ابراهيم مصطفى علي
الحوار المتمدن-العدد: 5475 - 2017 / 3 / 29 - 19:38
المحور:
الادب والفن
في فَلَكِ القريض
ها أنا بين الزحام وحدي بانتظار البدر كما شاء القدر أن يقضي
والأحلام اودعتها تضاجع الأوهام في مشفى السراب
حتى إذا لامس النغم فؤادي أسأل الغريد
أن ينساب لحنه نحو أعماقي
والأعوام اللَّتي سقتني المرُّ مضت محزونة
ترقد في كفن النسيان
والسَعْدُ توارى ضغنه عني وعاد يلهث
يسقيني بأخيلةٍ اصطفت على الدوح تغرد *
اطربها شعرحبيبٍ عاشقٍ توارى في فَلَكِ
القريض عني وعاد يمطرني بالشهد *
إن سألت القافيات عنه غرَّدت بالسَحَرِ من فتنة حروفٍ
وسمت تفاعيل بحرها بهزيج الجذل *
قلت لروحي إن كانت غرة بدره انستني مَن أكون
مال حظِّي بهواه عاثرٌ وصدَّقت سراجه الزاهر
قالت علام تسألي وما الغضاضة إن ذَلَّكِ حبَّهُ
رُبَّ عيناهُ أغرتكِ وايقضت فيكِ الجوى بعد السهد
سَلِ مَن قبلكِ كم من عاشقةٍ غرَّها بلسم قبلةٍ إنصدعت لها الأظلع
أو طرف عينٍ نالت من صبها سُقم العيش
إن غام برقها وتوارى الصبح
هذه الدنيا إن مَسَّ ربيعها زهرةً ابتسمت
وإن استحرَّ قيظها طال عودها الفزع
تغشاكِ في عبابها إن أدبرت وتستلهم
من وحيِّ سحرها الأغاريد إن أبصرت
.......................................................
*الدَّوْحةُ : الشجرة العظيمة المتسعة من أَيّ الشجر كانت ، والجمع دَوْحٌ
*أخْيِلَة : جمع خَيال
*قريض: قواعد نظم الشِّعْر
*وسمه : كواه وأثر فيه بسمة أو كي
*الجَذَلُ الفرح وبابه طرب فهو جَذْلانُ
#ابراهيم_مصطفى_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