|
سيناريو العراق يتكرر ثانية ..
فارس الخضري
الحوار المتمدن-العدد: 5485 - 2017 / 4 / 8 - 11:35
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لم ننته بعد من حفلتنا الاولى، ارتداداتها لم تنته حتى هذه اللحظة!
الراقصون فيها نحن والاشلاء، وقبور مجهولة لضحايا نظام سابق لم نعرفهم بعد ..انها (حفلة شواء )..! الداعون لها وضعوا شروط الحفلة باتقان ..(الرقص على حافة الموت)..هم يعلمون اننا شعوبا نجيد الاكل والتدخين ...لا نجيد الرقص باتقان ...فرقصنا موسمي الطابع كالفصول..هكذا نحن، لا نتعلم ولا نكترث احيانا... والموت عندنا اصبح مكملا لاستمرار الحياة..
فجرا كالعادة، كما يتسلل الخائفون، تُقصف المدن والمطارات..لازال مشهد كولن باول وهو يحمل قنينته ليبرر للعالم الاخلاقي جدا ..انهم بصدد محو دولة من الخرائط ..صدقت الدول وتطايرت العكل (جمع عكال) فرحا ..في مصر كالعاده يجتمع العرب لينفسوا عن غازاتهم..من مصر يتخذ القرار ..قرار ضرب واحتلال العراق ..الشعوب التعبة والمعطوبة.. تنصت، تتفرج ..ولا تعارض .. انها مشغوله بتعلم الرقص لعلها تحافظ على حياتها..!
لن تحتاج امريكا الكثير لكي تبرر حروبها. ماكنة الاعلام الضخمة التي مهدت لاحتلال العراق باستفتاء ( سي أن أن )في ينايرعام 2003 الذي رجح رغبة المواطن الامريكي ودعمه للحرب كان مبررا للتدمير.. التدمير الذي جاء تطبيقا لمذكرة كتبها عام 2000 (تشيني- رامسفيلد- ولفوتز ) التي نصت على أن يكون دورا استراتيجيا أكثر فاعلية لامريكا في منطقة الشرق الاوسط.. وحرصا منهم، هؤلاء الثلاثة، على انسانيتهم تبنوا فكرة ( نشر الافكار الديمقراطية والحريات في منطقة الشرق الاوسط بالقوة)...
اذن هي القوة التي لا يجد الغرب نفسه إلا فيها ..لا يستطيع التعبير عن مصالحه إلا عبرها ..فالتاريخ ليس بعيدا على تجارب فاقت التصور بحجم القتل لتبرير الهيمنة والتحكم، التحكم بنا. كما لو انهم يعيدون تجربة الاستيطان التي حدثت في امريكا التي انهت شعبا كاملا ضحاياه بالملايين من اجل تحقيق رغبة القادم الابيض بالهيمنة..الابيض، كما ينص الدستور الامريكي في أول كلمة (نحن) اي البيض ..حفيدهم ترامب المهووس جدا بالمال والربح ..بالخداع والكذب .. بالوقاحة والتمادي.. هل سيعيد الكرة ويحول منطقتنا الى مناطق استيطان بعد ابادة شعوبها ..ليثبت ويبرر استمراره بانه الاقوى والاكثر جدوى...؟
انه التوماهوك مجددا (ابنة صديق لي كانت تختبئ وهي في الدنمارك بخزانة ملابسها حين تفزع او تخاف..استغربت جدا وهي ثلاثينية العمر!. وجدت انها كانت تختبئ تحت عبائة جدتها من صواريخ التوماهوك حين كانت تقصف بغداد) انه الاختباء من الخوف ..هل تعودنا ذلك ؟؟.. اليوم تقصف سورية بنفس الحجج ..الكيمياوي .. سلاح دمار شامل .. دعم القاعدة او الإرهاب، انظمة مستبدة..انظمة لا تجيد التعامل مع شعوبها.... الخ، ونحن نتفاعل ..نصدق او نصمت ..لانجيد شيئا غير الأكل والتدخين ..هل عطبنا إلى هذا الحد ..هل حان أزان نشر الديمقراطية في سورية، كما العراق عبر القوة؟؟؟
قد نتمنى ان يحدث التصادم الكبير وهي رغبة تدلل على العجز احيانا ..التصادم الذي ينهي كل شيئ لترتاح المنطقة ..التصادم الذي يحقق خسارة للجميع ليفهموا ان الحياة لا تدار بالحروب والقتل ..
هل ثمة ما يدعوا للتفاؤل بقوة تأثير المجتمعات الاوربية بعدما دجنت كثيرا ؟؟؟.. اصبحت هي الاخرى عاجزة مثلنا.. تفكر بفردانية عالية ومتفرجة مثلنا ايضا.. لكنهم يجيدون الرقص عكسنا....
ان الدول الكبيرة والقوية لا تسقط بشكل مفاجئ، انها تأفل بالتدريج حين يقل نفوذها في العالم وحين تنشأ قوى اخرى موازية لها تحد من تسلطها ونزعتها الدائمة لاستخدام قوتها لخلق شعوب ومناطق فاشلة تحقق الهيمنة عليها...
ان مهمة شعوب تلك الدول كبيرة حتى لا تتهم انها مساهمة ومشاركة في حفلات الذبح تلك ..عليها ان تخرج من صمتها طالما هناك فرصة لها افضل من شعوب الشرق بالتعبير.. يجب ان تنتبه تلك الشعوب ان دولها تعاني من ازدواجية في طرح المفاهيم وتبنيها.. انها تعاني الان من ازمات اخلاقية كبيره قد تهدد وجودها ويكون افولها حتميا..
خان شيخون تلك الضيعة المنسية قد طالها خداع الغرب... وقد طال اهلها ارهاب المجموعات المسلحة .. خان شيخون قد تصدرت صحف العالم الغربي لانها المسوغ لاطلاق التوماهوك على سورية..هل من المصادفة أن يتزامن هجوم المجموعات الارهابية في سورية بعد انتهاء رشقات التوماهوك أم ان تخطيطا مسبقا على ذلك ؟؟؟...
#فارس_الخضري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل حان الوقت لحل الحزب الشيوعي العراقي؟
المزيد.....
-
ترامب يكشف عن طلب بيل غيتس لمقابلته.. ما علاقة إيلون ماسك؟
-
تفكيك شبكة اجرامية للاتجار بالسيارات الفاخرة بين اسبانيا وأل
...
-
حضر هشام طلعت وعز وغاب ساويرس.. ما الذي جاء في لقاء المدبولي
...
-
الدخل الإعلاني لسارة الودعاني يثير جدلا
-
ردينة جركس في بلا قيود: ما طُبق في إدلب غير صالح للتطبيق في
...
-
الصين تدشن أكبر سفينة برمائية في تاريخها
-
لقطات توثق ابتعاد الناجين عن حطام الطائرة المنكوبة في كازاخس
...
-
فيفا: منتخب مصر بقيادة -العميد- على أعتاب انجاز تاريخي
-
-لبنان 2024-.. حرب إسرائيل المدمرة
-
أول تواصل بين الإدارة السورية الجديدة وحكومة طالبان الأفغاني
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|