أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - ولاءُ الكلابِ والشعب للسلطة (2)














المزيد.....

ولاءُ الكلابِ والشعب للسلطة (2)


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5476 - 2017 / 3 / 30 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الجزء الأول من ثنائية هذه المقالة أكثرنا من الأمثلة والشواهد عن الكلاب بشبعها وجوعها وولائها، وبما أن المادة التي بين أيدينا تتمة للأولى، لذا أبقينا العنوان على حاله طالما كان المضمون عينه، ولو أننا لن نذكر ههنا الكلاب كفصيلٍ معني بالولاء لأهله وأصحابه كحال جيرانه الأوادم.
إذ أن شعور التذمر العام في المناطق الكردية من التصرفات الخرقاء لأنصار حزب الاتحاد الديمقراطي وأجهزته العسكرية والأمنية، تجلى في إجبار الناس للتوجه إلى جبهات القتال رغماً عنهم، والذي أفضى ويفضي غالباً إلى الموت مجاناً في مناطق يرون بأنهم غير معنيين بها، وكذلك تشديد الخناق على من تبقى من المدنيين، وحشر الأنف في آلية عمل مجمل المنظمات الغير حكومية المعنية بالأعمال الخيرية والإنسانية، وعموم الجمعيات العاملة في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، والتدخل في كل شاردةٍ وواردة، وفوق كل ويلات الحرب وتبعاتها اليومية على حياة الناس، الإكثارَ من الضرائب والأتاوات، وحيث كان من نتاج تلك السياسة الخرقاء، هجرة معظم الطاقات المنتجة والفاعلة والحية من مناطقهم، والتوجه إلى شتى بقاع العالم، وتفريغ المناطق الكردية من سكانها بسبب الأحكام القراقوشية لتلك السلطة، إذ أن كل ذلك أعاد إلى أذهاننا ما حل بالرعية في ظل حكم الملك الجائر في المسرحية اللبنانية ناطورة المفاتيح* حيث كان ملك مملكة سيرا قد أعلن عن فرض ضريبة جديدة، سماها "حصة الملك" التي تخوله الحصول على نصف ممتلكات وأرزاق رعيته، علاوة على الضرائب العادية المفروضة عليهم، وبالتالي فإن كل من لا يذعن للأوامر الجديدة له، يؤخذ للعمل بالسخرة حتى يتمكن من دفع حصة الملك، وفي سياق المسرحية يحاول (جاد الحكيم) أن يخبر الملك بأن الحمل بات ثقيلاً على الناس، وأن نتائج ذلك قد تكون خطيرة وكارثية على مستقبل المملكة، لكن الملك كان عنيداً واستمر في استبداده، واثقاً من جبروته وسيطرته على الأمور، وليثبت تلك الثقة العمياء بقوته استدعى صديقاً قديماً له وهو (مراد الأسمر) حتى يركع أمامه ليربي الناس من خلاله، إلا أن الأخير عندما رفض قرار الملك، أمر بسجنه هو وأبنائه الثلاثة لمدة 25 سنة، حيث دلت تصرفات وأوامر الملك في المسرحية أنها بعيدة عن المنطق والإنصاف، ولا تمت للعدل بصلة، بل كانت أقرب إلى الهلوسة والجنون، عندها قرر أبناء المملكة الرحيل عن بيوتهم وعن المملكة كما فعل معظم الكرد في (روج آفا)، عندئذٍ وجد الملك نفسه في النهاية فقط برعيّة واحدة يحكمها، وهي (زاد الخير) التي بقيت وحدها من سكان المملكة، وحيث ترك الأهالي معها مفاتيح بيوتهم، عندها أمر الملك بإطلاق سراح جميع المساجين، حتى يكون لديه مواطنون لكي يحكمهم، لكنهم أيضاً لاذوا بالفرار من المملكة بعيداً عنه بسبب عسفه وسوء معاملته، تاركين الملك لـ: (زاد الخير)، فأدرك الملك وقتها بأن المملكة بدون الناس الذين هربوا من طغيانه لا معنى لها، خاصةً وأن زاد الخير هي الأخرى هددته بالرحيل عن المملكة وتركه بدون رعية، عندها نزل الملك عن عرشه، ليقرع أبواب البيوت المهجورة، ويصرخ متوسلاً لهم أن يعودوا، حيث تنتهي المسرحية بعودة الناس إلى بيوتهم وإلى حكمٍ أكثر عدلا.
