحيفة الإليكترونية "ميدل إيست"، نصيحة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمناسبة اللقاء المقبل مع الرئيس الأميركي، يحذره من مصائد رؤساء اميركا ، عله يعتبر ويتعظ قبل أن يقع بالفخ. يسوق بريزينسكي لعباس حكاية فخ وقع فيه السادات حين وقع اتفاقا منفردا مع بيغن في كامب ديفيد: كتب مارك بروزينسكي في موقعه الإليكتروني ميدل إيست يوم 19/7/2000 واعاد نشره في 4/4/2017 خصيصا لتحذير الرئيس الفلسطيني من الوقوع في ما وقع فيه السادات ضحية مكيدة في كمب ديفيد؛ فبعد إنهاك مفاوضات استغرقت زمنا طويلا ، ونتيجة عزلته في المنتجع ، فقد أقدم بتردد على اتخاذ الخطوة المريعة، التي دخلت التاريخ باسم كامب ديفيد. بدلا من حزم حقائبه والعودة إلى القاهرة مع الوفد المصري، وهو ما انتوى عمله في يوم سابق( بالفعل استدعى طائرة الهيليوكبتر لتقلهم) عرض عليه الرئيس كارتر "التمشي داخل الغابة" . وعده ان يعترف الإسرائيليون ب" الحقوق المشروعة للفلسطينيين"، وان يجمدوا تشييد المستوطنات، ومن جانبه سوف يقدم لمصر مساعدات بقيمة بلايين الدولارات ، ويزود نظامه بدعم من المخابرات المركزية الأميركية، وعندما يعاد انتخابه لدورة ثانية سوف يدعم بكل طاقته القرار 242 ويعترف بالدولة الفلسطينية( وعود رفها المفاوض الإسرائيلي) . بعد هذه المقدمة التحذيرية نواصل سيرة المندوب السامي الصهيوني: صنفت قطاعات من الجماعات الصهيونية في فلسطين وخارجها صموئيل "اول حاكم يهودي لفلسطين منذ سقوط الهيكل ". أرسى القوانين والترتيبات الإدارية الكفيلة بإنشاء الدولة اليهودية. عمد صموئيل بعد تعيينه بأقل من شهرين ، الى اصدار اول قانون للهجرة المنظمة، وكنتيجة اولى لهذا القانون، منح خمسة وعشرين ألف يهودي صهيوني دخلوا الى فلسطين مع جيش الاحتلال البريطاني، الجنسية الفلسطينية ورخص لهم في التوطن والعمل، وألغى جميع القوانين والأنظمة العثمانية التي كانت تحرم على اليهود امتلاك الأموال غير المنقولة. أخذت تبزغ في ضواحي القدس معالم التهويد الاولى البارزة مع بناء المستعمرات الاولى على هضاب القدس التي اصبحت تدعى بالمستوطنات فيما بعد، وبلغ عددها ست عشرة مستعمرة، والأحياء احدى عشرة ضاحية يهودية . لم يكتف صموئيل بفتح ابواب فلسطين على مصراعيها للمهاجرين اليهود الصهاينة الذين تراوحت اعدادهم خلال فترة انتدابه قرابة الاربع وثمانين الف مهاجر يهودي؛ فخلال الفترة زادت مساحات الأراضي التي امتلكها اليهود من ستمائة وخمسين الف دونم عام 1920 إلى مليون وتسعة عشرة الفاً وخمسمائة واربع وسبعين دونما عام 1925. اقتطع لليهود مباشرة مائتي الف دونم من اراضي مرج ابن عامر، ومائة وخمسة وسبعين الف دونم من اراضي الكبارة وعتليت وقيسارية. عمد الى المشروعات المهمة فسلمها الى اليهود وحدهم، وكان من أهمها امتياز الكهرباء الذي كان قد عرف باسم امتياز روتنبرغ ، مخولا ، بموجب الامتياز، نزع ملكية الأرض من أصحابها الشرعيين للاستيلاء عليها. منح صموئيل الوكالة اليهودية أرضا مساحتها الف دونم بأسعار رمزية، كما أهدت حكومة الانتداب للوكالة اليهودية ارض السلطان عبدالحميد في منطقتي الحولة وبيسان ومساحاتها مائة وخمس وستون ألف دونم. بينما اطلق لليهود حرية التعليم واستقلال المدارس بعد ان اقرت لغتهم العبرية لغة رسمية الى جانب العربية والانكليزية أخضع صموئيل المدارس العربية لإشراف مفتشين بريطانيين.