ناصر المنصور
الحوار المتمدن-العدد: 5485 - 2017 / 4 / 8 - 19:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كتب الأستاذ نعيم إيليا مقالة ( حوارية ) بين مسلم ومسيحي رائعة في هدفها النبيل والذي صرح فيه في آخر كلمات المقالة ؛ وإليكم رابط المقالة
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&aid=554332
الرد //
العقل الثالوث والإيمان
القديس أكليمندس الإسكندري: وهو أول من دمج اللاهوت بالفلسفة يقول.
الله لا يترك بمعرفة بشرية قائمة على حقائق معروفة سابقة,إذ لا يوجد شئ يقدر أن يسبق الكائن الواجب الوجود بذاته, ما يتبقى إذاً هو أنه يمكن فهم غير المدرك فقط بالنعمة الإلهية وبالكلمةالصادرة عنه"
ويجيب أكليمندس عن التساؤل الدائم كيف يمكن أن يكون الواحد ثلاثة والثلاثة واحد؟ فيقول " إن الله فوق الأرقام, حينما نقول أنه واحد لا نخضعه لقواعد حسابية بشرية؛ فإن الله واحد ويتعدى الواحد وفوق الوحدانية ذاتها.
"الله لا يترك بمعرفة بشرية قائمة على حقائق معروفة سابقة,إذ لا يوجد شئ يقدر أن يسبق الكائن الواجب الوجود بذاته, ما يتبقى إذاً هو أنه يمكن فهم غير المدرك فقط بالنعمة الإلهية !!! وبالكلمةالصادرة عنه"
قال العلامة أوجين دي بليسي:
ما أعلى الحقائق التي تضمنها عقيدة التثليث وما أدقها، فما مستها اللغة البشرية إلا جرحتها في إحدى جوانبها( كتاب شمس البر ص 118 القمص منسي يوحنا مطبعة المحبة شبرا موضوع الثالوث.).
- قال بوسويه: ولقد خلت الكتب المقدسة من تلك المعضلة حتى وقف آباء الكنيسة حائرين زمنًا طويلًا ؛ لأن كلمة أقنوم لا توجد في قانون الإيمان الذي وضعه الرسل، ولا في قانون مجمع نيقية، وأخيرًا اتفق الآباء على أنه كلمة تعطي فكرة ما عن كائن لا يمكن تعريفه بأي وجه من الوجوه( المصدر السابق ص 118. ).
-قال القديس أوغسطينوس: عندما يراد البحث عن كلمة للإعراب بها عن الثلاثة في الله تعجز اللغة البشرية عن ذلك عجزًا أليمًا( المصدر السابق ص 118.).
قال القمص منسي يوحنا: نعود فنكرر القول أن سر التثليث عقيدة كتابية لا تفهم بدون الكتاب المقدس, وأنه من الضروري أن لا يفهمها البشر, لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الآلهة(المصدر السابق ص 121. ).
قال القس بوطر: قد فهمنا ذلك على قدر عقولنا ونرجو أن نفهمه فهمًا أكثر جلاءً فى المستقبل, حين ينكشف لنا الحجاب عن كل ما في السماوات والأرض, وأما في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه كفاية( رسالة الأصول والفروع القس بوطر بعد شرح التثليث والأقانيم.).
قال القس باسيليوس: أجل، إن هذا التعليم من التثليث فوق إدراكنا( القس باسيليوس في كتابه «الحق».).
دائرة المعارف الكتابية - دار الثقافة - الجزء الثاني - ص 429 - الثالوث لا يمكن إثباته عقلياً .
الموسوعة البريطانية وتحت اسم «الثالوث» Trinity)):
لم تظهر كلمة الثالوث ولا وصف المعتقد في العهد الجديد، والمسيح وأتباعه لم يعارضوا الصيغة التي وردت في العهد القديم: «اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: اَلرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ». (ثنية 6: 4). ولكنَّ المسيحيين الأوائل كان عليهم أن يوفقوا بين الاعتقاد بعودة المسيح و بين الإيمان بأن قوة الله فيهم متمثلة في الروح القدس، ومعتقد الثالوث نما خلال عدة قرون محدثًا الكثير من الجدال. وفي مجمع «نيقية» عام 325 تم الإقرار بأن الابن له نفس المادة مثل الآب (متحد معه في الجوهر) ولم يذكر الروح القدس إلا عابرًا وفي عام 381 م دافع «اثناسيوس» عن قانون الإيمان الخاص بمجمع «نيقية» وفي نهاية القرن الرابع أصبح معتقد الثالوث معتقدًا أساسيًا( الموسوعة البريطانية الإصدار 15 الجزء 11 صفحة 928. ).
النص بالإنجليزية من طبعة آخرى للموسوعة البريطانية :
Trinity
in Christian doctrine, the unity of Father, Son, and Holy Spirit as three persons in one Godhead.
