أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - المسلمون والنظام العالمي الجديد ح2














المزيد.....


المسلمون والنظام العالمي الجديد ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5467 - 2017 / 3 / 21 - 22:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في معرض تشكيكه في دوافع التجديد وإشكاليات الفهم الكهنوتي التأريخي لمسائل الحداثة والعولمة وحقوق الإنسان والحريات الفردية، يكرر اليعقوبي بسماجة معتادة صوت المدرسة المحافظة بكل تعنتها وتخلفها المريب، فيقول (لما تشكلهُ العولمة من خطرٍ على فكر المسلم وعقله وثقافته، مُستهدفاً استلابه فكرياً وثقافياً قبل كل شيء.. فضلاً عن وعينا أن أغلب الدراسات والبحوث الصادرة، قد تناولت هذه الظاهرة من وجهة نظر قومية، الأمر الذي لفت انتباهنا إلى قلة الدراسات التي تناولت هذه الظاهرة من وجهة نظر اسلامية فكرية أكاديمية ، فالساحة العربية والاسلامية شهدت بروز تناقض فكري بين التيار الاسلامي وبقية التيارات الاخرى من ناحية وتيار العولمة من ناحية أخرى، فكان كل فكر يقف على جانب محدد من تلك الساحة متسلحاً كل منهما بأسلحته الخاصة ووسائله المتميزة، فالفكر الاسلامي المعاصر تسلح بعقيدته وخصوصيته الاسلامية، بينما تسلّح الفكر العولمي بخصوصياته مستفيداً من تطوره العلمي والتكنولوجي وصولاً إلى ثورة المعلومات والاتصالات التييحاول فيها تصدير ثقافة الصورة والصوت) .
هذا الموقف المتشنج الإنشائي في غالبه الخالي من تفاصيل علمية دقيقية وحجج منطقية هو سلاح الفكر الإسلامي قديمه ومعاصره ما عدا القلة القليلة من الأفكار والدراسات التي تنطلق منفردة خارج المؤسسة الدينية المترهلة فكريا بتأريخيتها المفرطة، فتكرير مقولات أستهداف الإسلام والخصوصية وضياع الهوية هي السمة البارزة حتى في الدراسات التي تصنف على أنها أكاديمية، وهذه هي الأزمة (إن المواجهة الجديدة المباشرة بين الاستراتيجيات الغربية المعاصرة قد اوضحت أن الأهداف الغربية والاستعمارية قد اختلفت إذ اكتسبت بعداً جديداً، فبعد ان كان هدف الاستراتيجية الاستعمارية منحصرًا بالاقتصاد من خلال سيطرتها على العالم الإسلامي امتد نحو بُعد جديد هو السيطرة الحضارة والصراع الحضاري) .
المشكلة المستعصية في جذور الفكر الإسلامي بتأريخيته وعمقه الواعي واللا واعي ينحصر في نقطة مهمة جدا، هي أن هذا الفكر ما زال يحلم بالتوسع والتفرد والأفضلية، وما زال يؤمن بالغزو والتوسع وفرض الإسلام على العالم شاء العالم أو أبى، لم يقر ولم يسكن هذا الصدى الخفي في عقل المسلم المفكر ، فهو لا يرى غير هذا الحل ولا يتصور وجود العالم المتعدد والمتنوع والمختلف واقعا، إنه ينفي من حيث لا يعلم الأخر بل ينفي أن يكون من حق الأخر أن يتواجد على السطح معه، فكل التبريرات التي يسوقها يرفض فيها التجديد والتغيير لأنها لا تحقق له الحلم الباطن ولا تؤمن له السيادة العالمية.
صحيح جدا أن عالم العولمة وما بعد العولمة والحداثة وما بعد الحداثة لم يكن هناك أتفاق غالب عليها كواقع في المجتمعين العربي والإسلامي، ولا في الفكر العام فيهما لأعتبارات أما فكرية بحته أو فكرية أيديولوجية، ولكن المشكلة ليست في هذا التفاوت والأختلاف، بل القضية الكبرى هو عدم هضمنا التام والحقيقي للأفكار والفلسفات المرتبطة بها، وبالتالي فالمجتمعين العربي والإسلامي ما زالا في طور التلقي والأستيعاب، وهذا يحتاج منا وقتا ما للتقرب والفهم والإدراك أن التحولات الكونية في كل نواحي الحياة لا تنتظر موقفنا منها رفضا أو قبولا، بل تحتاج منا دوما إلى المبادرة إلى تسخير المعطيات التي تنتج وزجها في عملية التحول والتغيير.
يوشر الكاتب كاظم حبيب هذا الواقع المعرفي والفكري ويحدد مسارا عملاتيا يمكن أن ينجح في تسريع عملية الأستفادة من إمكانيات النظام العالمي الجديد بمطروح العملي والنظري، فيقول أولا وتحديدا على الجانب المؤيد للعولمة والحداثة (وهناك من اليساريين العرب وغير العرب من يرى في عملية العولمة فرصة سانحة لتسريع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتغيير واقعها الراهن, خاصة وأنها تمتلك مقومات خوض هذا التحدي العصري, إن سعت مجتمعة إلى التعاون والتنسيق والتكامل في ما بينها واعتماد مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في حكم هذه البلدان. وتطرح في هذا الصدد تجارب النمور الآسيوية باعتبارها نماذج لمثل هذا التطور المحتمل في إطار الرأسمالية) .
فالمخاوف حقيقية من جهة التيار الإسلامي الذي لا يرى في غير الإسلام الفكري طريقا، وبالتالي أي طرح يتعارض مع أفتراضاتهم الأعتباطية أو المتأصلة في وعيهم الجمعي هو خطر وجودي، وغير حقيقية لو غيرنا قواعد الوعي وقدمنا العقل والمعقول المنطقي في التعامل مع إشكالياتنا دون التعلق بشماعة الخوف على الهوية والثوابت، وخاصة أن بعض المجتمعات التي تعاملت مع القضية برمتها ونجحت في التغيير هي مجتمعات دينية أو يغلب فيها طابع الشخصية القومية والوطنية ودون خسائر مهمة إلا ما هو عاجز بطبيعته عن التحديث والتجديد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمي فلاحة من طبقة النبلاء
- إشكاليات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في الإرث الفكري ا ...
- المسلمون وتحديات العصر _ مقدمة وتمهيد
- أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح1
- أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح2
- حكايات إيمانية
- عتابات كل خميس
- فوبيا العودة إلى المثالية الأخلاقية الدينية
- الأنتصار على الذات
- رسالة الخميس مرة أخرى
- مسائل التجديد الديني 2
- مسائل التجديد الديني
- ملك اليمين... أختراع فقهي وأجتهادي لم يرد به نص ولا حكم منير
- حوار هادئ بطعم المطر
- ستمطر عسلا وسيموت الثعبان تحت الشجرة
- الدين وموقف العقلانية منه
- جلسة سياسية عراقية ليلة أعلان فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية.
- رسالة إلى حكام بغداد
- نظرية العربة والحصان في المنطق وتأسيس الوعي.
- في سهرة الخميس ... تعالي


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - المسلمون والنظام العالمي الجديد ح2