وطوال حقبة الانتداب ظل التعليم محدودا بين العرب ، وابقي على قوانين المطبوعات العثمانية التي تحد من حرية النشر والتعبير. بتسلم صموئيل مهام منصبه الجديد، شرع في سن الكثير من الانظمة والقوانين ومن أبرزها قانون تصحيح السجلات العقارية عام 1920، والقانون الخاص بنقل ملكية الأراضي عام 1925 . عين صموئيل رؤساء الإدارات الحكومية من اليهود أو من الانكليز المعروفين بتعصبهم للصهيونية ووضع إدارات القضاء والهجرة والتجارة في ايدي صهاينة معروفين، وجعل اللغة العبرية لغة رسمية ثالثة الى جانب اللغتين العربية والانكليزية في فلسطين، كما وضع موارد الثروة الرئيسية واستغلالها بايدي اليهود – الصهاينة – ومنحهم التسهيلات والامتيازات. عين أحد غلاة الصهيونية ، لورد بنتويتش نائبا عامان خوله صلاحيات وضع القوانين والأنظمة التي تسير البلاد، وكان الرئيس الفعلي للجهاز القضائي المشرف على تنفيذ القوانين. فتح صموئيل ابواب فلسطين والقدس على مصراعيها امام المهاجرين اليهود من شتى بقاع العالم – وخاصة دول أوروبا الشرقية وروسيا، ولكي تكتسب الهجرة اليهودية الى فلسطين الصفة القانونية. لم يكن لينجح في تخطيط سياسة التهويد هذه لولا رضاء الحكومة البريطانية بما يفعل وعلمها بكل ما ينفذه. اصدر صموئيل دستوراً لفلسطين، تناول صلاحيات المندوب السامي وقضى بتشكيل المجلس التشريعي في القدس والمحاكم المدنية والدينية ولغات البلاد الرسمية (العربية والانكليزية والعبرية) .نصت المادة الثالثة عشرة من دستور فلسطين على ان" للمندوب السامي ان يهب أو يؤجر اية ارض من الأراضي العمومية أو أي معدن أو منجم، وله ان يأذن بإشغال مثل هذه الأراضي بصفة مؤقتة وبالشروط أو المدد التي يراها ملائمة". سمح صمويل بشكل سافر تزويد المستوطنات الصهيونية بالسلاح والتدريب على القتال، وحظر على الاهالي سكان فلسطين العرب حمل السلاح واستعماله، وفرض على من يحمله عقوبة السجن المؤبد أو الاعدام. مضى صموئيل في تنفيذ تدابيره القاسية ضد عرب فلسطين للحد من الشعور الوطني المتنامي لديهم،. وامعاناً في استفزاز مشاعر المسلمين عامة ومسلمي القدس خاصة، عين يهودياً مشرفاً على أوقاف المسلمين، مستغلاً الصلاحيات الواسعة الممنوحة له بشأن تحديد قدرة فلسطين الاقتصادية على الاستيعاب، تنفيذاً لسياسة فرق تسد، استغل صموئيل التنافس العائلي بين اعيان الاسر الفلسطينية المشهورة، فاقدم على اقالة موسى كاظم الحسيني من رئاسة بلدية القدس وعين بدلاً عنه راغب النشاشيبي، وعين الحاج امين الحسيني عام 1921 على رأس المجلس الإسلامي الاعلى . تابع صموئيل الاهتمام بالمستوطنين الصهاينة حتى بعد تركه منصبه، فكان رئيساً لشركة فلسطين للكهرباء، ورئيساً للجامعة العبرية وهاجم السياسات المعادية للصهيونية. عين خلفا له الفيلد مارشال بلومر (Blomar Field marsh). بقي وايزمن وجابوتينسكي خارج فلسطين وتأثيرهم حمل طابع الدعاية ، بينما امسك بن غوريون بيده مفاتيح الحياة "للييشوف" اليهودي في الداخل يصمم وينفذ منمنمات البنيان الاستيطاني. كان لنشاط بن غوريون في فلسطين مفعول الانقلاب داخل الحركة الصهيونية من حيث المفاهيم وتكتيك الممارسة اليومية. وصل ديفيد غرين-الاسم الأصلي لبن غوريون- إلى ميناء يافا قادما من بولونيا يحمل مفاهيم قومية خاصة بالمجتمع المنغلق الاستبدادي . "تجلى مشهد يافا في عينيه وأذنية ومنخريه شيئا كريها يثير الغثيان.