Neither the word Trinity nor the explicit doctrine appears in the New Testament, nor did Jesus and his followers intend to contradict the Shema in the Hebrew --script--ures: “Hear, O Israel: The Lord our God is one Lord” (Deuteronomy 6:4). The earliest Christians, however, had to cope with the implications of the coming of Jesus Christ and of the presumed presence and power of God among them—i.e., the Holy Spirit, whose coming was connected with the celebration of the Pentecost. The Father, Son, and Holy Spirit were associated in such New Testament passages as the Great Commission: “Go therefore and make disciples of all nations, baptizing them in the name of the Father and of the Son and of the Holy Spirit” (Matthew 28:19)- and in the apostolic benediction: “The grace of the Lord Jesus Christ and the love of God and the fellowship of the Holy Spirit be with you all” (2 Corinthians 13:14). Thus, the New Testament established the basis for the doctrine of the Trinity.
The doctrine developed gradually over several centuries and through many controversies. Initially, both the requirements of monotheism inherited from the Hebrew --script--ures and the implications of the need to interpret the biblical teaching to Greco-Roman religions seemed to demand that the divine in Christ as the Word,´-or-Logos, be interpreted as subordinate to the Supreme Being. An alternative solution was to interpret Father, Son, and Holy Spirit as three modes of the self-disclosure of the one God but not as distinct within the being of God itself. The first tendency recognized the distinctness among the three, but at the cost of their equality and hence of their unity (subordinationism)- the second came to terms with their unity, but at the cost of their distinctness as “persons” (modalism). It was not until the 4th century that the distinctness of the three and their unity were brought together in a single orthodox doctrine of one essence and three persons.
The Council of Nicaea in 325 stated the crucial formula for that doctrine in its confession that the Son is “of the same substance [homoousios] as the Father,” even though it said very little about the Holy Spirit. Over the next half century, Athanasius defended and refined the Nicene formula, and, by the end of the 4th century, under the leadership of Basil of Caesarea, Gregory of Nyssa, and Gregory of Nazianzus (the Cappadocian Fathers), the doctrine of the Trinity took substantially the form it has maintained ever since. It is accepted in all of the historic confessions of Christianity, even though the impact of the Enlightenment decreased its importance.
لقد عاش حواريو عيسى وماتوا ولم يسمعوا بحياتهم عن أي «ثالوث مقدس» فهل ترك عيسى5أتباعه في حيرة وضياع حتى إنهم لم يتمكنوا من التعرف على الطبيعة «الحقيقية» لله؟! وهل تركهم في مثل هذه الظلمة حتى إنهم لم يستطيعوا التعرف على الطبيعة«الحقيقية» للذي يعبدونه؟! وهل عيسى5لم يكن على مستوى الكفاءة المطلوبة لأداء واجباته حيث ترك أتباعه في مثل هذه الفوضى العارمة، فاستلزمهم ثلاثة قرون بأكملها بعد رحيله ليجمعوا الأشلاء المتناثرة لفهم التصوّر الخاص بطبيعة الذي يعبدونه؟! ولماذا لم يقل عيسى بوضوح و لو لمرة واحدة فقط: (أنا والله والروح القدس ثلاثة أقانيم في ثالوث واحد، اعبدونا جميعًا على أننا واحد)؟!
في كتاب «وحدانية الثالوث في المسيحيّة والإسلام» «إسكندر جديد»:«ولا يعني المسيحيّون بتعدُّد الأقانيم أن الله ثلاثة جواهر؛ لأن لفظ (أقنوم) لا يعني (جوهر). فالمراد هنا بالجوهر الذات الواحدة. أي أنه الوحدة اللاهوتية. والمراد بالأقنوم واحد من الآب والابن والروح القدس. ومع ذلك فكلمة أقنوم كسائر الألفاظ البشرية قاصرة عن إيضاح حقيقة إلهية وهي أن الله ثالوث في الأقنومية، وواحد في الجوهر.
في الموسوعة الكاثوليكية:
يدرك المفسرون وعلماء الإنجيل اللاهوتيون بالإضافة إلى عدد كبير من الروم الكاثوليك أنه يجب على المرء ألا يتحدث بموضوع الثالوث المقدس في العهد الجديد ما لم يكن مؤهلًا تمامًا لذلك. و بالمثل يدرك مؤرخو العقيدة وعلماء اللاهوت أنه عندما يتحدث أحدهم عن الثالوث المقدس دونما تأهيل فإنه يقفز بحواره من عهد الأصول المسيحية إلى الربع الأخير من القرن الرابع بعد الميلاد. في ذلك الوقت فقط تمكّن ما يسمى بـ(التعريف المحدد لعقيدة الثالوث: إله واحد في ثلاثة أقانيم) من الانصهار في حياة المسيحيين و فكرهم... لقد كان هذا المفهوم نتاج ثلاثة قرون من التطور العقائدي( الموسوعة الكاثوليكية الحديثة، الإصدار الرابع عشر، ص 295 The New Catholic Encyclopedia, Volume XIV, p ).
