زياد عبد الفتاح الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 5465 - 2017 / 3 / 19 - 05:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تأتي الغارة الصهيونية الاخيرة على ريف حمص الشرقي بعد دحر تنظيم داعش من مدينة تدمر, لتتزامن هذه الغارة (وقد يكون ذلك من قبيل الصدفة ) مع دخول الحرب التكفيرية على سوريا عامها السابع ..... وقد جاءت هذه الغارة بعد سلسلة من الغارت المتقطعة والمتباعدة زمنياً التي شنها طيران الكيان الصهيوني بتشجيع امريكي على مواقع عسكرية سورية خلال السنوات الخمس الاخيرة , وذلك لتشتيت وإرباك الجيش العربي السوري في تركيزه على مواجهة الحرب التكفيرية الكونية التي تُشن على سوريا , ومن ثم إحراجه وإظهار عجزه على الرد الفوري والحاسم على هذه الغارات , ولتصب هذه الاعتداءات من جهة أخرى في إطار الدعم العسكري الصهيوني للجماعات التكفيرية المُسلحة التابعة لتنظيم القاعدة والتي يُطلق عليها بوقاحة بالمعارضة السورية المُسلحة . في الوقت الذي تتلقى فيه هذه المعارضة مختلف أشكال الدعم والتسليح ليس فقط من الكيان الصهيوني ومن كبريات الدول الاستعمارية التي تقود النظام الامبريالي العالمي , بل أيضاً من أشد الانظمة الرجعية والظلامية في المنطقة بقيادة آل سعود .
ولكن قادة الكيان الصهيوني لم يتوقعوا أن زمن الاعتداءات العسكرية التي تستوجب ضبط النفس من قبل الجيش العربي السوري قد ولى الى غير رجعة , لا سيما بعدما قلب الجيش السوري بالتعاون مع حلفائه موازين القوى الميدانية بقوة لصالحه , وحقق انتصارات ساحقة في الشمال السوري وفي مختلف أرياف مدينة حلب وقام بتطهير أحياءها الشرقية من عشرات الالوف من عصابات التكفير المُسلحة .... وهنا أدرك قادة الكيان الصهيوني في غارتهم الاخيرة وبعد سنوات من العربدة فوق الاجواء السورية انهم في مأزق عسكري خطير لا يُحسدون عليه , وأن غاراتهم أو ألعابهم العسكرية الاستفزازية التي كانت تُثير اعجاب الجماعات المسلحة من خلال صيحات " الله أكبر " لن يتم تجاهلها من الان فصاعداً, وستلقى الرد الحاسم والصاعق من قبل مضادات الدفاع الجوي والصواريخ السورية .. التي ستُؤدي لأن يدب الذعر الشديد ليس فقط في أوساط الطيارين والعسكريين الصهاينة وفي مستوطنات شمال فلسطين المُحتلة , بل أيضاً بين أوساط العملاء والخونة من جماعات التكفير الطائفي ومن يمولهم ويدعمهم في أنظمة الخيانة والعمالة الخليجية والاقليمية ...... ومع دخول المُؤامرة على سوريا في عامها السابع فإن الكيان الصهيوني يشعر لاول مرة أن عليه أن يُفكر بإمعان ويُعيد حساباته لمرات عديدة قبل أن يُقدم على أي اختراق أحمق للاجواء السورية .
#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