أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - عن زيارة العبادي لأمريكا















المزيد.....


عن زيارة العبادي لأمريكا


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5468 - 2017 / 3 / 22 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقال عن العراقيين أنهم أعداء أنفسهم، وأعداء أي نجاح يصيب بلدهم، وعلى استعداد لمعاداة أي بلد يقدم لهم الدعم، وأنهم يمنحون الأولوية للخلافات الشخصية على المصالح الوطنية. ولدينا أمثلة كثيرة لا مجال لعدها، وعلى سبيل المثال، فقد أفشل البرلمان قبل سنوات مشروعاً كبيراً لبناء مساكن، قدمه رئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي، لأنهم اعتبروا نجاح المشروع بمثابة دعاية انتخابية له، فحرموا الشعب من هذا المكسب نكاية بالمالكي. ولا أدري ما الخطأ في كسب الشعبية عن طريق المنافسة في خدمة الشعب؟ كذلك في وقتنا الحاضر هناك من يتمنى فشل قواتنا المسلحة في دحر الإرهاب الداعشي في الموصل لأنهم يرون في حالة النصر، دعاية لرئيس الوزراء الحالي الدكتور حيدر العبادي، كما ويتمنون فشل زيارته لواشنطن. ومن الفبركات السخيفة المضحكة التي تم ترويجها قبل أيام، أن المالكي يخطط لانقلاب عسكري وبدعم من الحشد الشعبي ضد العبادي!!

شئنا أم أبينا، فالعراق بوضعه البائس والمشتت منذ إسقاط حكم البعث عام 2003، صار لأمريكا دور كبير في استقراره، ولا يمكن للعراق أن يستقر ويستعيد عافيته إلا بمساعدة أمريكا، وبناء علاقات طبيعية جيدة مع دول المنطقة. ولكن الحقيقة المرة تؤكد أن أغلب الكيانات السياسية العراقية مستعدة للتعاون مع الشيطان ومع أية حكومة إقليمية على حساب المصلحة الوطنية، لإفشال الحكومة المركزية في خدمة الشعب. لذلك فما أن ينوي رئيس الوزراء العراقي، وأياً كان، بزيارة إلى واشنطن لكسب دعم الأمريكي، حتى وتبدأ المقالات وضجيج الفضائيات بالترويج بفشل الزيارة، وحتى قبل البدء بها. فبعد استلام ترامب للرئاسة الأمريكية تم الترويج أنه (ترامب)، رفض توجيه الدعوة إلى العبادي لزيارة واشنطن، الأمر الذي نفته الإدارة الأمريكية الجديدة، وأكدت الدعوة.

كذلك يريد هؤلاء من العراق المرهق بعواقب الحروب الصدامية العبثية، وكوارث الحملات الإرهابية البعثية الداعشية، يريدون منه أن يعادي أمريكا والدول الإقليمية وبمختلف الذرائع والحجج. فعندما قام وزير الخارجية السعودي بزيارة إلى العراق من أجل إطفاء المشاكل، بعد ما تأكدت السعودية من فشل سياستها الخاطئة في معاداة العراق والدول الأخرى، وأنه من الأفضل للجميع إعادة العلاقة الودية بين البلدين، فتم الترويج أن الوزير السعودي مرسل من قبل الرئيس الأمريكي ترامب لابتزاز العراق، وأنه قدم قائمة من الشروط المجحفة، والمذلة لحكومة العبادي مقابل الدعم لدحر الإرهاب وإعادة إعمار المناطق التي تعرضت للدمار، وهذه القائمة تضم ((ثلاثة عشر "شرطاً" بينها: حلّ الحشد الشعبي، وإيقاف المدّ السياسي الإيراني في العراق، وانشاء 7 قواعد عسكرية أميركية، والموافقة على برنامج النفط مقابل البناء! .. وبخلاف ذلك ستكون لدى إدارة ترمب "الخطة B "، وهي ترتيب "انقلاب عسكري" بقيادة شخصية عسكرية مقبولة في الشارع العراقي!.. وأرفقت الحملة بحملة أخرى تدعو العبادي لوقف "التحالف" مع الولايات المتحدة وعقد حلف جديد عراقي – إيراني – روسي – سوري!))(1)

وأخيراُ، ورغم كل هذا التشويش والضجيج الإعلامي المخرب، قام الدكتور العبادي بالزيارة، وحسب ما عرضه الإعلام العالمي المحايد، فقد حققت الزيارة نجاحاً باهراً، وكان اللقاء بين رئيسي ووفدي البلدين في غاية الود والاحترام والنجاح(2 و 3). و عاد رئيس الوزراء بباقة من الاستحقاقات والانجازات وعلى رأسها مواصلة الدعم الأمريكي في دحر الإرهاب الداعشي، وإعادة اعمار المناطق التي تعرّضت للدمار بسبب الإرهاب، والعمل على إعادة سكانها النازحين إليها.

فما حققه العبادي من إنجازات يعتبر كارثة لأعداء النجاح، لذلك تراهم ينبشون في كتب التاريخ للعثور على تعبير قد يساعدهم على إظهار النجاح بالفشل الذريع، والخاتمة القاتلة للعبادي. إذ كتب أحدهم مقالاً عن الزيارة بعنوان (العشاء الأخير للعبادي في واشنطن)، ولا يخفى على القارئ اللبيب أن العنوان مأخوذ من لوحة (العشاء الاخير) للفنان ليوناردو دافنشي عن السيد المسيح الذي تم صلبه بعد ذلك العشاء، وهو تشبيه غير موفق، وذو غايات لئيمة.