الروح
قال الرازي في تفسير مفاتيح الغيب
قوله { وَرُوحٌ مّنْهُ } ففيه وجوه:
الأول: أنه جرت عادة الناس أنهم إذا وصفوا شيئاً بغاية الطهارة والنظافة قالوا: إنه روح ، فلما كان عيسى لم يتكون من نطفة الأب وإنما تكون من نفخة جبريل عليه السلام لا جرم وصف بأنه روح، والمراد من قوله { مِنْه } التشريف والتفضيل كما يقال: هذه نعمة من الله، والمراد كون تلك النعمة كاملة شريفة.
الثاني: أنه كان سبباً لحياة الخلق في أديانهم، ومن كان كذلك وصف بأنه روح .
قال تعالى في صفة القرآن
{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا }
[الشورى: 52]
فهل القرآن يُعبد ؟
الثالث: روح منه أي رحمة منه، قيل في تفسير قوله تعالى:
{ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مّنْهُ }
[المجادلة: 22]
أي برحمة منه، وقال عليه الصلاة والسلام: " إنما أنا رحمة مهداة " فلما كان عيسى رحمة من الله على الخلق من حيث أنه كان يرشدهم إلى مصالحهم في دينهم ودنياهم لا جرم سمي روحاً منه.
الرابع: أن الروح هو النفخ في كلام العرب ، فإن الروح والريح متقاربان ، فالروح عبارة عن نفخة جبريل وقوله: { مِنْهُ } يعني أن ذلك النفخ من جبريل كان بأمر الله وإذنه فهو منه، وهذا كقوله
{ فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا }
[الأنبياء: 91]
الخامس: قوله { رُوحُ } أدخل التنكير في لفظ { رُوحُ } وذلك يفيد التعظيم، فكان المعنى: وروح من الأرواح الشريفة القدسية العالية، وقوله { مِنْهُ } إضافة لذلك الروح إلى نفسه لأجل التشريف والتعظيم.
ثم قال تعالى: { فآمنوا بالله ورسله } أي أن عيسى من رسل الله فآمنوا به كإيمانكم بسائر الرسل ولا تجعلوه إلهاً.
ولم تقف الآية عند هذا الحد بل طعنت في شرك من يدعو التثليث بقول :
ثم قال: { وَلاَ تَقُولُواْ ثَلَـٰثَةٌ ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ } والمعنى: ولا تقولوا إن الله سبحانه واحد بالجوهر ثلاثة بالأقانيم.
ثم قال : {ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ} أي ( { فآمنوا خيراً لكم }.)
بماذا يؤمنون ؟
فجاء الرد في هذا الشان بقوله : { إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وٰحِدٌ } ثم نزّه نفسه عن الولد بقوله { سُبْحَـٰنَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ } ودلائل تنزيه الله عن الولد
إذن قول الله سبحانه "بروح منه" لا يوجب أن يكون منفصلا من ذات الله .. كقوله تعالى "وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه"
قال تعالى
"فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا"
فهذا الروح الذي أرسله الله إليها ليهب لها غلاما زكيا مخلوق وهو روح القدس الذي خلق المسيح منه ومن مريم
فإذا كان الأصل (وهو روح القدس) مخلوقا فكيف الفرع الذي حصل به ؟
وقوله عن المسيح "وروح منه" خص المسيح بذلك لأنه نفخ في أمه من الروح (الروح القدس) فحبلت به من ذلك النفخ (والنفخة تكون قد أدت دور التلقيح فسارت البويضة سيرتها الطبيعية)وذلك غير روحه التي يشاركه فيها سائر البشر فامتاز بأنها حبلت به من نفخ الروح القدس فلهذا سمي "روحا منه"
وفي انجيل متى كشف ان المسيح جاء من الروح القدس
(( مت 1:18
اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا . لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس))
فهنا عدة نقاط :
1) المسيح جاء من الروح القدس وليس من الأب نفسه
2) تجسد الأقنوم الثالث وعاشر مريم معاشرة جنسية ونتج عن هذه العلاقة سفاج يدعى يسوع لقوله ( حبلى من الروح القدس)
3) بعد هذه العلاقة حاول الملاك ان يتنصل من ابنه كما فعل داود مع اوريا عندما حاول بطريق شيطانية ان ينسب السفاح الذي في رحم عشيقته لزوجها اوريا
4) ان يكون الملاك (الروح القدس جبريل) هو الذى نفخ فيها بامر من الله .
ويجب الوقوف عن نقطة تجسد الروح القدس لنضع علامات التعجب !
