اسعد عزيز
الحوار المتمدن-العدد: 5486 - 2017 / 4 / 9 - 12:39
المحور:
كتابات ساخرة
عن العنصرية.. عن يس
تذكرني مرارة التعرض لسلوك عنصري في المجتمع الغربي الذي يجهد ويتدارس جاداً في اطفاء جذوتها ، تذكرني تلك المواقف احيانا ب -ياسين ، زميلي الجالس بصمت مطبق عند الرَحلة الاخيرة في الصف الرابع الابتدائي . صبي ليس في ذاكرتي صورة له وهو يلعب مع احد او يحادث احدا . يس الكردي جاء منذ فترة وجيزة الى مدرستنا . لايعرف العربية . معلمة العلوم الحادة المزاج تحب ان تقرء لنا اجاباته على ورقة الامتحان .مازلت اذكر انني كنت اضحك بشدة وانا استمع للمعلمة المخيفة -الست ماجدة- واقفة عند ياسين وهي تقراء مقهقهة ورقة اجوبته . استدير الى الخلف ماداً نضري من الصف الامامي نحوه ، ياسين صامتا بالكاد يجرء ينظر الى من حوله من الاطفال وهم يحملقون فيه ضاحكين ونضراته تحكي عن حيرته وتيهه وسط ذاك المأزق . اذكر جيدا اني كنت اضحك بشدة وانا استمع لكلماته التي بعثرها على الورقة ،بعض كلمات عربية بين بعض كلمات ربما كردية وربما بعض ارقام في جمل تروي ألم ضياع يس، وصداها قهقهات المعلمة والاطفال من حوله .لم اشعر حينها بمعاناة يس بل كنت اعتبره محدود العقل وان لاحاجة لحوار او لعب معه.
اتذكر الان يس ..طفل كردي جاء حديثا بين اطفال عرب في بغداده.ابحث في مخيلتي عن يس في الحاضر فأراه ربما صوت عالٍ يصدح باستقلال كردستان،ولاالومه.
.
اٌوغلٌ ممعناً في ثقافتنا فأجد كماً من العنصرية هائلا ،عنصرية ضد القومية وضد الدين وضد الطائفة وضد المعتقد السياسي وضد الجنس وضد المحافظة والمدينة فابتلع مرارة الاحساس بالعنصرية هنا في الغرب مدركا ان كل عنصريتهم انما شذرا من عنصريتنا فاقلب الصفحة واتغاضى .
#اسعد_عزيز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