حسن البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 5482 - 2017 / 4 / 5 - 23:06
المحور:
الادب والفن
الجمال
شعر: د. حسن البياتي
أعمقُ من زرقته خضرةُ عينيكِ !
أريد أن أراهْ،
أصيح : يا بحَـرْ !
أغوص في مداه،
أحسهُ، أشمهُ، أشرب موسيقاه،
أصيحُ : يا بحـر !
باركْ جبيني !
إنني منكَ إليكَ، سيدي البحـرْ !
لكنما رفــّاتُ هدبيكِ،
عبْرَ سكون الليلِ، في جدائل الشجرْ
تحجب عني موجه المنسابَ تحت شرفة القمر.
أريد أن أراه
لكنني، يا طفلة أبدع ما أبدعه الإلهْ،
أتيه في أحداقْ
يهيم في خضرتها القمر
والموجُ والجدائل الغافيةُ الأوراقْ
وألفُ ألفِ بيتِ شعرٍ ساحر الوتر...
وهبتهُ لمسحة الجمالِ أينما يكونْ-
في هدأة الطفل على ترنيمِ أمه الحنون،
في همسة العبيرِ،
في سقسقة العصفورِ، في حفيفْ
غصنٍ نديّ مسه النسيمُ، في رفيفْ
فراشةٍ زاهية الألوانِ، في خريرْ
ساقيةٍ فتيةٍ أنهكها السفرْ
فرقرقتْ دموعها فوق بساطٍ أخضرٍ وثيرْ
عند مشارف الجبلْ...
أجل، أجلْ !
سِيـّانِ، إنهُ الجمالُ حيثما يكونْ-
في زرقة السماءِ،
في لألأة النجومِ،
في ابتسامة الزهَرْ
أو في سواد الليل أوغِلالة السحر...
لكنّ مقلتيكِ، يا حنيــنْ
أسمى تراتيل الهوى في مهج البشر !
أحلى وأحلى... إنّ في خلودْ
هدبيهما حقيقة َالوجودْ
وحكمة َالقدرْ !
سيواسيتپُل ـ شبه جزيرة القرم 1/8/1961
#حسن_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