|
في الاردن .. قمة المواقد المشتعلة و عدم الاتفاق
عبد الخالق الفلاح
الحوار المتمدن-العدد: 5464 - 2017 / 3 / 18 - 23:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الاردن .. قمة المواقد المشتعلة و عدم الاتفاق الاوطان العربية لم ترى الخير من نتائج اجتماعات الرؤوساء في القمم السابقة ولا تبعث على التفاؤل بالقادم ، فمنذ انعقاد أولها عام 1964 في مقر الجامعة العربية بناء على اقتراح قدمه الرئيس جمال عبد الناصر عندما اعلنت دول سبع عن ميلاد تجمع على امل ان يوحد الامة العربية بعد ان فرقتهم الدول المحتلة مثل فرنسا وبريطانيا اللذان قاما بتمزيقهم ودعت القمة في حينها إلى إنهاء الخلافات وتحقيق المصالح العربية المشتركة، وإنشاء قيادة موحدة لجيوش الدول العربية وإقامة قواعد سليمة لتنظيم الشعب الفلسطيني في ظلها من اجل الوصول لتحرير ارضهم و دخلت النفوس أفراحا وآمالا فى مستقبل بناءا ومحررا لمن بقى بين مخالب الإستعمار. "هذا لايعني بأن لم تكن هناك مؤتمرا قمة قبل هذا التاريخ ومن اهم تلك ما عقدت في بيروت عام 1956"، إثر العدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة، وشارك فيها 9 رؤساء عرب أجمعوا على مناصرة مصر ضد العدوان، وعلى تأييد نضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال .واخر قمة كانت في نواكشوط العاصمة الموريتانية عام 2016التي برزت فيه الخلافات والاختلافات بشكل واضح في المواقف تجاه القضايا والأزمات العربية، وفي المقدمة الموقف من سوريا كما كان الخلاف حول الملف اليمني بين العراق وأغلب الدول العربية الحاضرة، وتحفظت كل من مصر والعراق وتونس على إدانة «حزب الله» اللبناني، واتهامه بالإرهاب وشدد المجتمعون على ضرورة تجاوز الخلافات القائمة والتأسيس لعمل عربي بنّاء يراعي متغيرات المرحلة وتطلعات الشعب العربي وينطلق من التشبث بالطرق الودية في معالجة الأزمات العربية، وتحقيق المصالحة الوطنية وتسوية الاختلافات المرحلية، سدا لذريعة التدخل الأجنبي والمساس بالشؤون الداخلية للبلاد العربية وطرحت القمة أسئلة كثيرة، منها أن القمة صارت عبئا على العرب الذين اعتادوا الهرب في خضم التحديات، ولذلك لم تكن «قمة الأمل» كما سميت بمستوى عنوانها، لا بل إن الأمل تراجع الى حد كبير في تحقيق ولو خطوة نوعية واحدة باتجاه وقف حمامات الدم السائلة في أكثر من بلد عربي، ووقف حالات الانقسام والتفتت وتدمير الذات العربية وللمرة الأولى تختتم قمة عربية دون بيان ختامي وفي اليوم نفسه الذي تنطلق فيه، إذ ابتعدت عن التعاطي مع الملفات الخلافية، وركزت على المتفق عليه، لا سيما مواجهة الارهاب والقضية الفلسطينية ورفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية.إذ كان من المعتاد عقد الجلسة الختامية والمؤتمر الصحافي لإعلان النتائج والقرارات في اليوم الثاني للقمة، حتى في حال مغادرة الزعماء، ياحسرة أسرعت خيبة الأمل تطمئننا على أن العرب لا يثقوا فى بعضهم وأن قراراتهم تصب فى النهاية فى نفس وعاء عدم الثقة و" إتفقوا على ألا يتفقوا ". فماذا ينتطرون من قمم تخدم مصالح الدول الغربية في الدرجة الاولى وهكذا كانوا وهكذا بقيوا وهكذا سيبقوا يحتفلون بوجودهم وبمناصبهم متناسيين آمال وأحلام وكرامة وحرية مواطنينيهم و مع التئام القمة العربية في البحر الميت في المملكة الاردنية الهاشمية وانتشار المواقد المشتعلة حولها واحتمالات تطاير الشرر منها هنا وهناك والذي من المقرر عقده بتاريخ 23 لغاية 29 اذار و الأسوأ ظرفيا في تاريخ العرب المعاصر فالبيئة السياسية العربية تشير لتناحر داخلي مميت واحتقان يتصاعد في دولها . ناهيك عن بيئة اقتصادية خانقة ، وفشل للمنظومة الاقليمية العربية في مواجهة كل هذا، وصياغة للمنظومة الاقليمية العربية