هل احتاج الروح (الروح القدس) لرحم إمرأة ليتجسد ؟
وإذن كان الروح القدس هو الأقنوم الثالث تجسد بدون رحم امرأة ، فما هو الحاجز الذي أعجز الأقنوم الثاني (الابن) في ان يتجسد كما تجسد الأقنوم الثالث (الروح القدس) ؟
بل والأعجب من ذلك هو ان العهد الجديد اثبت واقر بان الروح القدس هو حبريل وليس الأقنوم الثالث لله ، فكيف تحول جبريل (جبرائيل) من ملاك الى ان يكون رب الكون ..؟
وهذا هو الدليل الذي يثبت ان الروح القدس هو جبريل (جبرائيل)
لوقا
1: 19 فاجاب الملاك و قال له انا جبرائيل الواقف قدام الله و ارسلت لاكلمك و ابشرك بهذا.
إنجيل لوقا يكشف ان المسيح جاء من جبريل وليس من الله فقال :
لوقا
1: 26 و في الشهر السادس ارسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة
1: 27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف و اسم العذراء مريم
وقد كشف لوقا ان جبريل هو الروح القدس وانه مرسل من الله بقوله ( ارسل جبرائيل الملاك من الله)
وبعد ذلك أعلن الروح القدس (جبريل) ان الله ارسله ليحل على العذراء لتنجب ، فقال :
1: 35 فاجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.
هل الآية الكريمة :" فإذا سويته ونفخت فيه من روحي"
تدل على أن لله جل وعلا روح؟
حيث أضاف الروح لنفسه وهي لا تقوم بذاتها -فلا تدل بذلك على التشريف-؟
قال الشيخ علوي السقاف في كتابه : صفات الله :
الرُّوُحُ
الرُّوح ؛ بالضم : خلقٌ من مخلوقات الله عَزَّ وجَلَّ ، أضيفت إلى الله إضافة ملكٍ وتشريفٍ لا إضافة وصف ؛ فهو خالقها ومالكها ، يقبضها متى شاء ويرسلها متى شاء سبحانه ، وقد وردت في الكتاب والسنة مضافة إلى الله عَزَّ وجَلَّ في عدة مواضع.
• ذكرها في الكتاب :
1- قولـه تعالى : وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ [النساء : 171 ].
2- وقولـه : فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي[الحجر : 29،ص : 72]
3- وقولـه : فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيَّاً [ مريم : 17].
4- وقولـه : ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ [ السجدة : 9].
• ذكرها في السنة :
1- حديـث أبي هريرة رضي الله عنه في استفتاح الجنة ، وفيه : ((فيأتون آدم ....ثم موسى عليهما السلام ، فيقول : اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه....)). رواه مسلم (195).
2- حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الشفاعة ، وفيه : ((.....يا آدم! أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ..... فيأتون عيسى ، فيقولون : يا عيسى!أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه...)). رواه : البخاري (3340 ، 4712) ، ومسلم (194).
أقوال العلماء في (الرُّوح) المضافة إلى الله تعالى:
1- قال ابن تيمية في((الجواب الصحيح)) (3/145) : ((فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفة له ، بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق ؛ كقولـه تعالى: بيت الله ، و ناقة الله ، وعباد الله ، بل وكذلك روح الله عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم ، ولكن ؛ إذا أضيف إليه ما هو صفة له وليس بصفة لغيره ؛ مثل كلام الله ، وعلم الله ، ويد الله … ونحو ذلك ؛ كان صفة له)).
وقال في ((مجموع الفتاوى)) (9/290) : ((وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((الريح من روح الله)) ؛ أي : من الروح التي خلقها الله ، فإضافة الروح إلى الله إضافة ملك، لا إضافة وصف ؛ إذ كل ما يضاف إلى الله إن كان عيناً قائمة بنفسها فهو ملك له ، وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به ؛ فهو صفة لله ؛ فالأول كقولـه نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا ، وقولـه :فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا، وهـو جبريل ، فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيَّاً قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تقِيَّاً قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيَّاً ، وقال : وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ، وقال عن آدم : فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ.
2- وقال ابن القيم في ((كتاب الروح)) (ص 501) : ((فصل : وأما المسألة السابعة عشرة ، وهي : هل الروح قديمة أم محدثة مخلوقة ؟ وإذا كانت محدثة مخلوقة ، وهي من أمر الله ؛ فكيف يكون أمر الله محدثاً مخلوقاً؟وقد أخبر سبحانه أنه نفخ في آدم من روحه ؛ فهذه الإضافة إليه هل تدل على أنها قديمة أم لا ؟ وما حقيقة هذه الإضافة ؛ فقد أخبر عن آدم أنه خلقه بيده ، ونفخ فيه من روحه ، فأضاف اليد والروح إليه إضافة واحدة؟.