(5/82) تعلم لغات عدة وتعلم الإسبانية فقط لدراسة دون كيشوت لسيرفانتيس باللغة الأصلية. ولم يخطر بباله تعلم العربية. وجد بن غوريون لدهشته اليهود يجاورون العرب وينقلون طباعهم، يؤجرونهم الأراضي ويستأجرون عملهم في مشاريعهم .فضلوا الأيدي العربية لاعتبارات اقتصادية. أفتى بن غوريون " كل صاحب بيارة يشغل عربيا يعتبر خائنا للقضية"(5/85). اقترنت الملكية العبرية في نظام بن غوريون الجديد بالعمل العبري والدفاع العبري، ركائز أساس ثلاث لما بات يسمى الصهيونية العملية ، ينهض عليها المشروع الصهيوني بفلسطين. احدث ثورة جعلت من العمل المنتج مهنة محترمة ؛ففرض على الأستاذ الجامعي خوض النشاط الزراعي، وفرض على التجار أعمال النجارة والحدادة . ثورة في العقل يقول اوري أفنيري انها أساس السير نحو مجتمع صناعي حديث ، خاصة في بلدان الشرق الأوسط. ومنذ ذلك الحين تدفقت هجرات المزارعين العرب المطرودين من الأراضي المشتراة، و حُظر إشراك العرب في النقابات العمالية (الهستدروت)، مما اوجب على العناصر الديمقراطية بين اليهود أن تنشغل بالدفاع عن حق العرب في العمل في المشاريع اليهودية وتشكيل النقابات المشتركة مع العرب. صاحب تمدد الاستيطان اليهودي محن للمزارعين العرب الذين خدموا وآباؤهم واجدادهم على الأرض منذ قرون. ففي العام 1845 أصدر العثمانيون قانونا ملكوا الأعيان وافندية المدن الأطنان الواسعة ، وهؤلاء خضعوا في وقت لاحق لإغراءات سخاء أموال الكيرن كايمت (صندوق الأراضي اليهودي)، لينفقوا الأموال ببذخ في بارات باريس ومنتجعاتها بينما المزارعون يتشردون ويكابدون الجوع. العمل العبري والملكية العبرية والدفاع العبري كانت مرتكزات "الاشتراكية" الصهيونية خلال النصف الأول من القرن العشرين، والقاعدة التي شيد عليها الكيان اليهودي. وبسببها انحرف الجناح "الاشتراكي" نحو التطرف القومي اليميني متجاوزا في يمينيته اليمين البرجوازي(5/86). تشكلت الهاغاناة بمسوغ كاذب زعم انها لحماية المستعمرات . كانت المستعمرت اليهودية تقام بناء على تقديرات الحرب القادمة مع العدو وليس بناء على اعتبارات اقتصادية او امنية في حينه. هذا ما كتبه ييغئال آلون في كتابه "إنشاء الجيش اليهودي". قال ان بناء المستوطنة خضع لاعتبارات عسكرية ، واعد تنظيم الهاغاناه طبقا لاعتبارات الصراع المسلح مع العرب. وفي الكتاب سرد آلون حكاية التعاون مع الانتداب في ضرب الثورة الفلسطينية، ودور البريغادير الإنجليزي، الكولونيل وينغيت، المتعاطف مع الصهيونية ، الذي تولى العناية بوحدات الهاغاناة وتدريب افرادها وتزويدها بفنون الهجوم وتوجيه الضربات الخاطفة. وفي حرب التطهير العرقي اظهرت وحدات الهاجاناة ذات القيادة الموحدة والخبرات القتالية مهارة فائقة تفوقت بها على عناصر المقاومة الفلسطينية ووحدات الجيوش العربية المعدة لمراسم تحية الملوك والرؤساء. في عشرينات القرن الماضي برز جابوتينسكي زعيما لتيار صهيوني يرفض براغماتية بن غوريون ويشهرها صريحة ان هدف الصهيونية الاستيلاء على كامل فلسطين، والعرب