أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو المصري - أختي أميرة والمرتدة مريم!














المزيد.....


أختي أميرة والمرتدة مريم!


عمرو المصري

الحوار المتمدن-العدد: 5482 - 2017 / 4 / 5 - 00:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قصة مريم يحيى إبراهيم إسحاق التي حكم عليها بالإعدام في السودان بتهمة الردة عن الإسلام واعتناق المسيحية، جعلتني أتوقف عندها كثيرا، وأقارن بين قصتها وقصة ما حدث في مدينة الأقصر لفتاة مسيحية يزعم اعتناقها للإسلام تسمى أميرة جرجس خليل.

أميرة تبلغ من العمر 17 عاما وتدرس بالصف الثالث الثانوي، وهي من نجع "المهيدات" التابع لقرية "العديسات" الواقعة بمركز "الطود" بجنوب شرقي مدينة الأقصر،حيث توجه أحد شباب النجع، إبراهيم محمد أحمد نور، البالغ من العمر 19 عاما، إلى منزل أميرة، ليؤكد لوالدها أنه متزوج من الفتاة وأنها أشهرت إسلامها منذ شهرين، وعليه يريدها لتصبح زوجته وتعلن إسلامها.

وكان هذا الأمر كفيلا بإثارة النعرات الطائفية المعتادة في مصر، وخاصة في مناطق الصعيد، حيث الفقر والتخلف والجهل والتطرف كنتاج منطقي لإهمال الدولة لهذه المناطق البائسة، فتجمهر عدد من الأهالي المسلمين عقب صلاة الجمعة حول منازل الأقباط بالقرية، مطالبين بما أسموه ب "أختي أميرة"!

تدخل الأمن واستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين من أمام المنزل، وفرضت قوات الأمن كردونا أمنيا حول القرية، والتقت بكبار العائلات لاحتواء الأزمة، كما ألقت قوات الشرطة القبض على 11 شخصا بتهمة إثارة الشغب والتظاهر دون إذن مسبق، ومقاومة السلطات، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأسفرت الاشتباكات عن إصابة 3 ضباط و4 مجندين، خلال محاولة فض التظاهرات من الجانب المسلم من أهالي القرية.

وقد نفى جرجس خليل، والد أميرة، إشهار ابنته للإسلام، مؤكدا أن ابنته على قيد الحياة وتتواجد في الكنيسة بعد تلقيها عدة تهديدات من أحد الشباب بالقرية، وأضاف خليل في مداخلة لإحدى القنوات الفضائية أن الشاب الذي يهددها حصل على رقم هاتف أميرة من أصدقائها واتصل بها لتهديدها بخطفها في حال سافرت إلى القاهرة، مطالبا بتوفير الحماية له ولابنته بعد تعرضهما لتهديدات.

ويبدو أن "أختي أميرة" هي الحلقة الثانية من مسلسل "أختي كاميليا"، تلك القصة الخاصة بكاميليا شحاتة زاخر مسعد، زوجة القس تادرس سمعان، كاهن دير مواس بالمنيا، والتي أشيع اعتناقها للإسلام في عام 2010، فخرجت تظاهرات حاشدة تطالب ب "أختي كاميليا"، ثم انتهى الأمر بتسليمها للكنيسة، وظهرت فيما بعد في برنامج "سؤال جرئ" للإعلامي رشيد حمامي، ودعت فيه كاميليا الجميع أن يهتموا بشؤونهم وشؤون مصر وأن الكنيسة والبابا شنودة الثالث ليس لهما أي شأن بهذه القضية وأن يظهر الجميع مزيدا من الاهتمام بالانتخابات البرلمانية حينها.

ونترك أميرة ونذهب للسودان، حيث دارت هناك قصة مأساوية أخرى، ولكن هذه المرة على الجهة المقابلة، أي ترك الإسلام، ألا وهي قصة مريم يحيى إبراهيم إسحاق، هذه الفتاة السودانية المسيحية التي ولدت في عام 1987 في ولاية "القضارف" بالسودان، وتم الحكم عليها بالإعدام شنقا بسبب الإدعاء بأنها من والد مسلم واعتنقت المسيحية وارتبطت برجل غير مسلم.

شغلت قضية مريم الرأي العام في العالم، وكان هناك تعاطفا كبيرا معها، حيث أن والدها لم يقم بتربيتها وتربت على يد أمها المسيحية، وحوكمت وهي حامل بطفل، ولاحقا أفرج عنها بعد مطالبات وضغط خارجي على حكومة السودان للإفراج عنها في عام 2014، ومن ثم قررت أن تلجأ سياسيا مع زوجها الذي يحمل جواز سفر أمريكي إلى الولايات المتحدة.

والفارق بين الحالتين كبير للغاية ومؤلما في ذات الوقت، ويمكن تلخيصه في عبارة واحدة، ألا وهي أن الأغلبية المسلمة تحاول فرض قوانينها وأعرافها بالقوة على الأقلية المسيحية في هذين البلدين التعيسين البائسين الفقيرين اللذين يتسولا غذاءهما من العالم الحر.

فلنتخيل فقط للحظات ما الذي سيكون عليه الأمر في مصر إذا تركت فتاة مسلمة الإسلام واعتنقت دينا آخر؟! عندها أشك أنها ستمثل أمام المحاكم من الأساس، حيث سيقوم الغوغاء الذين نجحوا في فرض أحكامهم على مصر بمحاكمتها وقتلها ربما في خمس دقائق فقط، ولتذهب الحرية الدينية إلى الجحيم، فلا حرية دينية من وجهة نظر المسلم إلا حرية اعتناق الإسلام، ولكن عندما يتعلق الأمر بترك الإسلام واعتناق دين آخر تظهر أدبيات "الاستتابة" و "إقامة الحجة" و "من بدل دينه فاقتلوه"!

وهل فكر أي شخص من جحافل الجهل والتخلف والهمجية التي قامت بحصار منازل الأقباط في نجع "المهيدات" – وفي الحقيقة دولة القانون هي التي حوصرت – في أن الإسلام لن يخسر شيئا بترك المسلم دينه أو لن يربح شيئا من انضمام غير المسلم له؟! وحتى لو افترضنا أن تحول أميرة إلى الإسلام كان حقيقيا وليست من قبيل الشائعة، فما شأنكم تريدونها؟ ومن أدراكم أنها في حاجة لكم؟

على الدولة أن تقوم بتطبيق القانون بكل صرامة وحزم، فقد أصبحت مصر تترنح في مفترق طرق: إما دولة أو لا دولة!



#عمرو_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سدنة معبد الوطنية!
- كشك ... فارس منابر الطائفية والكراهية والظلام والديماجوجية ا ...
- داعش كانت دوما هناك بالمرصاد لأقباط مصر على مر التاريخ!
- أيها الرئيس ... الحذر من اختبار الشارع المصري!
- ما الذي يسعى إليه الإسلاميون؟


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو المصري - أختي أميرة والمرتدة مريم!