|
لِيحْتفِظْ بوذا بجنّته لنفسه !
ليندا كبرييل
الحوار المتمدن-العدد: 5486 - 2017 / 4 / 9 - 14:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خرجتُ من زيارتي الأولى إلى مركز تأهيل المعاقين والمديرة السيدة " ماتْسودا Matsuda " * على أمل، أن أشارك في حفلة الكريسماس القادمة بأغنية عربية يقدّمها الكورال * ، وعلى وعْدٍ مني أن أساهِم في التطوّع لخدمة المعاقين يومَيْ الاثنين والخميس من كل أسبوع. كنت في المركز لا أكاد أرصد حالة تعيسة بين هؤلاء المعاقين حتى تصْرفني عنها حالة أشْقى، فأردت أن أتأمّل عن قرْب حياة فئة من البشر، مَوْؤودة الأحلام، ليست محسوبة على الحياة، تغيب عنا في ضجيج الدنيا، ولا نتذكّرها إلا إذا صادفْنا معاقاً في طريقنا. تعلّمتُ من راهباتي في الدير أن المشاركة الإنسانية والعطاء : ثقافة وفنّ، لا يُتقِنهما إلا مَنْ تحرّر من نظرته الاستِعلائية والتمييزية للآخر، فأردتُ أن أقاسم هؤلاء المُمتحَنين بعيوب خِلْقية بعضاً من همومهم، ووَهْبهم طَواعِيةً من الرفاهية التي أُنعِمتْ عليّ.
{ أفضل الصلوات وأعْمقها موجودة في ديننا ، أرْوع الأدعية وأشملها في أيدينا ، تسمو وتتألق بالقدر الذي تُقدِّم القرابينَ ، هل تعلم أخي عن أي دين أتكلم ؟؟ إنه دين الإنسانية . الحوار مع الآخر أعظم صلاة ! }
انتباتْني رجفة وأنا أستعيد مشهد ابن العشرين، حامِل ميراث الإنسان الأول، وقد افترشَ الشعر الغزير كل أنحاء جسمه، وظلّتْ شفته الأرنبية ونابَيْ الحيوان في فمه يدلّان على أن التطور فاتَهُ أن يعدّل تكوينه .. ثم قفزتْ صورة جون بيكاسو لِتعصر قلبي، والأخرى ذات الدمامِل المدبّبة لِتنهش ذهني، وهَيْأة الكائنة الفضائية ذات المنقار * لِتنشب في خيالي. كانت مينامي تقود سيارة ( مستر بينْ )* في طريق العودة إلى البيت. ــ أراكِ صامتة. هذا صوت مينامي *، وهي بجانبي دون شك، لكني كنت في وادٍ آخر ؛ تُرى .. هل نفذتْ مواد الخلق فلما أراد المبدِع أن يخلق هؤلاء الكائنات، صاغَهم من القصاصات التي تناثرتْ ؟ فما عادوا من بني جلدتنا ولا هم من الدرجة الأدنى ! مأساتهم من متاع الحزن الغليظ الذي يُلهِب الضمير والعواطف .. كيف سقطوا من ذاكرة الزمن فنَسيَ أن يحملهم معنا إلى عصرنا ؟ ــ أقول إن صمتك لا يعجبني. ــ أفكِّر في حكمة الله، من ابتلاء قسْم من خليقته بمآسٍ يعجز القلب عن الثبات بين ضلوعه لمرآها . انحرفتْ مينامي فجأة بسيارتها إلى جانب الطريق وتوقفت . ثم لوتْ رقبتها باتجاهي وقالت باستهجان : ــ أختي أرجوك .. لا تتكلمي بعقلية تلك المغفَّلة البرازيلية " ألِسّنْدرا " ! لنكنْ واقعيين ونحن نفكّر بمصائب الإنسان. قرَصَني تحامُلها على صديقتي الرقيقة ووصْفها بالمغفّلة . فسألتُها : ــ ألسّندرا ! ما بها ؟ قالت متشككة : ــ سيزعجكِ رأيي. نفيتُ بقوة أن يضايقني أي جواب منها، وكلّي ثقة من أني سأهزم منطِقها . ردّتْ بصرامة : ــ بشرط : ألا يكون نقاشنا من منطلق أنك تملكين الحقيقة الكاملة، كما حدث مع تلك البلهاء، وإلا .. وسكتتْ . فبادرْتُها مبتسمة : ــ وإلا وصفْتِني أنا أيضاً بالبله. فضربتْ يدها على كتفي عاتِبةً، وقالت : ــ أقطعُ لساني قبل أن أقول لك هذه الكلمة. أجبتُها ضاحكة : ــ وما فائدة أن ينقطع اللسان إن كان القلب يضْمر المكروه. ــ لا أحمل لك إلا المحبة. ثم تتابعتْ الضربات على كتفي بمودّة مع كل كلمة منها وتابعتْ بلهحة طفولية : ــ تتهميني تتهميني تتهميني بما ليس بي. لو كان لكَ لسان أيها الكتف ... هذه طريقة مينامي ( المُحِبّة ) عندما تريد التنبيه إلى سوء تقدير للأمر، ذلك أن المُعْضِلات تحتاج إلى العَضلات وهزّ الأكتاف، وإلى يد طالِعة نازلة شغّالة بإرساء العدالة على كتفٍ تكاد تنخلع مع كل لقاء !
