محمد محمود غفير
الحوار المتمدن-العدد: 5480 - 2017 / 4 / 3 - 04:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حينما تحدث صمويل هنتنجتون في كتابه : صراع الحضارات عن حتمية البحث عن عدو جديد بعد سقوط العدو الاحمر ، و هو ما توفر في العدو الاخضر لم يكن يعبث .
ظل عالم ما قبل التسعينات ثنائي القطبية و تربع علي قمة العالم اكبر قوتان عظمتان في النصف الثاني من القرن العشرين .
و ظلت الحرب الباردة مستمرة الي ان سقط الدب الروسي تحت اقدام العم سام ، و انفرد امريكا بقيادة العالم و تلبسها الغرور ،الا ان طموحها امتد الي ان تستمر مستقبلا علي قمة العالم ،
بعد ان جلست في القرن المنصرم تتطلع لقرن امريكي جديد ، قرن تكون فيه امريكا هي العظيمة ، العظمي ، الكل يلهث خلفها ، الكل يتطلع اليها ، صارت الحلم و الامل .
بعد ان سقطت القوي العظمي التي زاحمت امريكا علي عرش العالم ، كان الهدف هو عدم اتاحة الفرصة لأي قوي يمكن ان تفكر في ان تكون عظمي .
و بعد ان انطفئت شعلة الماركسية التي لطالما اشعلت الثورات في كل انحاء المعمورة ، و شك اصحابها في جدوي فكرتهم و مدي صلاحيتها ،
برز علي السطح ما سمي بالصحوة الاسلامية و تجذرت فكرة الاسلام الحركي ، و انتشرت بقوة لتملئ الفراغ الذي تركته الماركسية في الساحة السياسية و اعتنق بعض الماركسيون الأسلاموية ،
و تعاطف اعداد لا يستهان بها من شعوب العالم العربي مع الحركات الاسلامية بكل اشكالها و الوانها .
و كان نجاح الثورة الخمينية الأسلاموية الايرانية حافزا لكل حركات الاسلام السياسي خاصة جماعة الاخوان المسلمين علي الاستمرار في الحراك السياسي و الثوري ،
فصعد الاسلاميون في تركيا و الجزائر و السودان و كادت ان تصل في بعض الدول العربية الا ان الحكام ادركوا سر صعودهم المدوي ، فحاربوهم بنفس السلاح
بل و تبنت بعض الانظمة افكار الاسلام السياسي لتقطع الطريق عليهم كما حدث من السادات في مصر و معمر القذافي في ليبيا و صدام حسين في العراق
بالاضافة الي الدول التي تبنت افكار الاسلام السياسي منذ التأسيس كالنظام الوهابي السعودي .
#محمد_محمود_غفير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