للتمترس مع قوى اقليمية وقوى دولية ضد بلدان مجاورة تشاركها الحضارة والتاريخ والدين بقدر لم تعرفه المنطقة العربية في تاريخها المعاصر. يكونوا قد شاهدوا 28 قمة من الخلافات واصدار البيانات التي لم يلمسوا منها شيئ على واقع التنفيذ وشلل عام على مستوى التطبيق والتي كانت تعقد عند الحاجة إلا ان تم في قمة القاهرة عام 2000 الاتفاق على جعلها دورية وتكاد تكون قرارات وتوصيات القمم العربية السنوية هي نفسها في قضايا عربية وإقليمية رئيسية، والشعوب العربية تزداد سوءا عاما بعد آخر و لم تجني سوى التخلف والجوع والضياع والقهر وتنتشر الفتن التكفيرية والحروب الأهلية على اسس طائفية ويزداد العداء ويقتل العربي بالسلاح العربي وتقصف المدن والمؤسسات الصناعية العربية بالطائرات العربية ويزداد الحكام تعلقا وارتباطا بالغرب،واذا تم عقد صفقة سلاح من قبل احدى حكوماتها اول من تفكر به هي اختيار اخرى عربية اضعف منها لضربها بدل ضرب العدو المشترك والمغتصب للاراضي الفلسطينية الكيان الاسرائيلي والادهى ان تقوم الكثير منها بعلاقات سرية معها وماذا بعد ان اعلان وزير الحرب الاسرائيلي موشي يعالون ذلك بكل صراحة حول ارادة بعض تلك الدول لتطوير العلاقة مع كيانه وهي مجسدة على ارض الواقع ولا تحتاج إلا لبيان رسمي لتطبيع العلاقة معها . الحكام العرب قادرون من خلال القمم العربيةوضع الحلول على اصلاح الخراب الذي حل بالامة العربية ووقف نزيف الدم في اليمن والعراق وسوريا وليبيا والبحرين .ودعم شعوب الدول الضعيفة في الموارد المالية وليس من السهل الوقوف على حقيقة حجم الناتج المحلي الإجمالي في الدول العربية وخاصة المنتجة للنفط ، التي تدور في فلك النظام الرأسمالي العالمي، فبيانات هذه الدول من الصعب إعتمادها كبيانات على درجة كافية من المصداقية، ولكن ليس من الصعب الوقوف على مدى الفقر قياسا إلى الحد الأعلى لخط الفقر في بلدان عربية كمصر وسوريه ولبنان والأردن والمغرب وتونس واليمن وموريتانيا .ويمكن لها لو ارادت ان تقوم بتنشيط اقتصاديات اخواتها من البلدان .ومن السهل قطع علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي ووقف التطبيع ودعم نضال الشعب الفلسطيني والتصدي الفعلي لتهويد القدس ودعمها وايقاف الاستيطان .و إعادة توزيع الثروة وردم الفجوات التي تزداد يوما بعد اخر بين الدولها .فقد ضحوا بمصالحهم لصالح هذه الدويلة اللقيطة وجعلوا من بلدانهم قواعد باتت تنتشر في العديد منها وتغطية نفقاتها من جيوب واموال شعوبهم المحكومون بالنار والحديد والتي تطالب بالمزيد من الحرية والكرامة الانسانية مقابل ايقاف بناء واقامت القواعد العسكرية في أراضيها وبعد ان احتكروا السلطة واقاموا دول استبدادية مطلقة في الكثيرمن هذه البلدان
#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التحالفات الجديدة ولاء الطاعة للمخابرات الدولية
-
ورقة تسوية لحماية الارهاب
-
تركيا القرارات المحيرة والاوجاع الجديدة
-
نوروز مثل الشموسِ تُكحِّلُ الأسرارا
-
اجتماع انقرة ...واملأ ركابي فضة او ذهبا،
-
تفاءلوا بالخير تجدوه
-
على اعتاب التحالفات الجديدة والرؤية الوطنية
-
دول الفوضى واستمرار التصعيد
-
زيارة الجبير هل تعني اصلاح ما فات ..؟
-
المسارات الصادقة والانانية السياسية
-
انتصارات وحدة الارادة والكلم
-
انتصارات وحدة الارادة والكلمة
-
المنطقة ...الصراعات والتحديات
-
حق الشعب من العملية السياسية
-
خطوات التوعوية في مواجهة مخاطر المرحلة
-
التقارب الخليجي الايراني خطوة مباركة
-
سميرة مواقي شذرة الاعلام الشريف
-
الهدوء لنبعد الارهاب اولاً
-
فشل لغة التهديد والوعيد للرئيس الجديد
-
الثقافة والمثقف... الريادة ...والتأثير
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|