لا يتنازلون طوعا ولذلك يتوجب إجبارهم على الاستسلام للمشيئة الصهيونية. نظم جابوتينسكي الشباب في تنظيمات شيع عسكرية، ومن منظماته بزغت جماعات فاشية تعاونت مع المحور أثناء الحرب العالمية الثانية. ليني برينر كاتب أميركي الجنسية يحكي قصة كتاب له عن تعاون الصهيونية مع النازية، فيقول*:"عندما تقاعد ميناحيم بيغن تسلم اسحق شامير بدله منصب رئيس الحكومة . وكانت صحيفة أسبوعية يمتلكها فلسطيني تصدر باللغة الإنجليزية وتنشر على حلقات ترجمة مداخلات كتبها اسحق شامير، خلال العامين 1940 و1941 تدعو للانضمام إلى هتلر في الحرب. توجهت صحيفة إسرائيلية بسؤال إلى شامير حول الموضوع. كنت في لندن وطالعت في عدد التايمز الصادر بتاريخ 21 أكتوبر أكذوبة رئيس الوزراء: "شامير... انكر أي دور له في الجهود المبذولة من قبل أبراهام شتيرن... لإقامة صلات مع النازيين والفاشست الطليان.كانت هناك خطة للتحول نحو إيطاليا للمساعدة وإقامة صلات مع ألمانيا بافتراض أن ذلك يمكن أن ينشط الهجرة اليهودية إلى فلسطين. عارضتُ ذلك التوجه... غير انني انضممت إلى منظمة ليحي بعد سحب فكرة إقامة صلات مع دول المحور". بعد انتهاء الحرب عثر في سفارة ألمانيا بتركيا على " اقتراح المنظمة العسكرية القومية (إرغون زفاي ليئومي) المتعلق بحل المسألة اليهودية في أوروبا ، ومشاركة المنظمة في الحرب بجانب المانيا". في الوثيقة أعلنت جماعة شتيرن أن " إقامة الدولة اليهودية التاريخية على أسس قومية وشمولية، مرتبطة بمعاهدة مع الرايخ الألماني سيصب في صالح توطيد وتعزيز مكانة ألمانيا مستقبلا في الشرق الأدنى...انطلاقا من الاعتبارات المذكورة فإن المنظمة العسكرية القومية في فلسطين تقف يجانب الرايخ الألماني وتعرض مشاركتها بنشاط في مجهودها الحربي ." يواصل الكاتب الأميركي حكايته، "توجهتُ إلى صحيفة التايمز حاملا النص باللغة الألمانية وترجمته مرفقا برسالة، وظهرت الرسالة على صفحات الجريدة يوم الرابع من نوفمبر، " بعيدا عن ملفاتي لا أستطيع التأكد متى في عام 1940 انضم شامير إلى المنظمة . لكن على أي حال ألم يعترف أنه انضم وهو يعرف أنها منظمة خونة عرضت التحالف مع العدو الرئيس لليهود؟ كما لا يمكن الشك انه انضم إلى شتيرن قبل 11 ديسمبر 1941 ، عندما حاولت شتيرن إرسال ناثان يالين مور إلى تركيا للاتصال بالسفير الألماني حاملا نفس المقترح". وتوصلت المنظمة الصهيونية العالمية لعقد اتفاقية التهجير (هأفارا) عام 1933. فرض النازيون "ضريبة" على كل من يغادر ألمانيا؛ لكن الرسوم على مغادرة الصهاينة الألمان كانت أقل، واشترى المغادرون سلعا بيعت في إسرائيل والشرق الأوسط. في العام 1935 شرح وايزمن أن المنظمة الصهيونية العالمية "يجب عليها أن نولي الاهتمام بالحل البناء للمسألة الألمانية عبر تسفير الشباب اليهود من ألمانيا إلى فلسطين، بدلا من التركيز على حقوق متساوية لليهود في ألمانيا."عارضت الصهيونية حملة مقاطعة النازية ، وكتب عميل الغوستابو بفلسطين ، فريتز رايخارت، إلى القيادة يقول: جرى تخريب مؤتمر لندن للمقاطعة من قبل تل أبيب، لآن رئيس الترانسفير بفلسطين، وبالتعاون المباشر مع القنصلية في القدس، وجه برقيات إلى لندن. ومهمتنا الرئيسة هنا منع توحيد يهود العالم على أساس العداء للنازية".
