|
نقد الفكر النجاري .. ونقد الفكر الشكرجي
محمد الحسيني إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 5482 - 2017 / 4 / 5 - 23:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نقد الفكر النجاري .. ونقد الفكر الشكرجي محمد الحسيني إسماعيل
لقد مضت فترة طويلة جدا على انقطاعي عن موقع الحوار المتمدن ، نظرا لانشغالي الشديد في تأسيس البرهان العلمي والفيزيائي الحاسم على " صحة الدين الإسلامي " ، والذي توّج ، بفضل الله تعالى وعلمه ، وتحقيقا لقوله تعالى ..
[عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) ] ( القرآن المجيد : العلق {96} : 5 ) بإصدر كتابي :
" الفصل الأخير من سيمفونية الوجود ، النظرية التوحيدية الكبرى " “The Last Chapter of the Symphony of Existence, the Super Unified Field Theory”
وهو كتاب صدر باللغة الإنجليزية عن دار النشر البريطانية " Author House " ، حيث تم ، في هذا الكتاب ، اكتشاف النظرية التوحيدية الكبرى ، وهو ما فشل في تحقيقه كل علماء العالم ، وعلى رأسهم عالم الفيزياء الأشهر ألبرت آينشتاين ، كما تم عرض الاكتشافات الجديدة والغريبة ، في هذا الكتاب ، والتي غيرت من نظرتنا للكون بشكل جذري إلى نظرة أخرى أكثر شمولا عن ذي قبل ، كما غيرت نظرتنا كذلك للفيزياء المعاصرة ، وجميع هذه الاكتشافات والنظريات الجديدة التي تم عرضها في الكتاب مستخرجة من القرآن العظيم [1] .
ونظرا لطول مدة انقطاعي عن " الحوار المتمدن " ، اعتقدت أن كاتب مثل " كامل النجار " قد يكون انقرض أو اندثر ، خصوصا بعد اكتشاف علماء الأعصاب الحيوية ( Neurobiology ) مركز الإيمان والتدين .. ووجود مكان الله ( عز وجل ) في المخ البشري ، حيث وجدوه في " الفص الصدغي الأيمن من المخ البشري ( the Temporal Lobe of the Brain ) " ، وشأن هذا المركز هو شأن المراكز العصبية الأخرى الموجودة في المخ البشري ، مثل مراكز السمع والابصار وغيرها من حواس الإنسان ، وهو ما يمثل " الفطرة الدينية " للإنسان ، وهذا يؤكد على أن " الإنسان متدين بالفطرة أو بطبعه " .
وقد فوجئت عند عودتي إلى موقع " الحوار المتمدن " ، بوجود " كامل النجار " مازال ينعق بما لا يسمع أو يفهم ، كما فوجئت بكم هائل من القراء يتتبعونه . كما فوجئت بكاتب آخر ، أكثر صخبا منه ، يدعى " ضياء الشكرجي " ينعق ، هو الآخر ، بما لا يفهم ، ويتبعه هو الآخر الملايين من القراء ، وهنا كانت حتمية الوقفة للرد عليهما لتبصير القراء ، المخدوعين بهما ، بحقيقة كتابات هذين الكاتبين ، وبيان إلى أي مدى تخبطهما ليس في فهم الدين فحسب .. بل أيضا في عدم فهم حقيقة وجود الإنسان .. وحقيقة مصيره .. وحقيقة الغايات من خلقه ..!!!
وبعد تصفحي لكتابتهما ، أدركت مدى ضحالة وسطحية ، بل وسذاجة ، أفكار ومحاور هذه الكتابات ، مما يسهل الرد عليهما ، وسوف يقتصر الرد على هذه الأفكار الحاكمة فقط للكاتبين .. كما سيكون الرد حاسما بإذن الله تعالى .
ويتلخص فكر " كامل النجار " حول رفض القرآن جملة وتفصيلا ، حيث لا يحوي ـ أي القرآن ـ أي إعجاز علمي أو رقمي على أي نحو . أما " ضياء الشكرجي " فهو كاتب تذبذب كثيرا بين الكفر والإيمان واعتقد أن ذروة الإيمان تتمثل في الكفر ، وسنأتي إلى هذه التفاصيل تباعا ..
********************
ونبدأ ؛ بفكر " كامل النجار " ؛ فـ " في مقال مطول له بعنوان " وأد الفكر الإسلامي " بمعنى دفن الفكر الإسلامي وإهالة التراب عليه ، يقول كامل النجار ..
