أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد مهدي - (( ألواجد والموجود في نص الشاعرة العراقية صفا الهلالي ))














المزيد.....

(( ألواجد والموجود في نص الشاعرة العراقية صفا الهلالي ))


رائد مهدي
(Raed Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5485 - 2017 / 4 / 8 - 16:32
المحور: الادب والفن
    


أشعر بأن " رينيـه ديكـارت " لم يكن فيلسوفـاً فقط
حينما قال جملتـه الشهيـرة :

" أنــا أفكر أذن أنـا موجود "

يبدو أنه كان عاشقـاً أيضاً
لأنني أشبهـه كثيراً

أنــا أفكر { فيـك } .. أذن أنــا موجودة

لطالما كانت هوية الوجود للأشياء ملازمة لمعنى ظهورها فكان الغياب والفقد هو إنعدام للوجود نتيجة عدم وجود مظهر يقع عليه الفهم او تلامس حضوره الحواس .
وأنا أطالع هذا النص المكثف والمختصر للشاعرة الأديبة صبا الهلالي فتح الى ذهني نافذة للتقصي عن فكرة الوجود ومعناها أولا ، وعن وجود الشاعرة في هذا النص واعني به ظهورها وتجليها لذاتها عبر حيز الحب الذي ترى نفسها انها كانت بدونه عدم .
بداية نقدم لفكرة الوجود بأنه مثلث او يقوم على ثلاثة قوائم الأولى هي الموجد بكسر (الجيم) والثاني هو الموجود فيه (حيز الإيجاد) والثالث هو الموجد (بفتح الجيم ).
وبناء على تلك الخارطة الوجودية نلاحظ وبيسر تام أن الموجد (بكسر الجيم) في النص هو نية الشاعرة بالإيجاد اي الفكرة النية .
ويتبين لنا ايضا أن الموجود فيه (حيز الإيجاد) عند الشاعرة كان هو الفكرة الباعثة لإحساس الشاعرة الذي اطلقته ليتمدد ويتسع لأستقبال وجود آخر يعلن عن نفسه من خلاله بظهور فكرة معلنة عن شخص ما يلازم ظهوره ذلك الأحساس المتدفق سيله والذي تتحرك بنا تيارات أمواجه ويمكننا ان نطلق عليه مسمى الفكرة الباعثة على الإحساس او الفكرة المهيئة لتدفقه وانتشاره .
وأما الموجد (بفتح الجيم ) فهو الإنسان المختزل بفكرة على شاكلة النص المختزل ولأنه لايتاح اليها اعلان ذلك الأنسان إلا عن طريق الفكرة المشفرة والتي تنفتح نوافذها وبكل يسر في الوجدان المعد اليها ، ويمكننا توصيفها ببذرة الوجود التي تستحيل لشجرة ولثمرة فيما بعد ويمكننا تسميتها بالفكرة البذرة .
وبينما البذرة مكانها الطبيعي هو تحت السطح لكنها ما ان تنطلق في مناخ يتوافق معها وعوامل وشروط تساعد على إنمائها فسرعان ماتعلن عن وجودها في حيز آخر يطفو على السطح ويتخطاه ليعلن عن حضوره ووجوده .
لكننا هنا أمام حالة من الوجود اعربت عنها الشاعرة بإعلانها عن وجودها من خلال ماهو موجد (بفتح الجيم) فيها ومن البديهيات ان هناك اسبقيات للوجود وبهذه الحالة تواجهنا إشكالية السبق بالوجود فهل كان وجود الشاعرة أولا ام ان فكرتها الموجدة (بفتح الجيم) فيها سبقت وجودها ووجدت نفسها ظهورا تابعا لذلك الوجود ؟!
من ناحية ترتيبية الأمر لايصح الا وفق مايمكننا افتراضه أن الوجود الحقيقي هو قطعا وجود الذات المفكرة الشاعرة .
ومع تقصدها لنية الإيجاد تكون قد هيئت الحيز (الإحساس) المنفتح والذي يساعدها على البذر وتكون بذلك قد ألقت الى أحساسها بالبذرة الفكرة ومع إعلان الفكرة عن نفسها في ذات الشاعرة تجد أنها موجودة من خلال الفكرة المعلنة والتي تتجلى لها والتي هي في حقيقة الأمر لاتعدو إلا أن تكون فكرتها هي وقصدها .
لذا ترى الشاعرة نفسها عبارة عن فكرة تغيب معها فتفنى وتظهر معها فتوجد وتبعث من جديد .
لكن حقيقة الموضوع وزمام الأمر كله تحت إرادة الشاعرة وقصدها وأختيارها .
وتكون بذلك شاعرة النص هي محور الفكرة النية وهي محور فكرة الحيز وهي محور فكرة البذرة
وماتلك كلها سوى فكرة واحدة شيدت قصديا على ثلاثة محاور لايمكن ان تكون لها هوية ولا تقوم لها صورة واعية دون هذه الثلاثية .
وبتبسيط آخر هي فكرة نحو القصد تلقى الى الذات المفكرة الشاعرة لتثمر فكرة تفصح عن وجود جديد وهذا الوجود الجديد ماهو الا امتداد لوجود سابق يرى نفسه يجاري الجديد ليكون فيه فيشعر أنه وجد ثانية واعلن عن هوية وجوده من خلاله .
لذا يرى نفسه ويشعر بها الآن تبعا لذلك الوجود الثمرة فيتذوق حضوره في ذلك الأحساس ويشعر بحلاوة الأحساس وتهزه نشوة الوجود بالحب .

نقد : رائد مهدي / العراق



#رائد_مهدي (هاشتاغ)       Raed_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( غادة ))
- أمهات
- الفكرة الإنسان
- لماذا أنا إنسان ؟؟؟
- إبتسامة من أزمنة الفرح
- لك الحب والسلام


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد مهدي - (( ألواجد والموجود في نص الشاعرة العراقية صفا الهلالي ))