أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - لا تُحلّ المشكلات الاجتماعية بإشكاليات أعقد تعدد الزوجات أنموذجاً















المزيد.....

لا تُحلّ المشكلات الاجتماعية بإشكاليات أعقد تعدد الزوجات أنموذجاً


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 5481 - 2017 / 4 / 4 - 23:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا تُحلّ المشكلات الاجتماعية بإشكاليات أعقد
تعدد الزوجات أنموذجاً

بديهي أن ترفع الحروب نسبة الإناث إلى الذكور لأسباب متعددة أهمها المُشاركة في العمليات العسكرية وما يتبعها. وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع نسب الأرامل والعوانس بشكل لافت، ما قد يخلق إشكاليات مادية ومعنوية بالنسبة للنساء والفتيات، لاسيما في البيئات المحافظة والتي تنخفض فيها نسب تعليم الفتيات أو عملهن خارج البيت.
وطبعاً هو ذا حال المجتمع السوري عموماً، غير أن تأخّر الزواج(العنوسة) كان قد ظهر منذ ما قبل الحرب الحالية لأسباب عامة أو خاصة:
أسباب عامة: ذات صلة بالمفاهيم المجتمعية التقليدية التي تُغالي بالمهور ومتطلبات الزواج الخيالية في ظلّ أوضاع اقتصادية متردية أبعدت الشباب عن التفكير في الزواج لعدم توافر الإمكانات المطلوبة بسبب البطالة من جهة، والغلاء الفاحش الذي اغتال أحلام الشباب وطموحاتهم فدفعهم إمّا إلى الهجرة والزواج بأجنبية أقلُّ تطلباً، وإمّا إلى رفض الزواج بالمطلق. كما أن بعض البيئات المنفتحة قد ارتفع فيها سن الزواج للفتيات إلى(25- 30 سنة) دون النظر إلى الحالة على أنها تندرج في خانة العنوسة تلك التسمية الخالية من الإنسانية، والتي يُفترض أن تُستبدل بمصطلح تأخّر الزواج.
أسباب خاصة: متعلّقة بالفتاة نفسها، إذ ارتقت غالبية الفتيات، وخاصة المتعلمات والعاملات منهن إلى مفاهيم أسمى عن الشخصية وتطويرها واستقلاليتها المادية والمعنوية، مما قلّص لديهن مساحة ربط المستقبل والأمان والحماية بالرجل فقط، بل تجاوزه إلى تحصيل مستويات أعلى سواء في التعليم أو العمل، إضافة إلى انشغال بعضهن بالنشاطات المجتمعية- المدنية الساعية إلى تطوير الفرد والمجتمع، ما جعل فكرة الزواج غير شرطية بالنسبة لهن.
ولا أعتقد أن الوضع الخاص بأولئك الفتيات قد اختلف بعد الحرب عمّا كان قبلها، غير أن الوضع بالتأكيد مختلف في البيئات المحافظة، والتي هي أساساً تُعِدُّ الفتاة منذ طفولتها المُبكّرة لكي تكون زوجة وأمّاً فقط، وبالتالي لا تجد الفتيات أو الأرامل في هذه البيئات ملاذاً لهن سوى بالزواج بحكم عطالتهن الذهنية وبطالتهن العملية، وهذا ما سيقود حتماً إلى انتشار ظاهرة تعدد الزوجات في تلك المجتمعات والبيئات، وخاصة زواج الكهول من قاصر أو صغيرة السن بالنسبة له، ما سينتج عنه بالتأكيد إشكاليات مجتمعية خطيرة سواء بالنسبة للمرأة أو الأطفال، أهمها ارتفاع نسب الطلاق المرتفعة أصلاً بعد الحرب حسب تصريح القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود المعراوي، وكذلك نسب التسرّب المدرسي والتسوّل وعمالة الأطفال إن لم يكن بمقدور الزوج تأمين متطلبات أسرتين( بالتأكيد) في وقت ترتفع فيه البطالة، ويسود غلاء متوحّش طال حتى لقمة الخبز.
