|
تساؤلات زمكانية في مسائل مسرحية
ابو الحسن سلام
الحوار المتمدن-العدد: 5477 - 2017 / 3 / 31 - 22:19
المحور:
الادب والفن
تساؤلات زمكانية في الاحتفال باليوم العالمي للمسرح 2017
أ.د أبو الحسن سلام في السابع والعشرين من مارس ، مع حلول يوم عالمية المسر2017 تراودني بعض الأسئلة التي تتكرر عاما بعد عام ، دون أن أعثر على إجابة شافية عنها : * أما زال مسرحنا العربي حائرا بين الإيهام والدهشة معبرا لتوصيل خطابه المعرفي دراميا، أم أنه اختار أحدهما .. أم ابتكر لخطابه الدرامي طريقا ثالثة حاملة لهوية عربية خالصة ؟! * أما زالت شخصيات مسرحنا العربي تتكلم من خلال أفواه مجتمعاتها المحلية ، أما زال خطابها الدرامي يدور حول قضايا قومبة أم استطاع تجاوز قيود المحلية خروجا من دائرة القومية ، أو مرورا منها إلى آفاق ثقافة عولمية ؟! * هل أتقن كاتبنا المسرحي العربي توظيف قناع التكلم من خلال أفواه شخصياته دون أن يبدو عليه فعل ذلك ؟! * هل اقتصر دور كاتبنا المسرحي علي الالتزام بمنح شخصياته الدرامية على قدر حاجتها لتعبر عن جوهر ما تريد وجوهر ما تشعر لتنطق بلغة الشعر أـو النثر؛ محمولا على تعدد أصواتها المتباينة في الدوافع وفي العلاقات والأفعال وردود الأفعال ليمتع ويقنع. * هل تمكن مسرحنا من تجسيد نبالة الشخصية العربية فيما أنتج من نراجيديا فتطهرت ، وأن يصور دناءة الشخصية العربية في كوميدياته فتغيرت ؟! * هل حقق فناننا المسرحي العربي الطليعي حالة إدهاش لجمهوره من خلال فرجة مسرحية تراثية ، جدد فيها خطاب التراث المستلهم في عصرنا ؟! * هل ترتب على محاولات كتاب مسرح الستينيات تسييس الخطاب المسرحي العربي كسبا لتأييد خطاب الأنظمة السياسية حديثة التحرر في وأد فعل المعارضة الوطنية؟! * هل استطاع مسرحنا العربي عبر مسيرة تاريخية امتدت من بابات ابن دانيال وشخصياته الظلية في القرت الثامن الهجري وصولا إلى عولمية القرن الحادي والعشرين أن يجدد خطابه وسياقاته الدرامية نصا والمسرحية عرضا بما يجسد روح خطاب مدني مواكب لكل عصر مرت به ؟! * كيف غاب عن حركة النقد المسرحي العربي إدراك أسبقية فكرة تعدد الخطاب المسرحي ( في الحداثة) عند منظر عربي هو حازم القرطاجني صاحب نظرية ( المتوسطات القرائية) - القرن السادس الهجري- التي تأسست على أن معنى النص هو حاصل قسمة محموع خطاب النص وثقافة المتلقي ؟! * كيف غابت نظرية النظم لعبد القاهر الجرجاني التي تأسست على ( عدم مزية للكلمة خارج سياق الجملة) عن نقادنا ، بينما انتفعوا بما أخده ريتشاردز عنها في النقد الإنجليزي ( لا مزية للنغمة خارج سياق اللحن) وانتفعوا بما أخده كروتشه منها فوظفها في نظرية النقد الجمالي ( لا مزية للون خارج صياق الصورة) . * لما حاد مخرجونا المسرحيين الرواد الدين ارتادوا منهج التغريب المسرحي منطلقا لدهشة مسرحية مدركة قائمة على ( ثنائية الرائع/ المشوه ، المشوه /الرائع) وتعدد الخطاب المسرحي ، فمزجوا الإيهام بالدهشة / والتطهير بالتغيير ؟! * لمادا انحرفت الكتابات المسرحية لجيل كتاب مسرحنا المعاصر إل ظاهرة الاقتباس والإعداد تحت مسمي ( الدراماتورج) مع أن الفن يبدأ دائما من النقل وينتهي إلى الأصالة ، يبدأ من المحاكاة وينتهي إلى الإبتكار . ؟! * لمادا استشرت في مسرحنا حالة الولوع بفكرة ( التقديس والتدنيس) التي أسس عليها كل من كريج وييجي جروتوفسكي مسرحه تأثرا بفكرة ( التقديس والتدنيس عند أفلاطون) ؟! * لمادا توقف عطاء الشعر في كتابة المسرح العربي . ولمادا تقاعست المسرحية الشعرية العربية بعد صلاح عبد الصبور عن إتمام عملية صياغة النص المسرحي الشعري وفق أسلوب يشعر فيه الشاعر المسرحي نفسه أن شخصياته تستدعيه وسيطا لتعبّر دراميا عن إرادتها ومشاعرها المتصارعة ، بحيث تكون لكل منها خصوصية لغتها وهويتها الفكرية والثقافية والاجتماعية والنفسية ؟! كانت تلك التساؤلات تراود فكري مع كل يوم يعاود فيه العالم الاحنفال بمسرحه . وهاهي تعاود مراودتي اليوم من حديد في يوم احتفالنا باليوم العالمي للمسرح ؛ وها أنا بدوري أعيد طرحها على المسرحيين العرب ؛ علنا نظفر بإجابات وافية تضبط معطيات الأداء المسرحي العربي في النص والعرض والنقد ليصبح طاقة اتصالية تعبيرية إبداعية مؤثرة عبر الإمتاع والإقناع عبر طاقة أداء . فكيف يجدد مسرحنا العربي خطابه وأنساق عرضه واقع المسرح العالمي؛ مع تغير الفاعل التاريخي في عصرنا الحالي بتمثل فيما تملكه القوة الغاشمة المنفردة بالسيطرة على الميديا والفضاء الخارجي والثورة المعلوماتية لدلك يسيطر فكر التفكيك والكليب وما بعد الحداثة ولا مركزية الخطاب وأسلوب نفي الأنساق البنائية بالتشظي والتداخل وتباديل الهامش بالمركز على المسرح العالمي كتابة وعرضا . د. أبو الحسن سلام أستاد علوم المسرح بجامعة الإسكندرية
#ابو_الحسن_سلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللوحة القارئة واللوحة المقروءة في معرض أحمد فؤاد سليم - الأ
...
-
المسرح بين الحقيقة التاريخية والحقيقة الفنية
-
الخبرة الجمالية في حرفة النقد
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|