[ ... ومحمد نفسه قد بدأ وأد العقل عندما منع أتباعه من استعمال عقولهم وسؤاله عن رسالته ومصدرها ، فقال لهم ( لا تسألوا عن أشياء إن تُبدى لكم تسؤكم ) . وقد عرف محمد أن التفكر فيما يقول يقود إلى الشك وبالتالي إلى زعزعة الإيمان ... ] (انتهى)
وهو المحور الأساسي لكتابات " كامل النجار " ، ويشمل هذا الفكر نقطتين أساسيتين ؛ الأولى أن الدين الإسلامي يرفض الأسئلة خوفا من فضح حقيقته ، والثانية أن الدين الإسلامي يرفض التفكير لأنه دين يفتقر إلى الفكر وبالتالي إلى العقل ، ونبدأ بالأولى التي ذكرها النجار .. وهي تأتي في سياق قوله تعالى :
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ (102) ] ( القرآن المجيد : المائدة {101} : 5 )
وشرح هذا الحديث يطول جدا ، ولكن اكتفي بما رواه الترمذي والدارقطني ، وأيضا .. عن أبي عياض عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ يا أيها الناس كتب عليكم الحج ] فقام رجل فقال : في كل عام يا رسول الله ..؟ فأعرض عنه ، ثم عاد فقال : في كل عام يا رسول الله ؟ فقال : ( ومن القائل ) ؟ قالوا : فلان ؛ قال : [ والذي نفسي بيده لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما أطقتموها ولو لم تطيقوها لكفرتم ] فأنزل الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ .. " .
وقيل أيضا أن المراد بكثرة المسائل .. السؤال عما لا يعني من أحوال الناس بحيث يؤدي ذلك إلى كشف عوراتهم والاطلاع على مساوئهم .
وبديهي لم تسال الصحابة عن رسالة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ومصدرها ، فهم يعرفون جيدا أن رسالته هي من رب العالمين ، وهي موحاة من الله عز وجل ، كما جاء في قوله تعالى ..
[ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ] ( القرآن المجيد : النجم {53} : 2 )
كما كانت مظاهر الوحي واضحة وجلية على محمد ( صلى الله عليه وسلم ) تجعل من الحاضرين ينتظرون منه آية قرآنية [2] .
أما الوقفة الثانية في الفكر النجاري ، فهي تتعلق بإنكار التفكير في الدين الإسلامي ، حيث يقول "النجار" : "إن التفكر يقود إلى الشك وبالتالي إلى زعزعة الإيمان ... ( أي بالدين الإسلامي ) " . فالواقع ؛ إن هذا هو عكس ما يدعو إليه الدين الإسلامي تماما .. فالقرآن المجيد يموج بطلب التفكير من الناس حتى لا يكون الإيمان بالدين الإسلامي مجرد عقيدة بلا فكر ، بل وطلب البرهان ، بجميع صوره ، في كل ما يجب أن يؤمن به الفرد ، بل وينزل الله ( سبحانه وتعالى ) البرهان اللازم والكافي على صحة الدين الإسلامي .. كما جاء في قوله تعالى ..
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) ] ( القرآن المجيد : النساء {4} : 174 )
وبديهي لن يتحقق البرهان إلا بالفكر ، ولهذا " حثّ " الله ( سبحانه وتعالى ) الناس على التفكير كما جاء في كثير من الآيات الكريمة .. منها ..
[ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) ] ( القرآن المجيد : البقرة {2} : 219 )
ويتوالى قوله تعالى : [ ... كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ] ( البقرة 2 : 266)
وفي قولــه تعالى ..
[ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ (50) ] ( القرآن المجيد : الأنعام {6} : 50 )
وهكذا ؛ يصبح التفكير طلب أساسي في الدين الإسلامي ، أو بمعنى أدق .. يصبح التفكير فريضة إسلامية ، ويمكن الرجوع إلى كتاباتي السابقة في هذا الموضوع [3] .
أما فيما يتعلق بإعجاز القرآن العلمي والرقمي ، فالمعروف أن معجزات القرآن الكريم لا تعد ولا تحصى ، فالقرآن الكريم كله من أول حرف فيه إلى آخر حرف معجز . ولذلك سوف أعرض لقضيتين هنا فقط ، باختصار شديد ، من قضايا القرآن ، الأولى فيزيائية .. والثانية رقمية .
ونبدأ بالأولى ؛ وهي تتعلق بالاستنساخ بالمعنى الحديث (Cloning ) كما جاء به القرآن المجيد .. حيث يقول المولى (عز وجل) ..
[ هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) ] ( القرآن المجيد : الجاثية {45} : 29 )
وقبل الدخول في معنى الآية الكريمة ، نشرح ، أولا ، وببساطة شديدة معنى الاستنساخ ، وكيف يتم .. ؟! فإذا كان المراد استنساخ بقرة مثلا ( وهو الذي حدث بالفعل ) ، فعلى العلماء الحصول على " خلية جذرية : Root Cell " من البقرة المراد نسخها ، على أن يتم وضع هذه الخلية الجذرية في رحم بقرة أخرى ، تعرف بالبقرة الحاضنة ، ليحدث الحمل .. وتبدأ الخلية في الانقسام والنمو كجنين عادي داخل رحم البقرة الحاضنة ، وبعد فترة الحمل الطبيعية ، تلد البقرة الحاضنة الجنين ولكن بجينات ( أو بمواصفات ) البقرة الأولى صاحبة الخلية الجذرية الأولى ..!!!
