أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حبش كنو - تصفية بشار الأسد














المزيد.....

تصفية بشار الأسد


محمد حبش كنو

الحوار المتمدن-العدد: 5472 - 2017 / 3 / 26 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التخلص من بشار الأسد ليس أمرا مستبعدا في ظل التجاذب الروسي الإيراني في سورية أو حتى توافقهما من منظور آخر ولفهم هذه القضية يجب أن نعرف كيفية تفكير كل دولة اتجاه الوضع السوري فالإيرانيون دخلو من منظور عقائدي يفضي إلى المصالح الجيوسياسية عكس الروس الذين دخلو من منطلق جيوسياسي بحت .
من هذا المنطلق فإن الإيرانيين يريدون سوريا دولة دينية لأنهم يحققون عبر ذلك محاصصة طائفية يتحكمون عبرها في القسم العلوي عدا عن أن إيران تريد دولا دينية على شاكلتها في المنطقة حتى لو كانت سنية وهذا هو سر دعمها لبعض الحركات السنية في المنطقة كحركة حماس و جماعة الإخوان المسلمين في مصر الذين لم يخفو هذه العلاقة يوم حكمو مصر وكانت أول زيارة للرئيس المصري محمد مرسي نحو طهران وليس نحو أية دولة سنية تتماهى معها في الطائفة والعقيدة .
بالمقابل فإن الروس يتخوفون من كل هذا ويريدون أن تبقى منطقة الساحل تحت أيديهم ونفوذهم لضمان تواجدهم في المتوسط مع بقاء المنطقة علمانية ترتبط معهم بمصالح سياسية مع تخوفها لو انقلب الحال في سورية إلى جماعات عقائدية دينية قد تنسف كل مخططاتها في المنطقة .
في ظل هذا التجاذب قد يلجأ الروس للتخلص من الأسد بالإتفاق مع كتلتهم من الضباط السوريين الموالين لهم سواء من العلويين أو غيرهم بالتراضي مع الكتل السنية المعارضة التي بدأت تدخلها تحت جناحيها رويدا رويدا وبالمقابل قد يلجأ الإيرانيون أنفسهم للتخلص من بشار فيما لو وجدوه عبئا عليهم وحجر عثرة في تحقيق مصالحهم خاصة لو رأوه أكثر تقاربا مع الروس .
كل ما سبق في حال لو اختلف الروس والإيرانيون لكنهم قد يتفقون على نفس الحل أيضا بمشهد أشمل في المنطقة استباقا ربما لما ينسجه الغرب من تغييرات للجغرافية السورية وبالتالي فإن التخلص من بشار وكسب كتلة المعارضة عبر تركيا قد يكون حلا لكن ذلك يعتمد على مدى قوة المعارضة في الفترة القادمة فإذا استطاعت تحقيق المزيد من الإنتصارات كما يحدث الآن في أرياف حماة وداخل دمشق فإن الروس بالذات لن يستمرو في دفع الفاتورة الباهظة لدعمها الجوي خاصة أنها لا تستطيع صد قوى المعارضة رغم القصف الكثيف والمكلف وبالتالي فهي في حرب استنزاف طويلة الأمد ولذلك بدت روسيا أكثر تنسيقا مع أمريكا في الأيام الماضية وأكثر تقربا من القوات الكردية التي أثبتت مهارتها مقارنة بقوات النظام التي أثبتت هشاشتها خاصة في أحداث دمشق وحماة الأخيرة .
ولفهم كيفية السيناريو الذي قد يلجأ إليه الروس والإيرانيون فإن التخلص من بشار ستكون له رمزية كبيرة في تهدئة المنطقة خاصة بالإتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين السورية التي لم تقطع حبل الود أبدا مع إيران وظلت المباحثات السرية قائمة منذ زمن ربما لعقد صفقة ما في المستقبل وهي صفقة ستكون في الإطار العام مع جماعة الإخوان في تركيا ( حزب العدالة والتنمية ) وجماعة الإخوان المسلمين في سورية والتي ترتبط بشكل عضوي مع إخوان تركيا وكذلك إخوان مصر الذين تترابط مصالحهم الودية مع إيران منذ القدم .

الإتفاق سيكون بين روسيا وتركيا وإيران والكتلة الأبرز للحركات الإسلامية في المنطقة جماعة الإخوان المسلمين و يتم التخلص من بشار كشخص والتوافق مع النظام بكل مرتكزاته القديمة مع إعطاء مساحة أكبر للمعارضة بتوافقات ربما تكون معقدة أو فيها خديعة لها وبذلك يضمنون عدم سقوط مرتكزات النظام وإطفاء جمرة هذه النار وفي تجارب المنطقة شواهد كثيرة على تنفيس الشعوب عبر تغيير رأس أنظمتها رغم أن الأنظمة نفسها باقية وتتمدد .

في الفترة الأخيرة تسربت أنباء إعلامية هنا وهناك عن إصابة الأسد بجلطة دماغية أو ربما بطلق ناري من حرس شخصي إيراني وهذه الدعاية تكررت كثيرا في السنوات الأخيرة وتقف خلفها غالبا مواقع إيرانية أو تابعة لحزب الله والهدف منها الإيهام غير المباشر أن الأسد تحت سيطرتهم حيث تتكرر دائما جملة أصيب بطلق ناري من حرس شخصي إيراني ولعل إيران ترسل رسائل للمعنيين بالأزمة السورية أن مصير الرجل بيديها خاصة أن مثل هذه القصص تتكرر مع انطلاق أية مباحثات للحل ولربما تفعلها إيران يوما في صفقة ما بما أن الأسد مجرد شخص لا يهمهم بقدر ما يهمهم هذا النظام الممتد جذوره نحو الأرض .
في المحصلة هذا النظام زائل لأنه لا يمكن للمجتمع الدولي القبول به بعد كل هذا الدمار ولكن وجوده ضروري للجميع مرحليا وهو جزء من صناعة هذه الفوضى الخلاقة وعندما ينتهي دوره فإن أول من سينهونه هم حلفاؤه بتفاهمات دولية أو بدونها وقد تكون مسألة وقت فقط والمستقبل قد يكون فيه الكثير من المفاجآت التي تتفق أو تخالف توقعاتنا .



#محمد_حبش_كنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمون جذر الإرهاب
- تأثير مفهوم الألوهية على شكل نظام الحكم
- الشيعة والسنة من يمثل الإسلام ..؟
- الإسلام الحقيقي بين الواقع والخيال
- قصيدة أبنة الشمس
- أبنة الشمس
- أزمة العقل العربي
- داعش داعرة الحي
- تجديد الخطاب الديني .. الآليات والعوائق


المزيد.....




- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...
- سلطنة عمان: قتلى ومصابون في إطلاق نار قرب مسجد.. والشرطة تصد ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- أربعة قتلى بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- الشرطة العمانية: قتلى ومصابون في إطلاق نارفي مسقط
- الجيش الأميركي: الحوثيون شنوا هجمات متعددة على ناقلتي نفط


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حبش كنو - تصفية بشار الأسد