ومع أن عودة الناس لم تعد سهلة في حال المناطق الكردية إذا ما تخلت الإدارة عن سطوتها وتخلفها في التعامل مع السكان، باعتبار أن الكرد تشظوا في بقاع العالم، إلا أن الذي يبقى موضع التساؤل هو قدرة حاخامات وأبواق الإدارة الذاتية من المثقفين الموالين له، إضافة إلى جماعة الخط الثالث الذين يُحمّلون المُطارَد والمطارِد نفس المسؤولية، وذلك بأن يقدروا على التأثير في قرارات وسلوكيات الإدارة الذاتية المؤقتة على أن تعيد حساباتها وتحاول طمأنة من تبقى من الناس، وكسب ثقتهم حتى لا يفر من ظل منهم مع استمرار طيش وعنجهية واستفراد قادة وكودار وبلطجية الحزب الذي يشبه كل شيءٍ إلاّ اسمه!
وبما أن ثقة الناس بالسلطة الحاكمة هي أساس بقائها، تطورها، استمرارها أو تقهقرها، ففي الخاتمة سنذكر مثقفي ذلك الحزب وكل من لا يزال يعوّل على الإدارة الذاتية، بحدوتةٍ جوهرية للفيلسوف الصيني كونفوشيوس يتحدث فيها عن ثقة الشعب بالسلطة، حيث يُقال بأن أحد الأمراء سأل كونفوشيوس قائلاً: ماهي العناصر الثلاثة التي تراها ضرورية للحكومة الكاملة؟ فأجاب كونفوشيوس: إنها كفاية الغذاء، وكفاية الجنود، وكفاية من ثقة الشعب، فقال الأمير عندئذ وماهي العناصر التي يمكن الاستغناء عنها؟ فأجاب كونفوشيوس: الجنود أولاً، ومن ثم الطعام، أما إذا ذهبت ثقة الشعب فلا شيء يبقى" وهنا نتساءل فيا ترى هل هنالك 5% من سكان كانتونات الاتحاد الديمقراطي لا يزالون يثقون بما تقوله لهم تلك الإدارة وأولئك المعجبون بتجربتها؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ناطورة المفاتيح: هي مسرحية غنائية لبنانية بطولة السيدة فيروز، قُدمت في بعلبك ودمشق عام 1972، وهي من تأليف الأخوين رحباني، تمثيل: زاد الخير: فيروز، الملك: أنطوان كرباج، الملكة: هدى، القائد: جوزيف ناصيف، جاد الحكيم: وليم حسواني، مراد الأسمر: جوزيف صقر، بربر: نصري شمس الدين، ديك المي: ايلي شويري، صبية من الحي: جورجيت صايغ.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولاءُ الكلابِ والشعب للسلطة (1)
- نوروز الإمارات بعيداً عن مناطحات الأحزاب
- شرعية ولا شرعية الإدارة الذاتية
- آذار وحال الوعي قبل الثورة وبعدها
- في مرمى الخط الثالث
- ما بين شنكال ومنبج
- السياسي الكردي بين التهور والموضوعية
- لا تزال الدول الكبرى متفقة فيما بينها على استمرار الحرب في س ...
- عنايت ديكو: لا تزال الدول الكبرى متفقة فيما بينها على استمرا ...
- (E N K S) وتجربة المعارضة العراقية
- اختيار الأسد نكايةً
- كاميران حاج عبدو: يبدي مخاوفه من إعادة إنتاج النظام بسبب است ...
- إيران وإسرائيل العاشرة
- عفرين بدلاً من الباب والرقة
- كاميران حاج عبدو:غياب P Y D عن الأستانا عائد لتخلي حلفائه عن ...
- السموم العابرة للحدود
- مُستحمراً كالبُلهاء
- عزاء صائد الدواعش
- اقتداء المجلس الوطني بالبارزاني
- كأني لقُية أثرية


المزيد.....




- مصر والصومال.. اتفاق للدفاع المشترك
- ترامب يحذر من عواقب فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية
- أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة
- بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط
- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - ولاءُ الكلابِ والشعب للسلطة (2)