أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حبش كنو - من المسؤول عن تفجير الكنائس في مصر .. الدولة أم الإسلاميون أم الأقباط ؟؟














المزيد.....


من المسؤول عن تفجير الكنائس في مصر .. الدولة أم الإسلاميون أم الأقباط ؟؟


محمد حبش كنو

الحوار المتمدن-العدد: 5487 - 2017 / 4 / 10 - 02:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيام عملي في القطاع الصحرواي في مصر كانت لي علاقات قوية مع النخبة القبطية كون الأقباط أكثر اهتماما بالقطاع الصحراوي ولوجود كنائس وأديرة قديمة في عمق الصحراء أنشأها الأرسوزكس الأوائل لممارسة طقوسهم بعيدا عن حكم الكنيسة الرومانية التي كانت تحكم مصر .
الأب أنطونيوس كان خادم كنيسة تقع في شرق مدينة أسيوط في القطاع الصحراوي المتاخم للمدينة وكان يدخلني إلى مكتبة الكنيسة التي يحظر على الكثير من المسيحيين أنفسهم دخولها وكان رجلا متواضعا يربي الأغنام ويخدمها بنفسه داخل الكنيسة الممتدة في الأفق طولا وعرضا .

في مدينة أسيوط أيضا وفي الجبال الشرقية لنهر النيل الإمتداد الأول للصحراء الشرقية يوجد دير قديم اسمه دير الأمير تادرس الشاطبي .. عملت فيه فترة من الوقت وكنا نبيت هناك لظروف العمل وكان أمن الدولة يمنع العمل نهارا فيضطر الرهبان للعمل ليلا لأن القانون المصري يمنع بناء كنائس جديدة أو حتى ترميم القديمة إلا بإذن مسبق من أمن الدولة ولعل وجودنا كشركة أجنبية خفف الضغط عنهم قليلا .

في الليل كنت أسهر مع الرهبان داخل الكهوف التي حفرها أجدادهم في الجبل للتعبد بعيدا عن أعين الرومان وكنت أقضي وقتا ممتعا معهم في خلواتهم وتعبدهم ونتناقش كثيرا في اللاهوت والناسوت والروحانيات والفروق بين الأديان وفي اليوم الأخير من العمل أهداني أحد الرهبان طاقية من الصوف مباركة من بابا الإسكندرية لا تعطى إلا لمن بلغ مبلغا كبيرا لدى المسيحيين وذلك تقديرا لخدماتي للكنيسة حيث كنا نعمل لدور العبادة بأجر رمزي ولعقلية التسامح الموجودة لدي كمسلم .

أيام حكم مرسي لم يتعرض الإخوان للمسيحيين بل إن للإخوان علاقة تاريخية طيبة مع المسيحيين حيث كان هناك عدة نواب أقباط في البرلمان المصري أيام مبارك عن الكتلة الإخوانية أي كانو مرشحين من قبل الإخوان للمجلس بعكس الجماعات الإسلامية الأخرى التي كانت تقتل المسيحيين على الهوية أيام الإرهاب الأسود في التسعينات لكن الخطأ الإستراتيجي الكبير الذي ارتكبته النخب المسيحية أنهم تحالفو مع العسكر ضد الإخوان وشاركو في إسقاط حكمهم وطالما كنت أقول لهم بأن ذلك سيؤدي إلى الإنتقام منكم من قبل الإسلاميين مستقبلا حيث أن الرقص مع الإسلاميين مثل الرقص مع الذئاب ولن تحميكم الدولة بما فيه الكفاية لأن من مصلحتهم أن يستهدفكم الإسلامييون لشرعنة حكمهم أمام الرأي العام العالمي وإثبات أنهم كان على حق حين قامو بالإنقلاب .
العسكر في مصر جذبو المسيحيين إلى صفهم ضد الإخوان لعدة أسباب منها كسب صوتهم الإنتخابي والإستفادة من القوة الإقتصادية الكبيرة لديهم وممالأة الرأي العام الدولي كضامن لحقوق المسيحيين والإستفادة من اللوبيات المسيحية المتواجدة في أمريكا وأوروبا .