فهذه مسألة زلَّ فيها عالم ، وضل فيها طوائف من بني آدم ، وهدى الله أتباع رسوله فيها للحق المبين والصواب المستبين ، فأجمعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبرة ، هذا معلوم بالاضطرار من دين الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ؛ كما يُعلم بالاضطرار من دينهم أنَّ العالم حادث ، وأن معاد الأبدان واقع ، وأن الله وحده الخالق ، وكل ما سواه مخلوق له ، وقد انطوى عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم - وهم القرون المفضلة - على ذلك من غير اختلاف بينهم في حدوثها وأنها مخلوقة ، حتى نبغت نابغة ممَّن قصر فهمه في الكتاب والسنة ، فزعم أنها قديمة غير مخلوقة ، واحتج بأنها من أمر الله ، وأمره غير مخلوق ، وبأن الله تعالى أضافها إليه كما أضاف إليه علمه وكتابه وقدرته وسمعه وبصره ويده ، وتوقف آخرون فقالوا : لا نقول مخلوقة ولا غير مخلوقة...).
ثم نقل كلام الحافظ أبي عبد الله بن منده والحافظ محمد بن نصر المروزي ، وهما ممن يقولان بأنها مخلوقة ، ثم قال : ((ولا خلاف بين المسلمين أنَّ الأرواح التي في آدم وبنيه وعيسى ومَن سواه من بني آدم كلها مخلوقة لله ، خلقها وأنشأها وكوَّنها واخترعها ، ثم أضافها إلى نفسـه كما أضاف إليه سائر خلقه،قال تعالى : وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ[الجاثية : 13] ))اهـ
3- وقال ابن كثير في ((التفسير)) (الآية الرابعة والحديث الثاني) ((فقولـه في الآية والحديث : وَرُوحٌ مِنْهُ ؛ كقولـه : وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ؛ أي : من خلقه ومن عنده ، وليست (من) للتبعيض ؛ كما تقول النصارى .....، بل هي لابتداء الغاية ، وقد قال مجاهد في قولـه : : وَرُوحٌ مِنْهُ ، أي ورسول منه ، وقال غيره : ومحبة منه ، والأظهر الأول ؛ أنه مخلوق من روح مخلوقة ، وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف؛ كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله)) اهـ.
لكن روى الإمام أحمد في ((المسند)) (5562 شاكر) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً : ((...حتى لا يبقى في الأرضين إلا شرار أهلها ، وتلفظهم أرضوهم ، وتقذرهم رُوح الرحمن عزَّ وجلَّ....
). قال الشيخ أحمد شاكر : ((إسناده ضعيف)) ، ولكن الغريب أنه علق على الحديث بقولـه : ((روح الرحمن من الصفات التي يجب الإيمان بها دون تأويل أو إنكار ، من غير تشبيه ولا تمثيل ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، سبحانه وتعالى))!
قلت : هذا مردود بما سبق ، والحديث ضعيف.
نقل أبو موسى المديني في ((المجموع المغيث)) (1/812-814) كلاماً نافعاً جدّاً لأبي إسحاق إبراهيم الحربي عن الاختلاف في قراءة وتفسير (الرّوْح) ؛ فراجعه إن شئت.
قال شيخ الإسلام في ((الجواب الصحيح)) (4/50) : ((لم يعبر أحدٌ من الأنبياء عن حياة الله بأنها رُوُحُ الله فمن حمل كلام أحدٍ من الأنبياء بلفظ الروح أنه يراد به حياة الله فقد كذب )) اهـ.
الاشياء التي يضيفها الله تبارك وتعالى الى نفسه على قسمين :
الاول :غير مخلوق :وهي :
الصفات اللائقة به تعالى مثل قوله (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ).
الثاني مخلوق : وهذه هي الاضافة للتشريف ، وهي قسمان :
1- مايكون قائما بنفسه مثل :ناقة الله .
2- مايكون قائما بغيره مثل : روح الله .
ويظهر انك فهمت كلام شيخ الاسلام بالصورة الخطأ وهو قوله :
(إذ كل ما يضاف إلى الله إن كان عيناً قائمة بنفسها فهو ملك له ، وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به ؛ فهو صفة لله ).فقلت بالتقسيم السابق وقد يذكره بعض العلماء لكن على سبيل الاختصار واليك التفصيل :
الصفة التي يضيفها الله تعالى الى نفسه عل قسمين :
- ان تكون قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به ، فهذه صفة لله تعالى وهي غير مخلوقة ، مثل صفة العلم .
- ان تكون قائمة بغيرها ولها محل تقوم به ، فهذه مخلوقة واضافتها لله تعالى من باب التشريف مثل صفة الروح .
وتامل قول الشيخ (إذ كل ما يضاف إلى الله إن كان عيناً قائمة بنفسها فهو ملك له ، وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به ؛ فهو صفة لله ) .
