أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - دعوه لهندسه أجتماعيه














المزيد.....


دعوه لهندسه أجتماعيه


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5476 - 2017 / 3 / 30 - 19:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعوه لهندسه أجتماعيه
من المعتاد أن نسمع بأن هناك هندسه كهربائيه , ومدنيه , وكيمياويه وووو وهي فروع هندسيه تهتم بالبنيه التحتيه لكل مجتمع حضري ولكن أن يكون هناك هندسه أجتماعيه , فهذا هو ما لا يسمع به , ولعله ما يثير الدهشه والأستغراب عند الكثير , في وقت أرى أن الهندسه الأجتماعيه من أهم فروع الهندسه والسبب يعود الى أهمية موضوع هذا الفرع الهندسي الا وهو الأنسان , وبما أن موضوعها الأنسان , يجعلها من الصعوبه والتعقيد بمكان , لأن الفروع الهندسيه الأخرى موضوعها الماده الصماء , والماده لها قوانينها الثابته ومرونتها بأجراء التجارب , وهي تمس البناء الفوقي للمدنيه , في وقت أن الهندسه الأجتماعيه تمس الأنسان بمشاعره , وأماله , وطموحاته المتغيره , وهو الأصل في هذا العالم .
أن أهمية وحساسية هذا النوع من الهندسه هو ما جعلها من أختصاص الأنبياء , وهم واضعي لبناتها الأولى , وهم يعرفوا خريطة أسرارها , لذا يمكن وصفهم بمهندسي النفوس , ولكن هذا لا يعني أنها حكرآ عليهم ولا حصه لغيرهم فيها لكن طبيعة النفس العجيبه جعلها من مهمة الأنبياء أي الدين , لأن الدين لم يأتي لصناعة السيارات ولا لبناء الطرق والجسور , بل جاء لبناء النفوس بمنظومة الأخلاق الراقيه وهذا هو الأهم ببناء الأنسان , والا ما فائدة التطور الهندسي والعمراني بكل أنواعه أذا لم تكن هناك نفوس صالحه ومبادئ أنسانيه راقيه . أن الواقع أثبت بما لا يقبل الشك أن أي تطور وفي كل المجالات أذا لم تحكمه الأخلاق العاليه ذات الأساس الأنساني فلم تجلب للأنسانيه الا الدمار والمعانات وما تعانيه الأنسانيه اليوم من معانات نفسيه وويلات حروب هو نتيجه لهذا الخلل الأخلاقي والقيمي.
من كل ما ذكرنا ينبغي على الدوله بعتبارها الراعي الأكبر لكل مجتمع و هي الأجدر بهكذا مشروع أن تؤسس لهكذا نوع هندسي لكي تهدف الى حماية الفرد والمجتمع من كل المخاطر سواء الصحيه أو الأجتماعيه وحتى السياسيه , وهذا تتداخل فيه كل خطط ومشاريع الدوله الصحيه والأسكانيه والتعليميه ووو..... لأن ضياع الأنسان الفرد هو ضياع للمجتمع وأنهيار المجتمع وضياعه هو أنهيار للدوله نفسها . ماذا تتوقع عن مجتمع تسود فيه البطاله العاليه والجهل والمرض غير الجريمه بأنواعها , ومظاهر الفساد بكل أنواعه وأشكاله . أن البلد الذي تنتشر فيه البطاله والفراغ الفكري مجتمع تنتشر فيه الجريمه وتعصف به المخدرات وينخره الفساد المالي والأداري , أي مجتمع تحل به اللعنه ويكون على حافة الهاويه . مجتمع يمكن أن يباع ويشترى فيه كل شئ مما يجعله مطمعآ لكل المتربصين, سواء كانوا حاقدين أم مستعمرين , ومانعيشه اليوم من هجمه شرسه على العراق لخير دليل على ذلك.
أن ما تقدم هو تشخيص لواقع وأشاره لمخرج للأزمه ولكن ما العمل لتدارك هذه الأزمه وكيف الخروج منها . أنا أعتقد أننا بأمس الحاجه الى مشروع الهندسه الأجتماعيه , يقوده علماء الأمه بكل أختصاصاتهم وخاصه الأجتماعيه والنفسيه والعقديه لأن الأنسان أذا تمتع بالسلامه النفسيه والأجتماعيه والفكريه سوف يكون المجتمع بأمان ويتمتع بحصانه عاليه من كل ما هو سئ, وتتوفر فيه كل متطلبات النجاح وعلى كل المستويات , وهذا مشروع كبير وطويل , ويتطلب الكثير من الجهود المخلصه والحكيمه , فبناء الأنسان يجب أن يتقدم على بناء البنيان , فلا فائده لأرقى أنواع البناء اذا لم يكن هناك أنسان يتعامل وبشكل راقي مع هذه المنجزات , فالأنسان المشوه الفكر والسلوك سوف لا يكون جديرآ بها بل سيحولها الى ركام وهذا هو عين ما يحدث ليس ببلدنا فحسب بل في كل أنحاء العالم , فالحربين العالميتين أحد نتاجات الفكر والأخلاق السيئتين. أذن يجدر الأشاره الى أن البنيه التحتيه للأنسان والتي هي الفكر السليم والأخلاق السليمه هي حجر الزاويه في بناء مجتمع سليم , خالي من كل التشوهات المجتمعيه وخاصه ونحن نشاهد أنحرافات في الوسط الشبابي ينذر بكارثه لا يعرف مداها الا الله , أنهيار قيمي مخيف صدع الصوره الجميله لمجتمعنا العراقي ذات الخصوصيه المتفرده والتي طالما حسدنا عليها الكثير. أن المجتمع وخاصه الطبقه الواعيه فيه تعيش هلعآ أخلاقيآ وصدمه نفسيه على ما يجري من تصدع خطير لقيم هذا المجتمع وما يضخ له من قيم غريبه لم تجلب له الا الكثير من التفكك والتصدع الأجتماعي وهذه هي أكبر مشكله يعيشها المجتمع العراقي وما يهدد كيانه ومستقبله .
أن الهندسه الأجتماعيه التي ينبغي تأسيسها , هي هندسه تؤسس لمنظومه قيميه رصينه من أمثال أحترام العمل والأنسان وأحياء قيم الأخلاص للوطن والتأسيس للتسامح والمحبه بين الناس وأحتقار كل القيم الوضيعه مثل الرشوه والخيانه والكذب وغيرها من القيم المنحطه والمرفوضه وهي التي طالما حاربها ديننا الحنيف . فالمجتمع التي تسود فيه القيم الراقيه سوف يبني بيئه مثاليه تنمو فيها كل قيم الخير والتنميه والبناء.
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحتفظوا بطلقاتكم الأخيره
- من هم صناع الطائفيه
- تسويه سياسيه أم أنبطاحيه
- تاجر الشر
- دماء أم ماء
- دولة أولاد الملحه
- قطار العبادي يواصل مسيرته
- الأختلاف نعمه أم نقمه
- المهمشون مشروع فوضى
- الزاد الثقافي ودوره في الخروج من الأزمه (الحلقه الأولى)
- من يخدم من
- وعادت حليمه
- السعوديه وحلم الوصول الى أعالي الفرات
- الجسور الثقافه والأقتصاد
- الساسه الكرد ومزاد التنازلات
- العراق بين الأنكشاريه والوهابيه
- مجرد رأي فقط
- أعادة تأسيس دوله
- بين المواطن والوطن
- دول العبور


المزيد.....




- بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى ...
- أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت ...
- المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما ...
- الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
- ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
- رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
- ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ ...
- لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول ...
- الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
- مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - دعوه لهندسه أجتماعيه