اليوم هناك صراع دموي على السلطة في الشرق الأوسط وهناك عدة مشاريع كالمشروع الإسلامي بشقيه السني والشيعي و مشاريع القوميات المضطهدة مثل الأكراد ومشروع الأنظمة القديمة التي تنازع بكل قوتها للبقاء في الحكم وكان على الأقليات مثل مسيحيي الشرق ان يكونو أكثر حيادية وينأو بأنفسهم عن هذا الصراع كونهم لا يملكون قوى عسكرية تدافع عنهم ولذلك وقفو مع الأنظمة القديمة بكل علاتها سواء في مصر أو سورية أو لبنان ووقفو مع المشروع الشيعي في الدولتين الأخيرتين على عكس الأكراد والذين رغم امتلاكهم للقوة ومحاربتهم للجماعات الإسلامية لم ينجرو إلى أن يكونو طرفا في الصراع الشيعي السني على الإطلاق .

تتشابك القضايا اليوم في الشرق الأوسط و في اعتقادي أن تفجير الكنائس سياسي أكثر منه ديني وإلا لحدث ذلك على مدار 1400 عام وليس في خضم الصراع على السلطة اليوم رغم عدم تبرئة النصوص الدينية الإسلامية من كل ما يحدث اليوم ولكن التوظيف السياسي لها هو أكثر تنظيما اليوم ولا ننسى هنا أن هذه الأنظمة الحاكمة أيضا لها دور في هذا التوظيف بل وتنفيذ بعض هذه الهجمات أو التسهيل للإسلاميين بتنفيذها ليخرجو بمظهر محاربي الإرهاب وأن البديل عن هذه الأنظمة يضطهد المسيحيين والأقليات وكلنا يعلم قصة النائب ميشيل سماحة الذي اعترف أن المخابرات السورية عاونته لتنفيذ عدة هجمات ضد أهداف مسيحية في لبنان وكذلك تورط وزير الداخلية المصري الأسبق حبيب العادلي في تفجير كنيسة القديسين .

الجماعات الإسلامية هي من تنفذ هذه العمليات و تكون دائما جاهزة لتبني هكذا عمليات حتى لو لم تفعلها أيضا وذلك لأن برنامجها الأساسي يقوم على مبدأ خلق الفوضى وتزكية الصراع الطائفي ومبدأ المؤامرة من القوى الصليبية الداخلية والخارجية ولذلك اتقنت توظيف وقوف أقباط مصر مع العسكر ضدهم لإبراز نظرية المؤامرة الصليبية على الإسلام والتي تستهوي عقول العامة وبها تستطيع تجنيد أكبر قدر من الداعمين والمجاهدين .

في المحصلة قد تبدو اللعبة أكبر و قد جعل المسيحيون أنفسهم جزءا من اللعبة طوعا أو كرها و ربما تنجر مصر لحروب طائفية مستقبلا إذا تكررت هذه العمليات ولربما هذا هو المخطط للشرق الأوسط الجديد .



#محمد_حبش_كنو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين كنتم يوم كانت باقية وتتمدد ..؟؟
- مهاباد أول جمهورية وأول علم وأول نشيد
- تصفية بشار الأسد
- الإخوان المسلمون جذر الإرهاب
- تأثير مفهوم الألوهية على شكل نظام الحكم
- الشيعة والسنة من يمثل الإسلام ..؟
- الإسلام الحقيقي بين الواقع والخيال
- قصيدة أبنة الشمس
- أبنة الشمس
- أزمة العقل العربي
- داعش داعرة الحي
- تجديد الخطاب الديني .. الآليات والعوائق


المزيد.....




- شاهد كيف تخطى آيساب روكي مقاعد المحكمة لعناق ريانا لحظة الحك ...
- ألقى بنفسه بين ذراعيها في المحكمة.. ريانا تعبر عن سعادتها بت ...
- حزب البديل من أجل ألمانيا مهدد بغرامات ضخمة بسبب تبرعات غير ...
- زعيمة حزب المحافظين البريطاني ترد على وصف ترامب لزيلينسكي بـ ...
- من نجم على السوشيال ميديا إلى متهم بتصنيع المخدرات.. قرار قض ...
- إفريقيا قارة المستقبل
- خامنئي: نعتبر قطر دولة صديقة وشقيقة لنا رغم بعض -القضايا الم ...
- روسيا تحذر من مخاطر تفكك ليبيا وتؤكد ضرورة دعم جهود توحيد ال ...
- ترامب يقول إن زيلينسكي -ديكتاتور من دون انتخابات- وينتقد شرع ...
- لماذا ترفض إسرائيل الانسحاب الكامل من جنوب لبنان وما الأهمية ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حبش كنو - من المسؤول عن تفجير الكنائس في مصر .. الدولة أم الإسلاميون أم الأقباط ؟؟