أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي عامر - مراقب الورشة- أرستقراطيّة العمّال















المزيد.....


مراقب الورشة- أرستقراطيّة العمّال


علي عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5483 - 2017 / 4 / 6 - 18:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في حال استثنينا الغش والفساد, فإنّ أسعار مواد البناء الأساسية واضحة كوضوح سعر غرام الذهب, فسعر طن الحديد, أو سعر كوب الباطون, أسعار معلنة وصريحة وواضحة, كما أنّ أسعار الأراضي كذلك لا تعتمد على المشتري, وبالتالي فإنّ سعر الأرض المعروض لن يختلف باختلاف المشتري, أو باختلاف المقاول العقاري, وبالتالي فإنّ التنافس والتطاحن في السوق العقاري الفلسطيني بين المقاولين على الفوز بمعدل الربح الاعلى, لا بد أنْ يتوجه إلى وجهة أخرى.
إلى أين؟
إنّ امتصاص أعلى معدل ربح ممكن, لن يحدث, إلّا من خلال امتصاص أعلى معدلات فيوض القيمة من الأيدي العاملة, كيف ذلك؟
معروف أنّ فائض القيمة, وحسب المفهوم الماركسي, هو الفرق بين القيمة التي تنتجها الأيدي العاملة, وقيمة الأجر الذي تحصل عليه, وهذا الفرق, هو بالتحديد الربح.
فكلما زاد فائض القيمة زاد الربح, هذا يعني أنّ ارتفاع القيمة التي تنتجها الأيدي العاملة, وانخفاض الأجر الذي تحصل عليه, يعني زيادة ربح رب العمل أو صاحب شركة المقاولات.
لاحظ, أنّ هذا التقديم الماركسي لمفهوم الربح, يرفض ضمناً وجود الربح, ووجود الفرق بين القيمة التي ينتجها العامل والأجر الذي يحصل عليه, فهذا العرض لفائض القيمة, يفترض ضمناً, أنّ للعامل الحق في الحصول على أجر يعادل كامل القيمة التي ساهم في انتاجها, مما يلغي وجود الربح لرب العمل, وهذا لن يحصل إلّا حين تلغى الملكية الخاصة لوسائل الانتاج, وهذا هو جوهر المشروع الشيوعي.

• كيف يحقق رب العمل أعلى معدلات امتصاص لفائض القيمة (الربح)؟

1- خفض أجور العمّال.
ولكنْ أجور العمّال, لا يحددها رب العمل, بل تحددها قوى وتفاعلات السوق, فأجر العامل, هو معطاً موضوعيّاً وليس قراراً ذاتياً, والحد الأدني لأجر العامل, هو تكلفة حياته الأساسية الحيوانية (على افتراض غياب نقابة عمّالية نشطة وثورية), أي أنّ أجر العامل يعادل مجموع تكلفة الطعام والشراب واللباس والمسكن والمواصلات اللازمة للعمل, وهو ذلك الجزء, الذي يستعيده العامل من القيمة التي أنتجها, في حين يستحوذ رب العمل ويسرق باقي الأجزاء, وهذا الجزء, أو هذه التكلفة, أو الأجر الذي يعادل تكلفة الحياة الحيوانية الأساسية للعامل, هو تكلفة صيانة حياة العامل, ليعود في اليوم التالي للعمل+ تكلفة الحفاظ على طبقة العمال من خلال التكاثر وانتاج الذريّة, حيث ومن منظور رب العامل, لا يعامل العامل معاملة الانسان, بل معاملة الآلة أو الماكينة التي تنتج القيمة, والتي لا تحتاج إلّا إلى الصيانة البيولوجية, لتعود للعمل في اليوم التالي, مما يحرم العامل من حقه في التمتع بالحضارة التي ينتجها هو أساساً, ويحرم من التمتع بالحياة الاجتماعية والأخلاقية ناهيك عن التمتع بالفن والثقافة والموسيقى وغيره, بل هو محروم حتى من الراحة الجسدية الزائدة عن الحد الأدنى من حاجاته البيولوجية.
وبالتالي, فإنّ أجر العامل لا يدخل في حسابات التنافس بين أرباب العمل أو حيتان المقاولات, من حيث أنّه معطاً موضوعياً واحداً أمامهم جميعاً.
2- زيادة عدد ساعات العمل مع ثبات الأجر.
وهذا يسمح لرب العمل, بامتصاص فيوض قيمة أعلى, من خلال زيادة القيمة التي ينتجها العمّال بعد زيادة ساعات عملهم, مع تثبيت الأجر المستحق, ولكن, وبالأخص في صناعة البناء والعقار, هناك حد أعلى لساعات العمل في اليوم الواحد, لا يستطيع بعدها العامل, أن يقدم ولو دقيقة عمل واحدة, وهذا الحد, هو معدل الحد البيولوجي لقدرة مجموع أجسام العمال على تحمّل عدد معيّن من ساعات العمل الشاقة في يوم واحد.
زيادة عدد ساعات العمل مع ثبات الأجر, يمنح المقاول هامشاً لمنافسة المقاولين الآخرين في معدل الربح, ولكن هذا الهامش محدود بحدود قدرة جسد العمّال على التحمّل والبذل.
3- زيادة معدل انتاج القيمة مع ثبات عدد ساعات العمل, ومع ثبات الأجر.
يحدث هذا عن طريق زيادة انتاجية العمّال في الساعة الواحدة, وبافتراض أنّ آليّات وأدوات ووسائل البناء شبه واحدة في السوق الفلسطيني, فإنّ زيادة الانتاجية تحدث عن طريق عصر العمّال واستغلال أجسادهم للحد الأقصى, في مشهد يشبه مجازياً صورة العبد الذي يتحرّك من خلال ضرب السياط.

