أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حمك - أي إله أنت ؟!....وأي فريق منك مسنود ؟!














المزيد.....

أي إله أنت ؟!....وأي فريق منك مسنود ؟!


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5482 - 2017 / 4 / 5 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحياة صراع بين العدل والغبن, والإنصاف والظلم, وبين الطغاة والأخيار.... ولكل منهم طريقته لخوض غمار هذا الصراع الأزلي .
المنصفون الخيِّرون لا يحكمون إلا بالقسط والعدل, ولا يجادلون إلا بلغة اللطف والوداعة وبالتي هي أحسن.
غير أن للطغاة والجبابرة أسلوبٌ آخر . فهم لا يرون في الفتك والبطش والتعسف إلا السبل الكفيلة لتحقيق مآربهم الدنيئة, وبالتخفي تحت زى الإله. فاكتسبوا القداسة ، و يُعلون بها فوق الحق, ويدنسونه بالدهس والرفس, مع الحصانة بعدم جواز محاسبة سلطتهم المطلقة.
كم من المجازر ترتكب باسمك أيها الإله.... وكم من التناقضات الصاخبة بين أقوالهم و أفعالهم بعد الترجمة !!!!.
وكم من الأرواح لامستها التعاسة , وجرحها البؤس جراء ثنائيات باطلة كهفية المنشأ (المؤمن والكافر- الخطيئة والفضيلة - الحاكم والمحكوم - النبيل والعبد .....!!!).
كم من دماءٍ بريئةٍ أُريقت تحت شعارات دينية !! وكم من مستبد شارك في تدمير الأرض والطبيعة تحت شعارات وطنية !!!.
وكم من متعطش للسلطة سطع نجمه بإعدام الآلاف , وتجويع الملايين واعتقالهم بوصفهم أعداء للدولة .
وكم من المعترضين على الفساد والكذب أُبيدوا في غياهب السجون , وقُتلوا بتهمة المساس بالذات المقدسة للزعيم الأوحد , أو القائد المتخفي تحت ردائك أيها الرب .
فلأن الدين يخدم السياسة, الإمام ورجل الدين يكون طوع أمر القائد الذي يستخدم يديه المقدستين وسيلةً لتحقيق أهدافه بقلب الحقائق أو إخفائها.
فكم من داعيةٍ فعَّل الخطاب الديني وفق توجهات ضيقة تنتهك حرمة الفكر , ووضع القيود على العقل تمهيداً لإطلاق يديه المتعطشتين للدماء وتبرير حروبه الكارثية تخوِّله لإحراز مواقع بارزة , أو تحقيق مآربه الشخصية .
طغاة جائرون باسم التنمية وتطهير البلاد تسببوا في إزهاق أرواح الملايين ممن تعالت أصواتهم المناوئة لحكمهم, وجاهروا بمعارضة مبادئهم الهدامة.
وكم من بلاد مزقتها الحروب والمجاعات لتحقيق حلم مريض لغول لم يجن النتائج المرجوة التي يتوخاه .
أرأيتم من أحاط به الحزن واستعبده الألم لا لسبب سوى أنه عجز عن إجبار الشمس للشروق من المغرب, أو امتلاك القمر، ومنع الكائنات من الموت ؟!! إنه الملك (جايوس )الذي حكم روما من سنة (37 حتى 41 للميلاد ) الملقب بالحذاء الروماني للسخرية منه .
والأشد غرابةً منه الذي راوده جنون حلم لبناء روما من جديد , إنه الطاغي الذي ما غاب عن ذهنكم ولن يغيب , نيرون وحريقه الشهير سنة (64 ميلادية) . التهمت نيرانه عشرة أحياء – لمدة أسبوع – من أصل الأربعة عشر حياً.
لم يتحمل كراهية الشعب له ، كما وِزْرَ طغيانه ، وما اقترفت يداه فمات منتحراً سنة (68 للميلاد ) .
ولِمَ الدهشة , وذهابنا إلى سحيق التاريخ ؟
فإذا نجت أربعة أحياء لروما من الحرق فان كل مدن وقصبات بلداننا تحترق , حتى التي سلمت من لهيب النيران امتدت إليها يد القتل والتعذيب والبطش وأسوأ الجرائم .
أ نيرون وحده الطاغي ؟! ... أو جايوس ....؟!.
أ روما وحدها هي التي أنجبت جبابرةً
فكل بلدان الشرق فرَّخت جبابرةً صغاراً , أما الدول الغربية فولًّدت أكبر الطغاة , وأعتى الغاشمين , وأعظم الباغين .
صغارُ مستبدينا مدوا يد المساعدة لكبار الطغاة في الغرب فشاركوا جميعاً في إشعال حريق بلداننا وألسنة نيرانهم تطحن الجثث كمعدة هتلر المدللة وهي تلتهم لاهثةً ما طاب ولذ من طبقه الشهي المفضل ( فراخ الحمام المحشو باللسان والكبد والفستق ) .
ما أتعس أوطاننا التي تركت البناء والنمو والإبداع ، فأُغرمت بهوس التقليد , وأبت إلا أن تقلد روما وحدها في حرق أخضرها قبل يابسها , وطحن أجساد أبنائها دقيقاً قبل الحبوب , وتلويث سمائها قبل ثراها المعطر برائحة اخضرارها المنعش .
الجميع في المشرق والمغرب يدَّعون : إن الله معهم ، ولا يقدمون على قتل طفلٍ , أو سبي امرأةٍ ، أو هدم منزلٍ ، أو تدمير مدينةٍ إلا بأمر منك أيها الرب.
أي إله أنت ؟!.. ومع من أنت ؟!! وبجانب أي فريق تقف ؟!! بل أي طرف منك مسنود ؟!!.



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راية أعاد النبض للقلب ، والروح للجسد
- فلنحرق بلهيبِ نارِ نوروزَ ضغائنَ القلوبِ ، وويلاتِ التشرزمِ
- التبعية الخارجية ، وسلطة العقل الجمعي تكبل قدراتنا الإبداعية
- و كأنه يتقصد ألا يخذل جبران خليل جبران
- إلى عشاق ليس لحبهم عيد
- ترامب جنون زمن مضطرب
- دفن اليراع ، و علا صوت الصمصام


المزيد.....




- أمريكا تعلن عن مساعدات إلى لبنان بقيمة 157 مليون دولار
- ترامب يقول إن على إسرائيل -ضرب- المنشآت النووية الإيرانية
- -حزب الله- يكشف حقيقة صور طلبها نتنياهو وكلفت إسرائيل عشرات ...
- السفير الروسي لدى واشنطن يؤكد عدم جدوى إرسال الأسلحة الغربية ...
- مسيرات في عمّان تضامنا مع فلسطين ولبنان
- -بلومبيرغ-: البنتاغون سينفق 1.2 مليار دولار لتجديد مخزون الأ ...
- اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن نفقات ا ...
- باسيل يحدد -سبيلا- لـ-انتصار- حزب الله ويؤكد أن المشكلة ليس ...
- غارات إسرائيلية عقب إنذارات جديدة لسكان الضاحية الجنوبية في ...
- فيلتمان للحرة: يجب أن يكون اغتيال نصر الله دافعا لتوحيد اللب ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف حمك - أي إله أنت ؟!....وأي فريق منك مسنود ؟!