عندى سؤال حول معنى الآية الكريمة(فاذا سويته و نفخت فيه من روحى)
هناك من يقول لماذا تستغربون ان يكون الله ثلاثة، فالالوهية موجودة فى كل البشر لان فينا نفخة من روح الله
شكرا
أولا : ( روحنا ) هو رسول الله عز و جل و ليس الله تقدس و تعالى لقوله في نفس الآية ( فأرسلنا ) . و المرسِل ليس المرسَل . و هذا يقتضي المغايرة . فهل يصح أن الله يرسل نفسه ؟ !
ثانيا : دلالة ثانية على ان ( روحنا ) هو جبريل الملاك و ليس الله قول الملاك بعد هذه الآية :
( قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً ) [مريم : 19] . فهو رسول الرب و ليس الرب و لو كان الرب لقال انا ربك لا انا رسول ربك . و هو لفظ آخر يقتضي المغايرة بين الله تعالى و رسوله جبريل .
ثالثا : و عليه فقوله ( روحنا ) إضافة تشريف لا تبعيض ، – و هي كثيرة في القرآن : ناقة الله ، عبدنا ، أمره ، جنتي ، عذابي .. الخ – . لمكانة جبريل من الله إذ هو أفضل الملائكة و المختص بالوحي . و سمي روحا لأختصاصه بالوحي الذي هو حياة القلوب و بغيره تموت . فروح بها يحيا الجسد و هي ما بين جنبي الإنسان و روح يحيا بها القلب و هو الوحي ، و روح ينزل بالوحي و هو جبريل .
و قد سمي حبريل روحا في القرآن كثيرا دون نسبته إلى الله ليتضح أن الإضافة للتشريف .
- يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً [النبأ : 38] فالروح و هو جبريل يقف صفا مع الملائكة لله .
- تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [المعارج : 4] و الروح يعرج مع الملائكة إلى الله و هو جبريل .
و يسمى أيضا الوحي روحا لأنه حياة القلوب .
- رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ [غافر : 15] . الروح من امر الله أي وحي الله
- يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ [النحل : 2] .
رابعا : أن الله تعالى نفخ في آدم من روحه :
(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ) [السجدة : 9]
أي الروح المخلوقة . و ليس روحا من ذات الله فهذا لا يلتزم به احد و يصرفه المسلم و غيره إلى إضافة التشريف . و إلا فهل يلتزم المسيحي بان آدم أله لان الله نفخ فيه من روحه ؟ . فكذلك روحنا التي في
قوله تعالى تعالى (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ) [الأنبياء : 91]
هي للتشريف . و المعنى أنه نفخ في مريم من روح خلقها و ليس من روح هي ذاته . أو أنه نفخ فيها بواسطة جبريل لأنه سماه ( روحنا ) في سورة مريم .
خامسا : ( فنفخنا فيها من روحنا ) إذا كان المعنى ان الله نُفخ في مريم ، لزم ان الله منفوخ و أنه فُعل به فهل يلتزم أحد بان الله يُنفخ ؟ و ينفخ بواسطة مخلوق ؟ سبحانه و تعالى . فالله يفعل و لا يفعل به . و من جعله مفعولا فقد افترى إثما عظيما .
سادسا : لو كان الروح التي نفخت في مريم هي الله ذاته فلم قال المسيح
(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً [مريم : 30] .
و لماذا لم يقل إني الله ؟
و الآيات الدالة على عبودية المسيح لا ألوهيته كثيرة باعترافه .
- إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ [آل عمران : 51]
- لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة : 72].
الإمام ابن قتيبة
( فنحن نؤمن بالنفخ وبالروح ولا نقول كيف. ذلك لأن الواجب علينا أن ننتهي في صفات الله حيث انتهى في صفته أو حيث انتهى رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نزيل اللفظ عما تعرفه العرب وتضعه عليه ونمسك عما سوى ذلك ) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية لابن قتيبة (ص 44).
ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ) وقوله تعالى : ( ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ) على التفسير الأول ظاهر ؛ لأن آدم كان من طين ، ونسله من سلالة من ماء مهين ، هو النطفة ، وعلى التفسير الثاني هو أن أصله من الطين ، ثم يوجد من ذلك الأصل سلالة هي من ماء مهين ، فإن قال قائل : التفسير الثاني غير صحيح لأن قوله : ( بدأ خلق الإنسان ) ثم [ ص: 152 ] جعل نسله دليل على أن جعل النسل بعد خلق الإنسان من طين ، فنقول : لا ، بل التفسير الثاني أقرب إلى الترتيب اللفظي ، فإنه تعالى بدأ بذكر الأمر من الابتداء في خلق الإنسان ، فقال : بدأه من طين ، ثم جعله سلالة ، ثم سواه ونفخ فيه من روحه ، وعلى ما ذكرتم يبعد أن يقال : ( ثم سواه ونفخ فيه من روحه ) عائد إلى آدم أيضا ؛ لأن كلمة “ ثم “ للتراخي ، فتكون التسوية بعد جعل النسل من سلالة ، وذلك بعد خلق آدم ، واعلم أن دلائل الآفاق أدل على كمال القدرة كما قال تعالى : ( لخلق السماوات والأرض أكبر ) [ غافر : 57 ] ودلائل الأنفس أدل على نفاذ الإرادة ، فإن التغيرات فيها كثيرة ، وإليه الإشارة بقوله : ( ثم جعل نسله ) ، ( ثم سواه ) أي كان طينا فجعله منيا ، ثم جعله بشرا سويا .