هنا بالتأكيد، ستُضاف إلى المشاكل الاجتماعية المعروفة إشكاليات مريرة تُعيق النهوض مجدداً من تحت ركام حرب خرّبت الإنسان قبل وأكثر من أيّ شيء آخر. وهذا يتطلب من الدولة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني البحث عن حلول علمية عقلانية ناجعة تمتص كل رواسب وآثار الحرب( مادية، معنوية، نفسية... الخ) بالتعاون مع مراكز الأبحاث الاجتماعية والسكانية التي تُحدد الحالات وتوّصفها، وتضع الخطط الزمنية اللازمة لتجاوز كلٌّ منها حسب شدّتها وخطورتها على الفرد والمجتمع معاً.
وانطلاقاً من هذا، فإن الحلول البسيطة والارتجالية المُعتَمِدْ بعضها على ذهنية مجتمعية متخلفة، أو استغلال تشريعات غير مناسبة لوضع استثنائي بالمطلق كوضع المجتمع السوري، لا يمكنها بأي حال من الأحوال إلاّ أن تُعزز التخلّف، بل وتُضيف مشاكل أكثر قسوة ومرارة من تلك المُراد حلّها. وهذا ما ينطبق باعتقادي على ما اجترحه القاضي الشرعي الأول بدمشق من حلّ لمشكلة العنوسة أو الأرامل جرّاء الحرب، ألا وهو تعدد الزوجات، والذي قد لا يُرضي معظم النساء السوريات أو ربما جميعهن حسب ما أفاد سيادته لصحيفة تشرين مؤخّراً، مُعترفاً بالتساهل في شروط هذا الزواج، وإبقاء التشديد على الزواج من ثالثة..!!! وهذا التساهل يتضمن شروط الكفاءة وقدرة الزوج اقتصادياً للإنفاق على أسرتين، إضافة إلى مُبرر أو مُسوّغ شرعي( مرض، عقم.. الخ) وبعد كل هذا التساهل يضع القاضي ذاته شرط ألاّ يؤثر في حقوق الزوجة الأولى أو يؤدي إلى طلاقها وتشريد الأولاد...!!! وبذات الوقت كان قد أفاد بأنه تمّ إجراء إحصائية حول عدد النساء اللواتي يقبلن أن يتزوج أزواجهن بأخرى وكانت النتيجة أن 80% منهن ترفض هذا. ثم أجريت إحصائية ثانية في سورية حول من تقبل من النساء الزواج من رجل متزوج فكانت النتيجة 80% ترضى الزواج من متزوج بأخرى..!! مُستشهداً بما حدث في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية، حين زادت نسبة الفتيات إلى الشباب، ففكّروا بحل هذه المشكلة التي لها آثار على المجتمع، ومن هنا تمّ طرح فكرة الزواج الثاني بعد أن كان يُعدُّ عندهم بمثابة جريمة، وتأييداً لهذه الفكرة فقد خرجت مظاهرة نسائية حينذاك تطالب بإقرار الزواج من امرأة ثانية للتخلص من العنوسة في المانيا..!!!؟؟
وأضاف: قبل الأزمة كان هناك استهجان لفكرة الزواج من امرأة ثانية في كثير من البيئات، ومُطالبة بتعديل القانون، لكن هذه الصيحات صمتت خلال الأزمة، لأنها وجدت أنه ليس هناك من حلول إلاّ بالزواج من أخرى..!!؟؟
هل من منطق عملي في ما طرحه سيادة القاضي الشرعي..؟ أليس هذا مقدمة لمشاكل خطيرة تزيد من خلخلة كيان الأسرة والمجتمع، ويكون الخاسر الأول والأكبر هو المرأة والطفل معاً...؟؟؟
فبشأن الاستشهاد بالوضع الألماني بعد الحرب العالمية الثانية، كان الأولى والأجدر بالقاضي أن يستشهد بما يدفع المجتمع واقتصاده إلى الأمام، وبأن نساء ألمانيا هنّ اللواتي ساهمن بشكل كبير وواسع بإعادة إعمارها وتدوير عجلة المعامل والأنشطة الاقتصادية الأخرى، وأن يدعو النساء في سوريا للمساهمة في نهوض المجتمع من تحت ركام الحرب وويلاتها، بدل أن يدعوهن للقبول بتعدد الزوجات، وبكل ما يعزز تخلف المجتمع.