فهذا هو الاستنساخ ببساطة شديدة ، أي هو فعل إلهي في الأول والآخر ، حيث يقتصر دور الإنسان فقط على نقل الخلية الجذرية من البقرة المراد نسخها ووضعها في رحم بقرة أخرى ، لتسير عملية الحمل ونمو الجنين بشكل طبيعي (مقدر من الله سبحانه وتعالى ) ثم تلده البقرة الحاضنة بمواصفات الأولى صاحبة الخلية الجذرية ( أرجو أن تكون الصورة واضحة الآن .. وفي الإعادة إفادة ! ) . ويصفق الإنسان لنفسه ، ويعتقد إذا أصابه العمى ، أنه خلق البقرة الجديدة ..!!!
والآن ؛ إلى الآية الكريمة السابقة ؛ فيقول المفسر القديم ، كما جاء في تفسير القرطبي ( المتوفي . سنة 671 هـ / 1273 م ) : " أن المولى ـ عز وجل ـ يأمر بنسخ ما كنتم تعملون " .. ولما كان الاستنساخ بالمعنى الحديث ( the Cloning ) هو عمل من أعمال الإنسان أيضا فيمكننا أن نقول أن : "كتابنا " يمكن أن يشير إلى الكتاب الجيني للإنسان .. للأسباب التالية :
1. أن القول بـ " كتاب الجينوم : Human Genome : The Book of Life " ليس استعارة مجازية بل هي حقيقة بالمعنى الحرفي للكلمة ، فالجينوم والكتاب معلومات رقمية تتحدد حسب شفرة تحول رموز الأبجديات الصغيرة إلى قاموس كبير من المعاني . فنحن نطلق لفظ " الكتاب الجيني " على تركيبة الإنسان الوراثية المتعلقة بالجينات الوراثية .
2. أننا نستخدم كلمة : " نستنسخ " حديثا جدا في مجال الهندسة الوراثية والاستنساخ .. وهي كلمة واردة صريحة في النص القرآني .. فلماذا نهمل فهمها ..!!!
3. ثم نأتي إلى الخطوات العملية التي يقوم بها الإنسان لكي ينفذ عملية استنساخة للماشية .. كما جاءت في قوله تعالى .. عن حديثه عن فتنة الشيطان للإنسان ..
[ وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (120) أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121) وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً (122) ] ( القرآن المجيد : النساء {4} : 119 – 122 )
وكما نرى بوضوح لا تشوبه شائبة وجود النبوءة الخاصة بأبحاث الاستنساخ ، وأنها العملية سوف تتم باستخدام خلايا الأذن ( لاستخلاص الخلية الجذرية : Root Cell ) من الماشية ( الأنعام ) كما جاء في قول الشيطان للإنسان :
[ .. وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ .. ]
والآن إلى البحوث الحديثة .. لنرى ماذا يحدث في عمليات الاستنساخ .. أنظر : أعلنت جامعة كونكتيكت في 13 يونيو 1999 ، عن استنساخ أول عجل من الأبقار ويدعى " أيمي : Amy " ، وقد تم استنساخه من خلايا أذن الأم الواهبة ..!!! وحتى لا يلتبس الأمر على القاريء أعرض النص بلغته الأصلية .. أي باللغة الإنجليزية حتى لا تكون هناك فرصة للتأول على هذا التفسير ( أو التأويل ) :
************** UConn (University of Connecticut) Clones a Cow
Name of Cow: Amy Date of Birth: June 10, 1999 Time of Birth: 10:30 a.m. EDT Weight: 94 pounds Conceived by: Cloning
Researchers at the University of Connecticut s Kellogg Dairy Center in Storrs announced this week the birth of the first calf cloned from an adult cow. Amy, a 94-pound Holstein heifer, is also among the first cloned animals in the world to be created using non-reproductive cells from an adult, distinguishing her from the famous sheep, Dolly, cloned by Scottish scientists two years ago. Amy was created using Ear Cells from her genetic mother, a 14-year-old cow named Aspen. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. Because the cells used to clone Amy were obtained so easily, via a simple ear biopsy, ( استئصال نسيج من الجسد الحي ودراسته مجهريا ) the potential is also great for production of uniform animals from which important medical compounds, such as proteins´-or-even transplantable tissues, might be derived.
ويوجد روابط كثيرة على الإنترنت تتحدث عن الاستنساخ ، لمن يريد مزيد من التفاصيل . وكما نرى فإن أنسب ترجمة ( إلى اللغة الإنجليزية ) لمعنى كلمة : " وليبتكن " الواردة في النص القرآني .. هي : " ear biopsy " بدلا من الترجمة الشائعة : "slit the ear " التي توجد في المصاحف المترجمة إلى اللغة الإنجليزية ، ومعناها إحداث شق طولي بالأذن .. في مقابل كلمة " يبتكن " .
**************
وتبقى إشارة صغيرة إلى قول الشيطان [ وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ .. ] ، أي هي أماني يخدع بها الشيطان .. الإنسان في بحوثه التي يسعى بها نحو الخلود .. كما جاء في قوله تعالى ..
[ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) ] ( القرآن المجيد : الشعراء {26} : 128 – 129 )
ولن أخوض في التفسير ، ولكن أشير فقط إلى الكلمة الحديثة " مصانع " ، مثل مصانع الأدوية التي تحوي مراكز بحثية لبحوث إطالة أعمار الإنسان ..!!! فهل كانت البشرية تبني هذه المصانع منذ أكثر من 1300 سنة .. لهذا الغرض ، حيث كان العالم بلا حضارة علمية تقريبا ..!!! ولكن الإشارة هنا فقط لبيان " نضارة النص القرآني " ، باستخدام كلمة " مصانع " ، وهي من معجزات القرآن المجيد ، ألذي لم تتغير كلماته منذ أكثر من 1300 سنة ...!!!
وتبقى كلمة أخيرة عن مستقبل هذه الأبحاث التي سوف تبوء بالفشل .. لقوله تعالى ..
[ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ] ( القرآن المجيد : التين {95} : 4 )
.. أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ .. أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ .. فهل تنبه الإنسان إلى أن أي تحرك من القمة سوف ينتهي به إلى القاع ..؟! وأتمنى أن يكون في هذا الكفاية ..
****************
أما المعجزة الرقمية .. فلن أطيل فيها ، وبلا " فهلوة " كما يقول بهذا كامل النجار ..!!! ، ونبدأ بما ورد في القرآن المجيد ، في قوله تعالى ، في سورة الكهف عن أصحاب الكهف :
[ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) ] ( القرآن المجيد : الكهف {18} : 25 )
ففي تفسير الآية الكريمة عند أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلثمائة سنة شمسية ، والتفاوت بين السنة الشمسية والسنة القمرية في كل " مائة سنة " ثلاث سنين فيكون الإجمالي تسع سنين في المدة بحساب العرب ، أي (309 ) سنة .. فلذلك [ وَازْدَادُوا تِسْعًا ] ..
ولم يكن العرب أهل علم بالحساب ولم يكونوا يعرفون كيف يحسبون السنين الميلادية والهجرية ، أي باختلاف سني الشمس والقمر؛ ولذلك ذكر الفرق في القرآن وازدادوا تسعا ليبين لهم الفرق بين التقويم المستخدم في عهد أهل الكهف وهو تقويم شمسي والتقويم القمري المستخدم عند العرب . ولنا وقفة هنا للمراجعة ، وبلا فهلوة يا نجار ، حيث سيتم المراجعة والحساب على النحو التالي :
عدد أيام السنة الميلادية × 300 = عدد أيام 309 سنة قمرية أو : عدد أيام السنة القمرية × 309 = عدد أيام 300 سنة ميلادية
عدد أيام السنة الميلادية :
السنة الميلادية تتألف من 12 شهرًا ، وهي سنة شمسية بمعنى أنها تمثل دورة كاملة للشمس في منازلها ، ومدتها (365.2425) يومًا ، ولذلك فالسنة الميلادية 365 يومًا في السنة البسيطة .. و366 في السنة الكبيسة .
عدد أيام السنة الهجريّة :
تتكوّن السّنة الهجريّة من 12 شهراً ، ويكون طول السّنة الهجريّة الوسطيّة 354 يوماً و8 ساعات و48 دقيقة و 36.6 ثانية ، وطول الشّهر القمريّ الوسطى 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة و2.87 ثانية . ويتمّ تقريب هذه الأرقام لتكون أسهل للحساب فتُصبح 354 يوماً في السّنة العاديّة ، و355 يوماً في السّنة الكبيسة.
ونبدأ الحسابات :
أولا بحساب السنة القمرية العادية : 354 × 309 = 109386 ÷ 365.2425 = 299.488 سنة ميلادية ثانيا بحساب السنة القمرية الكبيسة : 355 × 309 = 109695 ÷ 365.2425 = 300.3347 سنة ميلادية
أي في المتوسط ؛ أن ( 309 ) سنة قمرية تساوي ( 300 ) سنة شمسية . ومن يريد مزيد من الدقة الحسابية ، عليه أخذ السنوات الكبيسة والبسيطة في الاعتبار ، وليس هذا فحسب ، بل عليه أخذ أيضا ، طول اليوم الشمسي عند الحدث [4] ، ولكن في الدقة المذكورة الكفاية .
والسؤال الآن للاخ " النجار" ، هل كان أهل الكتاب أيام النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يعلموا أن عدد أيام السنة الشمسية = (365.2425) يوما ؟!! ، والعرب يعلموا أن طول الشّهر القمريّ الوسطى 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة و2.87 ثانية ؟!!
أما فيما يتعلق بعدد كلمات القرآن المجيد في سورة الكهف ؛ التي تبين أن عدد السنين التي لبثوها الفتية نائمين في الكهف .. هي 309 سنة قمرية أو 300 سنة شمسية ، تقع بين " لبثين " ، كما جاء في قوله تعالى ..
[ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) .. .. .. (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) ] ( القرآن المجيد : الكهف {18} : 25 )
فإذا عددت عدد كلمات القرآن من أول كلمة لبثوا الأولى إلى كلمة لبثوا الثانية .. ستجدها (309) بالضبط ، حسب التقويم القمري ( أو الهجري ) ، أما عند كلمة " مائة " ستجد أن عدد الكلمات هي (300) بالضبط في مقابل عدد السنين الميلادية التي لبثوها الفتية في الكهف .
والآن ؛ إذا كان " كامل النجار " لا يعلم كيفية عَدْ كلمات القرآن على أساس الرسم الأول لنزول القرآن [5] ، فكان يجب عليه التمهل في الحكم حتى يتم دراسة الموضوع بإتقان ، فالأحكام لا يجب أن تطلق جزافا على هذا النحو . أما إن كان يعلم طريقة العد ؛ فإنه يقوم بالكذب حتى ينتهي إلى ما يريد ، أي إثبات عدم وجود إعجاز رقمي بين عدد سنين بقاء نوم الفتية في الكهف ، وبين عدد الكلمات الحاضنة بين كلمتي ، لبثوا ، لهذه المدة .
وأخيرا ؛ أحيل " كامل النجار " لموقع الأخ الفاضل " عبد الدائم الكحيل " الذي يعطي خمس طرق مختلفة لحساب هذه المدة من حساب عدد كلمات القرآن التي تشير إلى هذه القصة .
ويبقى تساؤل آخير : هل بهذا النقد السابق نكون قد أنهينا كل ما يتعلق بالفكر النجاري ..؟! بديهي .. لا !! فقد بقي الخلط الواضح للنجار بين مكارم الأخلاق التي يدعو إليها الدين الإسلامي .. وبين سلوك المسلمين العاصين ( أمثال النجار نفسه ) ..!!! فالإسلام يموج بمكارم الأخلاق ، وبعثة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) كانت لاتمام مكارم الأخلاق ، كما حدثنا بهذا صلى الله عليه وسلم فقال :
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
أما سلوك العصاة من المسلمين .. فالإسلام منهم بريء .. ولا علاقة لهم بمكارم أخلاق الدين الإسلامي ..!!
ويبقى تعليق أخير على السطحية البالغة .. بل وبالسذاجة المفرطة ، وعدم الدقة في المعلومات التي يعرضها النجار لنقد القرآن المجيد .. والدين الإسلامي ..!!! أقول له : بضلالك هذا ، تكون قد سقطت في براثن الشيطان .. وأصبحت من عبدته بدون أن تدري ..!! كما جاء في قوله تعالى ..
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64) ( القرآن المجيد : يس {36} : 60 - 64 )
فهل تنبهت ، يا نجّار ، إلى قوله تعالى .. أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ .. أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ..
ولعل وعسى أن يتنبه النجار .. إلى قول المولى (عز وجل ) للبشرية ومن بينها أمثاله .. ويتوب توبة نصوحة من قبل أن يدركه الموت .. حتى لا يكون من أصحاب النار التي يتهكم عليها في الوقت الحاضر .. كما جاء في قوله تعالى ..
إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون (8) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) ( القرآن المجيد : يونس {10} : 7 - 9 )
وتبقى كلمة أخيرة عن قوله تعالى .. [ .. يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ .. ] ، فمن واقع خبرتي المحدودة ، ما من شخص أقبل على الله بنية صادقة في البحث عنه ( وهو مؤمن بوجوده ) .. إلا هداه الله إليه .. بل واعطاه ما يكفي من الأدلة والبراهين التي تؤكد على صدق الدين الإسلامي .. واطمئنان نفسه إليه ..
****************************
وننتقل الآن إلى " ضياء الشكرجي " فهو كاتب ، تذبذب كثيرا بين الكفر والإيمان ، وانتهى به الحال إلى أن ذروة الإيمان تتمثل في الكفر بالدين ، حيث يقول ..
" عندما حسمت كفري بالإسلام في نهاية نفس العام ، وتبنيت عقيدة التنزيه أو ( لاهوت التنزيه )، إذ نزهت الله عن الإسلام وعن كل الأديان ، استكمالا لإيماني ، حيث رأيت أن ذروة الإيمان في الكفر، أي أن ذروة الإيمان بالله في الكفر بالدين " (انتهى)
تعليق الكاتب : يا عيني على الفلسفة ..!!! ذروة الإيمان هي الكفر بالدين ..!!!
وبناءا على رؤية الشكرجي ؛ فإن الإسلام لا ينزه الله ( سبحانه وتعالى ) التنزيه الكافي ، ولهذا رفض الإسلام ، واعتنق عقيدة جديدة تعرف باسم : " عقيدة التنزيه أو لاهوت التنزيه " ، أي لا بأس من وجود الله ( أي الخالق المطلق سبحانه وتعالى ) ، ولكن لا علاقة له .. لا بمخلوقاته .. ولا بالدين ..!!! أي هو يعتقد في وجود " إله " تاه في الأكوان اللانهائية .. بعد أن تاهت منه مخلوقاته ..!!! وبديهي هذا يمثل قمة الكفر ..!!! وليس في هذا بدعة أو افتراء .. بل نحن نكفر من يكفره الله ورسوله .. كما سنرى .. ولا مجاملة في هذا .