• كيف يحدث هذا؟
يصطفي صاحب العمل, أو مدير المشروع, من بين العمّال, أخبرهم وأكفأهم وأقدرهم على القيادة والتأثير, ثم يمنحهم امتيازات ومحفزات, أي يشتريهم ليخونوا طبقتهم, تسمّى هذه الفئة في اللغة السوقية الفلسطينية (معّلم البناء, أو مراقب العمّال), بالإضافة للوظائف الإدارية, من تقسيم أدوار وتوزيع موارد وأدوات, ينشط معلّم البناء للمحافظة على وضعه المميّز فوق طبقة العمّال وتحت أرباب العمل, من خلال الضغط على العمّال, وسلبهم إرادتهم, واعتصار أجسادهم لاستخراج أعلى معدلات الانتاجية, ليحقق رضاء سيّده رب العمل, ويمتّع نفسه ببعض الامتيازات والرشاوي, أطلق لينين على هذه الفئة اسم {ارستقراطيّة العمال}.

• خصائص هذه الفئة؟
1- ينتمي أعضاء هذه الفئة أساساً لطبقة العمّال, وبالتالي فهم الأقدر على فهم الخصائص الداخلية لهذه الطبقة والتعامل معها , وهم الأدرى بآليات سَوْق العمّال وسَوْسهم لما فيه مصلحة رب العمل.
2- تنشط هذه الفئة بجد حثيث لإرضاء رب العمل, والمحافظة على موقعها فوق الطبقة العاملة, من حيث إدراكها لوهن موقعها, وخطورة فقده في أيّة لحظة, ومن جهة أخرى, يدرك رب العمل هذه المعادلة, ويستغلها لحدها الأقصى.
3- تتكوّن هذه الفئة وتنشأ وترتاع على أساس خيانة طبقتها الأساس, طبقة العمّال, وتحافظ على تميّزها بإدامة هذه الخيانة ومضاعفتها.
4- تتميّز هذه الفئة بالكفاءة المهنية والإدارية المميزة لهم عن باقي العمّال.
5- تمتاز هذه الفئة بالتذبذب والنفاق وعدم الثبات والقلق, فدورها ونشاطها, يضاعف المسافة بينها وبين طبقتها الأساس طبقة العمّال, من خلال خفض أجور العمّال والتمتع بامتيزات خاصّة, كما يضاعف المسافة بينها وبين أرباب العمل, من خلال مضاعفة أرباح طبقة أرباب العمل, فكلما نشطت أرستقراطية العمّال أكثر, كلما وجدت نفسها معلقة وحيدة في الفراغ.

• الوظيفة الأساسية لهذه الفئة؟
مضاعفة انتاجية العمّال, من خلال استغلال أجسادهم للحد الأقصى, وسلبهم حقوقهم البسيطة, مثل حرمانهم من استراحة القهوة, أو تقليص فترة استراحة الغداء, ومساومتهم على التنازل عن حقوقهم, وأتعابهم, أو حقهم في التعويض للإصابة, أو حقهم للإجازة, الخ.



#علي_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة التناقض مع الكيان الصهيوني
- قراءة وكالة المخابرات المركزية للنظرية الفرنسية
- ملحق: شكل القيمة البسيط في تاريخ التبادل -الجدل الهيجلي في م ...
- ملحق عن الهوية الصورية والهوية الجدلية- الجدل الهيجلي في مؤل ...
- عرض وتعليق على رسالتي لينين عن الحب الحر.
- الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 8 - قصة نشوء النقد (1)
- على هامش رأس المال - 4 (قيمة البضاعة ليست في جسدها بل فيما ي ...
- ما هو الحساء البائس الذي رفضه لينين؟
- جدل الحريّة و الضرورة - 5
- جدل الحريّة و الضرورة - 4
- {كل ما هو معقول واقعي , كل ما هو واقعي معقول}
- جدل الحريّة و الضرورة - 3
- جدل الحريّة و الضرورة - 2
- جدل الحريّة والضرورة - 1
- عن الدولة في المرحلة الانتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية
- الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 7
- إيران واقتصاد الكازينو
- عولمة العسكرة
- الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 6
- نقد للعنصرية في معالجة الفرضية العنصرية - مراجعة لمقال عامر ...


المزيد.....




- لدعمه اليمين المتطرف.. ألمانيا تتهم إيلون ماسك بمحاولة التأث ...
- زعيم الاشتراكيين في ألمانيا ينتقد -تدخل- ماسك في المعركة الا ...
- تركيا.. الحزب الكردي يستعد لعقد لقاءات مع الأحزاب لنقل رسالة ...
- الراسمالية واللامساواة، و”ترنيمة عيد الميلاد”!
- لقاء مع  الشاعرعبدالله سليمان (مه شخه ل).(*)
- أوجلان مستعد للمساهمة في عملية السلام مع أنقرة
- عمال وعاملات  الخدمة في مدارس العراق بين الفقر والاستغلال.
- لماذا الحرب؟ حول الرسائل المتبادلة بين فرويد واينشتاين
- بين البغدادي والجولاني ، خطابين مختلفين شكلا ومتطابقين مضمون ...
- بعد دعوة أوجلان.. هل تنتهي الحرب بين تركيا و-العمال الكردستا ...


المزيد.....

- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي عامر - مراقب الورشة- أرستقراطيّة العمّال