وقوله تعالى : ( ونفخ فيه من روحه ) إضافة الروح إلى نفسه كإضافة البيت إليه للتشريف ، واعلم أن النصارى يفترون على الله الكذب ويقولون : بأن عيسى كان روح الله فهو ابن ، ولا يعلمون أن كل أحد روحه روح الله بقوله : ( ونفخ فيه من روحه ) أي الروح التي هي ملكه كما يقول القائل : داري وعبدي ، ولم يقل أعطاه من جسمه؛ لأن الشرف بالروح ، فأضاف الروح دون الجسم على ما يترتب على نفخ الروح من السمع والبصر والعلم ، فقال تعالى : ( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ) وفيه مسائل :
المسألة الأولى : قال : ( وجعل لكم ) مخاطبا ولم يخاطب من قبل ، وذلك لأن الخطاب يكون مع الحي ، فلما قال : ( ونفخ فيه من روحه ) خاطبه من بعده وقال : ( جعل لكم ) ، فإن قيل : الخطاب واقع قبل ذلك كما في قوله تعالى : ( ومن آياته أن خلقكم من تراب ) [ الروم : 20 ] فنقول : هناك لم يذكر الأمور المرتبة ، وإنما أشار إلى تمام الخلق ، وهاهنا ذكر الأمور المرتبة وهي كون الإنسان طينا ثم ماء مهينا ، ثم خلقا مسوى، بأنواع القوى مقوى ؛ فخاطب في بعض المراتب دون البعض .
المسألة الثانية : الترتيب في السمع والأبصار والأفئدة على مقتضى الحكمة ، وذلك لأن الإنسان يسمع أولا من الأبوين أو الناس أمورا فيفهمها ، ثم يحصل له بسبب ذلك بصيرة فيبصر الأمور ويجربها ، ثم يحصل له بسبب ذلك إدراك تام وذهن كامل فيستخرج الأشياء من قبله ، ومثاله : شخص يسمع من أستاذ شيئا ثم يصير له أهلية مطالعة الكتب وفهم معانيها ، ثم يصير له أهلية التصنيف فيكتب من قلبه كتابا ، فكذلك الإنسان يسمع ثم يطالع صحائف الموجودات ثم يعلم الأمور الخفية .
المسألة الثالثة : ذكر في السمع المصدر وفي البصر والفؤاد الاسم ، ولهذا جمع الأبصار والأفئدة ولم يجمع السمع - لأن المصدر لا يجمع ، وذلك لحكمة ؛ وهو أن السمع قوة واحدة ولها فعل واحد ، فإن الإنسان لا يضبط في زمان واحد كلامين ، والأذن محله ولا اختيار لها فيه ، فإن الصوت من أي جانب كان يصل إليه ، ولا قدرة لها على تخصيص القوة بإدراك البعض دون البعض ، وأما الإبصار فمحله العين ولها فيه شبه اختيار فإنها تتحرك إلى جانب مرئي دون آخر ، وكذلك الفؤاد محل الإدراك وله نوع اختيار يلتفت إلى ما يريد دون غيره ، وإذا كان كذلك فلم يكن للمحل في السمع تأثير ، والقوة مستبدة ، فذكر القوة في الأذن وفي العين ، والفؤاد للمحل نوع اختيار ، فذكر المحل لأن الفعل يسند إلى المختار ، ألا ترى أنك تقول : سمع زيد ورأى عمرو . ولا تقول : سمع أذن زيد ولا رأى عين عمرو إلا نادرا ، لما بينا أن المختار هو الأصل وغيره آلته ، فالسمع أصل دون محله لعدم الاختيار له ، والعين كالأصل ، وقوة الإبصار آلتها ، والفؤاد كذلك ، وقوة الفهم آلته ، فذكر في السمع المصدر الذي هو القوة ، وفي الأبصار والأفئدة الاسم الذي هو محل القوة - ولأن السمع له قوة واحدة ، ولها فعل [ ص: 153 ] واحد - ولهذا لا يسمع الإنسان في زمان واحد كلامين على وجه يضبطهما ، ويدرك في زمان واحد صورتين وأكثر ويستبينهما .