أما عن تنزيه الله (سبحانه وتعالى ) ، في الدين الإسلامي .. فالقرآن المجيد يموج بالتنزيه ، وربما سورة الإخلاص هي خير ما يمثل التنزيه المطلق لله سبحانه وتعالى .. كما جاء في قوله تعالى ..
[ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ] ( القرآن المجيد : الإخلاص {112} : 1 - 4 )
كما يرفض " ضياء الشكرجي " القرآن المجيد ، من منظور آخر ، واعتباره كتابا بشريا ( من تأليف محمد ، صلى الله عليه وسلم ) ، وليس وحيا .. لأن النص القرآني يفتقر إلى التنقيح ، وما كان مفتقرا إلى التنقيح ، يمتنع أن يكون وحيا إلهيا . ويعطينا الشكرجي تنقيحا جديدا لسورة الفاتحة ..!!! حيث ينشر هذا الضال المضل ، مقالة مطولة تحت اسم " تنقيح سورة الفاتحة دليل على بشريتها " ، وهاك النص للفاتحة المنقحة، أو بديل الفاتحة التنزيهي كما يقترحها :
« الحمدُ، كُلُّ الحمدِ وَأَتَمُّهُ للهِ، وَللهِ وَحدَهُ رَبِّ العالَمينَ، المُتَنَزِّهِ عِن كُلِّ دينٍ، المُجازي كُلَّ نَفسٍ بِالقِسطِ التّامِّ اليَقينِ المُبينِ، الرَّحمانِ الرَّحيمِ. إِياكَ وَحدَكَ أَعبُدُ رَبِّ وَإِيّاكَ أَستَعينُ، اهدِنا إِلى سِراطٍ مُّستَقيمٍ، مِمَّا اهتَدى إِلَيهِ مِنَ الَّذينَ مَنَنتَ عَلَيهِم بِحُبِّكَ لِمَا استَقاموا وَكانوا صالِحينَ، فَجَعَلتَهُم مِنَ المُقَرَّبينَ، غَيرِ الَّذينَ استَحَقّوا سَخَطَكَ لِما طَغَوا وَّكانوا ظالِمينَ، وَلَا الَّذينَ قَصُرَت بِهِمُ السُّبُلُ أَن يَّكونوا مُهتَدينَ »
ويضيف قائلا : هذا كان نموذجا واحدا ، وهو ليس بأبرز نموذج ، على افتقار النص القرآني إلى التنقيح ، وما كان مفتقرا إلى التنقيح ، يمتنع أن يكون وحيا إلهيا .
وكما نرى من هذا العرض ؛ هي إضافات تليق بنوع من التفسير للفاتحة ، مثل مئات وربما آلاف التفاسير الموجودة لسورة الفاتحة . وهي ليست تنقيحا أو إضافات لاستكمال معاني . وبديهي مثل هذه الإضافات تتعارض مع إحكام ألفاظ القرآن .. كما جاء في قوله تعالى ..
[ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) ] ( القرآن المجيد : هود {11} : 1 )
ولهذا قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن بعثته :
( أعطيت جوامع الكلم ، .. ) ( مسلم / عن أبي هريره ـ رضى الله عنه ) .
وهذا من مظاهر عظمة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودلائل نبوته أنه صاحب الحكمة البالغة ، والكلمة الصادقة ، واللسان المبين ، وقد فضله الله ـ عز وجل ـ على غيره من الأنبياء ـ عليهم السلام ـ بأن أعطاه جوامع الكلم ، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتكلم بالكلام الموجز ، القليل اللفظ الكثير المعاني ، وهو ما يسره الله له من البلاغة والفصاحة ، وبدائع الحكم ومحاسن العبارات .
كما يقع تنقيح الشكرجي .. تحت طائلة قوله تعالى ..
[ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) ] ( القرآن المجيد : فصلت {41} : 26 )
واللغو .. يعني تخليط القول .. بين قول البشر وبين قول الله (عز وجل) .. فقد كانت قريش تأمر مشركيها بعدم سماع القرآن وتخليط القول ، حتى لا تفهمه العامة ..!!!
كما اعتقد ، هذا الشكرجي ، أن عقله تجاوز كل ما ورد ذكره في القرآن المجيد عن العلم ، وأن القرآن المجيد ليس عقلانيا بالقدر الكافي ، بل ويرفض القرآن تحكيم العقل فيه ، وبالتالي ينتهي إلى بشرية القرآن المجيد ، وأنه ليس بوحيا من الله سبحانه وتعالى .
ونقول لهذا التائه الضال المضل .. الذي يدّعي أنه يحتكم إلى العقل وبالتالي يرفض الدين الإسلامي لأن الدين الإسلامي يفتقر إلى العقل ..!!! وبديهي هذا هو الجهل بعينه ..!!! نقول له إن الدين الإسلامي مبني على العقل والمنطق الرياضي .. بل والفيزيائي إلى أبعد الحدود ، ويمكنك الرجوع إلى كتابي السابق الإشارة إليه للتأكد من هذه المعاني [1] ، بل ويدْعو الدين الإسلامي إلى العقل بأبعد معانيه ، حيث يقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) ..