ثمّ، من أخبر سيادته أن الأصوات التي كانت متعالية سواء في بعض البيئات أو من الناشطات/ ـين والمطالبة بتعديل قانون الأحوال الشخصية وبضمنه تعدد الزوجات، قد صمتت اليوم لأنها لم تجد حلاًّ آخر..؟ إن جميع الرافضين لهذا الحل وأشباهه ما زالوا على موقفهم ويسعون لحلول أكثر واقعية وإنسانية تحفظ كرامة وإنسانية المرأة وتُراعي حقوق الطفل كافة، بل وينشطون اليوم أكثر من أيّ وقت مضى باتجاه تعديل جميع القوانين التي تُعزز التمييز والعنف ضدّ المرأة والطفل، ومن أجل سوريا مدنية علمانية تعتمد مبدأ المواطنة والقانون.
وأخيراً، لا يمكن لنا النهوض من مأساة الحرب الحالية في ظلّ مثل هذه الأصوات الداعية إلى تعزيز تخلف المجتمع بجنسيه(الرجل والمرأة)، وإنما بتكاتف جميع الجهود الداعية إلى بناء ذهنية وثقافة الإنسان على مبدأ المواطنة وسيادة القانون في ظل دولة مدنية علمانية تحترم جميع مواطنيها على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم المختلفة والمتنوّعة تنوّعاً يُضفي على المجتمع والحياة الكثير من الرقي إلى مستويات تليق بالمواطن السوري.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفواً سيادة القاضي..نساء سوريا يُشرّفن أيّ مهنة ومجتمع
- طفلة الميدان المُفَخَخَة... جريمة العصر والزمان
- أين السوريون من إعلان حقوق الإنسان..؟
- وفق القرار 1325 المرأة عنصر فاعل في السلام والأمن
- التشريع بيد نساء سورية.. فهل من أمل..؟
- في زمن الحروب... ماذا يعني عيد العمّال.؟
- أمهات سوريا يأملن سلام عساه مديد
- عيد المرأة في زمن الانحدار
- الاندماج مع الآخر.. حكمة ومهارة
- المرأة في السياسة.. حضور لافت واهتمام واهي
- لا علمانية ولا مدنية بعيداً عن تمكين المرأة قانونياً
- الشباب شريان الحياة وعنفوانها
- حين يتخلى النقابيون عن ناخبيهم
- ما بين الداخل والخارج قيمنا متبدلة
- الهجرة ملاذ للمرأة من شرنقة العنف
- لا حرية للنساء بعيداً عن حرية الرجال
- سوريا وأطفالها في نفق مظلم
- الاستثمار في النساء يحفّز التنمية..!!*
- المرأة تحارب خطط صندوق النقد الدولي
- لا تُبنى الأوطان إلاّ بسواعد شبابها


المزيد.....




- كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء على العن ...
- مقتل 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنح ...
- أولى جلسات توجيه لائحة الاتهام بحق المتهمين في قضية الاغتصاب ...
- تقرير أممي: جرائم العنف الأسري تقتل امرأة كل 10 دقائق في الع ...
- ابتكارات لمكافحة العنف ضد النساء في مناطق النزاع والحروب
- بيان حملة 16 يوم لإنهاء العنف ضد النساء: ثلاثون عامًا على مت ...
- اعتقال دعاء الأسدي…وملاحقة نساء الانتفاضة
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
- الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - لا تُحلّ المشكلات الاجتماعية بإشكاليات أعقد تعدد الزوجات أنموذجاً