أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - أمهات الدواعش














المزيد.....


أمهات الدواعش


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5481 - 2017 / 4 / 4 - 09:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم يولد الدواعش من بطون النيازك الساقطة لكنهم ولدوا من أمهات عربيات أو مسلمات وهن كأي أم عربية تتميز بالسخاء والطيب وسوء الطالع ، فهن معنفات منذ صغرهن ووقعن كلهن ما بين المجتمع الظالم وسوء الأحوال المعيشية وكثرة الولادات . لا أجرؤ أن أقول أن أي أم منهن قد علمت وليدها منذ الصغر كيف يقتل صاحبه وأخيه وكيف يحرق مدرسته ، وكيف يجعل من نفسه ملكاً بلا تاج لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ، بل أكاد أسمع أنينها حين يمرض ولدها وحين يضربها زوجها وحين لا تجد ما تشتري به كسوة العيد لأولادها .
جرت مقابلة لأم أردنية وهي أم لداعشي قام بتفجير إنتحاري في الأردن وقُتل فيه . كانت خائفة ممن يسألها وبم يسألها وعن ماذا يسألها ، تنظر بعيون جاحظة ووجه سُلبت منه الدماء . سألها المقابل كيف أصبح إبنك داعشياً ، قالت : لم أشعر بعلاقاته المريبة ، كان يأكل معنا وينام معنا لكنه كان يخرج كثيراً ، كنت ألاحظ أنه قد أصبح قاسياً في سلوكه مع إخوته ويعلو صوته في أرجاء البيت ، وكنت أعتقد أن تصرفه كان بسبب بطالته ، نحن فقراء لكني لم أبخل عليه يوماً بما عندي . سألها المقابل هل أقمت له العزاء ، قالت : كلا ومنعت أهلي من ذلك ، قال لها هل تدعين له بالمغفرة ، قالت : كلا بل أدعو عليه لأنه لم يفكر بنا وبأهل بلده .
كنت أعلم أن ليس هناك أماً في الأرض تدعو على ولدها القتيل حتى ولو كان قاتلاً ، لذا فالمرأة كانت تكذب لتدفع عنها وعن عائلتها غضب المجتمع ، فهي ما بين خسارة وخسارة .
قال أحدهم كنت طالباً في كلية الحقوق ! ، إعتقلني النظام وبعد أن خرجت قررت أن أحمل السلاح لأقتل القتلة ، وكان الضحية شعبي .
كان أحد الضباط العراقيين الذي أحيل على التقاعد بعد الإحتلال ٢٠٠٣ وجد نفسه بين يوم وليلة بلا رتبة ولا سلاح ولا مرتب شهري يُقيت منه أولاده ، أحس هذا الرجل بالظلم بقسوة الوطن عليه وعلى عائلته فقرر أن يعدل الميزان ، فإنخرط في التنظيم وقد أقنع نفسه بأنه خارج عن القانون في كل الأحوال وليس هناك من طريق آخر لإعادة الحق إلى نصابه . وحينما أعطي سكيناً أحس بثقلها وبعد سنة إمتلأت جيوبه بالسكاكين ولم يشعر بعدها بثقلها أو ثقل الرؤوس التي قطعها .
مات كل هؤلاء بيوم واحد ، وظل صوت أم عربية يئن في سكون الليل وهي تهدهد فوق مهد فارغ وتندب حظها العاثر وتقول :
( ردتك إلي صايه ، ردتك إلي عون ) ثم تجيبها أم أخرى من مكان بعيد وتقول ( دللول يلولد يبني دللول ، عدوك ذليل وساكن الجول ) . ولم يذكر هؤلاء الأمهات سوى أول سن ينبت ، وأول خطوة ، وأول كلمة ينطقها . لم يستطعن أن يَرين أيدي أولادهن وهي ملطخة بالدماء ، أو وجوه أولادهن وهي جامدة حينما تسمع عويل الأمهات وصراخ الأطفال . ولم يعلمن بأن أولادهن قد جعلوا من أنفسهم آلهة وصنعوا لهم جحيماً خاصاً بهم يرمون به كثيراً من الناس وكثيراً من تراب الأرض المنقوع بالدم .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع المرأة العربية المعاصرة
- قراءة نقدية لكتاب قواعد العشق الأربعون
- الولد الذئبي
- عرس الدم في الموصل
- لماذا تُختن المرأة في المجتمعات الشرقية
- لماذا يُدمن الشاب العراقي على المخدرات
- حينما يُظلِم المرء من الداخل هل يبحث عن البريق
- لماذا يضع الإرهابيون اللثام
- جيل الملاجيء
- لماذا لا يتخلص العرب المحدثون من سيف تأبط شراً .
- دور الإعلام العربي في تشكيل شخصية الفرد العربي ( 2 - 2 )
- دور الإعلام العربي في تشكيل شخصية الفرد العربي ( 1 - 2 )
- رسالة إلى الله من طفل محترق
- إزدياد ظاهرة العنف ضد المرأة بعد الربيع العربي
- هل يصبح التوحد ظاهرة عامة لدى الأطفال العرب
- حوارية عن الوطن والأدب
- ماذا تفعل أفلام ال Action العربية بالشباب العربي
- هل ينقلب الربيع العربي في العراق إلى خريف
- المرأة والعهر الإجتماعي والعهر السياسي
- حينما يفقد الفرد المسلم حسه الإنساني


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - أمهات الدواعش