طلبت الكونفدرالية الصهيونية في ألمانيا من ميلدشتاين ، أحد نخب منظمة الإٍس إس النازية نشر مقالات مؤيدة للصهيونية في الصحافة النازية . زار ميلدشتاين فلسطين وحل ضيفا لمدة ستة شهور على نفقة الكونفيدرالية الصهيونية ، ثم عاد ليكتب اثنتي عشرة مقالة على صفحات أهم جهاز دعاية للنازية- دير أنغريف (الهجوم): "عرفْتُ كيف أن التربة اليهودية تحت الأقدام اليهودية أصلحته وأضرابه خلال عقد. فهذا اليهودي الجديد سيشكل شعبا جديدا " . ولتكريم رحلة البارون أمر غوبلز وزير الدعاية الهتلري بصك مدالية على وجه لها نجمة صهيون-رحلة نازية إلى فلسطين – وعلى الوجه الآخر الصليب المعقوف. وضعتُ الوجهين على غلاف كتابي " الصهيونية في عصر الديكتاتوريين". رغبت الصهيونية في تمديد علاقتها مع النازية ؛ فتم في 26 شباط 1937، ترتيب لقاء في برلين بين فيفال بولكيس، ممثل منظمة ميليشيا العمل الصهيونية و أدولف ايخمان. وعثر على تقرير حول اللقاء في ملفات الإس إس بعد الحرب. لاحظ بولكيس.... أن هدف الهاغاناه بلوغ أغلبية يهودية بفلسطين بأسرع زمن ممكن... وعبر عن رغبته في العمل لصالح ألمانيا في إمدادها بالمعلومات طالما لا يتعارض ذلك مع أهدافنا السياسية. ومن بين الأشياء الأخرى سوف يدعم السياسة الخارجية لألمانيا في الشرق الأدنى . وسوف يحاول إيجاد موارد نفطية للرايخ الألماني دون أن يؤثر ذلك على منطقة نفوذ بريطانيا إذا ما سهلت ألمانيا إجراءاتها المالية بالنسبة لليهود المهاجرين إلى فلسطين. وقام أيخمان في 2 أكتوبر برحلة إلى فلسطين بصحبة احد رجال إٍس إسٍ ونقلهما بولكيس إلى أحد الكيبوتسات. تأكد البريطانيون بعد يومين أن الزائرين اتصلا برايخارت، المعروف أنه عميل الغوستابو، فطردوهما إلى مصر. أجرى بولكيس لقاء معهما في القاهرة... في وقت لاحق ، حين اختبأ أيخمان في الأرجنتين اعتراه الحنين إلى فلسطين، وهو يستذكر مهمته مديرا أعلى للمحرقة، فكتب يقول:" رأيت بالفعل ما يكفي للإعجاب بالطريقة التي يبني فيها الكولنياليون اليهود بلدهم . أعجبت بارادتهم الحازمة للعيش، وزاد من إعجابي مثاليتي. وفي سنوات لاحقة كنت دوما أقول لليهود ممن تعاملت معهم لو كنت يهوديا لأصبحت صهيونيا متعصبا. لم أتصور أن أكون غير ذلك، بل أشد ما يمكن تخيل الصهيوني المتحمس" وقائع تؤكد ان خطف ايخمان ومحاكمته وإعدامه كان بهدف تصفية شاهد مطلع على الفضائح الصهيونية. تساءل الكاتب الأميركي إريك دريتسر وهو محلل سياسي مقيم في مدينة نيويورك: هل يشك احد أن الجماعات الإرهابية وفرق الموت الصهيونية مثل إرغون (بقيادة زئيف جابوتينسكي) وليهي(كان يقودها أبراهام شتيرن)، والتي قتلت الرجال والنساء والأطفال وطردت الفلسطينيين من ديارهم تختلف جوهريا عن فرق الموت التابعة للنصرة وداعش التي تقترف نفس الجرائم هذه الأيام ضد المسيحيين والمسلمين العلويين والسنة والشيعة في أنحاء سوريا والعراق؟ "(يتبع الحلقة الرابعة) 5-Uri Avnery:Israei Without Zionism A Plea for Peace In The Middleeast NewYork The Macmillan Company-London Collier –1968 Lenni Brenner:Zionisn in the Age of the Dictators,Counterpunch,Feb.24,2014*
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بلفور تجريف همجي عبر مائة عام -2
-
بلفور تجريف همجي عبر مائة عام
-
دور وطني بارز للمرأة الفلسطينية
-
خمسون عاما في جحيم الأحكام العسكرية
-
بديل الدولتيبن نظام أبارتهايد يتأرجح بين وهم الدولة الواحدة
...
-
ترومب متمرد على الليبرالية الجديدة ام مواصل لأسوأ تقاليدها؟
-
معالم تاريخ فلسطين القديم-4
-
معالم تاريخ فلسطين القديم-3
-
معالم تاريخ فلسطين القديم-2
-
معالم تاريخ فلسطين القديم
-
التربية تتصدر التحدي لثقافة الليبرالية الجديدة دفاعا عن العق
...
-
ثقافة الليبرالية الجديدة تلقي أعباءً جساما على الثقافة الوطن
...
-
مؤتمر فتح السابع والفرصة المضيعة
-
فوز ترومب وصمت الميديا الأميركية
-
ثقافة- الغرب تقوم بدور تدميري يشمل جميع القارات
-
اكتوبر عظيم المجد
-
التوراة في ثقافة البرجوازية
-
بالقرون النووية يناطحون العدالة وحقوق الإنسان
-
مقامرة الاستيطان تضوي عبثية المراهنة على المجتمع الدولي
-
رصاصات التحدي .. فمن يرد التحدي
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|