" إِنَّمَا يُدْرَكُ الْخَيْرُ كُلُّهُ بِالْعَقْلِ ، وَ لَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ " وفي قول آخر : " قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَقْلَ لَهُ " .
وقد ورد العقل ومشتقاته في القرآن المجيد في ( 49 ) موقعا ، ونكتفي بسرد الأمثلة الأربعة التالية ، بدون شرح ، كما جاء في قوله تعالى ..
[ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22) ] ( القرآن المجيد : الأنفال {8} : 22 )
[ قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (16) ] ( القرآن المجيد : يونس {10} : 16 )
[ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) ] ( القرآن المجيد : النحل {16} : 12 )
[ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) ] ( القرآن المجيد : الملك {67} : 10 - 11 )
وفي المقابل يعترف " ضياء الشكرجي " ، صراحة أنه لا يستطيع الحكم على صحة الدين أو خطئه لأن هذا الحكم يستغرق منه عدة حيوات من الدراسة المتصلة ، وليس حياة واحدة تكفي لكي يصل إلى الحقيقة المطلقة .. أو الحكم على حقيقة الدين ..!!!
وأقول له .. إذا كنت ، يا أخي في الإنسانية ، قد اعترفت بأنك لا تستطيع بإمكانياتك العقلية المحدودة الحكم على صحة أو خطأ الدين ، فكيف جزمت بأن الدين الإسلامي خطأ ويحتاج إلى تنقيح .. هذا من جانب ، ومن جانب آخر لماذا لا تستمع لمن فتح الله عليه بالوصول إلى الحقيقة المطلقة [3 ، 6] ، ليأخذ بيديك إلى الهداية وطريق الصلاح ..
وبديهي لرفض الشكرجي .. " لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) وسنته ، ورفضه للقرآن لن يعترف بأركان الإسلام الخمسة .. أي : " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً " .
وبالتالي فهو كافر بحكم القرآن ، ولن يجدي معه الإيمان بهذا الإله المتنزه ، بديهي لأنه ليس الله عز وجل ، لأنه إله تنزه عن كل شيء حتى عن مخلوقاته ..!!! ويكفي عرض حكم تارك الصلاة بأدلة من القرآن والسنة ، ليتأكد هذا الشكرجي من كفره ، لمجرد تركه للصلاة ، بغض النظر عن إيمانه بهذا الإله المتنزه !! فما بال من يكفر بكل ما جاء به محمد ( صلى الله عليه وسلم) على نحو كلي ، ربما هذا تنبيه له .. عسى أن يدرك نفسه قبل فوات الأوان .. وقبل أن يدركه الموت ..!!!
فقد وردت الآيات القرآنية تترى في تعظيم قدر الصلاة ، وبيان شديد إثم تاركها أو المتهاون بها .. ونكتفي بالمثالين التاليين فقط .. فقال تعالى :
[ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) ] ( القرآن المجيد : مريم {19} : 59 )
[ ( فسوف يلقون غيا ) هو واد في جهنم يقعون فيه ]
[ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) ] ( القرآن المجيد : المدثر {74} : 42 - 43 )
[ وسقر : هي جهنم ]
وقد جاءت أحاديثُ عدة ٌ عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أخبر فيها عن عظيم الذنب الذي يتلبس به تارك الصلاة ، أو المتهاون بها ، أو المتخاذل عنها : عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة " رواه مسلم (82 ) / وعن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " رواه الترمذي (2623 )
ونخلص من هذا النقد أن المشكلة تقبع في جهل كلٍ من : كامل النجار ، و ضياء الشكرجي .. بكل ما ورد في القرآن المجيد والدين الإسلامي .. وضعف المعلومات والسطحية الشديدة ، بل والسذاجة الشديدة أيضا ، في تناولهم لمثل هذه الموضوعات .. فضلوا وأضلوا ( الأتباع ) .. لتأتي النتيجة في قوله تعالى ..
[ .. .. وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) ] ( القرآن المجيد : البقرة {2} : 165 - 167 )
والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد ..