ــ اسمعي مينامي .. أنا أيضا أعتقد أن ما في عقلي هو الحقيقة والصواب، وأحتاج كما نحتاج جميعاً للحوار وإبداء مختلف وجهات النظر، لنستطيع أن نرى الأمور من كل الزوايا . فلسنا كلنا قادرين على تفسير الواقع بحيادية، حتى لو كانت المعطيات واضحة أمام عيوننا، هنا تتجلى مقدرة المحاور على الإقناع .. قاطعتني قائلة : ــ والمحاوِر يحتاج إلى عقل مستمِع منفتِح، وليس مسدوداً بالصرامة الدينية التي تغلق كل طرق الحوار، فندور في حلقة الثرثرة الفارغة. ــ ما الأمر العظيم الذي استدعى وصف صديقتي بالغباء ؟ ــ ماذا ! هل سنقضي الوقت في الطريق نتحاور ؟ نشف حلقي. ــ هيا إلى بيتي نشرب القهوة وتحدثيني عما جرى، لعلي أستطيع أن أرفع الظلم عن صديقة أعلم أنها ممتلئة بالنعمة. إذا أردتَ أن تكْسب هدوء مينامي وحكمتها، عليك بالقهوة والبقلاوة.
كنت أحضِّر القهوة للمرة الثانية، وما زالت مينامي تتكلم بسرعة عالية، وتمضي غير آبهةٍ لوقوعها في خطأ مخارج الحروف نتيجة الخطف ولفّ الحروف ببعضها . كان موضوعها عن المثالية التي يغرق فيها المؤمنون من كل الأديان، فتقود إلى رؤية مُغبَّشة للواقع.
ــ كم مرة عليّ أن أجهّز القهوة حتى تدخلي في موضوع ألسندرا ؟ عدّلت مينامي جلستها ثم قالت : ــ طُلِب من ألسندرا أن تحدثنا عن الحياة في البرازيل وثقافتها، فجاءتنا تشتغل على عقول المعاقين المساكين بالتبشير المسيحي . الدين أحد أركان الثقافة، لكن حديثها عن معتقدها اسْتهلكَ كل وقت المحاضرة ؛ فنامَ الملول وتثاءبَ السَؤوم وانسحب الضَجِر .. وهي ما زالت ترشدنا إلى ما فيه الصلاح والخلاص لمنْ اتّبع طريق إلهها، وكأن طريقنا لا خير فيه !! هل هذه شخصية متّزِنة ؟ هذه سذاجة تجاوزتْ الحدود إلى البله.