المسألة الرابعة : لم قدم السمع ههنا والقلب في قوله تعالى : ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ) [ البقرة : 7 ] ؟ فنقول : ذلك يحقق ما ذكرنا ، وذلك لأن عند الإعطاء ذكر الأدنى وارتقى إلى الأعلى فقال : أعطاكم السمع ثم أعطاكم ما هو أشرف منه وهو القلب . وعند السلب قال : ليس لهم قلب يدركون به ولا ما هو دونه وهو السمع الذي يسمعون به ممن له قلب يفهم الحقائق ويستخرجها ، وقد ذكرنا هناك ما هو السبب في تأخير الأبصار مع أنها في الوسط فيما ذكرنا من الترتيب ، وهو أن القلب والسمع سلب قوتهما بالطبع ، فجمع بينهما ، وسلب قوة البصر بجعل الغشاوة عليه فذكرها متأخرة
أخيرا
(4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.) مزمور 56: 4 –5
(15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!) إشعياء 29: 15–16
! (7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 7-9
(29أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ 30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ. 31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ. 35هَكَذَا تَقُولُونَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَالرَّجُلُ لأَخِيهِ: بِمَاذَا أَجَابَ الرَّبُّ وَمَاذَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ؟ 36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 29-36
(8لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9
(30[صَارَ فِي الأَرْضِ دَهَشٌ وَقَشْعَرِيرَةٌ. 31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 30-31
(32فَأَخَذَ إِرْمِيَا دَرْجاً آخَرَ وَدَفَعَهُ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا الْكَاتِبِ فَكَتَبَ فِيهِ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا كُلَّ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا بِالنَّارِ وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ.) إرمياء 36: 32
(6رَأُوا بَاطِلاً وَعِرَافَةً كَـاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَالرَّبُّ لَمْ يُرْسِلْهُمْ, وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ. 7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً, وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ, قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟ 8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لأَنَّكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِـالْبَاطِلِ وَرَأَيْتُمْ كَذِباً, فَلِذَلِكَ هَا أَنَا عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 9وَتَكُونُ يَدِي عَلَى الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَرُونَ الْبَاطِلَ وَالَّذِينَ يَعْرِفُونَ بِـالْكَذِبِ. فِي مَجْلِسِ شَعْبِي لاَ يَكُونُونَ, وَفِي كِتَابِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لاَ يُكْتَبُونَ, وَإِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لاَ يَدْخُلُونَ, فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ.)حزقيال13: 6-9
(14فَقَالَ الرَّبُّ لِي: [بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ].) إرميا14: 14
(فَأَتْرُكَ شَعْبِي وَأَنْطَلِقَ مِنْ عِنْدِهِمْ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً زُنَاةٌ جَمَاعَةُ خَائِنِينَ. 3يَمُدُّونَ أَلْسِنَتَهُمْ كَقِسِيِّهِمْ لِلْكَذِبِ. لاَ لِلْحَقِّ قَوُوا فِي الأَرْضِ. لأَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ شَرٍّ إِلَى شَرٍّ وَإِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا يَقُولُ الرَّبُّ.) إرميا9: 2-3
(16كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضاً، مُتَكَلِّماً فِيهَا عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضاً، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.) بطرس الثانية 3: 16
(1وَلَكِنْ كَانَ أَيْضاً فِي الشَّعْبِ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، كَمَا سَيَكُونُ فِيكُمْ أَيْضاً مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ، الَّذِينَ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ. وَإِذْ هُمْ يُنْكِرُونَ الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ، يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ هَلاَكاً سَرِيعاً.) بطرس الثانية 2: 1
(23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ! 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ اخْتِطَافاً وَدَعَارَةً! 26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضاً نَقِيّاً. 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً! 29وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ 30وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ! 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 23-33
(22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) متى 7: 22-23
(6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: غَسْلَ الأَبَارِيقِ وَالْكُؤُوسِ وَأُمُوراً أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 6-8
(6وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ إِذْ مَاتَ الَّذِي كُنَّا مُمْسَكِينَ فِيهِ حَتَّى نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ. 7فَمَاذَا نَقُولُ؟ هَلِ النَّامُوسُ خَطِيَّةٌ؟ حَاشَا! بَلْ لَمْ أَعْرِفِ الْخَطِيَّةَ إِلاَّ بِالنَّامُوسِ. فَإِنَّنِي لَمْ أَعْرِفِ الشَّهْوَةَ لَوْ لَمْ يَقُلِ النَّامُوسُ «لاَ تَشْتَهِ». 8وَلَكِنَّ الْخَطِيَّةَ وَهِيَ مُتَّخِذَةٌ فُرْصَةً بِالْوَصِيَّةِ أَنْشَأَتْ فِيَّ كُلَّ شَهْوَةٍ. لأَنْ بِدُونِ النَّامُوسِ الْخَطِيَّةُ مَيِّتَةٌ.) رومية 7: 6-8
(1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
(7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
!!!!!!!!!!
#ناصر_المنصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