****************
هوامش المقالة :
[1] وهو كتاب صادر باللغة الإنجليزية عن دار النشر "Author House" بإنجلترا ، ويوجد تقديم كامل لهذا الكتاب على مواقع عالمية كثيرة منها المواقع التالية :
/http://slideplayer.com/slide/6277813
http://slidegur.com/doc/102453/the-last-chapter-of-the-symphony-of-existence
https://www.kobo.com/us/tr/ebook/the-last-chapter-of-the-symphony-of-existence
https://search.yahoo.com/yhs/search?hspart=adk&hsimp=yhs-adk_sbnt&p=the+last+Chapter+of+Symphony+of+Existence&type=st_appfocus5_cr¶m1=20170307¶m2=6452fe5f-79a0-436a-aa54-d292c38d0fc4¶m3=speedtest_2.2~EG~appfocus5¶m4=googledisplay-bb8~Chrome~the+last+Chapter+of+Symphony+of+Existence
وقد قمت في هذا الكتاب باستكمال ما فشل فيه علماء العالم ، وعلى رأسهم عالم الفيزياء الأشهر " ألبرت آينشتاين " . ويقول الموقع التالي :
http://www.biblebelievers.org.au/einstein.htm
يكاد يتفق كثيرا من علماء الغرب على أن ألبرت أينشتاين (1879 – 1955 م ) : الذي يتم وصفه بأنه "العبقرية النادرة" ، والذي غير مجال الفيزياء النظرية تغييرا جذريا ، هو منتحل وسارق لأفكار غيره وقد بنى شهرته باستخدام تقنية تعرف باسم : " الكذبة التي تتكرر كثيرا = الحقيقة " . ليصبح آينشتاين ، بكذب الإعلام الصهيوني ، صنما للشباب ، كما أصبح اسمه بالذات مرادفا لكلمة " العبقرية " ..!!!
[2] روت السيدة عائشة أن الحارث بن هشام سأل الرسول صلّى الله عليه وسلّم عن الكيفية التي يأتيه الوحي بها فقال : يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي ، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال ، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول ، قالت عائشة : ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا . "
[3] على سبيل المثال ؛ أنظر الفصل العاشر : " الإسلام والعلم في مواجهة الإلحاد ، والعالمانية ، والجهل بمعنى الدين " ، من مرجع الكاتب : " الإرهاب والإلحاد ـ الحروب الصليبية المعاصرة لتاسيس عبادة الشيطان ـ محاولة إعادة الوعي الديني الحق للبشرية " ، لنفس المؤلف ، يطلب من مكتبة وهبة .
[4] لابد من العلم بأن أطوال الأيام تختلف على مدار السنة ؛ فعلى سبيل المثال : [ طول يوم الأحد 26 مارس 2017 = 24 ساعة + 1.83 مللي ثانية ] ، [ طول يوم الإثنين 27 مارس 2017 = 24 ساعة + 1.93 مللي ثانية ] .. .. [ وطول يوم الجمعة 3 نوفمبر 2017 = 24 ساعة + 2.04 مللي ثانية ] ، وهكذا ؛ فأطوال الأيام تختلف باختلاف الأيام على مدار السنة ، كما تختلف أيضا باختلاف السنة .
[5] قواعد حساب عدد كلمات النص القرآني ، تكون على أساس الرسم الأول للقرآن أي من دون همزة أو علامات تشكيل وإعراب... واو العطف كلمة مستقلة ، فعلى سبيل المثال نذكر جانب من قصة أصحاب الكهف ، في صورة الرسم الأول للقرآن كالتالي : ام حسبت ان اصحب الكهف و الرقيم كانوا من ايتنا عجبا اذ اوي الفتيه الي الكهف فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمه و هيي لنا من امرنا رشدا فضربنا علي اذانهم في الكهف سنين عددا
[6] مرجع الكاتب : " الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " ، لنفس المؤلف . يطلب من مكتبة وهبة . ملحوظة : هذا الكتاب عليه موافقة الأزهر ــ مجمع البحوث الإسلامية للتأليف والترجمة .
#محمد_الحسيني_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإرهاب والإلحاد .. الحروب الصليبية المعاصرة لتأسيس وترسيخ ع
...
-
الإرهاب الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية وا
...
-
الإرهاب الكتابي .. وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية
...
-
الإلحاد .. للخروج من المأزق
-
هل حان الوقت لتطبيق الشريعة .. لإنقاذ المجتمع المصري ..؟!
-
لماذا تأخرت البشرية كل هذا الوقت في حسم - القضية الدينية - ح
...
-
كارثة صفقات الأسلحة الفاسدة / وتجريد الدول العربية من كل نظم
...
-
والتاريخ خير شاهد : إبادة شعوب العالم الإسلامي في الأندلس ..
...
-
شعوب العالم الإسلامي .. شعوب الهلاك
-
والإله خروف بسبعة قرون ..
-
كيف أمسك الإنسان ب ( الإله ) .. وصارعه حتى الفجر ..!!
-
الزعيم جمال عبد الناصر / شهادة للتاريخ
-
الرد على تعليق : الأكوان الموازية / نهاية حياة الإنسان .. ور
...
-
الأكوان الموازية : نهاية حياة الإنسان .. ورحلته مع الموت
-
في مسألة الاعتداءات المتكررة لإسرائيل على الحدود المصرية وقت
...
-
هل هيكل سليمان .. هو المسجد الأقصى ..؟!!!
-
لماذا الاعتقاد في الديانات الخرافية
-
وهرب الفيلسوف المصري د. مراد وهبه من المواجهة
-
على هامش الرد على وفاء سلطان .. ولماذا الديانة المسيحية ؟!
-
ورسالة إلى حكماء بني إسرائيل .. هذا إن كان فيهم حكماء ..!!!
المزيد.....
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|