وكل هذا الضجيج يجري لتقرير وضع المنطقة ما بعد داعش، إذ باتت هزيمة هذه العصابات الإرهابية حتمية. والجدير بالذكر أن قادة السنة هم الذين جلبوا الدواعش إلى مناطقهم للتخلص من المالكي، برفع اسطوانة العزل والإقصاء والتهميش. وبالتالي انقلب السحر على الساحر كما هو معروف في حالات من يعتمد الإرهاب لنيل مكاسب سياسية. وفي هذا الخصوص قال الصديق والكاتب الإعلامي السيد علاء الخطيب في مقال له: (هناك مقولة يرددها اهالي المناطق التي سيطر عليها داعش وهي: أن الأمريكان تبنوا الكورد، وإيران تبنت الشيعة، والسنة بقوا مشردين. هذا احساس منتشر في الشارع السني.)(4)

في الحقيقة أن مشكلة السنة لم تأتِ من عدم وجود من يتبناهم، بل بسبب كثرة وسوء نوايا من تبناهم، وهم السعودية وقطر ودولة الإمارات وتركيا. فهذه الحكومات هي التي أغرت قادة السنة السياسيين بالسحت الحرام، وبفضلهم جلبوا لهم الدواعش، وسموهم في أول الأمر بالثوار المحررين لمناطقهم من حكومة بغداد التي يهيمن عليها الشيعة الصفوية الموالية لإيران الفارسية المجوسية، كما يزعمون. وقادتهم مازالوا يواصلون عقد مؤتمراتهم التخريبية في جنيف وتركيا لتمزيق العراق إلى كيانات هزيلة يسهل ابتلاعها من قبل الحكومات التي تبنتهم. وهؤلاء هم الذين يحاربون أي نجاح تحققه الحكومة العراقية.

خلاصة القول: ليس من مصلحة العراق معاداة أية دولة في العالم، بما فيها إيران والسعودية. وكما أكد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، أن العراق لا يريد أن يكون طرفاً في الصراعات الإقليمية. والعراق بأمس الحاجة إلى كسب أمريكا وإيران والسعودية وغيرها إلى جانبه. ويبدو أن العبادي قد حقق الكثير من النجاحات في هذا المجال.
وموتوا بغيضكم يا أعداء العراق، إذ لا يصح إلا الصحيح.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــ
روابط ذات صلة
1- عدنان حسين: سرّ الشوشرة على زيارة العبادي لواشنطن!
http://www.almadapaper.net/ar/news/527089/سر-الشوشرة-على--زيارة-العبادي-لواشنطن

2- كلمة العبادي بالعربية خلال لقائه ترامب (فيديو)
http://www.akhbaar.org/home/2017/3/225873.html

3- بيان مشترك: العراق وأمريكا يؤكدان على الالتزام بشراكة شاملة للسنوات المقبلة
http://www.akhbaar.org/home/2017/3/225867.html

4- علاء الخطيب: رؤية... ما بعد داعش
http://www.akhbaar.org/home/2017/3/225333.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى جريمة حلبجة..لكي لا ننسى ولا تتكرر
- حول رسالة عزت الدوري المفبركة
- أين مؤسسة الذاكرة العراقية؟
- حقيقة التيار الصدري في عيون القراء
- هل صار التيار الصدري أداة لنشر الفوضى!
- هل الحل بإلغاء الديمقراطية؟
- ترامب و مخاطر سياسة حافة الحرب
- ترامب في خدمة الإرهاب
- ليعلن بارزاني الإنفصال!
- من دمر الدولة العراقية؟
- مهزلة مؤتمرات السعودية ضد الإرهاب!
- شبكات لصناعة الأخبار الكاذبة
- اختطاف أفراح شوقي نسخة من اغتصاب صابرين؟
- أوباما وسياساته التخريبية عند الوداع
- قانون العشائر يعيق تطور الدولة المدنية
- لماذا كل هذا العداء لإيران؟
- استعادة حلب...انتصار بطعم الهزيمة!
- عبدالخالق حسين - كاتب وباحث سياسي عراقي مستقل - في حوار مفتو ...
- في وداع فيدل، آخر عمالقة الاشتراكية
- إلى متى السكوت عن تمادي السعودية في إهانة الشعب العراقي؟


المزيد.....




- -أرض العجائب الشتوية-.. قرية ساحرة مصنوعة من كعكة الزنجبيل س ...
- فيديو يظهر ضباط شرطة يجثون فوق فتاة ويضربونها في الشارع بأمر ...
- الخارجية اليمنية: نعتزم إعادة فتح سفارتنا في دمشق
- تصفية سائق هارب اقتحم مركزا تجاريا في تكساس (فيديو)
- مقتل 4 أشخاص بحادث تحطم مروحية تابعة لوزارة الصحة التركية جن ...
- -فيلت أم زونتاغ-: الاتحاد الأوروبي يخطط لتبنّي حزمة العقوبات ...
- مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بإطلاق للنار في جني ...
- بعد وصفه ضرباتها بـ-الوحشية-... إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب ...
- أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة
- كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - عن زيارة العبادي لأمريكا