ثم بدأ انقضاض مينامي عليّ . عليكِ الرحمة والسلام . الكلام يتساقط على سمعكِ باندفاع مياه شلال عظيم ورذاذه يملأ وجهك : ــ هي وأنتِ أيضاً، تقولان حكمة الخالق في إعاقتنا ؛ أين الحكمة ؟ ما أظْرف الحسناء النضِرة .. وهي تُسْدي النصائح المجانيّة للمشوَّهين بالرضى بقِسْمتهم المَمْسوخة في الحياة ! وما أطْرف المُقْتدِر إذْ يطالبنا بالقناعة بنصيبنا الذي قدّره لنا إلهكم ! ليس مفهوماً لي لماذا لسنا كلنا على درجة واحدة في العطايا الإلهية ؟ قولي لها : قِسمة ظالمة لا أرضاها وأتمرّد عليها، ماذا فعلنا لإلهكم ليُلحِق بنا الإعاقة ؟ وماذا قدّمتم له أكثر منا ليعطيكم الصحة والحكمة والطريق إلى الجنة ! ثم صاحتْ وهي تضرب يدها على صدرها : ــ قسمة جائرة ظالمة لا يدركها إلا منْ ابتلى بها، هل تسمعين ؟ غير مُقنِع أن تنسبوا عذابنا إلى إرادة الخالق العطوف الخيّر المنزّه عن كل نقص، إنه إنه .. ــ إنه امتحان من الله لصبْر المرء على البلايا . إن الله لا يميّز بين عباده يا مينامي .. من حسن حظّ الإنسان الذي يحتمل الألم والمكروه في الدنيا برِضى، وقناعة بنصيبه في الحياة دون تذمُّر أو شكوى، ليفوز بمكافآت السماء ويعوَّض بالنعم في الآخرة. ــ أبداً !!! انطبقتْ شفتا مينامي على غضب واضح، ثم ما لبثتْ أن فتحت فمها لترسل في وجهي قذيفة حارقة لم أتوقعها منها : ــ هل أنتما جادّتان ؟؟ أنتما تهذِيان بهذَرٍ ليس هنا مكانه .. اِذْهبا و بَشِّرا بأفكاركما في العقول المأكولة . التبشير الديني جريمة علنية عن سابق إصرار تغتصب معتقدات الآخرين. ولما وجدتْني مُتمسِّكة برأيي قالت بصوت مخنوق : ــ أخشى إن أعلنت رأيي أن تعاقبيني بالفراق وأنا الحريصة على صداقتك . فَلْأسكتْ. قلت لها بلا مبالاة : ــ ولا يهمك .. هاتي ما عندك ونوّرينا إن استطعتِ. ــ عقولنا بشرية محدودة مُقدَّرة علينا من قِبَلِ الإله حسب اعتقادكم .. لماذا تظنين أنه يجب أن نكون في مستوى علمه وكماله لكي نستوعب تمييزه بين خليقته وحكمته من امْتِحاننا ؟ ورثْتُ مرضاً عصبيّاً لا أستطيع السيطرة عليه أحياناً، جاءني من جدّي وتسرّبتْ جيناته لابني، ومن أصدقائي منْ استفحلتْ معهم آثار مرض التوحُّد والعيوب الخلقية فباتوا منقطِعين عن التواصل الإنساني ؛ هل يقنِعنا أن إصابتنا بالعاهات عملٌ تمّ بإرادة إلهٍ قادر محبّ حكيم ليمتحن تجلُّدنا على البلايا، ثم يكافئنا بنعمه على هذا الصبر؟ أرى أنكم تقدِّمون رؤية غير مُقنِعة ونظرة بدائية للإله. أسندتْ مينامي ساعدها إلى ركبتها وقالت في تهكّم : ــ اِسْمعي جيداً .. بحسَبِ رأيكما أنتِ وألسّندرا، أفهم الأمر على الشكل التالي : أن عطايا السماء قد تُلهي المُبْتلَى عن غمّه، وتجعل المُصاب يَسْلو عن محنته ويذهل عن ذكرها، وقد لا يفطن إلى همّه إذا وجدَ تسلية في نشاط حياتي يصرفه عن مأساته . ولكنه لن يستطيع أن يتجاهل في أعماقه .. أبداً .. أنه الآن .. في هذه اللحظة بالذات .. عليه تحمُّل فكرة أنه لم يَحْظَ بنفس درجة المساواة مع الأسوياء على الأرض، وأنه أُسْقِط عن سابق نيّة من حساب المُتَعافين جسدياً وذهنياً، فوضعتْه الإعاقةُ على درجة أدْنى وعليه أن يتحمّل أهوالها، وأن الإله أجَّلَ لسبب غير مفهوم تحقيق السعادة والعدالة إلى ما بعد الموت في عالم آخر لم يرَه أحد. ألا ترين أن فكرة نِعَم الآخرة ستزيد من عذاب المحروم والمظلوم والمحزون ؟ أريد مِنَح الإله وأنا بكامل وعيي، لا حيث سأفقد المعرفة والشعور.
