سوسن السباعي الجابي
الحوار المتمدن-العدد: 1437 - 2006 / 1 / 21 - 07:13
المحور:
الادب والفن
الأرضُ جمرة
ثمّ...
تنفتقُ جمرةُ الأرضِ
بذلك الصبح شيَّبهُ المساءُ المستديرُ
والعينُ تشتاقُ هدأةً لا تَبينُ
فتستكينُ
لعبثِ التردّدِ،
صراعِ التّعاقبِ،
والتّعقّبِ
المخاتلاتِ،
التساؤلِ
والصبرِ المبينِ...
العينُ تغيبُ تغيبُ
تلمُّ عقيقَ الكلامِ،
تطيّرُ أضرحة الحمام
تحايلُ برجَ ترقّبها
وفي سرِّ توحّدها... تزأرُ
وحشاً لا يملكُ إلاّ
الزئيرَ
1/7/1999
زليخا الآن
" الآن حصحصَ الحقُّ "
وسفحُ قصيدتي شُبّاكها عبقٌ يطوفُ
يراودُ رجعَ خيالٍ
صداهُ انبعاثي من شقائقِ استشهادي
وميلادي توحُّدٌ في الانقسام...
*
أمزّقُ هذا الزحامَ، تئنّ يداي
وأستنبتُ المرايا من خلايا الخواء
*
للروحِ اختيار التمردِ،
تشقُّ غمام الغموضِ
في رَبعِ الكلام الخالي
من صحراء القمر الفضيّ وحلمها
يقطّعُ فاكهةَ الضوءِ
يريقُ بريقَ الإناء
*
أهيّءُ للطير البشائر
أُغلّقُ الأبواب
أمهّدُ الموائدَ وأفتتح الهيام
وللصديقاتِ اللاّئماتِ حقٌّ
في اقتسام الهدايا
وحقٌّ في الملذّاتِ
وحقٌّ في المماتِ على مهدِ الخطايا
*
وإذ يندى من الماءِ النداءُ ويهمُّ بي سأهمسُ
" لا تدنُ منّي " فإني هِئتُ للغيابِ
وتقمّصتُ الهلام
14/9/1999
زنّار النار
لأنّ أرجائي لامرأةٍ فقدتْ ابتسامتها؛
سينتابُ الرجلَ المرَّ حزنٌ
ويفقد نومه...
ولأن أرجائي مثقالُ ذرَّةٍ من لهبٍ
سيشعلُ الرجلُ العصيبُ أفياءه
ويشدّ حبلَ المسد
" أل التعريفِ " تبحث عن قصيدة
يحتاجُ إليَّ الكلامُ... أقولُ:
البس معناكَ وباغِتْ رعشتي
لأعرفَ كيف يفكّرُ الماءُ
بحبَّةِ الرملِ الوحيدة
حلّق
طيوركَ أبجدية
و" أل التعريف " تبحث عن قصيدة
ولأن أحجاري كلّها كريمة،
اتّحَدْتُ بالأرضِ
وبنيتُ الكلام بيأسي
أقولُ:
لم أنحنِ يوماً لعاصفةٍ...
وأمام نظرتكَ انكسرتُ
سان فالنتاين 2000
في عيد الحبِّ
غرستُ وردتي الحمراءَ
في شَعري الأسود الطويلِ
شمَّها عاشقٌ
وغاب في المساء
14/2/2000
النداء الأخير
هذا ندائي الأخيرُ
المسْ أصابعَ النجوم
لترقص خيولُ المساء
أعطِ الشمس أشعتها
يختلف النهارُ
وتضيء النساء !!.
9/8/2000
مشهدٌ جانبيّ لشجرةِ السرو
أبتدىءُ المساء
باسمِ اللون المتلاطمِ
موجَ محوٍ ولغات
أبتدىءُ الأمنياتِ الأشهى
كانفجار العطرِ من فخذِ اللقاء
تفضحني اللذائذُ
فتحملُ زهرتي ضوعها
وتغادرُ
أأرتكبُ جرم الغيابِ
لأواري سوأة قلبي؟؟
هل يهدم صوتي عاصمةَ الانهدامِ
حين تلبس الجماجمُ أرديتها
وتنفثُ آخر الكلمات
في غفلة الترابِ
كي يبلغ المساءُ أشدّهُ
وتبلغ الكائناتُ الفطام...
الآن أعصفُ
وشجرةُ السروِ طالتْ طالت
وما وجدتْ سحاباً
فارتجفَت تهزّ عروشاً غادرتها البلابلُ
وعروشاً تحاولُ
الآن
أختتمُ المساءَ باسم السروةِ الخضراءِ
ستهوي في الثلج القريب
حوار الانتظار
ـ إني انتظرتُكِ
ـ ولم آتِ،
سألتُ مرآتي مَن الأجملُ؟
كلّ العذارى الآنَ
يرقصنَ في البارِ الذي راوغته الموائدُ
لتغادر الأرصفةُ العواصمَ
ويصيرَ كلّ السّائحين وجهك
وأعدّ أحلامَ الطفولةِ
بالأيقونات
والخرزاتِ الزرقِ والبخورِ...
وخرافًُ العيدِ البعيدِ... العيدُ بعيد...
حتى يفوحَ تفاحُ المراحلِ
في حرمِ الحواس
ـ إني انتظرتكِ
ـ بكَ انهمكتْ شموسُ المغيب
تحيكُ التحيّةَ لقوّتكَ الشراعية
وانحنت كل السيوف
فوق غرّتكَ قناطرَ
ـ إني انتظرتكِ
ـ ولم آتِ،
سألتُ مرآتي مَن الأجملُ؟
...
وانكسرتُ...
البرزخ
وأقطعُ برزخَ أمّي
لأصبَّ في كهفِ التفاصيلِ الدّقيقة
جسداً يبلّلُ ذاكرة النقيضِ
يسامرُ الأثمارَ
ويعلّمُ حوّاءَ الأسماءَ كلّها...
وآدمُ ماءٌ
يسوسنُ السماءَ
فتهطلُ المعجزات...
يقظة " سميراميس "
في تشرين أحتاجُ إليكَ
ورديّاً وطائراً
فتصلُ جناحاك المعابدَ
تمسح بالزيتِ أخاديدها
فتنكشفُ سيرتنا الذاتيّةَ
في تشرين أحتاجكَ
لتعلّقَ فوق الخرائب
حدائقَ بابل
سان فالنتاين 2001
في عيد الحبّ
أيقظتُ وردتي الحمراء
من تراب القصيدة
أثمرتْ غيمةَ ورود
استظلَّ تحتها عاشقٌ
وتابع السفر...
14/2/2001
سان فالنتاين 2002
في عيد الحبّ
خبّأتُ وردتي الحمراء
وراء صخرتي النائية
تفجّرَ دمها نهراً
شربَ منه عاشقٌ
فازدهر
14/2/2002
حالة ملل
في الليلِ ليلٌ غامقٌ
في الليلِ ظلالٌ تهدلُ:
أشقيٌّ باعَ أمجادَ البكاءِ
كي يستمرّ الغصنُ منفرداً
ويحتسي فنجانَ رغبته بارداً،
من غير سكرٍ أو دموع؟...
أمْ:
شقيٌّ يرضى بأنصافِ الحلولِ
ويغضُّ الطرفَ عن تيه المحبةِ،
عن دفءِ النشيد
ثم يولجُ أنفاسَه في نفَسٍ / سديم
ويشهقُ:
هل يملّ الله من لغة التكاثر
من لحمِ التداولِ
هل يكتفي؟...
في الليلِ ظلالٌ ترفلُ
وشقِيُّنا
غامَ غيمُ رغبته في غديرِ الكبرياءِ
أشعل لحناً عالياً
ثم أطفأه
ونام
...
حزام كاشف
اشتعلْ
كلّ مَن حولكَ أشلاء
والروح توافيكَ
لتدخل الأرضَ الحلالَ
كما دخلتَها أول مرة
مشرقاً في سفحِ سريرٍ
كفنجانِ قهوةٍ
إثرَ مساءٍ عاصف
اشتعلْ
حزامُك أمن أطفالٍ يجيئون
ستهديكَ السماءُ بعضَ مفاتيحها
وتفيض عليك الأرضُ بوردتها / الأحجية
حين تعطيها حذافيرَ نفسكَ
تدنو إليها بشكلٍ صريح
وتنأى قطوفكَ عن تدابيرِ الغزاة
اشتعلْ
أشعلْ أسلاكَ الهلاك
مدركاً عميقَ جدواكَ
منذ اقتلاع الزهرة الأولى
من مهدِ كرملها
حتى أقصى قمرٍ
يقيم فوق مآذن الأقصى
4/1/2002
سان فالنتاين 2003
في عيد الحبّ
عرفتُ أني بلا وردةٍ
وأنّ حبيبي مالَ نحو الرملِ
وأني بلا خمرٍ
فسقيتُ الوهمَ وجدي
وتركتُ الكؤوسَ لمنفاها الباردِ
#سوسن_السباعي_الجابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