غصّتْ مينامي فجأة بالقهوة، فأخذت تسعل بقوة . هرعتُ إليها لأساعدها، فطمأنتْني بحركة من يدها أنها بخير، ثم تابعتْ بصوت مجروح غير آبهة بالشرْق في حلقها : ــ تفسيركِ طريف حقاً جعلني أغصّ بالقهوة ! على فكرة ؛ حدّثتْنا ألسّندرا في محاضرتها أن طبيباً ألمانياً قد صنعَ يداً صناعية لأختها الراهبة المصابة بِعاهة وِلاديّة . عظيم ! سألت ألسندرا فيما بعد ونحن لوحدنا نشرب الشاي : لماذا لم تسلّم أختك الراهبة الخادمة في محراب المسيح بقدَرها ؟ ولِمَ لمْ تنتظر مكافآت العالم الآخر فهرعتْ لتعويضها بيدٍ اصطناعية ؟ أليس إصلاح النقص مخالَفةً لإرادة الخالق ؟ أليس التسليم بمشيئة ربّكم هو تحقيق لمقْصده حسب مدرستكم الفلسفية ؟ فلْتضرِبْ لنا المثل لِنعتبر . تُرى .. هل يجوز أن يسْتدرك الأطباءُ العظام بعملهم البشري الإنساني النقصَ واللاعدل الذي أُجْرِيَ علينا دون ذنب ؟ نحن عاجزون عن فهْم موقف الراهبة، أو نظريتكم التي تبعث في نفوسنا طمأنينة آنية في الدنيا، وَهْمية زائفة في الآخرة . سكتت مينامي قليلاً ثم صرخت في وجهي : ــ أنا بوذيّة وأنا أعترض على منهجكم . كونوا عقلاء ! .. أيها المتمرّغين بالرفاهية والناصِحين بالصبر على الحرمان.
ولا حتى البقلاوة ستخفّف من حدّة هياج مينامي، والدليل أن يدها لم تمتد إلى الطبق بعد، وهي التي تعشقها وتفرك يديها كطفل صغير فرحاً لمرآها ! وهي إذا اهتاجت، انقادتْ بكل تقوى وتفانٍ للتوغّل في نقدٍ نزق لا يعرف حدوداً ولا صدّاً. أجبْتُ مينامي : ــ لقد أعطانا الله العقل لنتدبّر صالحنا وخيرنا على الأرض . إن النقص الذي تتهمين به عمل الله، هو من صنيعة الإنسان الذي ابتعد عن منهج الله وخالف مشيئته الخيّرة، فأساءَ إلى الطبيعة، وارتكب جرائم، وشنّ حروباً. ظلتْ مينامي فاغِرة فمها وقد اكْتسَى وجهها طابع الذهول، وجمدتْ حدقتا عينيها كمنْ أصابه السطْل . نفضت رأسها لتصحو من جمودها ثم قالت بهدوء : ــ سمعتُ من ألسندرا أن إلهكم هو منْ قرّر قدَر الإنسان على الأرض ؛ لماذا يرْضَى المسيح للإنسان بالتجاوز على إرادته، ويهيّئ للطبيعة أسباب نكباتها علينا ؟ أليس إلهكم هو محرّك أفعال الكون والإنسان ؟ ما فائدة الأديان إذاً إن لمْ تُعقِل الإنسان ولم تحقق صالِحاً بعد ثلاثة آلاف سنة ؟ ــ عفواً .. أجِدُ صعوبةً في إقناعك. قالت مينامي ساخرة : ــ على الأقلّ أنتِ لم تعْتبريني آثِمة . أنا أناقشكم من منطلقِ ديني البوذي، ومن ظروف مُعاناتي من مرضي .. كان جزائي أن اتهمتْني تلك البلهاء ألسندرا بالجهل والانحراف عن طريق الدين، وأنا ابنة الكاهن البوذي ! أنا التي كنتُ مرشَّحة لتولّي الكهانة بعد أبي * ! لماذا ؟ لأني قلتُ لها بهدوء وأدب : يا ألسندرا ، واحدة من اثنتين : إمّا أن تفْصِلي بين الآلهة الخيّرة وبين الآلهة الشريرة كما تقول أدبياتنا البوذية، فأعلم أنه عبثُ الآلهة الضارّة بنا التي نسْترضيها لتخفيف غضبها بشعائر دينية وبالنذور . أمّا أن تنسبي كل أفعال الخير وكل أفعال الشرّ لإله واحد، فهذه رؤية صادرة من عقل متوحِّد مع ذاته لا يدرك ركاكة هذه الفكرة الأخلاقية ؛ إنها صورة مشوّهة لإله مُتناقض، يعذّبنا على الأرض لسبب غير مفهوم .. ثم يطيِّب خاطرنا بعد موت الشعور جزاء صبرنا على قدَرٍ مرير مؤلم ! لم يستطع العلم أن يسيطر إلى اليوم على أسباب الأمراض الوراثية التي تسبب الإعاقات الفادحة، فجاء المعلّم بوذا ليقدِّم حلاً تعويضياً مُطَمْئناً لشعور الإنسان باللاعدالة، فأوهَمَنا بالسعادة في جنّته .. هه ! لِيحتفظْ بها لنفسه .. أريد الجنّة والسعادة والعدالة الآن .. على الأرض. انخفض صوتها وقالت بيأسِ مَن أصابتْه خيبة كبيرة : ــ لا أريد أن أفهم منطق الحكمة بهذه المعادلة المتهوّرة ! لا أريد أن أفهم الحياة بهذه المعادلة الطائشة !
وكأن مينامي تذكّرت فجأة شيئاً هاماً، فاستمهلتْني وغادرت البيت مسرعة إلى سيارتها. عادت .. وأخرجت من كيس كبير قبعة ضخمة، اعْتمرْتُها فغطّتْ رأسي وأكتافي . قالت : ــ مممم ~ مقاسها جيد . يبقى أن أضع إشارة فوسفورية عليها . هذه قبعة صنعتُها لك بيدي، يمكن تَوْضيبها فتصبح شَلْتة تجلسين عليها ، فإذا فاجَأكِ زلزال افتحيها و ضَعيها على رأسك للحماية . قماشها من النوع المقاوِم للحرائق . غداً سأقدّمها لك جاهزة . نحن اليابانيين لا تفارقنا هذه الوسائل الضرورية لمقاومة كوارث الطبيعية . زلزال الأسبوع الماضي كان مخيفاً، ويتوقّعون زلزالاً عظيماً مُهْلِكاً . انتبهي !
كان استقبالي خامِداً لبقية ساعات النهار بعد مغادرة مينامي بيتي. طار خيالي إلى بلادنا المتمسِّحة بالله، فتذكّرْتُ ذوي الاحتياجات الخاصة ومنْ قدمتْ لهم الوراثة الحمقاء بنياناً بالِغ الرعونة، فرّقَ بين عقل الإنسان وقلبه، وباعَدَ بين معتقده وسلوكه ؛ تلك العقول المتخلِّفة ، والقلوب الهازئة الماحِقة للضعيف ، المُقصِية للمعاقين ، الناكِرة لحقوق الإنسان ، رغم مُجاهرتها بنفاق ورِياء بتعاليم الأديان. يتبع
العبارات المرفَقة بإشارة ( * ) تعني أن الأسماء والحوادث قد جاء ذكرها في الحلقات الماضية . يُرجى العودة إليها لربْط الأحداث.
" ماتْسودا " أو " مازدا " كما هو معروف خارج اليابان : عائلة عريقة . مؤسِّسة شركة السيارات اليابانية ( مازدا Mazda) كذلك اسم شركة إطارات السيارات ( بريدجستون ) . اسم مؤسسها السيد : " إيشيباشي Ishibashi " ، الذي ترجم اسمه إلى الإنكليزية . إيشي تعني : حجر Stone ، هاشي تعني : جسر Bridge وتُلفَظ ( باشي ) لتسهيل اللفظ..
لِمنْ تفضّل بالسؤال : أحداث القصة جرتْ قبل اثنين وعشرين عاماً ، ورحلتْ بطلتها في التسونامي الذي اجتاح اليابان في 11 آذار ــ مارس عام 2011.
#ليندا_كبرييل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإقصاء، أشدّ الأحاسيس قسوة
-
رُماة النِبال إذا تنكّروا في صورة النبلاء !
-
الرتابة إعدام للحياة عن سابق إصرار !
-
الفتى الذهبي - جان نصار -
-
تعالَ أعلّمكَ فنّ العَوْم في الحياة يا ابني !
-
تحت شجرة - ساكورا Sakura - *
-
المُتأتِئ مذيع، والمشلول لاعِب كرة !
-
- هيكارو - إذا سلقَ البيضة تحت إبطه !
-
كُدْتُ أغرق في فنجان !
-
ومع ذلك فهو أدونيس وذاك جبران وذاك المتنبي !
-
الأعْوَجون (الأضْعفون) أوْلى بالمعروف
-
الأعوجون أوْلى بالمعروف
-
البوذيون فتافيت بشرية ؟!
-
الشيطان لا الله .. يضمن لنا راحة البال !
-
حدّثتْني شهرزاد البوذية فقالت :
-
سلام عليك .. يا ابنة بوذا وحفيدة آلهة الشمس
-
( بوذا ) إذا استمعَ إلى نكتة الحشاش !
-
وكنتُ كآدم الذي أكل التفاحة
-
فإما نجْم كالشمس، وإما قزم كبلوتو! 1
-
في مدينة الموت: الأشباح أحياء بعقلهم يرزقون.
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|